المحامي علي ابوحبله - زيارة جيك سالي فان الفرصة الاخيره للتوصل ل"الصفقة الكبرى" في الشرق الأوسط

كل المؤشرات تدلل على أن مباحثات مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان توصلت إلى صيغة "شبه نهائية" للاتفاقات الإستراتيجية في مختلف المجالات، والتي تفضي إلى اعتراف المملكة العربية السعودية بدولة إسرائيل مقابل مساعدة واشنطن للرياض في مجال الطاقة النووية المدنية. لكن شددت السعودية على إيجاد "مسار ذي مصداقية نحو حل الدولتين"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الأحد 19 أيار/ مايو 2024.

وأفادت الوكالة أن ساليفان وبن سلمان ناقشا الشأن الفلسطيني "لإيجاد مسار ذي مصداقية نحو حل الدولتين، بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة"، كما بحثا "المستجدات الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع في غزة وضرورة وقف الحرب فيها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية".

ألصفقه الكبرى للشرق الأوسط تصطدم بتعنت نتني اهو وائتلافه اليميني المتطرف ورفضه لمبدأ الدولتين وإصراره على استمرار الحرب على غزه دون أن يلوح في الأفق تحديد أي مسار سياسي لليوم التالي للحرب .

يذكر أن الخلاف بين نتنياهو وغالانت لم يفاجئ أحداً، إذ حاول رئيس الوزراء إقالة غالانت من الحكومة في السابق قبل أن يرضخ لاحتجاجات عارمة أرغمته على العدول عن قرار استبعاد خصمه. لكن تعتبر هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها غالانت نتنياهو بشكل صريح وعلني وعلى مرأى العالم ومسمع الصديق والعدو.

ويرى محللون أن الشرخ الإسرائيلي الآخذ بالاتساع يزيد الضغط بشكل كبير على نتنياهو إذ باتت حكومته ومجلس الحرب الذي يترأسه محط الأنظار، في الوقت الذي بدأت فيه محكمة العدل الدولية جلسات استماع لمدة يومين للنظر في طلب جنوب أفريقيا ضمان وقف إسرائيل عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ورغم تأييد الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، لما قاله غالانت، رد نتنياهو في تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إنه غير مستعد "لاستبدال حماستان بفتحستان"، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأوضح نتنياهو بأنه "لا جدوى" من الحديث عن اليوم التالي للحرب في غزة طالما كانت حركة حماس قائمة، مجدداً تمسكه بالسعي لتحقيق انتصار عسكري، لأن غير ذلك يعني "هزيمة عسكرية وسياسية ووطنية"، حسب ما نقلت عنه صحيفة معاريف.

ونقلت الصحيفة أيضاً عن نتنياهو قوله إن المحاولات الإسرائيلية لدمج جهات محلية في إدارة قطاع غزة "لم تكن ناجحة" بسبب تهديد حركة حماس لتلك الجهات. ويتعارض موقف رئيس الوزراء مع ما صرح به غالانت حين قال إنه يريد للقطاع أن يُدار من قبل كيان فلسطيني لا يكنّ العداء لإسرائيل ويحظى بدعم دولي.

وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بإقالة غالانت من أجل تحقيق أهداف الحرب، متهماً إياه بالفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول واستمراره بالفشل حتى الآن. كما طالب وزير المالية، بتسئيل سموتيرتش، بأن يصدر رئيس الوزراء قراراً فورياً بمنع أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، وأن يخيّر غالانت بين تنفيذ سياسة الحكومة أو الاستقالة.

في ظل التباين الحاد في المواقف والصراع بين القوى والأحزاب الإسرائيلية وصل مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان إلى إسرائيل، قادماً من السعودية، مستهلا زيارته باجتماع مع نتنياهو، وأشارت وسائل إعلام إسرائيليه إلى أنه " سيعرض خلال زيارته على رئيس الحكومة الموقفين الأميركي والسعودي من اتفاق بين الأطراف الثلاثة" . ونقل موقع " واينت" عن مسئولين إسرائيليين تحدّثوا مع سوليفان، في الأيام الأخيرة، أن " انطباعهم هو أن سوليفان يولي أهمية بالغة لزيارته إسرائيل، وأنها قد تشكل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية"


ووفقاً للمسئولين ذاتهم، فإنه " من دون التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب على غزة وتصريح إيجابي من جانب نتنياهو حول دولة فلسطينية مستقبلية، سيتم تعليق اتفاق التطبيع لفترة طويلة" وأوضح سوليفان - بحسب التقرير - في محادثات مغلقة أنه " إذا أهدرنا هذه الفرصة فسنعلق في مشكلة كبيرة، والرأي العام الدولي ليس في صالح إسرائيل، والسنوار يضربنا بقوة " . وتوجّه سوليفان إلى المسئولين الإسرائيليين خلال تلك المحادثات، قائلاً: " انظروا إلى 13 نيسان (ليلة الهجوم الإيراني ضدّ إسرائيل)، فقد حافظت دول المنطقة على الإستراتيجية الإسرائيلية ودافعت عنها أمام إيران باعتراض الصواريخ والمُسيّرات. عليكم اختيار هذه الطريق، وإذا وافقتم، فسنتمكّن من تهدئة القتال في الشمال" . وسيتابع سوليفان زيارته ةلاسرائيل ، على أن يلتقي وزير الأمن يوآف غالانت، وعضو «كابينت الحرب»، بيني غانتس.

وتسعى الولايات المتحدة منذ فترة إلى التوصل لاتفاق من شأنه تطبيع العلاقات بين المملكة السعوديه وإسرائيل ضمن مفهوم الصفقة الكبرى للشرق الأوسط الجديد . وحاول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال جولات سابقة إلى الشرق الأوسط إحياء مشروع التطبيع، لكن الحرب المستمرة في غزة ظلت عائق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...