لم يكن من الممكن لأحدنا أن يتخيل قبل عقود ما نعيشه اليوم من واقع، وكان الكثير من المواطنين في بلادنا يعيش على أمل الإرتحال إلى بلدٍ غربي يحظى فيه بكامل حقوقه ليس فقط في تحسين مستوى المعيشة بكافة جوانبها بل في ضمان مستقبل أفضل لأبنائه عدا عن بحثه عن (الحرية) التي ينشدها، ومرت السنوات وتوالت الأحداث على بلادنا وصولاً إلى ما نعيشه اليوم في غزة والسودان ليجد الكثيرون أنفسهم في مأزقٍ حقيقي قد لا يعترف أغلبهم به وهو أن تلك الصورة المثالية للحياة في المجتمعات الغربية ليست سوى مجرد وهمٍ كبير لا مكان فيه لتلك الحقوق التي هاجروا للحصول عليها، فنظرة أغلب هذه الدول لبقية شعوب العالم من (غير البيض) هي نظرة دونية عمل الغرب على مدار سنوات على تجميلها إعلامياً وتقديم دعاية واسعة تقوم على تصدير وجوه من آسيا أو افريقيا أو أمريكا اللاتينية وأحياناً المنطقة العربية لتقوم بتلك المهمة خاصةً في المجالات التي تقع في دائرة الضوء..
لكن التنافس في الحملات الانتخابية بين المرشحين مع بداية الألفية الثالثة وظهور أجندة جديدة لها تتضارب مصلحتها مع الصورة التي رسمتها أعاد فتح ملفات الهجرة والمهاجرين.. تزامناً مع عودة نشيطة للإستعمار المقنع الذي عمل على تدعيم قرارته عبر تأجيج خطاب الكراهية والعداء للعرب والمسلمين والأفارقة، والذي تم محاولة احتوائه وتلطيفه (شكلياً) رغم الإستهداف الواضح لهم ولحريتهم وثقافتهم ومعتقداتهم في نفس الوقت الذي يتم فيه حماية كل ما هو يهودي أو صهيوني من مجرد النقد برغم انتقاد العديد من اليهود أنفسهم لذلك، وبعد جهود وضغوط غربية هائلة تمت في السنوات الماضية وأثارت دهشة الجميع لتصدير القبول بالمثلية الجنسية وتحويلها لقضية سياسية تحت شعار حماية الأقليات وضمان سلامتهم وحريتهم، والتي قامت معها بالكثير من التدخل في الشؤون الداخلية للعديد من بلاد العالم دون احترام خصوصيتها تماماً كما استغلت ذلك سابقاً في العديد من الملفات مثل رفع شعار الدفاع عن حقوق المرأة..
فجاءت الحرب على غزة لتنسف كل هذه الإدعاءات من أساسها ولتظهر الوجه القبيح والمنافق بل والقمعي لكل من يطالب بتحقيق العدل ويسعى فقط إلى نشر الحقيقة وفضح الدعاية الكاذبة التي استمرت لعقود، وأثبتت معها أن الكرامة الإنسانية لا تشمل كل البشر ولا تساوي بينهم بل تميز بينهم على أساس عرقي بحت يتلون في ذرائعه مستخدماً في بعض الأحيان الفكر والفلسفة الدينية لتبرير سلوكه في بعض المواقف تماماً كما يستخدم العلمانية كشعار في مواقف أخرى، ويضخم بعض الأحداث البسيطة في مناطق من العالم فيما يقوم بالتعتيم الكلي عليها في مناطق أخرى، وقد رأى الجميع حجم المأساة التي حلت على صعيد الأمن والغذاء والصحة وجميع متطلبات الحياة الأساسية للنساء والأطفال والمرضى وكبار السن واستهداف المدارس ودور العبادة والمستشفيات إضافة إلى استهداف الطواقم الطبية في غزة دون أن يتم أي إجراء فعلي لحمايتهم أو حتى التخفيف عنهم وهو إن دل على شيء فهو يدل على نجاح الغرب في خداع بعضنا لسنوات.. كما نجح عبر الدعاية المتواصلة والخطابات البراقة في جعل البعض ناقماً على بلاده على اعتبار أن حريته وحقوقه مكفولة هناك (دون تمييز) بينما يخاف الكثيرون خاصةً في هذه المرحلة من التعبير عن رأيه أو هويته..
اليوم في عالمنا هذا والذي يعيش فترةً بالغة الحساسية والخطورة لم يعد هناك من إمكانية للإستمرار إلا بتطبيق معايير احترام ومساواة وعدالة بين البشر دون تمايز لأحد على الآخر، يكف فيها الغرب عن إعطاء الغير لدروس هو بحاجة إليها اكثر من غيره، أما الحرية الحقيقية فهي غير موجودة في هذا العالم وهي ككل شيء في زمننا (نسبية) وستظل منقوصة ومتفاوتة في تعريفها من مكان لآخر حيث لا شرق ولا غرب بل حيث يكون الإنسان إنساناً بمنتهى البساطة بعيداً عن المصطلحات المعقدة والنظريات التي لا مكان لها على أرض الواقع وليست سوى مجرد خيال..
خالد جهاد..
لكن التنافس في الحملات الانتخابية بين المرشحين مع بداية الألفية الثالثة وظهور أجندة جديدة لها تتضارب مصلحتها مع الصورة التي رسمتها أعاد فتح ملفات الهجرة والمهاجرين.. تزامناً مع عودة نشيطة للإستعمار المقنع الذي عمل على تدعيم قرارته عبر تأجيج خطاب الكراهية والعداء للعرب والمسلمين والأفارقة، والذي تم محاولة احتوائه وتلطيفه (شكلياً) رغم الإستهداف الواضح لهم ولحريتهم وثقافتهم ومعتقداتهم في نفس الوقت الذي يتم فيه حماية كل ما هو يهودي أو صهيوني من مجرد النقد برغم انتقاد العديد من اليهود أنفسهم لذلك، وبعد جهود وضغوط غربية هائلة تمت في السنوات الماضية وأثارت دهشة الجميع لتصدير القبول بالمثلية الجنسية وتحويلها لقضية سياسية تحت شعار حماية الأقليات وضمان سلامتهم وحريتهم، والتي قامت معها بالكثير من التدخل في الشؤون الداخلية للعديد من بلاد العالم دون احترام خصوصيتها تماماً كما استغلت ذلك سابقاً في العديد من الملفات مثل رفع شعار الدفاع عن حقوق المرأة..
فجاءت الحرب على غزة لتنسف كل هذه الإدعاءات من أساسها ولتظهر الوجه القبيح والمنافق بل والقمعي لكل من يطالب بتحقيق العدل ويسعى فقط إلى نشر الحقيقة وفضح الدعاية الكاذبة التي استمرت لعقود، وأثبتت معها أن الكرامة الإنسانية لا تشمل كل البشر ولا تساوي بينهم بل تميز بينهم على أساس عرقي بحت يتلون في ذرائعه مستخدماً في بعض الأحيان الفكر والفلسفة الدينية لتبرير سلوكه في بعض المواقف تماماً كما يستخدم العلمانية كشعار في مواقف أخرى، ويضخم بعض الأحداث البسيطة في مناطق من العالم فيما يقوم بالتعتيم الكلي عليها في مناطق أخرى، وقد رأى الجميع حجم المأساة التي حلت على صعيد الأمن والغذاء والصحة وجميع متطلبات الحياة الأساسية للنساء والأطفال والمرضى وكبار السن واستهداف المدارس ودور العبادة والمستشفيات إضافة إلى استهداف الطواقم الطبية في غزة دون أن يتم أي إجراء فعلي لحمايتهم أو حتى التخفيف عنهم وهو إن دل على شيء فهو يدل على نجاح الغرب في خداع بعضنا لسنوات.. كما نجح عبر الدعاية المتواصلة والخطابات البراقة في جعل البعض ناقماً على بلاده على اعتبار أن حريته وحقوقه مكفولة هناك (دون تمييز) بينما يخاف الكثيرون خاصةً في هذه المرحلة من التعبير عن رأيه أو هويته..
اليوم في عالمنا هذا والذي يعيش فترةً بالغة الحساسية والخطورة لم يعد هناك من إمكانية للإستمرار إلا بتطبيق معايير احترام ومساواة وعدالة بين البشر دون تمايز لأحد على الآخر، يكف فيها الغرب عن إعطاء الغير لدروس هو بحاجة إليها اكثر من غيره، أما الحرية الحقيقية فهي غير موجودة في هذا العالم وهي ككل شيء في زمننا (نسبية) وستظل منقوصة ومتفاوتة في تعريفها من مكان لآخر حيث لا شرق ولا غرب بل حيث يكون الإنسان إنساناً بمنتهى البساطة بعيداً عن المصطلحات المعقدة والنظريات التي لا مكان لها على أرض الواقع وليست سوى مجرد خيال..
خالد جهاد..