لكلٍ منا قناعاته التي توارثها أو كونها عبر سنوات الحياة إما بإجتهادٍ شخصي أو تجربة تعلم منها أو مزيجٍ من كل ذلك، وخلال الرحلة القصيرة لنا على هذه الأرض تتأثر خياراتنا بهذه التجارب التي تساهم في نحتنا من الداخل لتشكل صورتنا الحقيقية وتحدد هويتنا ووجهتنا الإنسانية بعيداً عن العبارات الإنشائية والمصطلحات الرنانة والقوالب الجاهزة والأفكار النمطية والمستهلكة والمتعارف عليها سلفاً، فللحقيقة صوتٌ واحد متعدد الأطياف والألسنة.. يدوي بصمتٍ ، يقع في القلب ويغير الروح كما لا يبدلها شيء آخر وهو ما يجعل لوجودنا معنىً ولكياننا نبضاً ولتجاربنا جذوراً ضاربةً في النفس لا تهزها العواصف مهما بلغت شدتها..
وفي هذه الرحلة المعقدة المليئة بالمتناقضات قد نهتدي لفكرةٍ ما.. تبدو غير مألوفة لكنها تمسنا بشدة وتقف على مفترق طرق لتضعنا في اختيار بين ما يصدقه القلب ويرتاح له الضمير وبين ما قد يرفضه الناس أو يقبلونه، وهنا تتمايز النفوس ويوضع (العمر بأكمله) في الميزان.. العمر المتمثل في فكرة أو لفتة أو موقف أو حتى انسحاب..
وكنت (ولا زلت) بعيداً عن أي تسميات أو تصنيفات أو صبغة تحملها أي فئة ولا أرى نفسي سوى شخص يحاول أن يتعلم أو يفهم ويشارك مع الآخرين (ما يعتقده) كنوزه أو أفكاره أو اكتشافاته البسيطة كشخصٍ عادي إيماناً مني بأن الحياة للجميع وأن المشاركة الوجدانية الواعية تزيدنا ولا تنقصنا، فمهما حاول البعض استنساخ أو افتعال وضعٍ ما يظل لكلٍ منا مكانه الذي يشبهه ولا يملأه سواه أياً كان حجمه، ولذلك كان القرار بالإبتعاد المؤقت منذ بداية العدوان على قطاع غزة المنكوب لأن الأولوية هي للإنسان كما كنت أحاول أن أكتب بإستمرار من قبل ولا يعقل أن أتخلى عن هذه القناعة أو أناقضها في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر بها وطني والإنسانية برمتها مهما انفض الناس من حولي (وهو ما حدث تدريجياً واستفدت منه الكثير)، فقد سألني البعض صراحةً عن ما اكتبه في الآونة الأخيرة.. لمن تكتب ؟ لبضعة أشخاص ؟ وذلك بعد توقفي عن نشر المقالات الثقافية والفنية التي كنت أقدمها قبل الأحداث الجارية واقتصار الحديث حالياً عن الجانب النفسي والإجتماعي والإنساني لهذه الحرب وعلاقتنا بها بشكلٍ مباشر أو غير مباشر..
فالكتابة أو الفن والثقافة عموماً بالنسبة لي بمثابة مشروع أو قرار وقناعة تعني أن أقدم أو أكتب ما يشبه نفسي ويشبعها أولاً وتعني أن أقدم ما أشعره وأؤمن به وليس ما يريده الآخرون، لأن الصدق راسخٌ باقٍ فيما تتغير آراء الناس وتتقلب تبعاً لمصالحهم وأهوائهم وهو ما ينبغي أن نحكي عنه بلا خجل قبل أن نندفع ونلوم الغير كعادتنا.. فعلى سبيل المثال وبعيداً عن المواضيع الجادة أذكر تماماً انتقاد أحد الكتاب لبعض النصوص العاطفية التي كتبتها كونها لا تقدم الحب والغزل بالشكل المألوف الذي يحاكي به الجميع في زمننا ما قدمته أهم الأسماء في بلادنا في الماضي دون أن يفهم أنني أقدم ما أعيشه كإنسان ولا أقوم (بتصنيع) مشاعر للإستهلاك العابر، فكيف أدعي مالم أعشه أو أعرفه يوماً وكيف سيحترمني القارىء إن لم يصدقني حتى وإن اختلف معي، فالفن والأدب الحقيقي على اختلاف أطيافه هو نبض.. وهو ما ينبغي أن يكون مبدأ الكاتب أو الفنان حتى وإن كان ينسج قصة حب أو عملاً مشبعاً بالعواطف.. حيث نكتب التجربة ونكتب الإنسان.. نجسد الحالة دون أن نضطر لتكرار نمط بعينه أو نتقيد به كونه الأكثر رواجاً، فمشاعر البشر خلقت لتكون متدفقةٌ كالأنهار الجارية لا البرك الراكدة.. وكل ما نختلف حوله سيتلاشى ذات يوم ليبقى الأثر وتبقى القناعات وترحل الأقنعة وأصحابها..
خالد جهاد..
وفي هذه الرحلة المعقدة المليئة بالمتناقضات قد نهتدي لفكرةٍ ما.. تبدو غير مألوفة لكنها تمسنا بشدة وتقف على مفترق طرق لتضعنا في اختيار بين ما يصدقه القلب ويرتاح له الضمير وبين ما قد يرفضه الناس أو يقبلونه، وهنا تتمايز النفوس ويوضع (العمر بأكمله) في الميزان.. العمر المتمثل في فكرة أو لفتة أو موقف أو حتى انسحاب..
وكنت (ولا زلت) بعيداً عن أي تسميات أو تصنيفات أو صبغة تحملها أي فئة ولا أرى نفسي سوى شخص يحاول أن يتعلم أو يفهم ويشارك مع الآخرين (ما يعتقده) كنوزه أو أفكاره أو اكتشافاته البسيطة كشخصٍ عادي إيماناً مني بأن الحياة للجميع وأن المشاركة الوجدانية الواعية تزيدنا ولا تنقصنا، فمهما حاول البعض استنساخ أو افتعال وضعٍ ما يظل لكلٍ منا مكانه الذي يشبهه ولا يملأه سواه أياً كان حجمه، ولذلك كان القرار بالإبتعاد المؤقت منذ بداية العدوان على قطاع غزة المنكوب لأن الأولوية هي للإنسان كما كنت أحاول أن أكتب بإستمرار من قبل ولا يعقل أن أتخلى عن هذه القناعة أو أناقضها في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر بها وطني والإنسانية برمتها مهما انفض الناس من حولي (وهو ما حدث تدريجياً واستفدت منه الكثير)، فقد سألني البعض صراحةً عن ما اكتبه في الآونة الأخيرة.. لمن تكتب ؟ لبضعة أشخاص ؟ وذلك بعد توقفي عن نشر المقالات الثقافية والفنية التي كنت أقدمها قبل الأحداث الجارية واقتصار الحديث حالياً عن الجانب النفسي والإجتماعي والإنساني لهذه الحرب وعلاقتنا بها بشكلٍ مباشر أو غير مباشر..
فالكتابة أو الفن والثقافة عموماً بالنسبة لي بمثابة مشروع أو قرار وقناعة تعني أن أقدم أو أكتب ما يشبه نفسي ويشبعها أولاً وتعني أن أقدم ما أشعره وأؤمن به وليس ما يريده الآخرون، لأن الصدق راسخٌ باقٍ فيما تتغير آراء الناس وتتقلب تبعاً لمصالحهم وأهوائهم وهو ما ينبغي أن نحكي عنه بلا خجل قبل أن نندفع ونلوم الغير كعادتنا.. فعلى سبيل المثال وبعيداً عن المواضيع الجادة أذكر تماماً انتقاد أحد الكتاب لبعض النصوص العاطفية التي كتبتها كونها لا تقدم الحب والغزل بالشكل المألوف الذي يحاكي به الجميع في زمننا ما قدمته أهم الأسماء في بلادنا في الماضي دون أن يفهم أنني أقدم ما أعيشه كإنسان ولا أقوم (بتصنيع) مشاعر للإستهلاك العابر، فكيف أدعي مالم أعشه أو أعرفه يوماً وكيف سيحترمني القارىء إن لم يصدقني حتى وإن اختلف معي، فالفن والأدب الحقيقي على اختلاف أطيافه هو نبض.. وهو ما ينبغي أن يكون مبدأ الكاتب أو الفنان حتى وإن كان ينسج قصة حب أو عملاً مشبعاً بالعواطف.. حيث نكتب التجربة ونكتب الإنسان.. نجسد الحالة دون أن نضطر لتكرار نمط بعينه أو نتقيد به كونه الأكثر رواجاً، فمشاعر البشر خلقت لتكون متدفقةٌ كالأنهار الجارية لا البرك الراكدة.. وكل ما نختلف حوله سيتلاشى ذات يوم ليبقى الأثر وتبقى القناعات وترحل الأقنعة وأصحابها..
خالد جهاد..