علجية عيش - رسالة عالم الرياضيات إيفار إيكلاند إلى رئيس الوكالة الجامعية للفرنكوفونية



هل هي دعوة للتضامن مع النخبة الفلسطينية أم لإنقاذ الفرانكفونية من الزّوال و الدّمار؟

إن مشروع الفرانكفونية الذي يدعي أنه يتجاوز اللغة ويتكون من قيم وثقافة مشتركة، غائب عن أعمال الإبادة الجماعية في غزة، إذا كانت هذه الإبادة الجماعية التي تحدث بشكل شبه يومي لا تثير أي رد أو بيان من المنظمة الفرانكفونية أو الوكالة الجامعية للفرانكفونية (AUF)، فذلك لأنها لا قيمة لها، فالجماعات العربية ( الأزهر، و الأقصى، تعرضتا للتدمير، ومات العشرات من الطلاب تحت الأنقاض، دون إمكانية إنقاذهم، وحتى المعهد الفرنسي في غزة لم يسلم من القصف ودُمر جزئياً، ألا يستحق كل هذا كلمة تضامن؟ إن قارئ هذه الرسالة لا شك أنه سيتساءل إن كانت رسالة إيفار إيكلاند هي من أجل التضامن مع ساكنة غزة أم هي دعوة لإنقاذ الفرانكفونية ؟

هي الرسالة التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني ، من رئيس جمعية الشِّعْرَى لعلم الفلك بجامعة قسنطينة( شرق الجزائر)، كتبها إيفار إيكلاند، عالم الرياضيات و الرئيس السابق لجامعة باريس دوفين و رئيس رابطة الأكاديميين من أجل احترام القانون الدولي في فلسطين (AURDIP) إلى رئيس الوكالة الجامعية للفرنكوفونية ، ذكر فيها عدد الجامعات الموجودة في الجزائر ( 37 جامعة ومركز جامعي) تابعة للوكالة الجامعية للفرنكوفونية، وبالتالي فهي موجودة في جميع الجامعات، و قال انه يجب على المسؤولين عن الهياكل التي قدمت لهم الجزائر في كثير من الأحيان الإقامة المجانية أن يبرروا هذا الصمت وما يحدث في غزة، لقد تبرأت أفريقيا من فرنسا بعد انهيارها هذا العام، فخلال الشهران الأخيران عاشت غزة مسرحًا لأعمال عنف غير مسبوقة، خلفت خسائر بمادية و بشرية بما فيها الجامعات التي هي اليوم تدفع نصيبا غير متناسب من الكارثة العالمية التي تحل بهذه المنطقة الضيقة، اثنان منهم جامعتي الأزهر والأقصى، و هما عضوان في الوكالة الإفريقية للفرانكفونية.

لقد تم تدمير حرم جامعة الأزهر، وتعرض حرم جامعة الأقصى لأضرار جسيمة، حتى جامعة بيرزيت في رام الله وجامعة النجاح في نابلس، لم يسلم القصف الأساتذة ولا الطاقم الإداري ولا الطلاب، و بطبيعة الحال لم تعد هذه الجامعات قادرة على العمل، حيث أصبح الناس يفكرون في إنقاذ حياتهم أكثر من التدريس أو تلقي الدورات، بسبب "سياسة الإرهاب" من جانب المستوطنين والجيش الإسرائيلي، و قدم صاحب الرسالة مثالا عن الفترة التي تعرضت فيه أوكرانيا للغزو الروسي ، وكيف تضامنت الوكالة الجامعية للفرنكوفونية مع الشعب الأوكراني، وخاصة المؤسسات التعليمية والجامعية الأوكرانية، لكن مرّ شهران منذ أن تعرضت الجامعات الفلسطينية لاسيما التي لها مقعد في الوكالة الجامعية للفرانكفونية للهجوم والتدمير بشكل كبير، وكذلك المؤسسات الممثلة للثقافة الفرنسية، و الوكالة الجامعية للفرنكوفونية صامتة؟ .

يضيف في رسالته بأنه حان الوقت لأن تعلن الوكالة الجامعية للفرانكفونية في كل دول العالم عن تضامنها مع غزة و مع جميع المعلمين والطلاب الذين تعلموا اللغة الفرنسية، والذين يتعاونون مع الباحثين الفرنسيين، والذين يعملون على نشر الثقافة الفرنسية في جميع أنحاء العالم، و حسب رأيه فالفرانكفونية لا تقتصر فقط على التحدث باللغة الفرنسية، بل يتعلق الأمر أيضًا بالمشاركة في الثقافة و القيم العالمية التي جعلت فرنسا تبرز في العالم و تعلن تضامن البشر ودعوتهم إلى العيش في سلام ومقاومة الاضطهاد، لقد حان الوقت لكي تعلن AUF تضامنها مع الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية التي تعرضت للهجوم أينما وجدت، وأن تنأى بنفسها عن المعتدين أيا كانوا، إن قارئ هذه الرسالة لا شك أنه سيتساءل إن كانت رسالة إيفار إيكلاند هي من أجل التضامن مع ساكنة غزة أم هي دعوة لإنقاذ الفرانكفونية ؟ خاصة بعد الإعلان عن اللغة الإنجليزية لغة عالمية و بات استعمالها أكثر من ضروري في كل انحاء العالم؟
قراءة علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...