إن الأسلوبية التأويلية تولي أهمية قصوى لدراسة الأساليب، وفك شفرات العلامات والرموز المشكلة لها، كما تولي أهمية قصوى لتحليل الخطاب وتأويل مكوناته، فالمتلقي أو القارئ أو محلل الخطاب عند تحليل خطاب من الخطابات مهما كان نوعه أو جنسه، يقوم بنشاط تأويلي يهدف من خلاله إلى إنتاج المعاني الكامنة في الخطاب، وهو يقصد بذلك تحقيق الفهم...
وعليه فإن إنتاج المعاني وتمثلها، يكشف المقاصد، ويبلغ الفهوم.
ولابد من الإشارة هنا إلى أنه لا يمكن أن يكون هذا النشاط التأويلي إلا للمعاني الخفية المتوارية وراء التراكيب اللغوية المجازية المنزاحة، الخارجة عن المألوف.
فتواري المعاني وخفاء معظمها لا يكون إلا وراء حجب الأساليب الغامضة، كما لا تكون إلا من إيغال الأساليب في التشكيل الحادث على غير منوال، وكلما أوغلت أساليب الكتاب والخطباء والشعراء والساسة وسواهم في الغرائبية والغموض والترميز، أوغلت معانيهم في الاختفاء والاحتجاب؛ وكلما كانت محاولة المتلقين مجهدة في كشف المستتر، والبحث عن المنبهم، كانت رحلة البحث ممتعة لذيذة مبهجة، وكلما وظف المتلقون والمحللون مهاراتهم وكفاءاتهم وقدراتهم في رحلة البحث عن المعاني ومعاني المعاني، كلما تم الإدراك الشامل لمكونات الخطاب، وبذلك يتم الوصول إلى المقاصد، وتحقيق الفهوم من نتائج هذا النشاط الذهني، والنشاط التحليلي تأويلي بالضرورة وهو ممارسة فكرية ثقافية ماتعة، فبقدر توظيف محلل الخطاب مهاراته وقدراته في إنتاج المعانى؛ يكون لرحلة اكتشافه المعاني انعكاسها في إثراء ساحات الفكر بما يصل إليه من نتائج، ولعلنا لا نخطئ الصواب إذا قلنا: إن هذا أسمى ما تهدف إليه استراتيجية الوظيفة التواصلية، ومن خلال النشاط التأويلي للخطاب يتم إخصاب ونماء وثراء المجال الثقافي والاجتماعي والسياسي، وعبر ذلك يتم ترك البصمة الفاعلة في سيرورة البناء الحضاري والإنساني../ نورالدين السد
الأسلوبية التأويلية وتحليل الخطاب
وعليه فإن إنتاج المعاني وتمثلها، يكشف المقاصد، ويبلغ الفهوم.
ولابد من الإشارة هنا إلى أنه لا يمكن أن يكون هذا النشاط التأويلي إلا للمعاني الخفية المتوارية وراء التراكيب اللغوية المجازية المنزاحة، الخارجة عن المألوف.
فتواري المعاني وخفاء معظمها لا يكون إلا وراء حجب الأساليب الغامضة، كما لا تكون إلا من إيغال الأساليب في التشكيل الحادث على غير منوال، وكلما أوغلت أساليب الكتاب والخطباء والشعراء والساسة وسواهم في الغرائبية والغموض والترميز، أوغلت معانيهم في الاختفاء والاحتجاب؛ وكلما كانت محاولة المتلقين مجهدة في كشف المستتر، والبحث عن المنبهم، كانت رحلة البحث ممتعة لذيذة مبهجة، وكلما وظف المتلقون والمحللون مهاراتهم وكفاءاتهم وقدراتهم في رحلة البحث عن المعاني ومعاني المعاني، كلما تم الإدراك الشامل لمكونات الخطاب، وبذلك يتم الوصول إلى المقاصد، وتحقيق الفهوم من نتائج هذا النشاط الذهني، والنشاط التحليلي تأويلي بالضرورة وهو ممارسة فكرية ثقافية ماتعة، فبقدر توظيف محلل الخطاب مهاراته وقدراته في إنتاج المعانى؛ يكون لرحلة اكتشافه المعاني انعكاسها في إثراء ساحات الفكر بما يصل إليه من نتائج، ولعلنا لا نخطئ الصواب إذا قلنا: إن هذا أسمى ما تهدف إليه استراتيجية الوظيفة التواصلية، ومن خلال النشاط التأويلي للخطاب يتم إخصاب ونماء وثراء المجال الثقافي والاجتماعي والسياسي، وعبر ذلك يتم ترك البصمة الفاعلة في سيرورة البناء الحضاري والإنساني../ نورالدين السد
الأسلوبية التأويلية وتحليل الخطاب