عندما نتحدث عن الشعر بوصفه جنسا أدبيا ذا مواصفات خاصة نكون في الحقيقة نتحدث عن لوحة جمالية تمثل إحدى مناحي الحياة أو تمثل حالة من الحالات النفسية لدى الشاعر ،والشاعر المتمكن الحاذق هو الذي يتأثر بمحيطه وبما يختلج في نفسه ثم يعمد إلى تصوير ذلك كله مما يجعلنا نشعر بمتعة فنية داخلية تماما مثل المتعة التي نشعر بها أمام لوحة فنية رائعة ومتقنة.
إن المرء ليرى أمامه مناظر وصورا مختلفة تعج بها الحياة ولكنه لألفته بها ربما لا يوليها الاهتمام ولا يعطيها العناية المستحقة لها،وهي بدورها لا تثير فيه مشاعر أو عواطف ،بل ربما تعدى الأمر ذلك فنراه يمجها ونراها تثير اشمئزازه،ولكنه حينما يلتقي بها مصورة عي نص شعري نراه يعجب بها أيما إعجاب مكتشفا فيها شيئا أو أشياء جديدة ذات معان جمالية لم يكن يدري عنها شيئا قبل أن يصورها له الشاعر ،ولنضرب على ذلك مثلا ،فالأحدب قد لا يثير فينا شيئا من العواطف ،وربما غضضنا منه لقماءته،ولكن حينما نقرأ ما قاله ابن الرومي عنه نشعر بمتعة تخالج نفوسنا ،وتصبح صورته الشعرية ـ صورة الأحدب ـ غير صورته التي نراها في الواقع واعتدنا عليها.
يقول ابن الرومي عن شخص أحدب:
قصرتْ أخادِعُه وطال قذاله**فكأنه متربص أن يُصفعا
وكأنما صُفـعـت قفاه مـــــرة**وأحس ثانية لها فتجمعا
وأرى أن الذي أثار فينا الإعجاب والمتعة في بيتي ابن الرومي عن الأحدب هو براعة الشاعر في المحاكاة مما يؤكد لنا أن الإنسان ـ الشاعر ـ قادر على التغلب على ما يمكن أن يواجهه من صعوبات في مناحي الوجود،فليس من السهل على عموم الناس تصوير الأحدب بالكيفية التي صوره بها ابن الرومي.ثم إن المحاكاة إياها من ابن الرومي لصورة الأحدب الواقعية جاءت بمعان ودلالات جديدة أو لم نكن ننتبه إليها من قبل أن يصورها لنا الشاعر.
كلنا يعلم أن الشاعر الحقيقي حين يتناول الأمور والأشياء المألوفة يدركها أولا بوجدانه إدراكا ،ثم من بعد ذلك يضعها في صور ممتعة لا تلبث أن تجعلنا نحس بها إحساسا وكأننا نكتشفها لأول مرة في حياتنا.
إن المتعة في الشعر وسر الجمال فيه يكمنان في بناء القصيدة،وإفعامها بالجدة والطرافة ،وجعلها تصور الشيء كما لم نعهده من قبل بتبيان الناحية أو النواحي الخاصة بذلك الشيء وتنبيهنا إلى ما لم نكن ننتبه إليه فيها.
ولا شك أن الشعر هو غذاء للعقل ومتعة تجد النفس فيها ضالتها مما يثير فيها من أحاسيس،ومما يمدها به من معان قيمة.والشعر إضافة إلى كل هذا يرضي فينا جانبا مهما في حياتنا وهو الفضول،فطبيعتنا الإنسانية مفطورة على حب الاستطلاع والوقوف على حقيقة حياة الناس وما يجري فيها وما يشغل بالهم،فالشعر يشبع هذه الطبيعة فينا ويزيد من نموها وثرائها.
ومن الجميل في الشعر والشيق فيه في آن معا أنه يثير فينا انفعالات غير مصحوبة بألم ،وكما نعلم من علم النفس فإن الانفعالات تلعب دورا هاما في حياتنا كآحاد وجماعات فهي تحقق لنا اللذة ،كما أنها تعمل على إزالة ما ينتابنا من تبرم وسآمة وما نعانيه في الواقع من ضيق.فالألم قد نعيشه على مستوى حياتنا الشخصية أي على مستوى الواقع الحي،بينما الانفعال الناتج عن قراة نص شعري ولو كان مليئا بالصور المحزنة فلا يتسبب لنا في الألم.وهذه من صفات الشعر وميزة من ميزاته،وهي أيضا من سر جماله إذا تحققت في القصيدة كما ينبغي.
والله المولى وهو بكل شيء محيط.
إن المرء ليرى أمامه مناظر وصورا مختلفة تعج بها الحياة ولكنه لألفته بها ربما لا يوليها الاهتمام ولا يعطيها العناية المستحقة لها،وهي بدورها لا تثير فيه مشاعر أو عواطف ،بل ربما تعدى الأمر ذلك فنراه يمجها ونراها تثير اشمئزازه،ولكنه حينما يلتقي بها مصورة عي نص شعري نراه يعجب بها أيما إعجاب مكتشفا فيها شيئا أو أشياء جديدة ذات معان جمالية لم يكن يدري عنها شيئا قبل أن يصورها له الشاعر ،ولنضرب على ذلك مثلا ،فالأحدب قد لا يثير فينا شيئا من العواطف ،وربما غضضنا منه لقماءته،ولكن حينما نقرأ ما قاله ابن الرومي عنه نشعر بمتعة تخالج نفوسنا ،وتصبح صورته الشعرية ـ صورة الأحدب ـ غير صورته التي نراها في الواقع واعتدنا عليها.
يقول ابن الرومي عن شخص أحدب:
قصرتْ أخادِعُه وطال قذاله**فكأنه متربص أن يُصفعا
وكأنما صُفـعـت قفاه مـــــرة**وأحس ثانية لها فتجمعا
وأرى أن الذي أثار فينا الإعجاب والمتعة في بيتي ابن الرومي عن الأحدب هو براعة الشاعر في المحاكاة مما يؤكد لنا أن الإنسان ـ الشاعر ـ قادر على التغلب على ما يمكن أن يواجهه من صعوبات في مناحي الوجود،فليس من السهل على عموم الناس تصوير الأحدب بالكيفية التي صوره بها ابن الرومي.ثم إن المحاكاة إياها من ابن الرومي لصورة الأحدب الواقعية جاءت بمعان ودلالات جديدة أو لم نكن ننتبه إليها من قبل أن يصورها لنا الشاعر.
كلنا يعلم أن الشاعر الحقيقي حين يتناول الأمور والأشياء المألوفة يدركها أولا بوجدانه إدراكا ،ثم من بعد ذلك يضعها في صور ممتعة لا تلبث أن تجعلنا نحس بها إحساسا وكأننا نكتشفها لأول مرة في حياتنا.
إن المتعة في الشعر وسر الجمال فيه يكمنان في بناء القصيدة،وإفعامها بالجدة والطرافة ،وجعلها تصور الشيء كما لم نعهده من قبل بتبيان الناحية أو النواحي الخاصة بذلك الشيء وتنبيهنا إلى ما لم نكن ننتبه إليه فيها.
ولا شك أن الشعر هو غذاء للعقل ومتعة تجد النفس فيها ضالتها مما يثير فيها من أحاسيس،ومما يمدها به من معان قيمة.والشعر إضافة إلى كل هذا يرضي فينا جانبا مهما في حياتنا وهو الفضول،فطبيعتنا الإنسانية مفطورة على حب الاستطلاع والوقوف على حقيقة حياة الناس وما يجري فيها وما يشغل بالهم،فالشعر يشبع هذه الطبيعة فينا ويزيد من نموها وثرائها.
ومن الجميل في الشعر والشيق فيه في آن معا أنه يثير فينا انفعالات غير مصحوبة بألم ،وكما نعلم من علم النفس فإن الانفعالات تلعب دورا هاما في حياتنا كآحاد وجماعات فهي تحقق لنا اللذة ،كما أنها تعمل على إزالة ما ينتابنا من تبرم وسآمة وما نعانيه في الواقع من ضيق.فالألم قد نعيشه على مستوى حياتنا الشخصية أي على مستوى الواقع الحي،بينما الانفعال الناتج عن قراة نص شعري ولو كان مليئا بالصور المحزنة فلا يتسبب لنا في الألم.وهذه من صفات الشعر وميزة من ميزاته،وهي أيضا من سر جماله إذا تحققت في القصيدة كما ينبغي.
والله المولى وهو بكل شيء محيط.