د. محمد عباس محمد عرابي - لا للحكم على الناس من مظهرهم قصة إنشاء جامعة (ستانفورد العريقة) !!

في ظل البراجماتية التي تسود الكثير من دول العالم أصبح الحكم على الآخرين
بالمظهر لا الجوهر؛ نحكم على الأشياء بالشكل لا المضمون، لكن العقلاء هم من
يحكمون على الجوهر لا المظهر، ويحكمون على المضمون لا الشكل، فالمساواة
مبدأ والتفاضل بما يستوجبه.
قص لي أحد الناس ممن أعرفهم بحزن!! قائلًا : أقص لك قصة غريبة ،وهو كان
ذات منصب مرموق لكنه كان لا يستغل منصبه في قضاء حوائجه الخاصة.
قال : ارتديت جلبابا وذهبت إلى المؤسسة التي فيها حاجتي فإذا بعامل الأمن
يطردني ولا يسمح لي بالدخول .
قال: وفي اليوم التالي ارتديت الزي الرسمي وركبت سيارتي ،واتجهت إلى نفس
المؤسسة فإذ بنفس عامل الأمن يهيئ لي مكان وقوف سيارتي، ويرحب بي أيما
ترحيب، وازداد اهتمامه بي لما نزل معي مدير المؤسسة ليودعني حيث سيارتي.
قال: فناديت عليه بعد أن انصرف مديره ،وقلت له: للعلم أنا الرجل الذي زجرته
أمس ومنعته من الدخول وكان من السهل بمكاملة واحدة أن تُقضى حاجتي وأنا في
مكتبي، ولكن أردت أن أعلمك درسًا ألا تنخدع أبدًا بالمظاهر ولا تستهين بأحد ،ولا
تحكم على الناس من طريقة كلامهم بطريقة تعتمد على المظهر والشكل.
وأنصحك أن تكون خدومًا لكل الناس ضعيفهم قبل قويهم ،وفقيرهم قبل غنيهم
،عامل الجميع معاملة حسنة وخلق حسن (وخالق الناس بخلق حسن )والدين المعاملة
وتذكر الحديث النبوي الشريف :" أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ
الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ
يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ
من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ
اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ
القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ
الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ] أخرجه الطبراني
في ((المعجم الأوسط)) (6026)
ما دعاني لإعداد هذا المقال هو قصة إنشاء جامعة (ستانفورد العريقة) الشهيرة
والمنتشرة على معظم وسائط التواصل الاجتماعي نذكرها بنصها كما ذكرتها

المواقع لنقرر العبرة المتمثلة ألا نحكم على الناس من خلال مظهرهم تقول القصة
:"
في العام 1884 م دخل رجل وزوجته -حيث كانا يرتديان ملاٰبس بسيطة - إلىٰ
سكرتيرة مكتب رئيس جامعة هارفارد (Harvard) الأمريكية التي تُعد أقدم وأعرق
الجامعات الأمريكية لمُقابلة رئيسها.
لم يكونا قد حصلا على موعد مُسبق، فقالت السكرتيرة للزوجين القرويين:
الرئيس مشغول جداً. ولن يستطيع مُقابلتكما قريبا.
ولكن سُرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة:
سوف ننتظره.
وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماماً علىٰ أمل
أن يفقدا الأمل وينصرفا.
ولكن مع إصرارهما، قابلهما رئيس الجامعة دون أن يعطيها أي اهتمام.
قالت السيدة:
ابننا كان يدرس هنا في الجامعة، لكنهُ توفي السنة الماضية في حادث أليم، وجئنا
لنُخلد ذكراه في الجامعة.
نظر رئيس الجامعة لملابسهم وشكلهم المُتواضع، وقال لهم:
نحنُ لاٰ نضع تماثيل في الجامعة!
فردَّت عليه بنفس الهدوء:
لقد فهمتنا خطأ، نحنُ نريد أن نبني مبنى في جامعة هارفارد يكون باسم ابننا.
فرد عليهم بسخرية ،وهو ينظر لملابسهم:
هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى ؟
لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار.
ساد الصمت فترة وجيزة، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من
الزوجين.
وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها:
عزيزي ستانفورد، ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لاٰ ننشئ جامعة
جديدة تحمل اسم ابننا ؟

فهز الزوج رأسه موافقاً.
غادر الزوجان وسط ذهول وخيبة رئيس الجامعه.
وسافرا معاَ وتوجها إلى كاليفورنيا حيث أسَّسا جامعة (ستانفورد العريقة) والتي تُعد
من أعرق الجامعات في أمريكا، وترتيبها الـ 15 علىٰ مستوىٰ العالم.
وما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرىٰ ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئاً لرئيس
جامعة "هارفارد".!" ملحوظة :نص القصة منقول دون تصرف
والآن نتساءل :ما رأيكم في تصرف رئيس الجامعة الذي أضاع فرصة ذهبية
ضاعت بسبب معاملته للآخرين على أساس المظهر لا الجوهر !!


المراجع :
8%D8%B1_%D9%A4%D9%A8

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...