مسيرة عيد "الحانوكا" وتدنيس حرمة المسجد الأقصى خطر يتهدد الأمن والسلم الدولي
المحامي علي ابوحبله
رغم التحذيرات والتداعيات من مخاطر تدنيس حرمة المسجد الأقصى والمس بمكانته من قبل جماعات الهيكل المتطرفة التي دعت لاقتحام المسجد الأقصى، مستغلين انشغال العالم بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
فقد اقتحم مستوطنون متطرفون يهود باحات المسجد الأقصى، بالقدس الشرقية، مع انطلاق عيد الأنوار اليهودي، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وقال منظمو الاقتحام إن هذه المسيرة تأتي بمناسبة "عيد الأنوار اليهودي" (الحانوكا بالعبرية)، وستمر من باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، ومن ثم الحي الإسلامي في البلدة، وصولا إلى حائط البراق، الذي يسميه اليهود الحائط الغربي أو حائط المبكى، الملاصق للمسجد الأقصى.
وكانت الشرطة الإسرائيلية التي تخضع لوزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير سمحت بالمسيرة التي نظمتها جماعات يمينية متطرفة تدعو لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، ومن بينها "بأيدينا" و"عائدون إلى الهيكل".
وسمحت الشرطة عام 2003 للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، من دون الحصول على موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، علما أن الأردن هو صاحب الوصاية على المقدسات في مدينة القدس المحتلة بموجب اتفاقية وادي عربه وباعتراف عربي وأممي وباتفاق أردني فلسطيني
وقد أدانت وزارة الخارجية الأردنية سماح الشرطة الإسرائيلية بـ"مسيرة المتطرفين"، كما استنكرت "دعوات هؤلاء المتطرفين التحريضية ضد إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، وسعيهم لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، في خطوة مرفوضة ومدانة ومستفزة"، وفق بيان الوزارة.
ويتخذ متطرفون يهود من جماعات تربط نفسها بالهيكل، من الرواية المزعومة، عن ثورة المكابيين التي حدثت في الفترة ما بين 160- 167 قبل الميلاد، وتزعم الرواية أن اليهودي "يهوذا المكابي"، هزم الإمبراطور اليوناني "أنطيوخس"، وأعاد تكريس الهيكل اليهودي في القدس.
عيد الأنوار اليهودي المعروف باسم "الحانوكا" هو مناسبة يهودية تستمر لمدة 7 أيام وثماني ليال، وعادة ما تكون في شهر نوفمبر أو ديسمبر، وفي هذا العام بدأت مع أول غروب للشمس، أمس الخميس، وتنتهي مع أول يوم الجمعة 15 ديسمبر 2023.
مجموعات أمناء الهيكل حركات دينية يهودية إسرائيلية يمينية متطرفة، تأسس أغلبها إثر نكسة يونيو عام 1967، وتطلق هذه الجماعات على موقع المسجد الأقصى اسم "جبل الهيكل"، لأنهم يعتقدون أنه الموقع الذي يوجد فيه معبدان يهوديان قدیمان دمر آخرهما على يد الرومان منذ حوالي 2000 عام بحسب الرواية اليهودية.
وهناك ما يزيد عن 60 جماعة متطرفة ذات أسماء مختلفة كلها ترتبط بالهيكل، ومن أشهرها حماة الهيكل، وأبناء الهيكل وحراس الهيكل، وبناة الهيكل..إلخ.
وتصاعد النفوذ البرلماني لجماعات الهيكل في الكنيست الإسرائيلي بشكل كبير، وبحلول عام 2003 بدأ اقتحام اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى بقرار قضائي، ومنذ ذلك الحين بدؤوا يعولون على تحقيق التقدم بشكل تدريجي، فانطلقوا بالاقتحامات الفردية ثم الجماعية عام 2006، حتى وصل الحال الآن إلى تأدية صلوات تلمودية علانية في ساحات المسجد أثناء الاقتحامات.
وأن هذه المجموعات المتطرفة بحسب تقرير مؤسسة القدس الدولية ، تخطط لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا وزمانيًا.
لتقسيم المكاني يكون عبر الاستيلاء على منطقتين: الأولى في الجهة الغربية أمام باب المغاربة قرب حائط البراق الذي يقيم عنده اليهود طقوسهم التلمودية، بذريعة أنه حائط المبكى، والمنطقة الثانية تقع في الجهة الشرقية لجهة مقبرة باب الرحمة التي تقع قبالة قبة الصخرة، ويؤدي المقتحمون اليهود عندها أيضا بعض الطقوس.
التقسيم ألزماني يعتمد على : تخصيص كل أيام السبت وكل أيام الأعياد اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى، أي ما مجموعه 150 يوما في السنة، إضافة لساعات الصباح من 7:30 إلى 11 صباحا من كل يوم.
وتتلقى جماعات الهيكل دعمًا ماليًا من الحكومة الإسرائيلية، وجمعيات خيرية في الولايات المتحدة، وكندا وبريطانيا، حتى إنهم عرضوا في السنوات الماضية مكافآت مالية، على اليهود الذين يتمكنوا من دخول حرم الأقصى أو يذبحون حيوانات هناك.
ويعد ذلك جزءًا من الطقوس اليهودية في الهيكل الأصلي، إلى حدود بداية عام 2000 كان عدد اليهود الإسرائيليين الذين دخلوا الحرم القدسي صغير جدًا ربما بضع عشرات في السنة، ولكن بعدما أصبحت حركة جبل الهيكل التوجه السائد، ارتفع هذا العدد إلى عشرات الآلاف سنويا.
بالتزامن مع تلك الدعوات، تجددت المطالب الإسرائيلية بإنهاء وصاية الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى وضرورة السيطرة اليهودية الكاملة على القدس والأقصى.
حكومة اليمين الأكثر تطرفا ويرئسها نتنياهو أرادت من صورة حدث الخميس ، نسف كل المعادلات ومحاولات تغيير واقع القدس والانقضاض على كل التفاهمات وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، نتنياهو ، بدا كأنه كسب معركة الصورة، وخصوصاً بتأكيده أن «القدس لن تقسّم، وأنها عاصمة إسرائيل الأبدية»، إلا أنه في النهاية ثمّة وقائع وحقائق على قادة الكيان الصهيوني المتطرفين وخاصة الفاشيين منهم إدراكها ، أن أي تغيير على ( الاستاتيكو) القائم معناه تغيير الأوضاع في القدس وانقضاض على كل الاتفاقات والتفاهمات.. اي تغيير اتفاق غير معلن منذ أواسط القرن الثامن عشر فيما يتعلق باكثرمنطقة دينية في العالم.. ,إن مخططات المتطرفين الأصوليين اليهود تزيد من حالة الاحتقان السائدة في المنطقة وتفضي لحرب دينيه ، وبالتالي فان حكومة اليمين المتطرفة .. بسياستها تتهدد أمن وسلامة العالم وتدفع المنطقة برمتها والعالم أجمع لأتون الحرب الدينية.. ذلك أن (الاستاتيكو) هو الذي اوقف الصراع الديني بين الأرثوذكس والكاثوليك والمسلمين مدة تزيد على 250 عاما .
دول العالم أجمع تدرك خطورة الحرب الدينية وتداعياتها واكتوت بنيرانها في العصور الغابرة ، وإسرائيل بممارسات مستوطنيها وغلاة المتطرفين الأصوليين لا تهتم بالكوارث والحروب.. وهي تدفع لأتون الصراع الديني بالسماح للاعتداءات على المسجد الاقصى والانقضاض على كل التفاهمات والاتفاقيات وهي تدرك جيدا أن المسجد الأقصى مشمول بالوصاية الهاشمية وأي إخلال بذلك سيغير من قواعد أللعبه خاصة وأن القدس هي محور الصراع
المحامي علي ابوحبله
رغم التحذيرات والتداعيات من مخاطر تدنيس حرمة المسجد الأقصى والمس بمكانته من قبل جماعات الهيكل المتطرفة التي دعت لاقتحام المسجد الأقصى، مستغلين انشغال العالم بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
فقد اقتحم مستوطنون متطرفون يهود باحات المسجد الأقصى، بالقدس الشرقية، مع انطلاق عيد الأنوار اليهودي، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وقال منظمو الاقتحام إن هذه المسيرة تأتي بمناسبة "عيد الأنوار اليهودي" (الحانوكا بالعبرية)، وستمر من باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، ومن ثم الحي الإسلامي في البلدة، وصولا إلى حائط البراق، الذي يسميه اليهود الحائط الغربي أو حائط المبكى، الملاصق للمسجد الأقصى.
وكانت الشرطة الإسرائيلية التي تخضع لوزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير سمحت بالمسيرة التي نظمتها جماعات يمينية متطرفة تدعو لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، ومن بينها "بأيدينا" و"عائدون إلى الهيكل".
وسمحت الشرطة عام 2003 للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، من دون الحصول على موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، علما أن الأردن هو صاحب الوصاية على المقدسات في مدينة القدس المحتلة بموجب اتفاقية وادي عربه وباعتراف عربي وأممي وباتفاق أردني فلسطيني
وقد أدانت وزارة الخارجية الأردنية سماح الشرطة الإسرائيلية بـ"مسيرة المتطرفين"، كما استنكرت "دعوات هؤلاء المتطرفين التحريضية ضد إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، وسعيهم لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، في خطوة مرفوضة ومدانة ومستفزة"، وفق بيان الوزارة.
ويتخذ متطرفون يهود من جماعات تربط نفسها بالهيكل، من الرواية المزعومة، عن ثورة المكابيين التي حدثت في الفترة ما بين 160- 167 قبل الميلاد، وتزعم الرواية أن اليهودي "يهوذا المكابي"، هزم الإمبراطور اليوناني "أنطيوخس"، وأعاد تكريس الهيكل اليهودي في القدس.
عيد الأنوار اليهودي المعروف باسم "الحانوكا" هو مناسبة يهودية تستمر لمدة 7 أيام وثماني ليال، وعادة ما تكون في شهر نوفمبر أو ديسمبر، وفي هذا العام بدأت مع أول غروب للشمس، أمس الخميس، وتنتهي مع أول يوم الجمعة 15 ديسمبر 2023.
مجموعات أمناء الهيكل حركات دينية يهودية إسرائيلية يمينية متطرفة، تأسس أغلبها إثر نكسة يونيو عام 1967، وتطلق هذه الجماعات على موقع المسجد الأقصى اسم "جبل الهيكل"، لأنهم يعتقدون أنه الموقع الذي يوجد فيه معبدان يهوديان قدیمان دمر آخرهما على يد الرومان منذ حوالي 2000 عام بحسب الرواية اليهودية.
وهناك ما يزيد عن 60 جماعة متطرفة ذات أسماء مختلفة كلها ترتبط بالهيكل، ومن أشهرها حماة الهيكل، وأبناء الهيكل وحراس الهيكل، وبناة الهيكل..إلخ.
وتصاعد النفوذ البرلماني لجماعات الهيكل في الكنيست الإسرائيلي بشكل كبير، وبحلول عام 2003 بدأ اقتحام اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى بقرار قضائي، ومنذ ذلك الحين بدؤوا يعولون على تحقيق التقدم بشكل تدريجي، فانطلقوا بالاقتحامات الفردية ثم الجماعية عام 2006، حتى وصل الحال الآن إلى تأدية صلوات تلمودية علانية في ساحات المسجد أثناء الاقتحامات.
وأن هذه المجموعات المتطرفة بحسب تقرير مؤسسة القدس الدولية ، تخطط لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا وزمانيًا.
لتقسيم المكاني يكون عبر الاستيلاء على منطقتين: الأولى في الجهة الغربية أمام باب المغاربة قرب حائط البراق الذي يقيم عنده اليهود طقوسهم التلمودية، بذريعة أنه حائط المبكى، والمنطقة الثانية تقع في الجهة الشرقية لجهة مقبرة باب الرحمة التي تقع قبالة قبة الصخرة، ويؤدي المقتحمون اليهود عندها أيضا بعض الطقوس.
التقسيم ألزماني يعتمد على : تخصيص كل أيام السبت وكل أيام الأعياد اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى، أي ما مجموعه 150 يوما في السنة، إضافة لساعات الصباح من 7:30 إلى 11 صباحا من كل يوم.
وتتلقى جماعات الهيكل دعمًا ماليًا من الحكومة الإسرائيلية، وجمعيات خيرية في الولايات المتحدة، وكندا وبريطانيا، حتى إنهم عرضوا في السنوات الماضية مكافآت مالية، على اليهود الذين يتمكنوا من دخول حرم الأقصى أو يذبحون حيوانات هناك.
ويعد ذلك جزءًا من الطقوس اليهودية في الهيكل الأصلي، إلى حدود بداية عام 2000 كان عدد اليهود الإسرائيليين الذين دخلوا الحرم القدسي صغير جدًا ربما بضع عشرات في السنة، ولكن بعدما أصبحت حركة جبل الهيكل التوجه السائد، ارتفع هذا العدد إلى عشرات الآلاف سنويا.
بالتزامن مع تلك الدعوات، تجددت المطالب الإسرائيلية بإنهاء وصاية الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى وضرورة السيطرة اليهودية الكاملة على القدس والأقصى.
حكومة اليمين الأكثر تطرفا ويرئسها نتنياهو أرادت من صورة حدث الخميس ، نسف كل المعادلات ومحاولات تغيير واقع القدس والانقضاض على كل التفاهمات وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، نتنياهو ، بدا كأنه كسب معركة الصورة، وخصوصاً بتأكيده أن «القدس لن تقسّم، وأنها عاصمة إسرائيل الأبدية»، إلا أنه في النهاية ثمّة وقائع وحقائق على قادة الكيان الصهيوني المتطرفين وخاصة الفاشيين منهم إدراكها ، أن أي تغيير على ( الاستاتيكو) القائم معناه تغيير الأوضاع في القدس وانقضاض على كل الاتفاقات والتفاهمات.. اي تغيير اتفاق غير معلن منذ أواسط القرن الثامن عشر فيما يتعلق باكثرمنطقة دينية في العالم.. ,إن مخططات المتطرفين الأصوليين اليهود تزيد من حالة الاحتقان السائدة في المنطقة وتفضي لحرب دينيه ، وبالتالي فان حكومة اليمين المتطرفة .. بسياستها تتهدد أمن وسلامة العالم وتدفع المنطقة برمتها والعالم أجمع لأتون الحرب الدينية.. ذلك أن (الاستاتيكو) هو الذي اوقف الصراع الديني بين الأرثوذكس والكاثوليك والمسلمين مدة تزيد على 250 عاما .
دول العالم أجمع تدرك خطورة الحرب الدينية وتداعياتها واكتوت بنيرانها في العصور الغابرة ، وإسرائيل بممارسات مستوطنيها وغلاة المتطرفين الأصوليين لا تهتم بالكوارث والحروب.. وهي تدفع لأتون الصراع الديني بالسماح للاعتداءات على المسجد الاقصى والانقضاض على كل التفاهمات والاتفاقيات وهي تدرك جيدا أن المسجد الأقصى مشمول بالوصاية الهاشمية وأي إخلال بذلك سيغير من قواعد أللعبه خاصة وأن القدس هي محور الصراع