المحامي علي ابوحبله - انقسامات تهدد «ائتلاف نتنياهو»... وإحباط أميركي من نتنياهو

الصراع في إسرائيل بلغ أوجهه وهناك أصوات تعارض سياسة نتني اهو في حربه على غزه وأن رئيس الحكومة لا يملك رؤيا لليوم التالي لانتهاء الحرب ، وأن جل ما يسعى إليه نتني اهو إطالة أمد الحرب لحماية نفسه وعلى حساب سلامة الأسرى الإسرائيليين وأمن إسرائيل

تشكل زيارة عضو مجلس الحرب في حكومة نتني اهو " بني غانتس " نقطة فارقة في عمر الحكومة الإسرائيلية، في ظل الخلافات التي دبت بين أعضاء حكومة الحرب ، وسط غضب ورفض رئيس وزراء " إسرائيل " بنيامين نتنياهو زيارة بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية الذي طالب سفارة بلاده بعدم تقديم أي دعم لغانتس في زيارته، يواجه تهديدًا حقيقيًا، بحسب الخبراء، يتمثل في تحول وجه الإدارة الأمريكية عن حكومته، وسعيها على ما يبدو لاستبداله الفترة المقبلة.

وبحسب محللين وخبراء متابعين ترى ، إن الإدارة الأمريكية ترى بأن نتنياهو بات ورقة محروقة، وهو امتداد لخط قطعته واشنطن تجاهه منذ انتخابه وتشكيل حكومته الحالية، حيث لم يدخل إلى البيت الأبيض، ولم يلتق مع الرئيس الأمريكي سوى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

الجانب الإسرائيلي متمثلا في الحكومة كان يفضل ألا يذهب أي بديل لنتنياهو إلى واشنطن، ومن هنا تكتسب زيارة غانتس إلى واشنطن أهمية خاصة أنه يملك خلفية عسكرية، وأصغر سنًا من نتنياهو، وهو الأكثر حظًا وتقدمًا بخطوات كبيرة في استطلاعات الرأي.

وأن الزيارة لها طابع خاص، وزاد هذا الطابع بعد أن عبر نتنياهو عن غضبه منها وعدم التنسيق مسبقًا بشأنها، كما ينص القانون الإسرائيلي، حتى رئيس الدولة والمعارضة يتم التنسيق مع رئيس الحكومة في أي زيارة، ما دفعه لأن يصدر تعليماته بعدم تعاون السفارة الأمريكية في واشنطن مع غانتس، لكن الأخير لا يحتاج لها، حيث يملك خبرة ميدانية كبيرة، وقضى فترات طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية للتدريب والدراسة الأكاديمية.

وبرأي المتابعين والمحللين عن تبعات وتداعيات زيارة غانتس أن "كل هذه الأمور توضع في الحسبان، عندما يلتقي غانتس مع المسئولين الأمريكيين في زيارته التي تستمر لمدة 3 أيام، فيما يخشى الليكود من الزيارة وتبعاتها السياسية والدبلوماسية".

ولا شك أن الأيام القادمة ستبين بأن الإدارة الأمريكية ستعيد حساباتها ليس من إسرائيل، بل من نتنياهو، حيث ستطوي صفحته وتضغط بطريقتها على الرأي العام الإسرائيلي والذي يرى معظمه فشل نتنياهو أمنيا وفساده، وغانتس سيكون البديل الذي سيقود الدفة الفترة المقبلة.

واعتبر محمد حسن كنعان، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن ما يحدث يؤكد على وجود أزمة سياسية عميقة جدًا بين نتنياهو وغانتس، حيث أن الأخير دخل مجلس الحرب لتغيير نتنياهو وزعزعة حكمه، وليس لأي أغراض سياسية أو عسكرية أخرى.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ذكرت ، صباح أمس الأحد، أنه رغم مخالفة زيارة غانتس للوائح الحكومية الإسرائيلية، ورفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لزيارته إلى واشنطن، فإنه يحاول عقد لقاء مع الرئيس بايدن، وعدد من المسئولين الأمريكيين الآخرين.

وأوضحت الصحيفة أن زيارة غانتس لواشنطن لا تعتبر رسمية ولن يتم تمويلها من الحكومة الإسرائيلية على أن يتم تمويلها من حزب "معسكر الدولة"، الذي يتزعمه غانتس، عضو مجلس الحرب على غزة، وذلك بعدما أصدر مكتب نتنياهو تعليمات لسفير إسرائيل في واشنطن، مايك هرتزوغ، بعدم مرافقة غانتس خلال زيارته للولايات المتحدة وعدم التعامل مع الزيارة على أنها "رسمية".

.



وصرح مسئول حكومي إسرائيلي لشبكة CNN، الاثنين، إن بيني غانتس، وزير الحرب والمنافس السياسي لبنيامين نتنياهو، الذي يقوم بزيارة إلى واشنطن، لا يمثل الحكومة خلال رحلته، وسط غضب واضح من رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفاؤه حول الرحلة.

وأصر المسئول الإسرائيلي على أن نتنياهو لديه "خط مفتوح" مع الرئيس جو بايدن، وقال إن الاثنين تحدثا عشرات المرات منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما يعني أن تدخل غانتس غير ضروري.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرًا لحساسية الأمر، إن إسرائيل "لن تجري مفاوضات بشأن الرهائن" في وسائل الإعلام.

ومنذ اندلاع الحرب، ارتفع حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس في استطلاعات الرأي، في حين بدأ حزب الليكود بزعامة نتنياهو يفقد شعبيته.

وكان حزب الوحدة الوطنية، الذي يقوده غانتس، في المعارضة عندما قادت حماس هجومًا على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن غانتس وافق على الانضمام إلى الحكومة وأصبح عضوًا في حكومة الحرب المشكلة في أعقاب الهجوم.

زيارة غانتس للولايات المتحدة الأمريكية موضع انتقاد وغضب ليس من نتني اهو فحسب وإنما أيضا من حلفائه من اليمين المتطرف فقد اتهم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، واشنطن بالسعي لـ “دق إسفين” في الحكومة، عبر دعوتها الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، لزيارتها دون موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.، وفي هذا صرح سموتريتش في بيان صدر عنه : “سافر الوزير غانتس بمفرده لزيارة واشنطن، ومن المؤسف أن هذه الرحلة لم يتم تنسيقها مسبقا مع رئيس الوزراء نتنياهو”.وأضاف: “ولا يخفى على أحد أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى وقف الحرب (على غزة،) والاعتراف بالدولة الفلسطينية”.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصدر وصفته بالمُطّلع، أن غانتس أبلغ نتنياهو بزيارته لواشنطن بعد تحديد جدول أعمالها، مضيفاً أن الأخير «يتملّكه الغضب الشديد». ورأى المصدر أن زيارة غانتس «تعكس انقساماً حاداً في القيادة السياسية الإسرائيلية»، وفق الصحيفة الأميركية.

الكاتب البارز في صحيفة " معاريف " الإسرائيلية بن كسبيت وجه انتقادات إلى نتنياهو لمعارضته الزيارة.، وقال بن كسبيت عبر إذاعة 103FM المحلية، الاثنين: “لم تتم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض، وطالما لم تتم دعوته فلن يسافر أحد، وهذا هو الرجل الذي اختطف بلدًا”.

وأظهرت استطلاعات الرأي العام في إسرائيل في الأشهر الماضية، ارتفاع شعبية غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية”، حيث تفضله أعداد متزايدة من الإسرائيليين على نتنياهو لتولي منصب رئاسة الحكومة.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أفادت تقارير إعلامية بوجود خلافات عميقة بين نتنياهو وغانتس الذي انضم إلى مجلس الحرب بعد اندلاعها بعدة أيام.

من جانبها، دلّلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على غضب إدارة بايدن من سياسات نتنياهو بالقول إن المساعدات الأميركية التي جرى إسقاطها جواً على قطاع غزة مؤخراً «تعكس إحباط واشنطن من سياسات إسرائيل».

وذهبت الصحيفة إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول إنه «قد تتصاعد المواجهة بين واشنطن وتل أبيب، إذا لم يجرِ التوصل إلى صفقة» بشأن الأسرى الذين تحتجزهم حركة «حماس»، وإدخال المساعدات إلى غزة، وعدَّت أن «قرار بايدن دعوة غانتس للولايات المتحدة يعكس التقليل من أهمية نتنياهو».

واستبَقَت نائبة الرئيس الأميركي اجتماعها مع غانتس بالدعوة، أمام جمعٍ في ولاية ألاباما، إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة، في إشارة إلى هدنة الأسابيع الستة التي تحاول إدارة بايدن التفاوض بشأنها، ما يضمن إطلاق سراح عشرات الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وركزت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» على تفاعل الحضور بشكل إيجابي، وترحيبهم بدعوة هاريس التي تشكل مطلباً طالما دعا إليه كثيرون ممن يريدون وقفاً للقتل والدمار.

تزامن ذلك مع ما أعلنته «هيئة البث الإسرائيلية» من أن الشرط الذي وضعه رئيس الوزراء للتقدم في المفاوضات؛ وهو الحصول على قائمة بأسماء المحتجَزين الذين ما زالوا على قيد الحياة، لم يحظَ بموافقة مجلس الحرب، ما يشي بحجم الخلافات حتى داخل هذا المجلس.

ووفقاً لصحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، «تعتقد الولايات المتحدة أن غانتس يمثل مقياساً أفضل لموقف مواطني إسرائيل من المجهود الحربي، وحل الدولتين المحتمَل».

وتعيد هذه المخاوف إلى الواجهة الخلاف الأميركي الإسرائيلي بشأن حل الدولتين، والذي عدّ كثير من دول العالم مؤخراً، ولا سيما الأوروبية منها، أنه يجب تطبيقه باعتباره السبيل الوحيدة لإرساء الاستقرار بالشرق الأوسط، والخروج من دوامة العنف التي لا تنتهي، ودائماً ما يصطدم هذا الطرح بالرفض الإسرائيلي.

في السياق نفسه، حذّر روفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، من أنه «إذا نَمَت الخلافات السياسية، وانسحب غانتس من الحكومة، فسوف تفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتجاجات أوسع" من قِبل المواطنين غير الراضين بالفعل عن أداء الحكومة، والذين يحمّلون نتنياهو نفسه مسؤولية هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنّته حماس ضد إسرائيل". ونقلت قناة " يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية عن حزان قوله: " هناك كثير من الغضب... في اللحظة التي يكون لديك فيها هذا الغضب، ويكون هناك ائتلاف منفصل عن الشعب، سينفجر الوضع" .

وعلى وقْع تنامي المظاهرات المندّدة باستمرار الحرب الإسرائيلية في غزة للشهر الخامس، سواء داخل إسرائيل نفسها أم في عدد من المدن الأوروبية والأميركية، يرى مراقبون أن الضغوط التي تُحاصر إدارة بايدن ستزداد خلال الفترة المقبلة، ولا سيما بعد دور واشنطن المساند والداعم بشدة لتل أبيب منذ اليوم الأول للحرب التي تخطّى عدد ضحاياها حتى الآن مائة ألف؛ بين قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال، وكذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وصل غانتس إلى واشنطن، الأحد، والتقى بمجلس إدارة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ورئيسها التنفيذي هوارد كوهر، وشكر المنظمة لدفاعها عن إسرائيل منذ 7 أكتوبر في منشور على منصة "إكس".

ومن المقرر أن يجتمع غانتس مع منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وإفريقيا، بريت ماكغورك، ونائب الرئيس كمالا هاريس، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الاثنين، بحسب خط سير الرحلة الصادر عن مكتبه. ومن المقرر أيضا أن يجتمع غانتس مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، صباح الثلاثاء.

زيارة حافلة بالكثير من المفاجآت التي من شانها أن تزيد في حدة الخلافات والصراعات التي تهدد الائتلاف الحكومي وتهدد حكومة الحرب إذا قرر غانتس وحلفائه الانسحاب من الحكومة وزيادة الاحتجاجات ضد الحكومة الأمر الذي ينذر بفك الحكومة وإذا ما نجحت إدارة بإيدن بإقناع وزير الحرب غالانت بتقديم استقالته فان الخريطة السياسية حتما ستتغير في إسرائيل وقد تنجح الجهود في تشكيل حكومة بديله لحكومة نتني اهو وهو ما قد تحمله زيارة غانتس لأمريكا واجتماعه بمسئولين أمريكيين من مخططي السياسة الأمريكية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...