د. محمد عباس محمد عرابي - الواسطي أسيوط بين جمال الطبيعة ونور العلم (نثرا وشعرا )

إعداد /محمد عباس محمد عرابي



(جزيرة الواسطى القبلية​

الواسطي أسيوط تعني جمال الطبيعة ونور العلم؛ جمال الطبيعة حيث الخضرة الدائم، والنهر الذي يجري، ونور العلم حيث كثرة المدارس والجامعات التي تبعد عنها بضع كيلو مترات حيث جامعة أسيوط والأزهر والجامعة العمالية والمعاهد العليا العديدة.........؛ وبيانا لطبيعة قرية الواسطىالخلابة، وبيانًا لمدى تسلح أهلها بنور العلم كان هذا المقال:

أولا: جمال الطبيعة:

قرية الواسطي أسيوط قرية عريقة تجمع بينأخلاق أهل القرى الطيبين وبين تقدم وتحضر أهل المدينة ذلك أنها تقع على ضفاف شرق النيل ومدينة أسيوط غربه وما هي إلا دقائق عبر الباخرة النهرية تكون في أسيوط أو الواسطى والآن وبعد زحف المدنية وإنشاء كوبري أسيوط العلوي صارت مدينة أسيوط ونزلة عبد اللاه وقرية الواسطى تجمعا واحدا لا تفصل بينهم الحدود.

وقرية الواسطىكما رأيتها في طفولتي وصباي كانت في الستينات والسبعينات والثمانينات الميلادية من القرن الماضي جنةمن جنات الله في أرضه حيث تطل على النيل، وما أدراك ما جمال الخضرة والحدائق على النيل حيث جزيرة الواسطى البحرية والقبلية وتلال الواسطى: تل هوي وتل الزقزقي واليوسفية وحدائق آل قاسم أبوغديروأبعدية آل البدوي وأملاك آل سلامة وآل عابد وآل زرزور وآل أبوغديروالبارودي واليوسفية و علائلاتوعائلات .... ولسعة أملاك قرية الواسطى كانت تمتد لحد تسع قرى مجاورة

وكم تفيأت ظلال حدائقها،ورددت معالشاعر:

قريتي يامحطّةَ الذكرياتِ

يابهاءَ الرّضا وصَفْوَ الحياةِ​

وقرية الواسطى كم هي معروفة بين القرى والمدن بأنها بلد الخضراوات والفواكه والتمور ساعدها على ذلك اتساع الرقعة الزراعية بها حيث ماء النيل والترعة الإبراهيمية التي تمر بها، ولفضل النيل على قرية الواسطى ينطبق عليها قول أمير الشعراء أحمد شوقي:

النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر

وَالجَنَّةُ شاطِئُهُ الأَخضَر

رَيّانُ الصَفحَةِ وَالمَنظَر

ما أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر

البَحرُ الفَيّاضُ القُدسُ

الساقي الناسَ وَما غَرَسوا

وَهوَ المِنوالُ لِما لَبِسوا

وَالمُنعِمُ بِالقُطنِ الأَنوَر

جَعلَ الإِحسانَ لَهُ شَرعا

لَم يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى

فَتَرى زَرعاً يَتلو زَرعا

وَهُنا يُجنى وَهُنا يُبذَر

جارٍ وَيُرى لَيسَ بِجارِ

لِأَناةٍ فيهِ وَوَقار

يَنصَبُّ كَتَلٍ مُنهارِ

وَيَضِجُّ فَتَحسَبُهُ يَزأَر

حَبَشِيُّ اللَونِ كَجيرَتِهِ

مِن مَنبَعِهِ و بُحَيرَتِهِ

صَبَغَ الشَطَّينِ بِسُمرَتِهِ

لَوناً كَالمِسكِ وَكَالعَنبَر

يا لها من ذكريات جميلة عشتها في قرية الواسطى إبان إقامتي بها حيث شاهدت في السبعينات والثمانينات موسم الحصادحيث أجران الحبوب من قمح وفول وسمسم والتمور وحبوب اللب عباد رب الشمس و مساطح التمور التي كانت تُقام في منطقة الجرون بأرض سلامة وآل أبوغدير...، وكانت هذه الأرض ملاعبنا التي كنا نلعب فيها الكرة في السبعينات والثمانينات،إنها ذكريات الطفولة حيث الزمن الجميل، وكل شيء من حولك طيب سلم وسلام وأمن وأمان

وبعد مرور السنين زرتها منذ عقدين من الزمان فوجدت الزحف العمراني المبارك وصارت الحدائق المباركة والمساطح والجرون ذكريات وأجمل بها من ذكريات !!

والآن نقول ما قاله الشاعر القدير:

ألا ليتَ قريَتنا الغالية

تعود لحالتِها الماضية

تَنام بُعيدَ صلاة العشاء

وتصحو قبيل انبِثاق الضياء

تنام.

وفي شفتَيها دعاء

وتصحُو...

وفي شفتَيها دعاء

ويُطربها حين ينبثقُ الفجرُ، صوت الرُّغاءْ.

وصوتُ الثُّغاءْ

وصوتُ العصافيرِ تُنشدُ عذبَ الغناءْ

ألا ليت قريتنا ترجعُ -اليوم -

نحو الوراءْ.

نعم نحو الوراء حيث الذكريات الجميلة والخضرة اليانعة وجمال الحقول بخيراتها

ثانيا: نور العلم:

ساهم انتشار المدارس في قرية الواسطى بجميع مراحلها، وقربها من الجامعات بمدينة أسيوط إلى ارتفاع نسبة التعليم بها وانخفاض نسبة الأمية لأدنى مستوى

وقد حرص أهل الواسطى على تعليم أبنائهم يقول خلف الأحمر:

خيرُ ما ورَّث الرجالُ بَنِيهِمْ

أدبٌ صالحٌ وحُسْنُ الثناءِ

هو خيرٌ مِن الدَّنانير والأوْ

راقِ في يومِ شدةٍ أو رخاءِ

تِلك تَفْنى والدِّين والأدبُ الصَّا

لح لا يَفْنيانِ حتى اللقاءِ

إنْ تأدَّبْتَ يا بنيَّ صغيرًا

كنتَ يومًا تُعَدُّ في الكُبَراءِ

وإذا ما أضَعْتَ نفسَك أُلْفِي

تَ كبيرًا في ُزمرةِ الغوغاءِ

ليس عطفُ القَضيبِ إن كان رَطْبًا

وإذا كان يابسًا بسواءِ

ونتيجية لانتشار التعليم رأينا من أبناء قرية الواسطىالمبدعين في مختلف المجالات في الوعظ والقراءات والطب والهندسة والتدريس والشعر والصحافة، ورجال الشرطة والقضاء والعلماء، وأساتذة الجامعات،وأعضاء مجلس النواب الذين يعملون لتوفير خدمات البنية التحية للمواطنين وتسهيل قضاء حوائجهم وأبناء الدائرة و.....

وصدق الشاعر :

اعلَمْ بأن العِلمَ أرفعُ رتبة

وأجَلُّ مكتسَبٍ وأسنى مفخَر

فاسلُكْ سبيل المقتنين له تسُدْ

إن السيادةَ تُقتنى بالدفترِ

والعالِم المدعوُّ حَبرًا إنما

سمَّاه باسم الحَبْرِ حَمْلُ المحبَرِ

ومُضَمَّر الأقْلامِ يبلغُ أهلُها

ما ليس يُبلَغ بالجِيادِ الضُّمَّرِ

وختاما لا نملك إلا الدعاء لقرية بكل خير ونفعها وأهلها الطيبين بنور العلم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...