المحامي علي ابوحبله - "سايكس بيكو" جديد بانتظار نتائج الحرب على غزه ؟؟؟؟؟؟ متى يتحرك العرب

الحرب الصهيو أمريكية على غزه في مخططها وأهدافها أبعد من استهداف حماس وإنهاء سيطرتها على قطاع غزه

والدعاية الاسرائيليه أن الحرب على غزه جاءت في سياق الرد على تداعيات معركة طوفان الأقصى ومن حق إسرائيل الدفاع وهو موقف تبنته إدارة بايدن والعديد من الدول الغربية " أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها "



مخطئ من يعتقد أن مبررات الحرب على غزه تأتي في سياق الدفاع عن النفس كما تدعي حكومة الحرب التي يرئسها نتني اهو لأجل الدفاع عن مواطنيها ، هذه الحرب تأتي في سياق ألاستراتجيه الامريكيه الاسرائيليه بالغطاء الأوروبي بهدف تغيير المنطقة وإنهاء ملف القضية الفلسطينية ، والذي يعد بؤرة الصراع في المنطقة ، وتعتمد إسرائيل الآن في إستراتجيتها هذه وبالعودة لخياراتها بفصل قطاع غزه عن الضفة الغربية وضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية استنادا لورقة الضمانات الامريكيه ألمقدمه من إدارة بايدن والمرفقة بخرائط ومخططات سابقه و أهمها عدم العودة إلى خطوط الرابع من حزيران واستنادا إلى هذا البند فان إسرائيل ترى بغور الأردن حدودها الشرقية وبالسور العازل خط دفاعها الثاني وبمستوطناتها المنتشرة في الضفة الغربية كأمر واقع مفروض على الشعب الفلسطيني وبالقدس عاصمة إسرائيل وبعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين .



وإلا ماذا يعني تهديد نتنياهو بـ"تغيير" الشرق الأوسط؟؟؟؟ إنّ عبارة "الرد سيغيِّر الشرق الأوسط" تحمل كثيراً من الغرور والصلف من جهة، كما تحمل كثيراً من الرغبة في الاستمرار بالعمل حتى السيطرة التامة على منطقة الشرق الأوسط، حيث ترى إسرائيل وقيادتها أنّها لا بدّ أن تقود المنطقة وتتحكم فيها كيفما تشاء.

قال نتنياهو تصريحه حول "تغيير الشرق الأوسط" هذه المرة مستنداً إلى وقوف الغرب مرة أخرى خلفه بقيادة الولايات المتحدة، وأنّه مستعدّ لتغيير الموازين، وبالفعل كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حاضراً بسرعة وبموقف علني حازم.

في تهديده لقطاع غزة الذي احتوى على أوامر بارتكاب جريمة حرب بحق القطاع بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية في 7 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، توعّد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بأن الرد "سيغيّر الشرق الأوسط".

إنّ تغيير الشرق الأوسط هو لعبة كبرى بدأتها القوى الكبرى بعد انتهاء فترة الدولة العثمانية، التي تولّاها في البداية الإنجليز، ثم دخل معهم الفرنسيون والإيطاليون بدرجة أقل، بعد الحرب العالمية الأولى، وتبنته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وبهذا التصريح يؤكد الاحتلال الإسرائيلي أنّه جزء لا يتجزأ من مشروع التغيير المستمر.

في البداية، لا بدّ أن نشير إلى موقع إسرائيل في قلب الشرق الأوسط الذي اختير بعناية لتكون امتداداً لقوى الاستعمار التقليدية في العالم، حيث دُعم وجودها في فلسطين بين قارتَي آسيا وإفريقيا وعلى البحرين المتوسط والأحمر، من خلال اتفاقيات سايكس بيكو ووعد بلفور.

ودُعمت إسرائيل كـ"دولة احتلال" من القوى الغربية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، من أجل تقسيم الشرق الأوسط جيوسياسياً والحفاظ على مصالح القوى الغربية وتأمين إمدادات الطاقة، وحرصت هذه القوى على الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها على المنطقة ومارست في سبيل ذلك كل ما يمكن من ضغوط على دول الشرق الأوسط.

وجود إسرائيل وحرمان الفلسطينيين إقامة دولتهم -رغم كل الحقوق والمواثيق الدولية التي تطلب من الاحتلال السماح بقيام دولة فلسطينية- أدّى إلى إبقاء أسباب زعزعة استقرار الشرق الأوسط قائمة.

إنّ وجود الاحتلال فتح على المنطقة أول بوابة للحروب، ابتداءً من حرب 1948 وحرب 1967 وحرب أكتوبر 1973، مروراً باجتياح لبنان في 1982 والانتفاضات الأولى في 1987 والثانية في 2000، والحروب على غزة في أعوام 2008 و2012 و2014 و2021، وصولاً إلى الحرب الحالية على قطاع غزة، إذ كانت إسرائيل هي المحرك الأساسي للحروب في منطقة الشرق الأوسط، وفي كل هذه الحروب كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقف خلف الاحتلال الإسرائيلي وتمدّه بكل أنواع الدعم السياسي والمالي والعسكري والإعلامي

التوجه الاستراتيجي لحكومة الحرب التي يرئسها نتنياهو متسلحة بنظرة وفلسفة الرئيس الأمريكي بايدن عن أن إسرائيل " دوله يهودية ديمقراطيه " تتساوق مع مواقف اليمين الصهيوني المتطرف في حكومة اليمين المتطرفة التي يرئسها نتنياهو وفي مقدمتهم ايتمار بن غير وقيامه بتشكيل ميليشيات مسلحه من المستوطنين وتصريحات سموتيرش وتصريحاته عن التهجير القسري والطوعي و التي تهدف الى للتطهير العرقي و التي لا نفهم معناها من خلال تلك التغيرات التي تسعى إسرائيل لتغييرها في جغرافية المنطقة بحسب تصريحات نتني اهو ومفهومه لإعادة ترسيم المنطقة وشرق أوسط جديد بعد القضاء على حماس .

إسرائيل بكل مكونها السياسي تسعى للتطهير العرقي وسياسة الفصل العنصري وحرب غزه كشفت حقيقة الأهداف الخبيثة وتتجسد في محاولات الترحيل ألقسري للفلسطينيين الى سيناء وتعتقد أن بإمكانها النيل من الدولة الاردنيه وترى بأنه الوطن البديل للفلسطينيين ، وعبر آلتها الاعلاميه ومبررات حربها على غزه تروج أن حركة حماس إرهابيه وقد وصفتها " داعش " وتعتبرها امتداد لحركة الإخوان المسلمين وهذا الترويج الإعلامي يهدف لتمرير مخطط التهجير والترحيل ألقسري على غرار ما حدث في العراق ويحدث في سوريا



على قدر خطورة التصريح الذي أدلى به نتني اهو وخطر محاولة إعادة ترسيم المنطقة وفق مصطلح " سيكس يبكوا 2 " الذي يجب أن تدركه دول المنطقة، لأنّه سيكون بلا شك على حسابها، فالأهم أنّ التصريح يتناقض مع الحالة التي يعيشها العالم الغربي الذي بدأ يفقد هيمنته على النظام العالمي مقابل صعود قوى كبرى أخرى على رأسها الصين خصوصاً في المجال الاقتصادي، وكذلك روسيا في المجال العسكري في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية التي تعد حرب استنزافٍ للعالم الغربي، وفي ظل التحولات التي تعيشها أيضاً إفريقيا ضدّ فرنسا.

لهذا، وفي ظل رغبة الولايات المتحدة في تهدئة المنطقة وتركيزها على المواجهة مع الصين وروسيا، هناك سؤال مهم، وهو: إلى أي مدى ستقف الولايات المتحدة خلف هذا المشروع؟ وإلى أي مدى ستكون إسرائيل معزولة في حال وقوع أي تطور دراماتيكي على قوة هذه الأطراف الداعمة لها؟

ووفق كل ذلك ، تعدّ القضية الفلسطينية والقدس قلب الشرق الأوسط وروحه عبر التاريخ، وقد كان وجود إسرائيل أساساً التغيير الأكبر في الشرق الأوسط منذ أكثر من 70 عاماً، وأي تغيير تريده إسرائيل بالتأكيد لن يكون إيجابياً على استقرار المنطقة، بل على العكس، فالتغيير الحقيقي الذي لا بدّ أن تدفع إليه دول المنطقة هو ردع نتنياهو عن تهديد المنطقة والسعي لقيادتها وإرغامه على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وإلا لن تشهد المنطقة إلا مزيداً من عدم الاستقرار.

[/B]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...