*****
الكتابة للطفل تعني البوح النديّ في حضرة الزهور والطيور، هي همس الروح إذا صمت الجميع، وعذوبة المورد إذا جفت ينابيع الكلمات عند الكبار في البيت والمدرسة والشارع. لقد لفت انتباهي ما يكتبه الصديق الشاعر عمر علواش من مدينة تيارت أو تيهرت بالجزائر، هو صديق حميم تجمعنا الكتابة للطفل، وتفرقنا التجربة والموضوع والأسلوب، شاعر يستند في تجربته على ما كتب الرواد من الشعر التعليمي أمثال أمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر محمد الهراوي، ومحمد الأخضر السائحي.
لكن تجربته تختلف من تحويل النص النثري الى نص شعري قصصيّ متوّج بحكمة أو قول مأثور، وذلك بلغة بسيطة قريبة من الطفل في شكل أغنية أو حكاية مروية بلسان شاعرها الذي خبر تجربة الطفولة في المدارس طيلة ثلاثة عقود من الزمن أو يزيد معلما، ومشرفا تربويا، وهو يقول : "من حسن الطالع أن يوم تقاعدي من التعليم يشبه في أكثر من وجه يومَ انتسابي له، قبل أكثر من ثلاثين عاما. فقد انتابني ساعة ولوجي صرحَه المهيب، إحساسٌ غامر بالسعادة تلبَّسني طيلة مزاولة هذه المهنة النبيلة، في مختلف أطوارها ومراحلها، معلما فأستاذا مكوِّنا، ثم موجها لمدة أستوفت وحدها أربعة وعشرين عاما، من مجموع عمري المهْني"
إنّ هذه التجربة المهنيّة للشاعر عمر علواش تبقى صفة مهنيّة باهتة لو لم تسبقها أو ترافقها تجربة الكتابة الشعرية التي تفصح بقوّة جليّة عن تلك الموهبة التي يتمتع بها الشاعر عمر فهو يمتلك قدرة كبيرة على تطويع النّص النثري لتحويله إلى نصذ قصصيّ شعري مستوفي الفنيّات وزنا وعروضا،ولغة سليمة لا تتوفرإلا عند أصحاب المواهب الكبيرة.
فالشاعر عمر علواش طفل، وهو في العقد السادس من العمر دائب الحركة في مجال الكتابة، رغم ظهوره في وسائل الإعلام متأخرا عرفه القارئ العربي على صفحات التواصل الاجتماعي، فنان يكتب بلغة المعنى، ويقنع بروح الموهوب الذي يعرف كيف يدخل مد ن قلوب الصغار، فيزرع فيها الفرحة والحركة من خلال تحرك شخوصه في النص الشعري القصصي، وذلك عبر كل قصصه التي تتناول الحيوانات (الذئب الثعلب. الأسد والخروف. الحمار. وعيرها من الحيوانات والطيور، وحكايات جحا…) وفي هذاالمجال نقدم نموذج من تلك القصص الممتعة. الثَّعْلبُ والحمار.
وَالحِمَارُ(رمزيات)
قَالَ الـــحِمَارُ مَــــرَّةً لِلثَّـعْلَبِ
ماَلَوْنُ هَذَا العُشْبِ يا جَارِي الغَبِي
فَقَالَ هَلْ هَذَا سُؤاَلٌ يُطْرَحُ
العُشْبُ دَوْمًا أَخْضَرٌ مُسْتَمْلَحُ
فَضِحِكَ الحِـمَارُ حَتَّى اسْتَلْقَى
وَقَالَ أَغْـبَى مِنْكَ لستُ ألْقَى
العُشْبُ يَا هَــذَا البَلِيد أَحْمَرُ
وَمَا لَهُ لَــوْنٌ سِوَاهُ يُذْكَرُ
وَاحْتَكَمَا بَعْدَ الجِدَالِ لِلأسَدْ
فَالرَّأْيُ دَوْمًا عِنْدَهُ رَأْيٌّ أَسَـدّْ
وَجَاءَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَا حَضَرْ
مِنْ حُجَجٍ عَنْ قَوْلِهِ الَّذِي ذَكَرْ
وَبعْدَ أَنْ طَالَ الحِوَارُ اسْتَمَعَا
لِحُكْمِهِ الَّذِي أتَــــى مُــــرَوِّعَا
وَقَالَ قَدْ قَضَيْتُ عَدْلاً لاَ شَطَطْ
حُكْمًا صَحيِحًا ليْسَ فِيهِ مِنْ غَلَطْ
شَهْرَيْنِ حَبْسًا نَافِذًا لِلثَّعْلَبِ
لأِنَّهُ أتَى هُنَا بِالعَجَبِ
فَقَالَ مَا ذَنْبِي أَلَيْسَ أَخْضَرَا
أَمْ أَنَّ هذا اللَّونَ قَدْ تَغَيَّرَا
فَقَالَ مَا ذَكَرْتَ لا َ يُعَابُ
وَالَّلوْنُ حَقًّا أخْضَرٌ مُنْسَابُ
لَكِنْ أَتَيْتَ مُنْكَرًا وَعَارَا
حِينَ ارْتَضَيْتَ خَصْمَكَ الحِمَارَا
الكتابة للطفل تعني البوح النديّ في حضرة الزهور والطيور، هي همس الروح إذا صمت الجميع، وعذوبة المورد إذا جفت ينابيع الكلمات عند الكبار في البيت والمدرسة والشارع. لقد لفت انتباهي ما يكتبه الصديق الشاعر عمر علواش من مدينة تيارت أو تيهرت بالجزائر، هو صديق حميم تجمعنا الكتابة للطفل، وتفرقنا التجربة والموضوع والأسلوب، شاعر يستند في تجربته على ما كتب الرواد من الشعر التعليمي أمثال أمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر محمد الهراوي، ومحمد الأخضر السائحي.
لكن تجربته تختلف من تحويل النص النثري الى نص شعري قصصيّ متوّج بحكمة أو قول مأثور، وذلك بلغة بسيطة قريبة من الطفل في شكل أغنية أو حكاية مروية بلسان شاعرها الذي خبر تجربة الطفولة في المدارس طيلة ثلاثة عقود من الزمن أو يزيد معلما، ومشرفا تربويا، وهو يقول : "من حسن الطالع أن يوم تقاعدي من التعليم يشبه في أكثر من وجه يومَ انتسابي له، قبل أكثر من ثلاثين عاما. فقد انتابني ساعة ولوجي صرحَه المهيب، إحساسٌ غامر بالسعادة تلبَّسني طيلة مزاولة هذه المهنة النبيلة، في مختلف أطوارها ومراحلها، معلما فأستاذا مكوِّنا، ثم موجها لمدة أستوفت وحدها أربعة وعشرين عاما، من مجموع عمري المهْني"
إنّ هذه التجربة المهنيّة للشاعر عمر علواش تبقى صفة مهنيّة باهتة لو لم تسبقها أو ترافقها تجربة الكتابة الشعرية التي تفصح بقوّة جليّة عن تلك الموهبة التي يتمتع بها الشاعر عمر فهو يمتلك قدرة كبيرة على تطويع النّص النثري لتحويله إلى نصذ قصصيّ شعري مستوفي الفنيّات وزنا وعروضا،ولغة سليمة لا تتوفرإلا عند أصحاب المواهب الكبيرة.
فالشاعر عمر علواش طفل، وهو في العقد السادس من العمر دائب الحركة في مجال الكتابة، رغم ظهوره في وسائل الإعلام متأخرا عرفه القارئ العربي على صفحات التواصل الاجتماعي، فنان يكتب بلغة المعنى، ويقنع بروح الموهوب الذي يعرف كيف يدخل مد ن قلوب الصغار، فيزرع فيها الفرحة والحركة من خلال تحرك شخوصه في النص الشعري القصصي، وذلك عبر كل قصصه التي تتناول الحيوانات (الذئب الثعلب. الأسد والخروف. الحمار. وعيرها من الحيوانات والطيور، وحكايات جحا…) وفي هذاالمجال نقدم نموذج من تلك القصص الممتعة. الثَّعْلبُ والحمار.
وَالحِمَارُ(رمزيات)
قَالَ الـــحِمَارُ مَــــرَّةً لِلثَّـعْلَبِ
ماَلَوْنُ هَذَا العُشْبِ يا جَارِي الغَبِي
فَقَالَ هَلْ هَذَا سُؤاَلٌ يُطْرَحُ
العُشْبُ دَوْمًا أَخْضَرٌ مُسْتَمْلَحُ
فَضِحِكَ الحِـمَارُ حَتَّى اسْتَلْقَى
وَقَالَ أَغْـبَى مِنْكَ لستُ ألْقَى
العُشْبُ يَا هَــذَا البَلِيد أَحْمَرُ
وَمَا لَهُ لَــوْنٌ سِوَاهُ يُذْكَرُ
وَاحْتَكَمَا بَعْدَ الجِدَالِ لِلأسَدْ
فَالرَّأْيُ دَوْمًا عِنْدَهُ رَأْيٌّ أَسَـدّْ
وَجَاءَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَا حَضَرْ
مِنْ حُجَجٍ عَنْ قَوْلِهِ الَّذِي ذَكَرْ
وَبعْدَ أَنْ طَالَ الحِوَارُ اسْتَمَعَا
لِحُكْمِهِ الَّذِي أتَــــى مُــــرَوِّعَا
وَقَالَ قَدْ قَضَيْتُ عَدْلاً لاَ شَطَطْ
حُكْمًا صَحيِحًا ليْسَ فِيهِ مِنْ غَلَطْ
شَهْرَيْنِ حَبْسًا نَافِذًا لِلثَّعْلَبِ
لأِنَّهُ أتَى هُنَا بِالعَجَبِ
فَقَالَ مَا ذَنْبِي أَلَيْسَ أَخْضَرَا
أَمْ أَنَّ هذا اللَّونَ قَدْ تَغَيَّرَا
فَقَالَ مَا ذَكَرْتَ لا َ يُعَابُ
وَالَّلوْنُ حَقًّا أخْضَرٌ مُنْسَابُ
لَكِنْ أَتَيْتَ مُنْكَرًا وَعَارَا
حِينَ ارْتَضَيْتَ خَصْمَكَ الحِمَارَا