المحامي علي ابوحبله - الذكرى ال 76 لنكبة فلسطين - وديمومة الصراع

لم تستطع الحركة الصهيونية أن تحقق حلمها في بسط سيطرتها وهيمنتها على فلسطين ولم يستطع اليهود المغتصبين لفلسطين الانصهار بل أن الصراعات بين مختلف القوميات اليهودية أتثبتت أنهم أبعد ما يكونوا عن الانصهار وقد طغت الصراعات فيما بينهم إلى السطح بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 وأن الحرب على غزه كشفت حقيقة النظام الفاشي في إسرائيل وبذلك لم تتحقق نبوءة بن غوري ون - كما تنبأ بن غوريون وغيره من القادة الصهاينة - أن تصهر اليهود الذي أحضروا من مختلف بقاع وشعوب وقوميات العالم في بوتقة الصهيونية

إسرائيل التي تبدوا في أضعف حالاتها، ما زالت تملك من القوة وقادرة على العدوان ، بل تملك فائضًا من القوة يجعلها تتقدم في مخططها ألتدميري و ألتهويدي للأرض الفلسطينية ولكنها تصطدم بثبات وقوة الفلسطينيين في مواجهتهم للمخطط الصهيوني ولإسرائيل الكبرى وقد ذهبت إلى حيث لا رجعه في تحقيق ذلك ، وتحطم حلم إسرائيل الكبرى على صخره الثبات والصمود الفلسطيني وتداعيات أحداث ما بعد السابع من أكتوبر 2023 وتداعياته على إسرائيل وأمنها

إذا ما قارنا ذكرى النكبة في هذا العام بالعام الماضي وما سبقه من أعوام ، سنجد أن هناك واقع مختلفًا تمامًا ، فإسرائيل اليوم وبعد تشكيل أكثر حكومة تطرفًا في تاريخ إنشاء هذا الكيان تبنت برنامجًا للحرب والتدمير والإبادة الجماعية وسياسة العدوان المم نهج في ظل سياسة التغول والاجتياح واستباحة الدم الفلسطيني ومحاولات فك وحدة الساحات كما ظهر ذلك جليا في الحرب على غزه ، هذه الحكومة تسعى إلى تنفيذ مخططها بسرعة عن طريق خطة الحسم، ومع ذلك هي في أضعف حالاتها ويعود ذلك بسبب تفجر الخلافات الداخلية إلى حد والانقسام بين تياريْن أساسييْن: واحد يريد أن تبقى إسرائيل كما كانت منذ تأسيسها دولة يهودية ديمقراطية، والآخر يريدها أن تتحول إلى دولة الشريعة اليهودية بالكامل.

ورغم مرور 76 عاما على إنشاء الكيان الإسرائيلي إلا أن الحركة الصهيونية لم تستطع - كما تنبأ بن غوريون وغيره من القادة الصهاينة - أن تصهر اليهود الذي أحضروا من مختلف بقاع وشعوب وقوميات العالم، بل يبدو الآن أنهم أبعد عن الانصهار من أي وقت مضى وأن تداعيات الحرب على غزه أعادت للقضية الفلسطينية أهميتها وأوليتها وباتت تتصدر الأحداث الدولية وفي مقدمتها الاحتجاجات الطلابية الجامعية وقد أعادت كي الوعي للقضية الفلسطينية

ووفق كل ذلك فان ألسمه البارزة والمفجر الرئيسي للمأزق الصهيوني الراهن هو الصراعات الداخلية حول هوية إسرائيل ودورها، وعلى من هو اليهودي، وبين المتدنيين والعلمانيين، والشرقيين والغربيين، وهذا كله نتيجة ارتداد وتداعيات أحداث السابع من أكتوبر 2023 والشرخ الذي أصاب الكيان الصهيوني في مقتل

إسرائيل اليوم في أضعف حالاتها ومهددة بتحول الانقسام إلى تقسيم؛ لا يعني أنها لم تعد خطرة أو غير قادرة على العدوان، بل يبقى العدوان ضد الفلسطينيين أحد المخارج التي تلجأ إليها في تصدير أزماتها لتأجيل انفجار صراعاتها وما تعانيه من مأزق داخلي اثر تداعيات أحداث السابع من أكتوبر 2023 وحربها ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس تتسم بحرب الاباده الجماعية وسياسة التهجير والتطهير العرقي . لذا، يجب استمرار الحذر والاستعداد لكل السيناريوهات

الذكرى السادسة والسبعون للنكبة ووفق كل المؤشرات تدلل على انحسار المشروع الصهيوني رغم المكابرة الاسرائيليه ومعها الحركة الصهيونية العالمية ، ولنجعل من الذكرى السادسة والسبعين للنكبة بداية العد العكسي للمشروع الاستعماري الاستيطاني العنصري الاحلالي للاحتلال ، الذي جسدته إسرائيل، من خلال العمل على وقف التعامل الدولي مع إسرائيل بوصفها دولة فوق القانون الدولي، والشروع في اصطفاف دولي لإسقاط الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعزلها، ومحاسبتها، وفرض العقوبات عليها، ومحاكمة إسرائيل على كل الجرائم التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين والعرب منذ تأسيسها وحتى الآن.

ورغم كل المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية إلا أن ديمومة الصراع ومحوره القدس والديموغرافيا الفلسطينية وفشل الحرب على غزه التي كادت أن تنهي شهرها السابع يكسب القضية الفلسطينية زخم كبير وأن توصية الجمعية ألعامه للأمم المتحدة بترقية الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بأكثرية ساحقه يكسب القضية الفلسطينية زخم كبير وتثبت للجميع أن لدى الفلسطينيين، والعرب، وأنصار الحرية والعدالة والتقدم والديمقراطية في كل العالم ما يولي القضية الفلسطينية اهتمامه ويعتبرها مفتاح الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...