المحامي علي ابوحبله - هل سنشهد في القريب العاجل تفكك حكومة الطوارئ الصهيونية

يوما عن يوم تزداد الخلافات بين إدارة بإيدن ورئيس حكومة الطوارئ نتني اهو ،ويثير موقف واشنطن تجاه استمرار الحرب على غزه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي كثيرا من الاستغراب والدهشة في الأوساط الأميركية، المحافظ منها والليبرالي.

فمن ناحية، يكرر أركان الإدارة، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، التأكيد على مبدأ حل الدولتين كأساس لأي تسوية مستقبلية لما بعد حرب غزة، ومن ناحية تستمر إدارة بإيدن في شحن الأسلحة والذخائر بصورة يومية لإسرائيل، وتمتنع من المطالبة بوقف إطلاق النار، حتى بعد تخطي ضحايا العدوان الإسرائيلي لأكثر من 25 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء وأكثر من مائة ألف جريح عدا عن آلاف المفقودين .

وبعد يوم واحد من الرفض العلني لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لفكرة إقامة دولة فلسطينية، أكد بإيدن على أنه ليس من المستحيل تحقيق حل الدولتين حتى عندما يكون نتني اهو في السلطة. وتحدث بايدن مع نتنياهو أمس الجمعة، إذ نقل "رؤيته لسلام وأمن أكثر ديمومة لإسرائيل، مندمجة تماما في المنطقة، وحل الدولتين مع ضمان أمن إسرائيل

ويسعى البيت الأبيض الأمريكي لتمرير صفقه إعادة تصنيع الإقليم بعد معركة طوفان الأقصى وقد أصابت إسرائيل وحلفائها في مقتل وعطلت جهود الترويج لفكرة صفقة سعودية إسرائيلية كوسيلة لإحلال السلام في الشرق الأوسط على أن يتم من خلالها ربط مستقبل قطاع غزة بهذا الاتفاق المحتمل .

دول المنطقة برمتها تخشى من توسع رقعة الحرب وأن دول التطبيع العربي حلفاء واشنطن يعيشون حاله من ألعزله الشعبية نتيجة مواقفهم من الحرب على غزه وهم يشاطرون إدارة بإيدن لإتمام ألصفقه وحل رؤيا الدولتين وقد أشارت تقارير لوجود خطة أميركية تشير إلى إمكانية تأمين أموال إعادة الأعمار من السعوديين، وتنازلات إسرائيلية للفلسطينيين، ومباركة فلسطينية للصفقة كجزء من خريطة طريق عاجلة لإعادة أعمار قطاع غزة

في المقابل نتنياهو ليس في عجله من أمره وهو معني باستدامة الحرب وتوسع رقعتها لمصالح شخصيه ضيقه وفي سبيل الحفاظ على تحالفه اليميني المتطرف وهذا يغيض موقف إدارة بإيدن وتعتبره عقبه في تحقيق طموحها ومخططها لإعادة تصنيع الإقليم وهذا يتطلب إزاحته من المشهد السياسي في " إسرائيل "

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت في الأيام الماضية عن خلافات داخل الحكومة، بشأن سبل إعادة المحتجزين من قطاع غزة، ورفض نتنياهو للمقترحات والصفقات التي تعرض من جهات مختلفة، لتمسكه بعدم وقف إطلاق النار في غزة، وهو الشرط الرئيسي لحركة "حماس

لقد أخذت الخلافات العلنية تتفاقم في صفوف الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وبين القيادات السياسية والعسكرية، وداخل "كابينت الحرب"، مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الرابع، وذلك بشأن العديد من القضايا؛ أبرزها قرار رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي تشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات المؤسسة العسكرية منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والسياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب. كما برزت صراعات شخصية داخل تكتّل حزب الليكود الذي يقود الائتلاف الحكومي، بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، تفاقمت عندما منع نتنياهو غالانت من الاجتماع مع رئيسَي جهازَي الاستخبارات "الموساد" والأمن الداخلي "الشاباك"، التابعَين رسميًا لرئيس الحكومة واخر تلك الخلافات حين حاول غالانت اقتحام مكتب نتني اهو بالقوة بعد منعه وتهديده إحضار قوة غولاني

هذه الصراعات بين النخب الحاكمة في إسرائيل ومستقبل الحرب على غزّة تقود الى عدة احتمالات يدرك رئيس حكومة الحرب نتني اهو مخاطر ؟؟ ويدرك جيدًا مخاطر تشكيل لجنة تحقيق رسمية على مستقبله السياسي؛ فمن المرجّح أن تُلقي اللجنة مسؤولية التقصير والفشل اللذين حصلا عليه وعلى قادة المؤسسة العسكرية والأمنية وتدعو إلى إقالتهم..

تدفع الخلافات والمنافسة المستمرة في صفوف القيادات الإسرائيلية، خاصة بين نتنياهو وغالانت وهليفي والوزير في كابينت الحرب بيني غانتس، في اتجاه استمرار الحرب؛ ذلك أن أيًّا من هؤلاء لا يرغب، في ضوء الصراع والمنافسة بينهم، في أن يكون أول من يطرح التساؤلات عن صعوبة تحقيق أهداف الحرب والأثمان التي يجب دفعها؛ وهذا يعني أن الحرب مستمرة مع انتقالها إلى المرحلة الثالثة

تصاعد الاحتجاجات في العديد من الشرائح المجتمعية في داخل الكيان الصهيوني وفي مقدمتهم أهالي أسرى المعتقلين لدى المقاومة والخشية من تفاقم التداعيات على الاقتصاد الإسرائيلي وكذلك الخلافات المتصاعدة بين إدارة بإيدن ونتنياهو ، فهناك توقعات في انهيار حكومة الطوارئ الإسرائيلية ، اعتبر محلل سياسي أنه لم يعد السؤال ما إذا كانت الانتخابات ستجرى في العام الجاري أم لا، بل متى ستجرى فيه، معتبرا "حكومة الطوارئ على وشك الانهيار".

وقال يائير كوزين، المحلل في إذاعة الجيش الإسرائيلي في مقال نشره في صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، الجمعة، إن "حكومة الطوارئ على وشك الانهيار"

وتتصاعد الدعوات في إسرائيل لإجراء انتخابات مبكرة، ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والأحزاب اليمينية الشريكة له تعارض هذه الدعوات.

ورجح كوزين، "انسحاب حزب الوحدة الوطنية، برئاسة بيني غانتس، قريبا من حكومة الطوارئ، التي تشكلت في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد بدء الحرب على غزة".

ولكنه لفت إلى أنه "حتى لو انهارت حكومة الطوارئ مع حزب الوحدة الوطنية، فإن كتلة نتنياهو، المكونة من 64 عضوًا، ستظل قادرة على البقاء في السلطة".

واعتبر كوزين، أنه "فقط معارضة داخلية قوية في حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، التي يمكن أن تؤدي إلى تفكيك الحكومة اليمينية الضيقة، وتؤدي إلى انتخابات أو تشكيل حكومة بديلة مع زعيم مختلف من داخل الليكود، والذي يمكنه الحصول على الدعم من داخل حزبه وأحزاب المعارضة"

وبناءً عليه، يتماها نتنياهو بمواقفه مع اليمين المتطرف الممثل في حكومته بالوزيرين بن غفير وسموتريتش. ومن المتوقع أن يبذل جهده لإبعاد شبح انتخابات الكنيست أطول فترة ممكنة، كي يتمكن من استعادة شعبيته وشعبية حزبه الانتخابية. ومن غير المستبعد أن تفشل المعارضة في تقديم موعد انتخابات الكنيست، بعد خروج حزب "المعسكر الرسمي" بقيادة غانتس من الائتلاف الحكومي أو بعد انتهاء الحرب، إذا ما حافظ نتنياهو على تماسك ائتلافه الحكومي. وفي كل الأحوال، من غير المؤكد أن يتمكن المعسكر المناوئ لنتنياهو، بقيادة غانتس، ورئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لابيد، الذي تمنحه استطلاعات الرأي العام أغلبية واضحة في الكنيست منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من الحصول على أغلبية الكنيست؛ فاستطلاعات الرأي العام نفسها تُظهر أيضًا أن معسكر غانتس لن يتمكن من ذلك في حال خاض رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، انتخابات الكنيست القادمة في حزب جديد، وإذا خاض رئيس الحكومة السابق، نفتالي بينيت، هذه الانتخابات منفردًا مع حزبه أو في تحالف جديد يؤسسه لخوض الانتخابات. فضلًا عن ذلك، يبذل نتنياهو جهدًا لشقّ صفوف "المعسكر الرسمي" بما في ذلك سعيه لاستقطاب الوزير السابق جدعون ساعر، المنشق عن حزب الليكود، الذي يتبنى مواقف يمينية متطرفة، وإعادته إلى صفوف حزبه؛ ما يضعف حزب "المعسكر الرسمي" بقيادة غانتس.



[/B]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...