كاظم حسن سعيد - كاظم عبدالجبار شاعر غيبت شعره يد الضياع وخلدته اغنية اتنة اتنة .

اخر الستينيات ومطلع السبعينات شهد الوسط الفني في العراق انبثاق الاغنية الحديثة فظهر فاضل عواد باغنيته الشهيرة ( لا خبر ..) وربما قيدته هذه الاغنية حتى لحن له طالب القرغلي اغنية ( اتنه اتنه ) التي اخذت مساحة واسعة في وجدان العراقيين فقد نتجت بتآزر ملحن متفرد ومطرب متميز وشاعر قدير .
كتبها الشاعر كاظم عبد الجبار وهو من مدينة السماوة (1937 - 1982), الذي تطوع في القوات المسلحة وعمل في اذاعة صوت القوات المسلحة معدا وكاتبا .
وقد اصيب بمرض عضال وغيبه الموت مبكرا .
صدر سنة 2020كتاب عنه ( كاظم عبدالجبار / شاعر غنائي توارى منسياً في متاهات الزمن / للكاتب لطيف عبد سالم ) بستتة فصول بتقديم الاستاذ حسين سرمك الذي صرح في المقدمة (انها في الحقيقة ( جريمتنا ) افراد ومؤسسات نعلق ثيابها السود على شماعة الزمن , فقد اسهمنا جميعاً – بلا قصد واعٍ طبعاً ولكن وفق احكام البنية اللاشعورية العميقة المستترة الحاكمة – في تغييب ذكر هذا الشاعر المهم وخصوصاً في مجال الاغنية , اذ لم يفكر ناقد في تناول منجزه الشعري ,و لم تحاول مؤسسة ثقافية رسمية نفض الغبار عن ذكراه ) ص14.
ورد في الفصل الرابع (اللغز المحير في محطات حياة الشاعر الغنائي الراحل : تبرز بعض المواقف المؤلمة والموجعة , حتى بعضها لا يمكن تفسيرها , مثلاً طرده من عمله الاعلامي والاذاعي من المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون , رغم انه في قمة ابداعه المتواصل , وتشوق الناس الى برنامجه الاذاعي الاسبوعي واحيل على التقاعد.
برز في منتصف الستينات وقدم العديد من البرامج للإذاعة ومنها برنامج جلسة سمر مع الشاعر جودت التميمي وبرنامج تلفزيوني مع العاملين في إذاعة القوات المسلحة مع زميله جودت التميمي وشكل معه ثاني اكثر غزارة في كتابة الاغنيات السريعة .
من أعماله في الساحة الغنائية ( اتنه.. اتنه – ابو احچايات البريسم – تتلاگه الوجوه لفاضل عواد – تعاليلي لعبد الله رويشد ( التي غناها بدءا الملحن فاروق هلال – يا حبيبي للمطربة هناء – لا ياهوى لمائده نزهت – لا نار لعفيفة اسكندر – مر فرگاك لأمل خضير )..
لحن له طالب الغرغولي وفاروق هلال اغنيات عدة .
التقيت الشاعر كاظم عبد الجبار في زنزانات مديرية الامن في البصرة سنة 1976 واسّر لي وحدي بانه متهم بالانتماء للحزب الاجتماعي السوري وان رفاقه يعملون للافراج عنه وهو ماحدث فعلا بحجة انه مصاب بمرض نفسي .
كنا في تلك الزنزانات المقامة اسفل الارض بدرجة حرارة تتخطى الخمسين نعقد جلسات ادبية بعد الغروب فعلمت منه انه يكتب الابوذية بثلاث لغات الفارسية والانكليزية والعربية .
وقال ( في مرة اطلقت منافسة لمجاراة بيت يقول -البلعقل شرجان فركتهم شلون - ) .
وروى لي عن صداقته العميقة مع الشاعر الشعبي جسام النجفي وكيف ان جسام كان يفعل مقالب لا تحتمل له ولغيره .
لكن اجمل رواياته لي هي حول الظروف التي دفعته لكتابة اغنية اتنة اتنة فقال كانت هيلة جارة لنا وتعمق بيننا الحب .

من ابيات اتنة اتنة
اتنه اتنه وانت نفسج ماتنيتي
اتنه اتنه هم تنيت وما اجيتي
ياما گـلتي هوايه گـلتي وما وفيتي
ياما اسهر وانت نمتي وماصحيتي
ولو جفيتج ليله وحده گـلتي وينك ياتجيتي
وهذا ديدانج ياهيله
وهذه عاداتج ياهيله
من غرورج ماشفيتي
ولو گـلتلج أوفي عهدج
گـلتي اتنه وانتي نفسج ماتنيتي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...