المحامي علي ابوحبله - ما يحدث في فلسطين جريمة حرب مكتملة الأركان

جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين ما كانت لترتكب بدون الغطاء الممنوح لحكومة الحرب من إدارة بإيدن وبعض الدول الغربية ومقولة " حق الدفاع عن النفس " هي مقوله باطله في مواجهة أصحاب الحق الشرعيين وحقهم الشرعي في مواجهة ومقاومة الاحتلال لانتزاع حق تقرير المصير وتحرير فلسطين من الاحتلال

أثارت زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ومن قبله مستشار الأمن القومي سوليفان ، إلى إسرائيل والمنطقة تساؤلات بشأن مدى نجاح المسئولين الأمريكيين في مهمة إخماد الصراع بالمنطقة، حيث يدفع مسئولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل لإنهاء حملتها البرية والجوية واسعة النطاق في قطاع غزة في غضون أسابيع والانتقال إلى مرحلة أكثر تركيزا في حربها ضد حماس، فضلا عن مسعى لترتيب عملية تستهدف ضبط إيقاع التوترات الإقليمية المتصاعدة.

وكان لوقع تصريحات جيك سوليفان ، مستشار الأمن القومي الأمريكي، خلال زيارته إلى إسرائيل، يومي الخميس والجمعة الماضيين، بالتوقّعات الإعلامية عن " ضغط أمريكي " لوضع حد زمني للحرب البربرية الهمجية التي تشن على غزه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ، وتحدث بدلا عن ذلك أن " تحقيق أهداف إسرائيل في الحرب سيستغرق شهورا، لكن القتال سيستمر على مراحل، من الحملة الحالية التي تعتمد على القصف المكثف والعمليات البرية" إلى " الاستهداف الدقيق لقادة حماس"!

هذه التصريحات يمضونها ودلالاتها رأت فيها حكومة الحرب التي يرئسها نتنياهو باعتبارها فترة" سماح " أمريكية جديدة تطلق يد جيش الاحتلال في تكثيف الإبادة واختراع أنماط غير مسبوقة من الإجرام الجماعي والهمجية وإذلال الكرامة البشرية ضد الفلسطينيين.

بعد يوم واحد من تلك التصريحات أقدمت قوات الاحتلال على ارتكاب جريمة دفن مواطنين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان ،. سبق ذلك إخراج قوات الاحتلال للجرحى إلى العراء في أجواء برد شديد واعتداؤها على كوادر طبية وتدميرها الجزء الجنوبي من المشفى فيما 12 طفلا ما زالوا يتواجدون داخل الحاضنات دون ماء ولا غذاء.

في اليوم نفسه أعلن جيش الحرب الصهيوني أنه قتل " بالخطأ" ثلاثة رهائن لأن جنوده اعتقدوا بأنهم يشكلون تهديدا لهم، في دليل آخر على " الاستهداف الدقيق " الذي تحدّث عنه سوليفان، والذي لم يعد يميز بين أسرى إسرائيليين كانوا يحملون خرقة بيضاء ويتحدثون بالعبرية لمنع استهدافهم.

كشف موقع بريطاني عن شكل آخر من الإجرام الإسرائيلي بنقله عن أحد سكان غزة قوله إن الجنود الإسرائيليين قيدوه وربطوا عليه متفجرات ووضعوا على رأسه كاميرا ثم أدخلوه في نفق يشتبهون في وجود عناصر من " كتائب القسام" فيه بقصد تفجيره بهم.

هذه الجرائم البربرية الوحشية وهي غير مسبوقة في تاريخ الحروب لم تعد تقتصر على الأحياء بل امتدّت لتشمل الأموات، وقد نقل عن مصادر إعلاميه في غزه ووفق ما تناقلته وسائل الإعلام ، صورة عما حصل في مقبرة الفالوجا بعد أن نبشت الخرافات العسكرية الإسرائيلية القبور فيها، وعن اكتشاف بعض السكان فقدان بعض أقاربهم، كما أشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى سرقة الجيش الإسرائيلي لجثث يعتقد أنها تخص نشطاء فلسطينيين.

إضافة إلى تجريف المقابر وسرقة الجثث ودفن الأحياء يواصل جيش الحرب الصهيوني اعتقال آلاف المدنيين ومنهم أطباء وممرضين ومسعفين ، وارتكاب جرائم إعدام ميدانية، وهناك مناظر تقشعر لها الأبدان وهي صور تعرية لمواطنين فلسطينيين أجبرتهم قوات الاحتلال خلع ملابسهم وعمليات تنكيل واختفاء قسريّ للمئات منهم.

كل المؤشرات تدلل أن هناك خلافات بين إدارة بإيدن وحكومة نتنياهو ، و أن إسرائيل تتجه إلى مزيد من التعنت والتشدد في مواقفها ، وإلى ارتكاب المزيد من الجرائم الأشد همجيه و إجرامية و أشد وفظاعة، مراهنة، في ذلك، على عدم الضغط عليها من قبل الحليف الأمريكي، وتبعية الموقف الأوروبي.

انضم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان للسلطة الفلسطينية للمطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الجرافات لدفن مصابين فلسطينيين مدنيين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وقال المرصد، ومقره جنيف، في بيان إنه تلقى شهادات وشكاوى من فرق طبية وإعلامية تؤكد أن الجرافات الإسرائيلية دفنت فلسطينيين أحياء في ساحة المستشفى قبل انسحابها منه.

وأشار المصدر إلى أنه كان بالإمكان مشاهدة أحد الجثث على الأقل وسط أكوام الرمال، وسط تأكيد مواطنين أنه كان مصابا قبل دفنه وقتله.

ولفت إلى أنه قبل نحو 9 أيام اقتربت الدبابات الإسرائيلية من المستشفى، واعتلى قناصة إسرائيليون البنايات العالية، وشرعوا في إطلاق النار على أي شخص يتحرك بالمنطقة.

وأكد المرصد أن فرقه تواصل توثيق ما جرى في المستشفى بما في ذلك المعلومات عن قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحة المستشفى. وشدد على ضرورة فتح تحقيق دولي في مجمل ما شهده المشفى من انتهاكات فظيعة، استهدفت المرضى والنازحين والفرق الطبية على مدى الأيام الماضية.

الكيان الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب يوميا في غزه والضفة الغربية وأن القتل العشوائي واستهداف المدنيين وقصف المنازل والمستشفيات ودفن الأحياء تحت الأنقاض، وتعرية الأشخاص واستهداف الطاقم الطبي إما بالقتل أو الاعتقال ووضع أشخاص أبرياء مدنيين في ظروف صعبة وقطع الماء والكهرباء والطعام والوقود جميعها تندرج تحت مسمى جرائم ترقى لجرائم الحرب ويضاف إليها التهجير ألقسري وبناء المستوطنات واستهداف الأطفال كل ذلك وغيره جرائم حرب.

وهناك قواعد للحرب يجب الالتزام بها وفقا للقوانين الدولية وفي مقدمتها أنه أثنا الحرب يتم استهداف مواقع عسكرية وبين جيش وليس استهداف المدنيين وهذه الحرب بتعدد جرائمها توصف بسياسة التوحش والقصف دون توقف ودون هدنة وبدعم غربي أمريكي مما يتطلب من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع الدولي للتحرك الفاعل وممارسة الضغوط وتحريك الدعاوى الجنائية أمام محكمة الجنايات لوقف هذه الحرب الغير مبرره وهي حرب تطهير عرقي .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...