احتجاج الطلبة في معظم جامعات العالم وخاصة الجامعات الأمريكية وحملهم شعارات تطالب بضرورة وقف الإبادة في غزة، ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني ،ووقف الدعم المالي واللوجستي الأمريكي خاصة والغربي عامة، يؤكد نضج الوعي الطلابي وشعوره بالمسؤولية لتصحيح مسار الحداثة، وما وقوف هؤلاءء الطلبة في احتجاجهم ضد دولهم سوى تعبير عن مستوى وعيهم بأن القضية الفلسطينية هي حركة تحرير، ومقاومة وطنية ضد الاحتلال، وهي قضية عادلة، ولهذا عرفت هذه الحركات الطلابية والمسيرات الشعبية اهتماما من وسائل الإعلام العالمية، وكان لها تأثير واضح في إثارة الكثير من التساؤلات، وقد دفعتها وسائل التواصل الاجتماعي إلى الانتشار، وزيادة التأثير على الرأي العام العالمي، وكانت سندا قويا للدول المناهضة للحرب والاحتلال، بل كان لها بالغ الأثر على حكومات الدول الداعمة للحرب.
إن احتجاجات طلاب الجامعات الأمريكية وغير من جامعات العالم ليست أقل تأثيرا من حركة الطلابية التي جرت في فرنسا عام 1968 ، وحركة السلام في السبعينات في الولايات المتحدة، وقد تمكنت تلك الاحتجاجات الطلابية من تغيير ثقافة المجتمعات وتوجهات الحكومات، بمناهضة الحرب في الفيتنام، وقبلها التنديد بالتفجيرات النووية في اليابان، و الحرب على الجزائر ورفض الهيمنة على الشعوب واستغلال مقدراتها.
إن أحتجاج الطلبة وحراكهم السلمي ضد الإبادة والحرب ينم عن وعي مناهض للعدوان والعنصرية والاحتلال، وهو احتجاج له تأثير كبير على وعي المجتمع الدولي، وله تأثير في سيرورة الحداثة الغربية وتصحيح اختلالاتها، ومواجهة انحرافاتها وانتهازيتها، واستراتجياتها، والرد على خطابها المنافق، الكائل بمكيالين..
إن للجامعة دورا وظيفيا في معارك حرية الإنسان، والوقوف إلى جانب القضايا العادلة، وقضايا التحرر الوطني، وامتهان كرامة الإنسان حيثما كان..
إن الاحتجاجات الطلابية والمسيرات الشعبية التي عرفت انتشارا في معظم أنحاء العالم، والموسومة بطابع السلمية والوعي المستنير ينعكس بالضرورة على مراجعة السياسات والاقتصاديات، ويكون لها تأثيرها بشكل من الأشكال في المجتمعات والثقافات، والمؤسسات الدولية، ويكون لها انعكاسها في الوعي ولغة الخطاب، ومسألة الحرية، وحقوق الإنسان، لأنها احتجاجات بادرت بإدانة طبائع الاستبداد، وهي تشكل ورقة ضغط مؤثرة في تصحيح مسار المفاوضات من أجل إحقاق الحق، وهذه الاحتجاجات تشكل تهديدا حقيقيا للقوى الكولونيالية بكل أشكالها، وتجعلها تراجع استراتجياتها الرامية إلى مواصلة الهيمنة على مقدرات الشعوب بالقوة، وتجعلها في حال من التوجس والرعب، ولذلك تابعنا عبر وسائل الإعلام العالمية اقتحام مؤيدي الحرب معظم فضاءات الحراك والاحتجاجات واختراقها، واتهام الفواعل فيها بشتى النعوت ومنها نعتهم بمعاداة السامية، وسوى ذلك مما سنوا له قوانين تجرمه على غير وجه حق، كما تمت ممارسة العنف عليهم، ومحاولة إدخالهم في متاهات لزحزحتهم عن جوهر مطالبهم لإنهاء الحرب، وإقامة العدل، وصون الحرية، وإجلاء الاحتلال من الأراضي المحتلة، وما الدفع بجرائم الإبادة إلى محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية من الدول والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني إلا تعبيرا عن مستوى الوعي والنضج القانوني، لتصحيح مسار الحداثة الغربية الجائرة، والداعمة للكيان الصهيوني ماليا ولوجستيا لتحقيق ديمومة هيمنتها، ليس في الشرق الأوسط فقط، وإنما هيمنتها حيثما تكون مصالحها..
الحداثة التي نتكلم عنها هنا ليست المنجزات الفلسفية والفكرية الغربية فقط، وإنما هي هذا الكل في تجلياته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وخاصة الجانب «الكولونيالي» الاستعماري والذي يشهد مناهضة من داخله، أي من داخل الغرب ذاته، هذا الداخل الذي يطالب بممارسة حقيقية للديمقراطية، وحرية التعبير، ويطالب بحرية الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال، والتي يحاصر فيها الإنسان في حقه في الحياة، وحقة في العيش الكريم، وحقة في الحرية، وسوى ذلك من الحقوق..
ولذلك نستنتج بأن الحداثة الغربية في حاجة ماسة إلى مراجعة مشاريعها وتصحيح مساراتها، وهنا أيضا نؤكد أننا نتحدث عن الحداثة وليس عن ما بعد الحداثة واستراتيجياتها وآلياتها وإجراءاتها ومواجهاتها..
وما مواقف الديبلوماسية الجزائرية السلمية والموضوعية والقانونية في المحافل الدولية في دفاعها عن حقوق الإنسان والحرية و تحقيق العدالة، وتطبيق القوانين و القرارات الدولية سوى تعبير واقعي وصادق لتصحيح مسارات الحداثة المنحرفة، وهيمنتها الجائرة، مستلهمة من قيم ثورتها التحررية أسمى القيم في الدفاع عن الإنسانية....
د/ نورالدين السد
إن احتجاجات طلاب الجامعات الأمريكية وغير من جامعات العالم ليست أقل تأثيرا من حركة الطلابية التي جرت في فرنسا عام 1968 ، وحركة السلام في السبعينات في الولايات المتحدة، وقد تمكنت تلك الاحتجاجات الطلابية من تغيير ثقافة المجتمعات وتوجهات الحكومات، بمناهضة الحرب في الفيتنام، وقبلها التنديد بالتفجيرات النووية في اليابان، و الحرب على الجزائر ورفض الهيمنة على الشعوب واستغلال مقدراتها.
إن أحتجاج الطلبة وحراكهم السلمي ضد الإبادة والحرب ينم عن وعي مناهض للعدوان والعنصرية والاحتلال، وهو احتجاج له تأثير كبير على وعي المجتمع الدولي، وله تأثير في سيرورة الحداثة الغربية وتصحيح اختلالاتها، ومواجهة انحرافاتها وانتهازيتها، واستراتجياتها، والرد على خطابها المنافق، الكائل بمكيالين..
إن للجامعة دورا وظيفيا في معارك حرية الإنسان، والوقوف إلى جانب القضايا العادلة، وقضايا التحرر الوطني، وامتهان كرامة الإنسان حيثما كان..
إن الاحتجاجات الطلابية والمسيرات الشعبية التي عرفت انتشارا في معظم أنحاء العالم، والموسومة بطابع السلمية والوعي المستنير ينعكس بالضرورة على مراجعة السياسات والاقتصاديات، ويكون لها تأثيرها بشكل من الأشكال في المجتمعات والثقافات، والمؤسسات الدولية، ويكون لها انعكاسها في الوعي ولغة الخطاب، ومسألة الحرية، وحقوق الإنسان، لأنها احتجاجات بادرت بإدانة طبائع الاستبداد، وهي تشكل ورقة ضغط مؤثرة في تصحيح مسار المفاوضات من أجل إحقاق الحق، وهذه الاحتجاجات تشكل تهديدا حقيقيا للقوى الكولونيالية بكل أشكالها، وتجعلها تراجع استراتجياتها الرامية إلى مواصلة الهيمنة على مقدرات الشعوب بالقوة، وتجعلها في حال من التوجس والرعب، ولذلك تابعنا عبر وسائل الإعلام العالمية اقتحام مؤيدي الحرب معظم فضاءات الحراك والاحتجاجات واختراقها، واتهام الفواعل فيها بشتى النعوت ومنها نعتهم بمعاداة السامية، وسوى ذلك مما سنوا له قوانين تجرمه على غير وجه حق، كما تمت ممارسة العنف عليهم، ومحاولة إدخالهم في متاهات لزحزحتهم عن جوهر مطالبهم لإنهاء الحرب، وإقامة العدل، وصون الحرية، وإجلاء الاحتلال من الأراضي المحتلة، وما الدفع بجرائم الإبادة إلى محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية من الدول والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني إلا تعبيرا عن مستوى الوعي والنضج القانوني، لتصحيح مسار الحداثة الغربية الجائرة، والداعمة للكيان الصهيوني ماليا ولوجستيا لتحقيق ديمومة هيمنتها، ليس في الشرق الأوسط فقط، وإنما هيمنتها حيثما تكون مصالحها..
الحداثة التي نتكلم عنها هنا ليست المنجزات الفلسفية والفكرية الغربية فقط، وإنما هي هذا الكل في تجلياته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وخاصة الجانب «الكولونيالي» الاستعماري والذي يشهد مناهضة من داخله، أي من داخل الغرب ذاته، هذا الداخل الذي يطالب بممارسة حقيقية للديمقراطية، وحرية التعبير، ويطالب بحرية الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال، والتي يحاصر فيها الإنسان في حقه في الحياة، وحقة في العيش الكريم، وحقة في الحرية، وسوى ذلك من الحقوق..
ولذلك نستنتج بأن الحداثة الغربية في حاجة ماسة إلى مراجعة مشاريعها وتصحيح مساراتها، وهنا أيضا نؤكد أننا نتحدث عن الحداثة وليس عن ما بعد الحداثة واستراتيجياتها وآلياتها وإجراءاتها ومواجهاتها..
وما مواقف الديبلوماسية الجزائرية السلمية والموضوعية والقانونية في المحافل الدولية في دفاعها عن حقوق الإنسان والحرية و تحقيق العدالة، وتطبيق القوانين و القرارات الدولية سوى تعبير واقعي وصادق لتصحيح مسارات الحداثة المنحرفة، وهيمنتها الجائرة، مستلهمة من قيم ثورتها التحررية أسمى القيم في الدفاع عن الإنسانية....
د/ نورالدين السد