محمود خير الله - أقدم محاولة لكتابة الرواية العربية

رغم أن إعجابي الشديد بسيرة هذا الشيخ الأزهري الذي كتب أول رواية عربية، كان هو الدافع وراء البحث عنه، والتحري عن روايته؛ حيث تحكي قصة حياته أحداثًا وقعت في مصرنا الحبيبة قبل أكثر من مئتي عام، فإنني لم أكن أتوقع وأنا أكتب عن "حكايات الشيخ المهدي" في مجلة "الفيصل" السعودية (يوليو 2023) ردَّ الفعل الذي فجَّره المقال "أول رواية عربية كتبها "شيخ أزهري" من أب مسيحي أواخر القرن الـ18"، وكالعادة سعدتُ بكل ردود الفعل، وأحسست بالامتنان نفسه وبالغبطةِ نفسها تجاه الذين هاجموا مفزوعين، أو الذين أثنوا ناصحين.
والحق: أن المقال واجه لاءات ثلاثة يهمني تحديدها: أولًا: (لا) توجد رواية بهذا الاسم؛ لأن "حكايات الشيخ المهدي" لا تحمل تقنية الرواية، بل هي مجموعة من القصص أو"الأقاصيص". ثانيًا: (لا) كاتب عربي لهذه الحكايات على اعتبار أنها مكتوبة بوعي وذهنية مؤلف أجنبي. ثالثًا: (لا) وجود لأصل عربي لها؛ فقد وصلتنا الرواية فعلًا مترجمة إلى اللغة الفرنسية، واعترف مترجمها الفرنسي جان جوزيف مارسيل ببساطة بأنه قام بترجمتها عن الأصل العربي بعدما تسلمها مخطوطة من يد صديقه الشيخ "هبة الله"، لكننا لم نعثر ـ حتى الآن ـ على مخطوطٍ عربيّ لها.
باختصار تروي "حكايات الشيخ المهدي" في النسخة الفرنسية بترجمة "مارسيل"، قصة شاب تواجهه مشكلة أنه يحب العلم، ويريد أن ينشره بين الناس، لكن أحدًا لا ينصت إليه، ويفاجأ بأن الناس بمجرد أن تسمعه يتكلم بالعلم تروح في سبات عميق ونوم لا يعرفون له سببًا، وتنقسم "الحكايات" ـ المتأثرة بـ"ألف ليلة وليلة" ـ إلى الجزء الأول: "الليالي العشر التعيسة" وصدر في فرنسا العام 1828، أما الجزء الثاني فقد صدر بعدها بسنوات في مجلدين: (جلسات المورستان، أو من وحي مستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة) و(الحكايات).
ورغم أنني سوف أفند في سياق هذا المقال بعض هذه اللاءات، محاولًا الوصول إلى الحقيقة، شأن كل باحث جاد، إلا أن المكسب الأصلي بالنسبة لي هو أن يعيدَ مقالٌ كتبته إلى الواجهة ذلك السؤال الجدي عن صاحب أول محاولة "روائية عربية"، وأن يصبح اسم الشيخ هبة الله محمد المهدي الحنفي (1736 ـ 1815) في صدارة الإجابة عن هذا السؤال، وأن تصبح روايته التي تحمل عنوان: (تحفة المستيقظ الآنس في نزهة المستنيم الناعس) من بين الأعمال التي بات يُشار إليها كأقدم المحاولات العربية المبكرة 1798 لصياغة عمل "روائي" يستند إلى تقنيات وعوالم "ألف ليلة وليلة"، بعدما كان اسم الشيخ المهدي قد سقط في غبار النسيان أو كاد، وبعدما أضحت سيرته وإرثه الوحيد (تحفة المستيقظ) في طريقهما إلى قاع الذاكرة الثقافية العربية المثقوب.
وأنت لا تستطيع أن تفهم فَزعة الفَزِعين هل حدثت لأن كاتب أول رواية عربية كان أزهريًّا من أب مسيحي؟ أم لأنه أزهري يكتب الرواية؟ أم للأمرين معًا؟ فصورة الشيخ الأزهري وهيبته ووقاره قد تُمَس عند فئة من المتدينين المصابين بحساسية الرهاب من تجذر قيم الدولة المدنية في ثقافتنا، وهؤلاء يفزعهم ـ للأسف ـ أن مسيحيًّا في مصر دخل الإسلام منتصف القرن الثامن عشر، وتمكن بجهده من أن يصيرَ شيخًا مسموعَ الكلمة من البسطاء ولدى السلطة في عهد الاحتلال الفرنسي لمصر (1798 ـ 1801)، بحسب عبد الرحمن الجبرتي في "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، مثلما يفزعهم أن يكون صاحب أول رواية شيخًا أزهريًّا.
الحق أن الذي حدث فعلًا مع الشيخ المهدي ـ والده هو "أبيفانوس" وقد عمل سكرتيرًا لسليمان الكاشف صديق "علي بك الكبير" ـ هو دليل إضافي آخر على أن شكلًا متقدمًا لمفهوم المواطنة كان يطل برأسه ـ بالكاد ـ من وجدان المصريين في القرن الثامن عشر، على الرغم من كل سبل التجريف الاقتصادي والثقافي التي اتبعتها سلطات الدولة العثمانية في مصر منذ 1517 ميلادية؛ كما أنه دليل على أن السؤال الوجودي الكبير الذي وضع الشيخ المهدي نفسه فيه بأن ينتقل من المسيحية إلى الإسلام لكي يصبح عالمًا في الدين الإسلامي، كان حدثًا نادر المثال، وربما ترك بعض الضغوط النفسية على الرجل، وكان دافعًا دائمًا لشعوره بالاغتراب عن العالم المحيط به، الأمر الذي تتطلبه جدًّا ـ وحتى اليوم ـ كتابة الروايات.
لقد شجَّعنا رد الفعل على أول مقال كتبناه عن الشيخ المهدي وتحفته، على أن نخوض غمار رحلة البحث عن ذلك الأصل العربي أو مخطوط هذه الرواية "شبه المجهولة" في ثقافتنا، والتي سبقت أقدم رواية عربية معروفة بأكثر من سبعين عامًا، ولولا إشارة سريعة من جورجي زيدان ومقال كتَبَتْه الرائدة الجليلة الدكتورة سهير القلماوي ونشرته مجلة "الهلال" ـ عدد يناير 1968 ـ بعنوان: "أقاصيص الشيخ المهدي في القرن 19"، ربما كنا قد فقدنا إلى الأبد هذه المحاولة العربية المبكرة جدًّا لكتابة الرواية في وقتٍ لم تكن فيه ثقافتنا تعرف شيئًا عن هذا الشكل السردي الذي يسمى: "الرواية".
الحق أنني لم يُتح لي الاطلاع على مقال القلماوي إلا مؤخرًا، حيث كانت الإشارة الصريحة الأولى التي صادفتُها عن هذه الرواية المبكرة وردت ضمن سطور "موسوعة ألف ليلة وليلة أو: الليالي العربية"، التي أعدها اثنان من الباحثين البريطانيين، وصدرت بترجمة السيد إمام، وبالتحديد ضمن الحديث عن حياة الكاتب الفرنسي "جان جوزيف مارسيل، (1776 ـ 1854) والذي ذهب إلى مصر بصحبة قوات نابليون العسكرية، حيث تم تكليفه بإدارة المطابع، يقول مؤلفا "موسوعة الليالي العربية": نشر مارسيل مجموعة من الحكايات تحاكي الليالي العربية بعنوان: "حكايات الشيخ المهدي" contes du cheykh el_mahdy.
أتوقف هنا أمام مقال الدكتورة سهير القلماوي المشار إليه في عدد "الهلال" ـ وأتوجه بالشكر إلى الدكتور خيري دومة رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة القاهرة على إهدائي هذه الهدية الثمينة ـ محاولًا استخلاص ما يمكن أن نتعلمه من عالمة قديرة اطلعت على الأصل الفرنسي للرواية، لكنها اعتبرتها "أقاصيص" وشككت في عروبة الكاتب، مرجِّحة فكرة أن يكون كاتبها فرنسيًّا، على نحو ما سنقرأ في هذه السطور.
شيمةُ القوم:
تنطلق القلماوي من نقطة أساسية، هي الصلة التي جمعت بين الشيخ المهدي والفارس الفرنسي مارسيل، وتعتقد أنها صلة عميقة كانت السبب في ظهور هذه القصص، وأن هذه الصلة بينهما هي التي "أخرجت لنا هذا الكتاب أقاصيص الشيخ المهدي، أو "تحفة المستيقظ العانس في نزهة المستنيم والناعس"، بنص مقال "الهلال"، وأنا أستطيع أن أفهم أن الصلة التي تلح في الإشارة إليها هي صلة الكاتب العربي بالمترجم الفرنسي مثلًا، لكنها على ما يبدو تشير إلى نوع أكثر عمقًا من الصلات التي وصلت إلى حد الصداقة؛ فقد نقلت عن مقدمة المترجم الفرنسي قوله: إنه كان يلتقي بالشيخ المهدي كل مساء، وإنهما كانا يحتسيان النبيذ معًا؛ لأنه كان "يحب النبيذ حبًّا جمًّا ويشربه كل ليلة مرات، ويتذكر أهو حلال أم حرام مجرد تذكر"، وفق ما نقلته عن مارسيل، وتستخلص منه القلماوي بعض النتائج:
"ترى هل ألفها الشيخ المهدي حقًّا؟ لقد حرص الفارس مارسيل على أن يخرج لنا صورة عنوان الكتاب بالعربية، وعلى أن يخرج أيضًا صورة "كليشيه" يزين الغلاف وعليه عام 1213 هجرية؛ أي: 1798م على أنه تاريخ التأليف".
والواضح من هذا الحديث أنها غير مقتنعة بهذه الحجج التي ساقها مارسيل، ليقول لقراء الطبعة الفرنسية: إنها رواية عربية الأصل، وإنه قام فقط بالترجمة، والواضح أنها لا تصدق هذه الصورة الـ "كليشيه" المكتوبة باللغة العربية، التي تزين الطبعة الفرنسية، وتعتبره نوعًا من الكذب المُغطَّى؛ لأنها تعتقد أن مارسيل نفسه هو صاحب هذا الكتاب، أو على الأقل مكتوب وفق تصوراته؛ مجاراة لنمط كان سائدًا في فرنسا مطلع القرن التاسع عشر، بعد ذيوع "ألف ليلة وليلة"، وإقبال الناس عليها إقبالًا قلما صادف كتابًا من الكتب في العالم كله، وكلها تزعم كذبًا أن لها أصلًا عربيًّا، تقول الدكتورة سهير مضيفة:
"كذلك نجد فيها من علامات عدم الأصالة العربية ما يجعلنا نشك في هذا المخطوط العربي، أهو حقًّا ألفَّه الشيخ المهدي؟ ولما كان المخطوط ليس في متناول أيدينا، فإن الجزم بحكم حاسم أمر صعب جدًّا".
والحق أننا سنستعين برواية أخرى لمارسيل، ومن مقدمته نفسها للحظة استلامه المخطوط العربي من "حكايات الشيخ المهدي"، وفق ما كتبه جاك تاجر في كتاب "حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر"، والصادر عن مؤسسة هنداوي 2017، وقد كتب تاجر عن "تحفة المستيقظ" باعتبارها عملًا من ترجمة مارسيل للفرنسية، ونقل عن مقدمته روايته للحظة تسلُّم المخطوط العربي من يد "الشيخ هبة الله المهدي"، وكيف أمكنه العثور على هذه الوثيقة، المخطوط العربي المفقود لـ"الحكايات" يقول مارسيل:
"تعرفت على كثير من أعيان القاهرة، لكني عاشرت على الأخص الشيخ المهدي، فكانت علاقاتنا مستمرة ومصطبغة بصبغة الصداقة، وبينما كنا نتحدث في أحد الأيام عن الأدب العربي، كلمته عن كتاب "ألف ليلة وليلة"، فقال لي: هذا كتاب يرجع إلى زمن قديم جدًّا، وعلى كل حال فقد اقتدى به كثير من الكتاب في تأليف ما يشابهه، وإني شخصيًّا أملك مخطوطًا من هذا النوع. فأظهرت له رغبتي في قراءة هذا المخطوط، فأتى به في اليوم التالي وأهداه إليَّ راجيًا مني قبوله، وهذا المخطوط كتبه بيده، وإني أعتقد أن الشيخ المهدي هو مؤلفه على رغم عدم اعترافه هو بذلك".
وهكذا - وبحسب مقدمة مارسيل - ينكر المهدي أنه صاحب الرواية، بينما يرجح مارسيل ذلك، وأنا أعتقد أن هذا الالتباس الذي وقع فيه مارسيل في مقدمته كان التباسًا مقصودًا منه التشويق والإثارة، لكنه دفع الكثير إلى الظن بأن المهدي ليس مؤلف الحكايات.
اللافت أن القلماوي لا تصدق ما هو أهم وأعمق في العمل الأدبي نفسه، أقصد أنها لا تصدق مصرية مضمونه؛ فهي تنكر وعي كاتب القصص الذي أسقطه على شخصية البطل عبد الرحمن الإسكندراني، مثلما لا تصدق رد فعل مجتمع القصص الذي تراه منافيًا للنمط السائد في عقل الجماعة العربية؛ ولذا تعتقد أن ذهنية كاتبها غير عربية؛ لأن العالِم في المجتمع الإسلامي رجل مبجَّل، ينصت إليه الناس ويحترمون ما يقول، ولا ينامون أبدًا أثناء حديثه.
ولكي تضعنا في السياق، تشير إلى أن مؤلف الحكايات كان يقتدي بطريقة كتابة "فن المقامة العربية"، وبطل هذه "المقامات" على حد قولها إذا كان عالِمًا خاصمه الزمان، فإنه يستجدي عيشه إذا حضر مجلسًا، وبمجرد أن يتكلم يُنصت إليه الجميع في دهشة وإعجاب، ويحظى بالاستماع مهما كان رَثَّ الثياب، وتضيف متعجبة من تناقض ذلك مع ما جاء في "الحكايات":
"أما العالِم في هذه الأقاصيص، فإنه بمجرد أن يتكلم يفر الناس منه أو ينامون ولا ينصتون، وليس هذا من شيمة القوم في شيء، أو ليس من شيمة القصاص عن القوم في شيء. إن العالِم إذا تحدث بعلمه في أي مجتمع أنصت إليه الناس. هذا هو المعروف في البيئات الإسلامية، وفي هذا العهد المصري أيضًا".
آلام الفرنسيين في مصر:
لكي نفهم المسار الروائي الذي مشت فيه الحكاية في رواية "تحفة المستيقظ"، علينا أن نعرف أولًا كيف رسم الكاتب شخصية بطله عبد الرحمن الإسكندراني، وأن نحاول تجميع خيوط القصة الرئيسة التي تحكي عن "عبد الرحمن الإسكندراني" الشاب الذي ورث عن أبيه مالًا وفيرًا، لكنه فضل أن يهب نفسه للعلم، ويحلم أن ينتفع الناس بعلمه، لكنهم سرعان ما ينامون كلما بدأ يحدثهم في أمر هذا العلم، وحين تزوج فتاةً هي بنت رجل "شريف"، وأثناء حفل الزفاف حاول أن يحدث "المعازيم" بعلمه، لكنهم ناموا جميعًا باستثناء شقيق العروسة، وخلال حديث عبد الرحمن مع المستيقظ الوحيد أخطأ وسب "الأشراف"، فأغضب شقيق العروسة، وتعالت صيحاتهما، فاستيقظ المدعوون النيام، وتم سجن عبد الرحمن، وحين يخرج يكتشف أن زوجته طيبة وتقف إلى جانبه، لكنها أيضًا لا تنصت إليه، مما اضطره إلى الزواج بأخرى، وهكذا حتى يُجن ويدخل "المارستان".
هنا تتساءل القلماوي: "مأساة مَن هذه التي تدور حولها الأقاصيص؟"، وتجيب بأنها: "مأساة الفرنسيين في مصر - ولعل الفارس مارسيل من بعضهم - هم الذين كانوا يعانون مأساة الرفض تلك"، وبالتالي حملت الأقاصيص وجهة نظر الفرنسيين فيما واجهوه من تجاهل المصريين لما لديهم من علم، يُفترَض أنه علم نافع جدًّا، في إشارة ـ ربما ـ إلى قناعات السان سيمونيين، وهم أتباع سان سيمون الفيلسوف والاقتصادي الفرنسي (1760-1825) التي جاءت تشكل الوجدان الثقافي لجنود الحملة الفرنسية، وهي حركة سياسية واجتماعية فرنسية، اعتُبِرت الأب الشرعي للاشتراكية، وكان من بين دعواتها نشر ثقافة العلم بين البشر.
وإذ نقر بصحة ما وصلت إليه عالمتنا الجليلة من استنتاجات، بخصوص آلام الفرنسيين في مصر، جراء ما صادفوه من إهمال بسطاء المصريين، وعدم إدراكهم لقيمة وأهمية العلم الذي جاء به الفرنسيون؛ نظرًا إلى كونه اعتُبِر على نطاق واسع "علم غزاة" على حد تعبيرها، إلا أننا نعتقد أن كاتب هذه المحاولة الروائية المبكرة "تحفة المستيقظ" هو كاتب مصري بامتياز؛ لأن الحالة الوجدانية للبطل عبد الرحمن الإسكندراني وإن كانت تتماس مع وجهة نظر الفرنسيين، إلا أنها ـ ومن باب أولى ـ تمثل السؤال الوجودي العميق في حياة الشيخ المهدي نفسه، فعالمتنا الجليلة التي نبهتنا إلى هذا الكنز الثمين تناست السؤال العميق في وجدان ذلك الصبي المسيحي الذي دخل الإسلام وأصبح شيخًا أزهريًّا، والمؤكد أنه حاول أن يكون داعية وفشل حين لم يجد أحدًا يُنصت إليه؛ لأن المجتمع لم يقبل به ـ بعد ـ شيخًا، ولما وجد الفرنسيين يعانون من تجاهل المصريين واستنكارهم أحيانًا بعض ما في هذا العلم الذي جاؤوا به، حكى قصته في هذه الحكايات، واختار لبطله اسم: "عبد الرحمن الإسكندراني"، حيث شاءت الظروف أن تتماس آلام هذا الفتى - الذي لم يجد من ينصت إليه - مع آلام الفرنسيين ومعاناتهم، بمعنى: أن الشيخ المهدي دمج تجربته الخاصة في تجارب الفرنسيين ليستخلص تجربة جديدة، كانت عملًا فريدًا في موضوعها، كما تعترف الدكتورة سهير القلماوي في ختام مقالها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...