إن المعاني في الخطاب بأنواعه؛ الأدبي والسياسي والتشريعي والفلسفي والتربوي والإعلامي والديني والسينمائي والمسرحي وسوى ذلك؛ ليست شيئًا ثابتًا وقارا وجليا وجاهزا يمكن أن يصل إليها المتلقي بسهولة ويسر -باعتباره ذاتا منتجة- من خلال عملية بحث منهجية وموضوعية فقط، بل بالإضافة إلى استعمال المنهج سواء كان سياقيا أو نسقيا، وتوظيف آلياته الإجرائية بدقة علمية متناهية في تحليل الخطاب وإنتاج معانيه، لابد من نشاط ذهني يبذله المتلقي قارئا ومشاهدا ومستمعا، لإبراز مهاراته بإنتاج معاني لم تطلها فهوم جمهور المتلقين دارسين وبحاثة وقراء قبله، كما أنه لابد على المتلقي من توظيف خبراته الثقافية الموسوعية، وتوظيف مكاسبه العلمية والمعرفية، وتفعيل ملكاته الفكرية، وتركيز مداركه، وحضور وعيه أثناء تفكيك مكونات الخطاب، وخلال عملية التأويل التي تتجلى فيها قدرات القارئ ومهاراته في إنتاج المعاني وبنائها..
مع العلم أن إنتاج المعاني وبناءها لا يمكن أن يكون إلا خطابا عن خطاب، وكلا الخطابين وسيلتهما اللغة، واللغة تعبير رمزي عن الواقع، بمعنى أن الخطاب الأول المحلل، والخطاب النقدي المتضمن المعاني المنتجة تأويلا من الخطاب الأصل، هما مفارقان للمرجع بالضرورة كيفما كان أداؤهما..
إن استخراج المعنى من الخطاب وإنتاجه وبناءه يقتضي الإلمام بكل مكونات الخطاب وهي متعددة، وتستدعي مقاربة شاملة، اعتمادًا على تصنيف الخطاب، وفهم خصائصه وسياقه وأهدافه، باعتماد المعارف والعلوم المساعدة في إطار التحاقل والتضايف المنهجي الوظيفي اللساني، والبلاغي والفلسفي والاجتماعي والنفسي والتاريخي والأسلوبي والسيميائي وما إلى ذلك... إضافة إلى مهارة المتلقي القائمة على الفطرة السليمة المرادفة لمنجز العقل وقدراته التأويلية، وكفاءته على إنتاج المعانى الكامنة في الإشارات والرموز والعلامات، والتي يوحي بها كل مكون من مكونات الخطاب...
وفي هذا السياق لابد من التنبيه إلى أن عملية تأويل الخطاب تظهر مهارة القارئ وفرادته وتميزه وكفاءته وقدرته، وتفتح آفاقا كبيرة أمام الخطاب بأنواعه، وتجعله أكثر تحررًا من قيود التنميط التي هيمنت على الدراسات والمقاربات النقدية المقولبة والمنمطة، وتجعله أكثر انفتاحا، وأكثر خروجا عن الأحكام المعيارية المتوارثة، وأكثر تجاوزا للمقولات السائدة، كما تجعله أكثر خروجا عن الأطر المتواترة، والآراء الارتجالية الباهتة، والمسكوكات النقدية المحدودة والجاهزة،...
/نورالدين السد (من كتاب: «الأسلوبية التأويلية وتحليل الخطاب». بتصرف).
مع العلم أن إنتاج المعاني وبناءها لا يمكن أن يكون إلا خطابا عن خطاب، وكلا الخطابين وسيلتهما اللغة، واللغة تعبير رمزي عن الواقع، بمعنى أن الخطاب الأول المحلل، والخطاب النقدي المتضمن المعاني المنتجة تأويلا من الخطاب الأصل، هما مفارقان للمرجع بالضرورة كيفما كان أداؤهما..
إن استخراج المعنى من الخطاب وإنتاجه وبناءه يقتضي الإلمام بكل مكونات الخطاب وهي متعددة، وتستدعي مقاربة شاملة، اعتمادًا على تصنيف الخطاب، وفهم خصائصه وسياقه وأهدافه، باعتماد المعارف والعلوم المساعدة في إطار التحاقل والتضايف المنهجي الوظيفي اللساني، والبلاغي والفلسفي والاجتماعي والنفسي والتاريخي والأسلوبي والسيميائي وما إلى ذلك... إضافة إلى مهارة المتلقي القائمة على الفطرة السليمة المرادفة لمنجز العقل وقدراته التأويلية، وكفاءته على إنتاج المعانى الكامنة في الإشارات والرموز والعلامات، والتي يوحي بها كل مكون من مكونات الخطاب...
وفي هذا السياق لابد من التنبيه إلى أن عملية تأويل الخطاب تظهر مهارة القارئ وفرادته وتميزه وكفاءته وقدرته، وتفتح آفاقا كبيرة أمام الخطاب بأنواعه، وتجعله أكثر تحررًا من قيود التنميط التي هيمنت على الدراسات والمقاربات النقدية المقولبة والمنمطة، وتجعله أكثر انفتاحا، وأكثر خروجا عن الأحكام المعيارية المتوارثة، وأكثر تجاوزا للمقولات السائدة، كما تجعله أكثر خروجا عن الأطر المتواترة، والآراء الارتجالية الباهتة، والمسكوكات النقدية المحدودة والجاهزة،...
/نورالدين السد (من كتاب: «الأسلوبية التأويلية وتحليل الخطاب». بتصرف).