سعيد گنيش - سقوط نقابةFNE في الجب..

سقطت نقابةFNE في الجب.. لكن السقوط في معترك الصراع الاجتماعي له ثمن باهض.. وهو أول امتحان حقيقي في الصراع النقابي تخوضه قيادة هذه النقابة وتستسلم لارادة الحكم. وتمكن من وضعها في جيبه كباقي القيادات النقابية، من خلال اتفاق المهزلة ليوم 26ديسمبر. قامت الحكومة بعقد سلسلة من الاتفاقات لا تختلف فيما بينها.. لكن عينها كان مركزا على تفكيك التحالف بين FNE و تنسيقيات رجال التعليم ونسائه. وهو التحالف الذي شكل ميدانيا القوة الضاربة في امكانية افشال مخطط تصفية التعليم العمومي وتحويل رجاله ونسائه إلى مأجورين عبيدا للرأسمال الاحتكاري ممثلا في الدولة. أليس نظام التعاقد هو ركن في هذا المخطط؟ أليس قانون الوظيفة هو ترجمة لقانون الشغل في القطاع الخاص؟ أليست النقابات الأربع هي من تواطأت في تنفيذه بداية الألفين؟ والآن تفتح الطريق أمام باقي القطاعات العمومية في الصحة والمالية لقطار التسليع الرخيص وضرب استقرار العمل خدمة لمصالح الراسمال الاحتكاري. و الدور سيأتي على تجريم الحق في الاضراب.
لقد سمعت كغيري تصريح "الكاتب الوطني"لنقابة FNE وهو يلفلف سقوطه لتسويق موقفه بالقول: لقد أخبرتنا الحكومة بأن التراجع عن مخطط التعاقد غير ممكن لأن صندوق النقد الدولي يرفض الأمر تماما.. والدولة داءنة له.. ولا يمكن أن تتنصل من التزاماتها!! انتهى الكلام. لقد سمح لنفسه ابتلاع موقف الحكومة والسقوط في جيبها وموقعها ليبرر خيانة حلفاءه و تضحيات رجال ونساء التعليم. لقد سبق وقلت ان الخيانة تأتي دوما من أبواب القيادات الطبقية النقابية. وقيادة FNE تؤمن بالتسويات الطبقية وهو تفكير يعشعش في الأوساط النقابية ولم تسلم منه هذه القيادة رغم آلام الفراق عن الأم الحاضنة UMT.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...