كاظم حسن سعيد - أبيات علقت في الذاكرة نجهل كتابها.

صدرت في العراق منذ 1968 العديد من المجلات الادبية وكان النظام السابق مهتما بتثبيت اركانه قبل ان يطبق قبضته على الجميع ما افسح في المجال بظهور مجلات وصحف تعكس اديولوجيات وافاقا فكرية اخرى .
وكانت مسألة المجايلة شديدة الحضور فيمكن ان يعد كاتبا بالخمسين شابا لانه لم ينشر .
والحقيقة كان الصراع ابداعيا وليس جيليا .
ولم تكن الذاكرة الفردية تستطيع ان تستوعب كل ذلك الكم الهائل من القصائد خاصة ما نشر في مجلتي ( اسفار ) و ( الطليعة الادبية ) اللتين اهتمتا بادب الشباب وتراجعت قليلا عن مقص الرقيب الصارم .
يعلق في ذاكرتي ابيات اجهل قائلها مثلا ( ماذا يفعل من تقتله الوحدة ليلا .. هل يطرق ابواب الناس ويستجدي حبا ؟! ).
ابيات اخرى ارددها ( وانت وحيد تقلب عينك في غرفة خالية ..
وانت وحيد تفكر بامراة تهب العمر في ثانية .).
الجيل الذي عاصر النت يتمكن بضغطة زر ان يجد ضالته اما نحن الذين عشنا سنوات الظلمات فكان علينا ان نطور حاسة الشم لنهتدي للمعلومات ونشحذ الافق المعرفي .
من كان سيعرف صديقنا مهدي طه - الذي قضي غريقا بسن مبكرة - لو لم يحقق ديوانه صديقنا الشاعر حيدر الكعبي وينشره , وكان حيدر قد ارسل لي بان ازوده بقصيدة مهدي ( اعادة رتيبة لسيرة الملك الضليل ) , فتاخرت فنشر ما لديه .
وحين اطلعت على تحقيقه وجدت اجمل ابياتها غير متوفر ,
( خطوات الصبية تحبو اليّ
تعلمني رقصة للهوى
وتفلت اذ تحتوى في يدي
خطوات الصبية سكرى
على ساحة ليس تدري
ان عينين ازهرتا
رموشا ومكر
تضيع قلبي وتغزله كعقود الحلى
تتذوقه قطرة قطرة
وتفلت راكضة بالبقايا . ) .
والان نحن بحاجة لمؤرشفين ونقاد يغربلون مانشر في مجلتي اسفار والطليعة لينقذوا ابيات وقصائد نشرت فيهما من الضياع .
وهي نفس الدعوة لكتاب القصص القصيرة .
وقد لحظت بان شاعرا ياتي بابيات جاذبة وليس لديه غيرها في قصائده الاخرى كما جرى في كثير من الشعر الاندلسي .
اغلب من نجا من الطوفان الاسود وعاش الى بعد السقوط تمكن من نشر نتاجه الادبي , لكن ماذاعن اولئك الذين غيبتهم المعتقلات والحروب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...