علجية عيش - متى يتحول مسجد عبد الحميد ابن باديس بوهران إلى جامعة للقراءات و الدراسات القرآنية؟




هكذا كان رد فعل "ورثة القلعة" بعاصمة الغرب الجزائري وهران على الإستعمار الإسباني و الفرنسي
هل تستحق مدبنة وهران أن تكون عاصمة الجزائر؟

يستحق المسجد القطب عبد الحميد ابن باديس بولاية وهران أن يصنف كجامعة للقراءات القرآنية و الدراسات القرآنية ليكون فضاءً لتحفيز الطلبة والباحثين و المقرئين و حتى المصلين
لتعلم القراءات المتواترة التي قرأ بها النبي (ص) بالتواتر كذلك لإجراء البحوث العلمية والرسائل الجامعية في تخصص القراءات وتوجيهها، و كان هذا مطلب رفعه المصلون و أعيان المدينة للسلطات العمومية بدءًا من الوالي إلى وزير الشؤون الدينية و الأوقاف إلأى ؤئيس الجمهورية على أن يكون المسجد في مستوى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بولاية قسنطينة، فهذا المسجد وصل صيته الى خارج الحدود نظرا للخدمات التي يقدمها، هي باختصار مدينة تلمس فيها الحضارة و الرقيّ و تستحق فعلا أن تكون عاصمة البلاد


فالزائر الى المسجد القطب عبد الحميد ابن باديس بمدينة وهران يقف على الهندسية المعمارية التي اعتمدها المهندسون المعماريون في تشييد هذا المسجد، و التي أذهلت المصلين و رواد المسجد و زواره من داخل الولاية و خارجها ، لمساحته الواسعة ، حيث تحيط به ساحة أكثر اتساعا ، فهذا الصرح الديني يعتبر أكبر المساجد في الجزائر بعد الجامع الأعظم، حيث كان قبلة للسواح الأجانب و الوفود الذين تستقبلهم مدينة وهران مما زادها جمالا ، و يرجع ذلك إلى الخدمات التي يقدمها المسجد، بحيث فتح أبوابه للنساء لأداء أوقات الصلاة الخمس و على مدار 24 ساعة خارج صلاة الجمعة والأعياد، و قد وجدت النساء خاصة العاملات منهن و عابرات السبيل فرصة لكي لا تفوتهن أوقات الصلاة، كانت لنا زيارة لهذا المسجد و أكدت بعض النساء أن دخولها المسجد يوميا لأداء الصلاة يمنحها الراحة النفسية و السكينة و كأنها في بيت الله الحرام، يجدر الحدي هنا انه بهذا المسجد و حسب المصادر أنه في رمضان 2024 تم إجراء 200 قرعة لأداء "العمرة" للذين يتعذر عليهم توفير تكلفة السفر الى البقاع المقدسة من العائلات المعوزة.

و يعد مسجد عبد الحميد ابن باديس بمدينة وهران من أكبر المساجد في الجزائر بعد المسجد الأعظم و مسجد الأمير عبد القادر بولاية قسنطينة ، إذ يتوفر على كل المرافق الضرورية، مدرسة القرآنية، قاعة المحاضرات تسع لحوالي 500 مقعدا ، مكتبة و فضاءات للمعارض و موقفين للسيارات و مرافق أخرى كالمحلات التجارية ، تتوسطه ساحة واسعة تحظى باهتمام شديد كي تحافظ على اخضرارها و جمال الطبيعة، و للسهر على نظام تسيير هذا المسجد تم إنشاء مؤسسة عمومية لتسييره، و لا شك أن تحويل مسجد عبد الحميد ابن باديس إلى جامعة يزيد مدينة وهران إقبالا كبيرا للزوار و هي إلى جانب العاصمة و قسنطينة تعتبر من أكبر المدن في الجزائر فوهران تتميز بأنها مدينة تاريخية، تعود إلى فترة ما قبل الإحتلال الإسباني ، و عانت ويلاته طيلة 300 سنة ، ثم الإستعمار الفرنسي، لكن رد من أطلق عليهم بـ: فرسان المملكة أو كما يسميهم البعض "ورثة القلعة" كان قويا دفاعا عن المدينة و تحصينها ، فضلا عن أنها مدينة سياحية لوجود المرسى الكبير الذي شهد هو الآخر معارك لم تكن هينة بعد أن ركز عليه الإسبان و جعله نواة لمشاريعه.


وعلى غرار باقي مساجد الوطن تعتبر مساجد وهران من الأوقاف التي لا يمكن المساس بها كونها إشعاع فكري ديني ، حيث صنفت كمعالم دينية أثرية، ارتبطت بتاريخ المدينة التي واجهت حقبة طويلة جدا من الوجود الاستعماري الذي قام بتحويل المساجد إلى كنائس، و تدمير مساجد أخرى ليمنع الصلاة فيها و توعية السكان للحفاظ على تراثهم الديني و الثقافي، فمنذ تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون زمام أمور البلاد زار وهران و وقف على مساجدها خاصة المساجد التي كانت شاهدا على تحرير المدينة من الإسبان على غرار مسجد الإمام سيدي الهواري و جامع الباشا و غيرها من المساجد التي لعبت دورا جليا في الحفاظ على الهوية الدينية و الثقافية و ترسيخ القيم الإنسانية في الجيل الحالي و الذي يأتي بعده ، خاصة و أن وهران لم تعرف الاستقرار بسبب الصراعات التي تدور بين ساكنتها و الإدارة ، كانت آخرها حول مكان تشييد المعلم التذكاري للأمير عبد القادر.

هل تستحق ان تكون مدينة وهران عاصمة الجزاٍئر؟
و قد أكدت مصادر مطلعة أن بعض أعداء الثورة الجزائرية و الأمير عبد القادر رفضوا إنشاء المعلم في قمة الجبل لأنه من خلال ارتفاعه سوف يغطي الكنيسة ( سانتا كروز) و أن وضع هذا المعلم يذكر فرنسا و حلفائها بالخسائر التي ألحقت بهم من طرف رجال المقاومة الأحرار، خاصة و أن هذا المعلم يمثل واحدا من رموز المقاومة الشعبية التي قادها الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية، مما جعل وهران تعرف سمعة طيبة بفضل مقاوميها و حفظة القرآن من خريجي المدارس القرآنية و هم يتنافسون كل سنة على حفظ كتاب الله حفظا و تلاوة و يحصلون على الجوائز الأولى، الملفت للانتباه و أنت تتجول في أحياء و شوارع مدينة وهران لا تسمع كلمات بذيئة أو أحد يسب الله أو شاب يعاكس فتاة و غير ذلك من المظاهر الفاسدة التي نراها في بعض المدن رغم وجودها ، لكنها قليلة جدا لا تؤثر على صورة و الوجهة السياحية للمدينة و مينائها الذي له تاريخ عميق فضلا عن عدم وجود ازدحام في حركة المرور، الكل يتحرك بانتظام ، لدرجة يخيل إليك أنك داخل ثكنة عسكرية، شوارع نظيفة ، لا توجد طرقات و لا أرصفة مهترئة، لا توجد أوساخ منتشرة هنا و هناك، مدينة تلمس فيها الحضارة و الرقيّ، تستحق أن تكون عاصمة البلاد، و صدق من سمّاها بالباهية.
تقرير عائدة من وهران علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...