نظرًا لارتباط الكلب بالإنسان في مختلف العصور فهو قرين الإنسان يتخذه للحراسة والصيد ،وفي العصر الحديث يتم تدريب الكلب لأداء مهام خاصة مفيدة للفرد والمجتمع ،ولحكمة ما كان حديث القرآن الكريم عن الكلب في العديد من سور القرآن وخاصة حديثه عن الكلب الذي رافق أهل الكهف وقد ضرب القرآن الكريم به المثل ،وقد تحدثت السنة أيضا عن جزاء من سقى كلبا وعن الأحكام الفقهية المتعلقة به .وهناك العديد من المؤلفات التي تدور حول الكلب منها "فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"، من تأليف محمد بن المرزبان ، منشورات الجمل في 2003.
وقد اشتهر الكلب بالوفاء منذ عُرف، وهناك آلاف القصص الواقعية التي تبين لنا ذلك، وفيما يلي نماذج لهذه القصص:
بداية ونحن صغار في السبعينات الميلادية في القرية التي ولدت فيها وعشت فيها ردحا من الزمن كان البعض يستعمل الكلب للحراسة، وكان الكلبان المسؤولان عن حراسة بعض بيوت الشارع الذي أقطن فيه لا يمكن أن يتعرضا لأي فرد كبير أو صغير ممن يسكنون الشارع، أما الذين لا يسكنون الشارع فحدث ولا حرج عن النباح عليهم.
ذكرني ذلك بوفاء الكلب هاتشيكوورحمة كلبة الريحاني وفيما يلي ما نشر عنها:
أولًا: وفاء الكلب هاتشيكو:
تقول القصة :"في أحد الليالي وأثناء عودة البروفيسور إلى بيته صادفه كلب صغير في محطة القطار، فيأخذ البروفيسور الكلب معه إلى بيته، اعتنى البروفيسور بالكلب في تلك الليلة، وبعد فترة زاد تعلق البروفيسور بالكلب حتى بدأ الكلب بتوصيل البروفسيور لمحطة القطار، وأثناء حياته كان هاتشي يذهب لمقابلته عند عودته من العمل أمام باب محطة شيبويا بشكل متكرر حتى مايو 1925 عندما لم يعد البروفسور إلى المحطة في أحد الأيام بسبب نزيف دماغي تعرض له في الجامعة أدى إلى وفاته، إلا أن هاتشيكو لم يقلع عن عادته في انتظار سيده أمام باب المحطة يوماً بعد يوم في انتظار عودته، واستمر على هذا الحال عشرة سنوات متتالية حتى لفت انتباه الكثير من المارة في المحطة وانتشرت قصته. وفي أحد الأيام جاءت زوجة البروفسور لزيارة قبر البروفيسور وفي أثناء عودتها إلى محطة القطار، فوجئت برؤية هاتشي ينتظر البروفيسور امام باب المحطة بعد مرور 10 سنوات من وفاته وهذه القصة تبين مدى وفاء الكلاب وقد تم بناء تمثال للكلب هاتشى في محطة القطار، ويعتبر الآن مكان سياحي حيث يتوافد عليه السياح في اليابان لزيارة تمثال الكلب واخذ معه صور تذكارية."
وقد تم تمثيل قصة وفاء الكلب هاتشيكودراميا:
"سأنتظرك، بغض النظر عن الوقت الذي سأستغرقه"، بهذه العبارة لخص الملصق الترويجي للفيلم الصيني حكاية هاتشيكو.
يروي الفيلم القصة الحقيقية لهاتشيكو، الكلب المخلص الوفي، الذي ما انفكّ ينتظر عودة سيده المتوفي لفترة طويلة، أمام باب إحدى محطات القطار في اليابان.
الكلب هاتشيكو بلونه الأبيض الكريمي، ولد قبل 100 عام وهو من سلالة كلاب أكيتا إينو اليابانية. حكايته بقيت راسخة في ذاكرة الكثيرين، ورويت في الكتب والأفلام وحتى في مسلسل الخيال العلمي الكوميدي فيوتشوراما.
كما حقق الفيلم الصيني عن هاتشيكو – وهو النسخة الثالثة في عالم الأفلام ومن إنتاج العام الحالي – نجاحا باهرا في شباك التذاكر. وأنتج أول فيلم بنسخته اليابانية عام 1987 ، ومن ثم تبعه الفيلم الأمريكي من بطولة النجم ريتشارد غير عام 2009.
ثانيا: رحمة كلبة الريحانيالكلبة (ريتا)
"يحكى أن فتاة تدعى لوسي دي فرناي اهدت الفنان الراحل نجيب الريحاني «كلبًا» من أصل ألماني سماه «بيدو»، وعندما مات بيدو حزن عليه الريحاني حزنا عميقا حتى أنه أغلق في يوم وفاته المسرح ولم يستطع التمثيل.
ثم في 1923، سافر نجيب في رحلة إلى البرازيل وهناك أهداه أحد أصدقائه كلبا اسمه (ديك)، وكان من النوع الذي يحرث الأبقار والأغنام، وهذا الكلب كان ضخما فإذا وقف على باب المسرح اعتدى على جميع الكلاب التي تمر من شارع عماد الدين فسماه الريحاني ديك العضاض.
وتأتي بعد ذلك الكلبة (ريتا) ومن ذكاء هذه الكلبة أنها كانت توقظه إذا قالها أيقظيني مبكرًا، كلبة الريحاني
كان نجيب الريحاني يقيم في شقة بعمارة الإيموبيليا .. وكان كلبته تصاب بنوبة جنون كلما رأت كلب إحدى جاراته ..
كانت تهم بالفتك به فيبذل نجيب كل جهده ليحول دون اشتباك الكلبين .. وتقوم صاحبة الكلب الآخر بنفس المهمة ..
وفي ليلة .. دخل نجيب المصعد وكلبته معه .. فإذا بجارته فيه .. ومعها كلبها !! لابد أن تقع جريمة قتل في هذه المرة !!
لكن كلبة نجيب لم تنبح ..
ولم تغضب .. بل تتحرك في هدوء إلى الكلب الآخر ..وأخذت تلحس شعره في حنو شديد !.
دُهش نجيب.. وسأل جارته : (إيه الحكاية؟)
فقالت له وهي لا تقل عنه دهشة :
إن الكلاب أنبل من الناس.. لقد أصيب كلبي بالعمى منذ أيام .. وشعرت كلبتك بما حدث له فلم تشمت .. ولم تنتهز الفرصة للهجوم على عدوها .. بل تقدمت إليه محزونة كما ترى .. وها هى تواسيه ..كلبة الريحانى ماتت قبله بـ 3 أيام
تجمد نجيب الريحاني في مكانه وأخذ يتأمل .. ودخل مسكنه ..وأخذ يبكى
"7ego_gedan
حقا ما أوفى الكلاب وأرحمها !!!
ثالثا: قصة وفاء كلب حتى الموت:
في أحد الأيام قرر الآبوان أن يتركا طفلهما يلعب مع الكلب قليلا في حديقة البيت حتى يتعلم الاعتماد على نفسه، وذهبوا ليشربوا الشاي في غرفتهم الخاصة، وبعد نصف ساعة سمعوا صوت الطفل يصرخ والكلب ينبح، فذهبوا مسرعين ليعرفوا سبب صراخ الطفل.
فرأی الأب وجه طفله مصاب بجروح خطيرة وتسيل منه الدماء الغزيرة ويصرخ ويتلوى من الألم، ورأى الدماء تغطي أيضا فم وأسنان الكلب، فأسرع الأب إلي المطبخ بغضب، وأخذ سكينا حادا وطعن الكلب عدة طعنات، والكلب صامت لم يحاول الدفاع عن نفسه، لأن من صفاته الوفاء حتى الموت، وبعد وفاة الكلب، وجدت الأم جثة ذئب في حديقة البيت وفمه ملطخ بالدماء، وفي الأخير تأكد الأب أن سبب جروح الطفل هو هجوم الذئب عليه من أجل افتراسه، وأن الكلب قتل الذئب دفاعاً عن ابنه.
صرخ الأب صرخة هزت أرجاء المنزل، لأنه قتل أوفی صديق له في لحظة غضب قبل التأكد من الحقيقة.
حقًا ما أوفى الكلب يظل وفيا لصاحبه حتى الموت !!
المراجع: القصص مأخوذة من المراجع المنشورة إلكترونيا وورقيا في المواقع والمراجع التالية:
https://ar.wikipedia.org/wikiهاتشي:_حكاية_كلب
,نيكولاس يونغ
,بي بي سي نيوز-سنغافورة
2 يوليو/ تموز 2023
رحاب السعيد، حكاية حب نجيب الريحاني لـ" كلبة" التي ماتت قبله بـ3 أيام،الجمهورية، الثلاثاء 08 يونيو 2021
دفاتر الأيام
كلاب في الذاكرة: «الكلب في أعمال أدبية» (1 مـــن 2)
عادل الأسطة،صحيفة الأيام 24-3-2019م
قصة الكلب الوفي والأب الغاضب والحكمة منها
وقد اشتهر الكلب بالوفاء منذ عُرف، وهناك آلاف القصص الواقعية التي تبين لنا ذلك، وفيما يلي نماذج لهذه القصص:
بداية ونحن صغار في السبعينات الميلادية في القرية التي ولدت فيها وعشت فيها ردحا من الزمن كان البعض يستعمل الكلب للحراسة، وكان الكلبان المسؤولان عن حراسة بعض بيوت الشارع الذي أقطن فيه لا يمكن أن يتعرضا لأي فرد كبير أو صغير ممن يسكنون الشارع، أما الذين لا يسكنون الشارع فحدث ولا حرج عن النباح عليهم.
ذكرني ذلك بوفاء الكلب هاتشيكوورحمة كلبة الريحاني وفيما يلي ما نشر عنها:
أولًا: وفاء الكلب هاتشيكو:
تقول القصة :"في أحد الليالي وأثناء عودة البروفيسور إلى بيته صادفه كلب صغير في محطة القطار، فيأخذ البروفيسور الكلب معه إلى بيته، اعتنى البروفيسور بالكلب في تلك الليلة، وبعد فترة زاد تعلق البروفيسور بالكلب حتى بدأ الكلب بتوصيل البروفسيور لمحطة القطار، وأثناء حياته كان هاتشي يذهب لمقابلته عند عودته من العمل أمام باب محطة شيبويا بشكل متكرر حتى مايو 1925 عندما لم يعد البروفسور إلى المحطة في أحد الأيام بسبب نزيف دماغي تعرض له في الجامعة أدى إلى وفاته، إلا أن هاتشيكو لم يقلع عن عادته في انتظار سيده أمام باب المحطة يوماً بعد يوم في انتظار عودته، واستمر على هذا الحال عشرة سنوات متتالية حتى لفت انتباه الكثير من المارة في المحطة وانتشرت قصته. وفي أحد الأيام جاءت زوجة البروفسور لزيارة قبر البروفيسور وفي أثناء عودتها إلى محطة القطار، فوجئت برؤية هاتشي ينتظر البروفيسور امام باب المحطة بعد مرور 10 سنوات من وفاته وهذه القصة تبين مدى وفاء الكلاب وقد تم بناء تمثال للكلب هاتشى في محطة القطار، ويعتبر الآن مكان سياحي حيث يتوافد عليه السياح في اليابان لزيارة تمثال الكلب واخذ معه صور تذكارية."
وقد تم تمثيل قصة وفاء الكلب هاتشيكودراميا:
"سأنتظرك، بغض النظر عن الوقت الذي سأستغرقه"، بهذه العبارة لخص الملصق الترويجي للفيلم الصيني حكاية هاتشيكو.
يروي الفيلم القصة الحقيقية لهاتشيكو، الكلب المخلص الوفي، الذي ما انفكّ ينتظر عودة سيده المتوفي لفترة طويلة، أمام باب إحدى محطات القطار في اليابان.
الكلب هاتشيكو بلونه الأبيض الكريمي، ولد قبل 100 عام وهو من سلالة كلاب أكيتا إينو اليابانية. حكايته بقيت راسخة في ذاكرة الكثيرين، ورويت في الكتب والأفلام وحتى في مسلسل الخيال العلمي الكوميدي فيوتشوراما.
كما حقق الفيلم الصيني عن هاتشيكو – وهو النسخة الثالثة في عالم الأفلام ومن إنتاج العام الحالي – نجاحا باهرا في شباك التذاكر. وأنتج أول فيلم بنسخته اليابانية عام 1987 ، ومن ثم تبعه الفيلم الأمريكي من بطولة النجم ريتشارد غير عام 2009.
ثانيا: رحمة كلبة الريحانيالكلبة (ريتا)
"يحكى أن فتاة تدعى لوسي دي فرناي اهدت الفنان الراحل نجيب الريحاني «كلبًا» من أصل ألماني سماه «بيدو»، وعندما مات بيدو حزن عليه الريحاني حزنا عميقا حتى أنه أغلق في يوم وفاته المسرح ولم يستطع التمثيل.
ثم في 1923، سافر نجيب في رحلة إلى البرازيل وهناك أهداه أحد أصدقائه كلبا اسمه (ديك)، وكان من النوع الذي يحرث الأبقار والأغنام، وهذا الكلب كان ضخما فإذا وقف على باب المسرح اعتدى على جميع الكلاب التي تمر من شارع عماد الدين فسماه الريحاني ديك العضاض.
وتأتي بعد ذلك الكلبة (ريتا) ومن ذكاء هذه الكلبة أنها كانت توقظه إذا قالها أيقظيني مبكرًا، كلبة الريحاني
كان نجيب الريحاني يقيم في شقة بعمارة الإيموبيليا .. وكان كلبته تصاب بنوبة جنون كلما رأت كلب إحدى جاراته ..
كانت تهم بالفتك به فيبذل نجيب كل جهده ليحول دون اشتباك الكلبين .. وتقوم صاحبة الكلب الآخر بنفس المهمة ..
وفي ليلة .. دخل نجيب المصعد وكلبته معه .. فإذا بجارته فيه .. ومعها كلبها !! لابد أن تقع جريمة قتل في هذه المرة !!
لكن كلبة نجيب لم تنبح ..
ولم تغضب .. بل تتحرك في هدوء إلى الكلب الآخر ..وأخذت تلحس شعره في حنو شديد !.
دُهش نجيب.. وسأل جارته : (إيه الحكاية؟)
فقالت له وهي لا تقل عنه دهشة :
إن الكلاب أنبل من الناس.. لقد أصيب كلبي بالعمى منذ أيام .. وشعرت كلبتك بما حدث له فلم تشمت .. ولم تنتهز الفرصة للهجوم على عدوها .. بل تقدمت إليه محزونة كما ترى .. وها هى تواسيه ..كلبة الريحانى ماتت قبله بـ 3 أيام
تجمد نجيب الريحاني في مكانه وأخذ يتأمل .. ودخل مسكنه ..وأخذ يبكى
"7ego_gedan
حقا ما أوفى الكلاب وأرحمها !!!
ثالثا: قصة وفاء كلب حتى الموت:
في أحد الأيام قرر الآبوان أن يتركا طفلهما يلعب مع الكلب قليلا في حديقة البيت حتى يتعلم الاعتماد على نفسه، وذهبوا ليشربوا الشاي في غرفتهم الخاصة، وبعد نصف ساعة سمعوا صوت الطفل يصرخ والكلب ينبح، فذهبوا مسرعين ليعرفوا سبب صراخ الطفل.
فرأی الأب وجه طفله مصاب بجروح خطيرة وتسيل منه الدماء الغزيرة ويصرخ ويتلوى من الألم، ورأى الدماء تغطي أيضا فم وأسنان الكلب، فأسرع الأب إلي المطبخ بغضب، وأخذ سكينا حادا وطعن الكلب عدة طعنات، والكلب صامت لم يحاول الدفاع عن نفسه، لأن من صفاته الوفاء حتى الموت، وبعد وفاة الكلب، وجدت الأم جثة ذئب في حديقة البيت وفمه ملطخ بالدماء، وفي الأخير تأكد الأب أن سبب جروح الطفل هو هجوم الذئب عليه من أجل افتراسه، وأن الكلب قتل الذئب دفاعاً عن ابنه.
صرخ الأب صرخة هزت أرجاء المنزل، لأنه قتل أوفی صديق له في لحظة غضب قبل التأكد من الحقيقة.
حقًا ما أوفى الكلب يظل وفيا لصاحبه حتى الموت !!
المراجع: القصص مأخوذة من المراجع المنشورة إلكترونيا وورقيا في المواقع والمراجع التالية:
https://ar.wikipedia.org/wikiهاتشي:_حكاية_كلب
,نيكولاس يونغ
,بي بي سي نيوز-سنغافورة
2 يوليو/ تموز 2023
رحاب السعيد، حكاية حب نجيب الريحاني لـ" كلبة" التي ماتت قبله بـ3 أيام،الجمهورية، الثلاثاء 08 يونيو 2021
كلاب في الذاكرة: «الكلب في أعمال أدبية» (1 مـــن 2)
عادل الأسطة،صحيفة الأيام 24-3-2019م
قصة الكلب الوفي والأب الغاضب والحكمة منها