لم يكن لدي موقف مسبق بقدر ما كان شعوراً بالتوجس من ذلك الكائن المسمى بالإنسان، فالحديث هنا بعيدٌ عن التأثر بتجارب الحياة التي نحتت قلوبنا وأرواحنا وأعادت تشكيلها لتكون على ما هي عليه اليوم..
فلم تتوقف المقارنات في عقلي للحظة بين البشر منذ طفولتي المبكرة، وجعلت الإنسان في حالةٍ من (الإختبار) المستمر لصدقه وطبيعته على اختلاف هوياته وتعددها المخيف بالنسبة لي، فكان كل شخص بمثابة لغزٍ جديد ومحطةٍ جديدة على صعيد الفكر والثقافة والتجربة الشخصية التي أراها غريبةً وخاصة، حيث كانت (الحالة الفلسطينية) وربما يكون هذا هو التعبير الأفضل لوصفها تقدم لي الكثير من الإجابات كطفل ومراهق نشأ في بيئة مختلطة لكنها لم تطغى على هويته الأم.. تلك التي كان هناك الكثير من (النسخ) المنبثقة عنها تبعاً للدين والخلفية الثقافية والمستوى الإجتماعي وتدخل الموقع الجغرافي فيه ليكسبها أبعاداً أخرى..
وكأي شخص يقترب (فعلياً) من الآخرين رأيت الصورة (كما هي) بمزاياها وعيوبها بعيداً عن الصورة الجاهزة التي عادةً ما تكون منحازة بالسلب أو الإيجاب، ووجدت أن هذا (المخلوق) أي الإنسان لا يمكن له أن يكون (أفضل) إلا بخروجه من دائرة (الإنكار) لكل ما لا (يهواه)، فلكلٍ منا تكوينه وأفكاره وذوقه ومشاعره لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن ما يفضله أو نشأ عليه هو الحقيقة، وبالطبع فإن قطاعاً لا يستهان به من البشر حول العالم تأثر بما حدث ولا يزال يحدث في قطاع غزة المنكوب (وأنا منهم بمعزل عن كوني فلسطينياً)، فغير الكثير من أفكاري وصقل بعض معتقداتي وأكد صحة العديد من شكوكي ونسف بالمقابل بعض ما آمنت به.. وكانت هذه فرصةً ذهبية لي لإعادة النظر والتأمل ورؤية المشهد من جديد بطريقة ربما تكون أكثر بساطة وتجرداً وأقل تمسكاً بما كنت أرى أنه جوهر الحياة.. تاركاً المساحة لمعاني أخرى وأصواتٍ أخرى قد تقودنا لحقائق أخرى تجعل من تجربة أي منا جديرة بالإحترام.. حيث علمتني غزة أن لا وقت للإنكار وأن الغيوم قد تحجب أشعة الشمس لبرهة لكنها لا تملك أن تطفأها..
خالد جهاد..
فلم تتوقف المقارنات في عقلي للحظة بين البشر منذ طفولتي المبكرة، وجعلت الإنسان في حالةٍ من (الإختبار) المستمر لصدقه وطبيعته على اختلاف هوياته وتعددها المخيف بالنسبة لي، فكان كل شخص بمثابة لغزٍ جديد ومحطةٍ جديدة على صعيد الفكر والثقافة والتجربة الشخصية التي أراها غريبةً وخاصة، حيث كانت (الحالة الفلسطينية) وربما يكون هذا هو التعبير الأفضل لوصفها تقدم لي الكثير من الإجابات كطفل ومراهق نشأ في بيئة مختلطة لكنها لم تطغى على هويته الأم.. تلك التي كان هناك الكثير من (النسخ) المنبثقة عنها تبعاً للدين والخلفية الثقافية والمستوى الإجتماعي وتدخل الموقع الجغرافي فيه ليكسبها أبعاداً أخرى..
وكأي شخص يقترب (فعلياً) من الآخرين رأيت الصورة (كما هي) بمزاياها وعيوبها بعيداً عن الصورة الجاهزة التي عادةً ما تكون منحازة بالسلب أو الإيجاب، ووجدت أن هذا (المخلوق) أي الإنسان لا يمكن له أن يكون (أفضل) إلا بخروجه من دائرة (الإنكار) لكل ما لا (يهواه)، فلكلٍ منا تكوينه وأفكاره وذوقه ومشاعره لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن ما يفضله أو نشأ عليه هو الحقيقة، وبالطبع فإن قطاعاً لا يستهان به من البشر حول العالم تأثر بما حدث ولا يزال يحدث في قطاع غزة المنكوب (وأنا منهم بمعزل عن كوني فلسطينياً)، فغير الكثير من أفكاري وصقل بعض معتقداتي وأكد صحة العديد من شكوكي ونسف بالمقابل بعض ما آمنت به.. وكانت هذه فرصةً ذهبية لي لإعادة النظر والتأمل ورؤية المشهد من جديد بطريقة ربما تكون أكثر بساطة وتجرداً وأقل تمسكاً بما كنت أرى أنه جوهر الحياة.. تاركاً المساحة لمعاني أخرى وأصواتٍ أخرى قد تقودنا لحقائق أخرى تجعل من تجربة أي منا جديرة بالإحترام.. حيث علمتني غزة أن لا وقت للإنكار وأن الغيوم قد تحجب أشعة الشمس لبرهة لكنها لا تملك أن تطفأها..
خالد جهاد..