أذكر أننا كنا متعبين، متعبين جداً، ذلك اليوم الذي تلى فيه المذيع الكريه، وبلغة انفعالية مقززة، بيان وقف اطلاق النار بأرقام تاريخه المميزة والتي ـ بلا شك ـ أختيرت عن عمد: 8/8/1988.
كنا أشبه بعمال سخرة يشقون طريقاً في جبل صخري ظهيرة آب؛ حين جاء أمر التوقف؛ وإلغاء العمل للأبد. آآآه... كنا متعبين حقاً ومحبطين إلى تلك الدرجة.
في خاتمته، أباح البيان للناس الاحتفال كل بطريقته.
دبّ النشاط فينا جميعا. خرجنا إلى الشوارع والساحات ضاحكين. كنا نغني ونطلق الأهازيج وسط أصوات العيارات النارية البهيجة. وحين كانت عيوننا تلتقي، كان يثب منها سؤال واحد لا غير: هل انتهت حقاً حرب الثماني سنوات؟!
عند الغروب، سمعنا صراخاً مألوفاً من أحد أزقة الحي، لكنه كان صراخاً وحشياً هذه المرة، أشبه بصراخ إنسان تنتزع أحشاءه. قالت أمي:
ــ الحرب توقفت. نعم. لكن الشهداء سيواصلون المجيء... لن يكف الشهداء عن المجيء.
شعرنا جميعاً كما لو أن الحرب عادت من جديد، كما لو أننا حملنا فؤوسنا وعدنا لشق الطريق في الجبل الصخري مرة أخرى، وبلا هوادة.
كنا أشبه بعمال سخرة يشقون طريقاً في جبل صخري ظهيرة آب؛ حين جاء أمر التوقف؛ وإلغاء العمل للأبد. آآآه... كنا متعبين حقاً ومحبطين إلى تلك الدرجة.
في خاتمته، أباح البيان للناس الاحتفال كل بطريقته.
دبّ النشاط فينا جميعا. خرجنا إلى الشوارع والساحات ضاحكين. كنا نغني ونطلق الأهازيج وسط أصوات العيارات النارية البهيجة. وحين كانت عيوننا تلتقي، كان يثب منها سؤال واحد لا غير: هل انتهت حقاً حرب الثماني سنوات؟!
عند الغروب، سمعنا صراخاً مألوفاً من أحد أزقة الحي، لكنه كان صراخاً وحشياً هذه المرة، أشبه بصراخ إنسان تنتزع أحشاءه. قالت أمي:
ــ الحرب توقفت. نعم. لكن الشهداء سيواصلون المجيء... لن يكف الشهداء عن المجيء.
شعرنا جميعاً كما لو أن الحرب عادت من جديد، كما لو أننا حملنا فؤوسنا وعدنا لشق الطريق في الجبل الصخري مرة أخرى، وبلا هوادة.