قبل الكتابة في هذا الموضوع عن بحر المديد أود أن أشير إلى أن أستاذي السوري في العروض والذي أشرت إليه دون ذكر الاسم عند حديثي عن بحر الطويل كان يمتاز بذاكرة قوية في حفظ الشعر وخصوصا في حفظ القديم منه،وما زلت أتذكره وهو يقرأ علينا نحن الطلاب من ذاكرته معلقة طرفة بن العبد بطلاقة وسلاسة وكذلك من شعر النابغة الذبياني ومن شعر المتنبي ،وكان من زملائي في القسم آنذاك صديقي حسن عبيابة وزير الثقافة السابق والشاعر الموريتاني محمد الحافظ(شهادة لله:محمد الحافظ هذا وهو في المرحلة الثانوية كان موسوعةوصاحب ذاكرة ثاقبة،وكان من المعجبين به أستاذنا السوري مدرس علم العروض).
أقول أستاذنا السوري تعلمت منه شيئين مهمين في علم العروض،وهو أن أسمع مجرد السمع بيتا من الشعر فأعرف على الفور ما هو البحر الذي يجري عليه،وأعرف إن كان البيت إياه يعتريه أي خطإ عروضي ما أو كان سليما من الخطإ،فالشكر لله ثم الشكر لمن تعلمت منه.
بحر المديد وفق ما تقرر في الدوائر العروضية أصل وزنه هو:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن**فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
فهو بحر مكون من ثماني تفاعيل،لكنه لا يستعمل إلا مجزوءا وجوبا،هكذا:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن**فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
وقد جاء تاما شذوذا كقول بعضهم:
لا تلمه إن شكا ما يلاقي أو بكى**وامتحنْ باطنه بالذي منه ظهر
وهذا لا يقاس عليه حسب ما نص العروضيون عليه،وهو إن ورد عند القدامى،فالمولدون لا يسمح لهم به .
وبحر المديد هو من البحور النادرة الاستعمال ،وله أنواع ،والمشهور منها ماكانت تأتي عروضه على وزن "فعِلن"وكذلك ضربه،أي أن العروض والضرب يدخلهما معا الخبن والحذف.فيكون هكذا:
فاعلاتن فاعلن فعِلن**فاعلاتن فاعلن فعِلن
والآن لنلق نظرة على أعاريض هذا البحر وعلى أضربه،فنقول:
1 ـ العروض صحيحة "فاعلاتن" والضرب صحيح مثلها.
كقول الشاعر:
من يحب العز يدأبْ إليهِ**وكذا من طلب الدرَّ غاصا
2 ـ العروض محذوفة(الحذف :ذهاب آخر السبب الخفيف من التفعيلة) والضرب مثلها.
كقول الشاعر:
فالهوى لي قدر غالبٌ**كيف أعصي القدَر الغالبا
3 ـ العروض محذوفة و الضرب مقصور(القصر:حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة وإسكان ما قبله).
لايغرّنّ امرأً عيشه**كل عيش سائر للزوالْ
في بعض الأحيان تأتي العروض مقصورة مثل الضرب للتصريع فقط(التصريع:مجانسة العروض للضرب وزنا وقافية).
كقول الشاعر:
يا وميض البرق بين الغمامْ**لا عليها بل عليك السلامْ
4 ـ العروض :محذوفة والضرب أبتر(البتر اجتماع الحذف والقطع ،والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله).
كقول الشاعر:
إن صرف الدهر ذو ريبةٍ**ربما يأتيك بالهولِ
5 ـ العروض مخبونة ـ الخبن هنا لازم ـ محذوفة والضرب مثلها.
كقول الشاعر:
خلّ عقلي يا مسفههُ**إن عقلي لست أتهمهْ
6 ـ العروض مخبونة محذوفة والضرب أبتر.
كقول الشاعر:
كل شخص لستَ تعرفهُ**ككتابٍ لست قاريهِ
7 ـ العروض مشطورة صحيحة وضربها مثلها والخبن قد يدخلهما من غير لزوم.
كقول الشاعرة ترثي ولدها:
أمريضٌ لم تعدْ**أم عدوٌّ ختَلكْ
والآن إليكم ضابط بحر المديد كما ورد عن صفي الدين الحلّي:
لِمَدِيدِ الشِّعْرِ عِنْدِي صِفَاتُ**فاعلاتن فاعلن فاعلاتُ
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا.
إنه نعم المجيب.
أقول أستاذنا السوري تعلمت منه شيئين مهمين في علم العروض،وهو أن أسمع مجرد السمع بيتا من الشعر فأعرف على الفور ما هو البحر الذي يجري عليه،وأعرف إن كان البيت إياه يعتريه أي خطإ عروضي ما أو كان سليما من الخطإ،فالشكر لله ثم الشكر لمن تعلمت منه.
بحر المديد وفق ما تقرر في الدوائر العروضية أصل وزنه هو:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن**فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
فهو بحر مكون من ثماني تفاعيل،لكنه لا يستعمل إلا مجزوءا وجوبا،هكذا:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن**فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
وقد جاء تاما شذوذا كقول بعضهم:
لا تلمه إن شكا ما يلاقي أو بكى**وامتحنْ باطنه بالذي منه ظهر
وهذا لا يقاس عليه حسب ما نص العروضيون عليه،وهو إن ورد عند القدامى،فالمولدون لا يسمح لهم به .
وبحر المديد هو من البحور النادرة الاستعمال ،وله أنواع ،والمشهور منها ماكانت تأتي عروضه على وزن "فعِلن"وكذلك ضربه،أي أن العروض والضرب يدخلهما معا الخبن والحذف.فيكون هكذا:
فاعلاتن فاعلن فعِلن**فاعلاتن فاعلن فعِلن
والآن لنلق نظرة على أعاريض هذا البحر وعلى أضربه،فنقول:
1 ـ العروض صحيحة "فاعلاتن" والضرب صحيح مثلها.
كقول الشاعر:
من يحب العز يدأبْ إليهِ**وكذا من طلب الدرَّ غاصا
2 ـ العروض محذوفة(الحذف :ذهاب آخر السبب الخفيف من التفعيلة) والضرب مثلها.
كقول الشاعر:
فالهوى لي قدر غالبٌ**كيف أعصي القدَر الغالبا
3 ـ العروض محذوفة و الضرب مقصور(القصر:حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة وإسكان ما قبله).
لايغرّنّ امرأً عيشه**كل عيش سائر للزوالْ
في بعض الأحيان تأتي العروض مقصورة مثل الضرب للتصريع فقط(التصريع:مجانسة العروض للضرب وزنا وقافية).
كقول الشاعر:
يا وميض البرق بين الغمامْ**لا عليها بل عليك السلامْ
4 ـ العروض :محذوفة والضرب أبتر(البتر اجتماع الحذف والقطع ،والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله).
كقول الشاعر:
إن صرف الدهر ذو ريبةٍ**ربما يأتيك بالهولِ
5 ـ العروض مخبونة ـ الخبن هنا لازم ـ محذوفة والضرب مثلها.
كقول الشاعر:
خلّ عقلي يا مسفههُ**إن عقلي لست أتهمهْ
6 ـ العروض مخبونة محذوفة والضرب أبتر.
كقول الشاعر:
كل شخص لستَ تعرفهُ**ككتابٍ لست قاريهِ
7 ـ العروض مشطورة صحيحة وضربها مثلها والخبن قد يدخلهما من غير لزوم.
كقول الشاعرة ترثي ولدها:
أمريضٌ لم تعدْ**أم عدوٌّ ختَلكْ
والآن إليكم ضابط بحر المديد كما ورد عن صفي الدين الحلّي:
لِمَدِيدِ الشِّعْرِ عِنْدِي صِفَاتُ**فاعلاتن فاعلن فاعلاتُ
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا.
إنه نعم المجيب.