المحامي علي ابوحبله - تكتيكي أم استراتيجي .. وراء تغير نبرة بإيدن تجاه حرب "إسرائيل

يجمع مراقبون ومحللون سياسيين أن وتيرة الخلافات المتصاعدة بين الرئيس الأمريكي بإيدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، لا يعود إلى الوضع في قطاع غزه بقدر تضارب المصالح بينهما وخشية ارتدادات ما يرتكبه نتني اهو من حماقات وإمعانه في إطالة أمد الحرب على غزه وتجويع أهلها وعمله على اتساع رقعة الحرب بضرب القنصلية الايرانيه في دمشق في محاوله للانقضاض على أي تفاهمات يمكن أن تجمع إيران وأمريكا بعد أن استشعر خطورة المحادثات التي تجري بالوساطة العمانية .

هناك تحول في الرأي العام الأمريكي وتذمر بين العديد من العاملين في إدارة بإيدن وكذلك تحفظ أعضاء من الديمقراطيين وحتى الجمهوريين ضد السياسة الأمريكية الداعمة للحرب على قطاع غزه .

ونتيجة ذلك هناك تحول أمريكي من استمرار الحرب على غزه ، عكستها المكالمة المتوترة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، تخللنها عددا من المصطلحات التي عبرت عن صعوبة تحمل واشنطن للممارسات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة التي تكمل شهرها السادس.

سخط متزايد من استمرار قصف واستهداف المدنيين وغضب من استهداف إسرائيلي أسفر عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة سنترال وورلد كيتشن في غزة، جاء الاتصال ليعبر عن مدى الغضب داخل الإدارة الأميركية.

وأعلن البيت الأبيض الخميس أن النبرة المتشددة التي اعتمدها الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي الخميس مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بشأن الحرب في غزة تعكس "الإحباط المتزايد" إزاء عدم استجابة إسرائيل لمطالب حماية المدنيين.

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قال للصحفيين عندما سئل عما إذا كانت المكالمة تعكس إحباط بايدن من عدم استجابة نتانياهو لطلبات واشنطن، "نعم، هناك إحباط متزايد" "غير مقبول"

أوضح بايدن في المكالمة أن "الهجوم على العاملين في المجال الإنساني والوضع الإنساني بشكل عام غير مقبول"، وهي لغة في الحديث توضح الرفض الأميركي لأي تبرير لاحق من إسرائيل على الضربة التي استهدفت العاملين المدنيين. والمستجد مطالبة بإيدن "وقف فوري لإطلاق النار"

بحسب مصادر البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "الوقف الفوري لإطلاق النار ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء" في غزة.

وتعد هذه أول مرة يدعو فيها الرئيس الأميركي بوضوح إلى وقف إطلاق النار فورا في غزة خلال ستة أشهر من الحرب ،ولم يربط بايدن بشكل كامل وقف إطلاق النار باتفاق الرهائن- مثلما كان حريصًا على القيام بذلك في الماضي – لكنه شدد على أن الرئيس حث رئيس الوزراء على تمكين مفاوضيه من إبرام صفقة دون تأخير لإعادة الرهائن إلى منازلهم".

كما طالبه بـ "إعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الأضرار التي لحقت بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة" وه ذا يعني أن الولايات المتحدة ستقوم بتقييم تنفيذ إسرائيل لمطالبها، وبالتالي فإن فشل تل أبيب في القيام بذلك سينتج عنه تغيرا سلبيا في سياسة الدعم الأميركية لإسرائيل.

وأعرب بايدن على مدى أشهر عن إحباط متزايد من نتانياهو، لكنه دافع بقوة أيضا عن حق إسرائيل في الرد على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته على إسرائيل في السابع من تشرين أكتوبر.

ورغم الضغوط التي يمارسها الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، فإن الإدارة تواصل توفير إمدادات عسكرية لإسرائيل حتى في وقت تنتقد طريقة خوض الحرب.

موقع "أكسيوس" الأمريكية، ذكر أن قتل إسرائيل سبعة من موظفي "المطبخ المركزي العالمي" شكّل لحظة فاصلة في واشنطن، أدت إلى تسريع وتيرة التراجع المستمر منذ أشهر في الدعم الأمريكي للحرب في غزة.

وأوضحت "رويترز" أن بايدن هدد نتنياهو، في المكالمة الهاتفية، بربط دعم الهجوم الإسرائيلي في غزة باتخاذ خطوات ملموسة لحماية عمال الإغاثة والمدنيين، في سعي منه للمرة الأولى للاستفادة بربط المساعدات الأمريكية لـ"تل أبيب" بالسلوك العسكري الإسرائيلي.

وحذر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قائلًا: "إذا لم نشهد تغييرات من جانبهم، فلا بد أن تكون هناك تغييرات من جانبنا"، مطالبًا إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة في الساعات والأيام المقبلة.

حتى السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن، حثّت زوجها على وقف الحرب، وقالت: "أوقفها الآن"، كما روى بايدن سرًا في اجتماع مع أفراد الجالية المسلمة، يوم الثلاثاء الماضي، وفق "أكسيوس".توتر غير مسبوق

وزير الخارجية الأمريكي، في مؤتمر صحفي في بروكسل، أن "بايدن أوضح لنتنياهو أن إسرائيل يجب أن تفعل المزيد لحماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة أو المخاطرة بتغيير السياسة".وتابع أن "الهجوم المروع الذي وقع هذا الأسبوع على العاملين في المطبخ المركزي العالمي لم يكن الحادث الأول من نوعه، ويجب أن يكون الأخير" وذكر أن الرئيس الأمريكي شدد على أن الضربات على العاملين في المجال الإنساني والوضع الإنساني العام "غير مقبول". وحقيقة القول أن هناك خلافات لكن تغير نبرة بايدن لا يمكن أن تندرج تحت مفهوم تغير استراتيجي في العلاقات مع إسرائيل لان أمريكا ما زلت تدعم إسرائيل ؟؟؟ وصفقة الطائرات والذخائر تؤكد حقيقة ذلك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...