الرسم وهو أحد الفنون الجميلة التي تشعر الإنسان بكينونته البشرية كنوع من أنواع التعبير التي تطورت مع تطوره المستمر لتخلصه من الضغوطات النفسية الشديدة . فما هي خصائص التشكيل لدى الفنانة فضيلة الغردوف؟ وكيف لخصت تجربتها الحافلة بالانتاج باعمالها الفنية الأخيرة ؟
الفنانة فاضلة الكندولي هي قاطنة بمدينة الدار البيضاء، تشكيلية وناشطة جمعوية، لن نعود الى مسارها الفني لأنها غنية عن التعريف وما يهمنا من مسارها التشكيلي هو معرفة هل استطاعت ترك بصمة تشكيلية متفردة لها في زمن هذا الزخم الفني والاجثرار الممل؟ أم أنها مازالت تبحث عن ذاتها وتختبر وسائلها لتحقيق انزياح فني معين لها؟
الفنانة لها خبرة تقنية بصرية طويلة وتمتلك احترافية واضحة من خلال طول مدة الممارسة وتجريبها للعديد من التقنيات والوسائل؛ مما جعلها تعتمد تقنيات وخامات مختلفة ويكون رصيدها غنيا.
في معظم أعمالها الفنية عملت على الطبيعة الصامتة وعلى البنايات والقصبات والقرى وعلى الجدران لتعمل على الملمس وعلى المكونات، وفي تحليل أعمالها نلاحظ في العديد من أعمالها أنها وظفت الكتلة اللونية في علاقتها بالنقط والخطوط، لنرى خطاً أفقياً تركزت عليه رأسيات الخطوط الأفقية في التكوين بشكل مباشر او بشكل ضمني ومبطن لتوحي للمشاهد بالراحة والهدوءوالسكون والثبات والاستقرار؛ لا سيما إذا كانت في الجزء الأسفل من التصميم ، فالخطوط الأفقية لدى الفنانة ترتبط بإدراكها لأرضها وأرضيتها كمجال للتحرك والابداع والابتكار الجمالي المتطور لخلق انزياح في عمقها الفني في إطار البرادايغم .
أعمالها تأتي حاملة رسالة أو فكرة ترغب الفنانة بنقلها للمتلقي ، وقد تكون محملة بالمعاني والأحاسيس لتمرر أفكارا تحقق انزياحا فنيا مجددا للمنجز الابداعي ككل . الرسم لدى فنانتنا هو تشكيل مفاهيمي لوني، حيث تتخذ أنواعا كثيرة جدا منها رسومات الطبيعة الصامتة لتجسدها برسومات للنبات أو الجماد بتقنية الرولييف، لكن في غير البيئة الطبيعية الخاصة بها. وتأتي رسومات الطبيعة الحية لديها لتحتوي على كل ما يجعل رسوماتها تنبض بالحياة ، مثل الإضاءة المناسبة والظل ورسم كل الظروف التي من بينما اللون الاخضر والاصفر والازرق الفاتح وهي كلها ألوان مستوحاة من الطبيعة بمكوناتها الربيعية. فرسومات أخرى للطبيعة جاءت على شكل فسيفساء متعددة القطع الفنية ومتناغمة ومنسجمة ومتكاملة ومتفردة وهي منهجية في الرسم يصعب التحكم فيها لانها تدخل خانة السهل الممتنع للتوليف والجمع بالمنظر المراد رسمه كلوحة الفصول الأربعة أو لوحة الصحراء المغربية التي عبرت وبشكل صريح على قمة المواطنة.
كما استخدمت أشكالا عديدة حسب غايتها وطبيعة الموضوع المرسوم، لتكرس وقتها مؤخرا لاستنساخ القرآن الكريم على الألواح الخشبية العتيقة مبرزة جمالية الخط المغربي في جمالية القرآن الكريم وعمقه، لتبرز ان الخط المغربي يلعب دوراً كبيراً في التعبير عن الهوية المغربية في تركيب مع زخاريف مغربية عريقة وفي انسجام جمالي مع محتوى اللوحة القرآنية، لتصبح هذه اللوحة ذو قيمة علمية جمالية ودينية في اطار ترسيخ القيم الراقية، ولابراز ذلك تعمل على رسم الشكل الزخرفي على الحواف في توافق مع النص القرآني على كتل لونية رمادية لمادة الصلصال كخلفية كرمزية للتراب ولأصل آدم ؛ فأوضحت وبشكل صريح ان للخط مفردات تعبيرية عندما يكون قاسياً أو مرناً أو خفيفا ، هادئاً أو فاعلا أو خشناً أو ناعماً، وهنا نرى حبكة الفنانة في جعل الخط يحقق أدواراً في التناغم والتطابق والتوازن ليحدث أو ينشئ الحركة عندما يسخر للتعبير عن حدود وموضوع اللوحة خارجة من نطاق الكليغرافية المعروفة إلى نطاق الجمالية الفنية و الغاية النفعية الدينية. وهذه كلها رمزيات متوافقة مع معاني الجانب الروحي والديني لها، خصوصا أنها نشيطة بالمجال التوعوي والارشاد الديني ؛ مما يوحي بالراحة والاسترخاء وتقبل تقلبات الحياة وحتمية الموت وكل ذلك لرسوخ ايمانها وقوة
عقيدتها وثباتها.
في بعض اللوحات نلاحظ أنها زادت من حجم وسمك الخطوط الأفقية بأعمالها لزيادة الاحساس بالعرض والاتساع الأفقي لتستغلها في تصميم الأثاث و زخارف الجدران في سميائية لونية عميقة، فاصبحت حركة العين من اليمين الى اليسار لا تتوقف لتعطيك احساساًبالإتساع؛ وهذا في حد ذاته نوع من الأمل وتقبل الاختلافات مهما تعددت وتشعبت باعتبار انها إسلامية العقيدة لترسخ التسامح والتماسك والتآزر والتضامن وهذا ما تشبعت به من خلال عملها الجمعوي التطوعي في اطار العناية بالايتام والأرامل...
كل أشكالها الفنية مهما تنوعت واختلفت في مكوناتها ظاهريا ازدادت انسجاما وتماسكا جماليا في العمق . اما استعمالها للخطوط الرأسية فهي اتخذت سيميائية رمزية في اعمالها الفنية لترمز إلى القوة وهذا مبعثه الإحساس بالنمووالتطور والاتزان.. عكس اللوحات التي خصصتها للطبيعة التي زاوجت فيها بين الزخرفة والمناظر الطبيعة حتى تستطيع تمييز لوحاتها عن الأخرين، فانبثقت منها تدفقات لونيية تولدت عنها اشكالا بشرية أو جزءا منها مع انحناءات وانعراجات خطوطها لتعبر بشكل ضمني عن الجسد او الكائن البشري دون اللجوء الى التجسيد الصريح المحرم. ،فتطوعت أشكالها الفنية بشكل سلس ومرن لإرادتها حتى تنقل أفكارها للمتلقي البسيط وتقحم المتخصص او المحترف في المساءلة الفنية الهادفة من خلال تلك العلاقات المتشابكة في أعمالها الفنية لتوقد لديهما الفضول الفني.
عموما الفنانة تنطلق من أساسيات الرسم البسيطة باعتمادها تقنيات ووسائل وأسندة متنوعة لتنطلق من الشكل البسيط الى الشكل المركب بواسطة النقط والخطوط وتوزيع الكتل اللونية والتي في الغالب يطغى عليها مناظر الطبيعة لتصل لمرحلة تركيبية بأبعاد فنية عميقة، وهي بذلك تنحت لأعالها في اطار منحى فني خاص بها متطلعة إلى التحرر من المدرسة الكلاسكية والكليغرافية المجثرة للخروج بأعمال فنية خاصة بها بعناصر بنائية متعددة المداخل السميائية.
خيرة جليل
الفنانة فاضلة الكندولي هي قاطنة بمدينة الدار البيضاء، تشكيلية وناشطة جمعوية، لن نعود الى مسارها الفني لأنها غنية عن التعريف وما يهمنا من مسارها التشكيلي هو معرفة هل استطاعت ترك بصمة تشكيلية متفردة لها في زمن هذا الزخم الفني والاجثرار الممل؟ أم أنها مازالت تبحث عن ذاتها وتختبر وسائلها لتحقيق انزياح فني معين لها؟
الفنانة لها خبرة تقنية بصرية طويلة وتمتلك احترافية واضحة من خلال طول مدة الممارسة وتجريبها للعديد من التقنيات والوسائل؛ مما جعلها تعتمد تقنيات وخامات مختلفة ويكون رصيدها غنيا.
في معظم أعمالها الفنية عملت على الطبيعة الصامتة وعلى البنايات والقصبات والقرى وعلى الجدران لتعمل على الملمس وعلى المكونات، وفي تحليل أعمالها نلاحظ في العديد من أعمالها أنها وظفت الكتلة اللونية في علاقتها بالنقط والخطوط، لنرى خطاً أفقياً تركزت عليه رأسيات الخطوط الأفقية في التكوين بشكل مباشر او بشكل ضمني ومبطن لتوحي للمشاهد بالراحة والهدوءوالسكون والثبات والاستقرار؛ لا سيما إذا كانت في الجزء الأسفل من التصميم ، فالخطوط الأفقية لدى الفنانة ترتبط بإدراكها لأرضها وأرضيتها كمجال للتحرك والابداع والابتكار الجمالي المتطور لخلق انزياح في عمقها الفني في إطار البرادايغم .
أعمالها تأتي حاملة رسالة أو فكرة ترغب الفنانة بنقلها للمتلقي ، وقد تكون محملة بالمعاني والأحاسيس لتمرر أفكارا تحقق انزياحا فنيا مجددا للمنجز الابداعي ككل . الرسم لدى فنانتنا هو تشكيل مفاهيمي لوني، حيث تتخذ أنواعا كثيرة جدا منها رسومات الطبيعة الصامتة لتجسدها برسومات للنبات أو الجماد بتقنية الرولييف، لكن في غير البيئة الطبيعية الخاصة بها. وتأتي رسومات الطبيعة الحية لديها لتحتوي على كل ما يجعل رسوماتها تنبض بالحياة ، مثل الإضاءة المناسبة والظل ورسم كل الظروف التي من بينما اللون الاخضر والاصفر والازرق الفاتح وهي كلها ألوان مستوحاة من الطبيعة بمكوناتها الربيعية. فرسومات أخرى للطبيعة جاءت على شكل فسيفساء متعددة القطع الفنية ومتناغمة ومنسجمة ومتكاملة ومتفردة وهي منهجية في الرسم يصعب التحكم فيها لانها تدخل خانة السهل الممتنع للتوليف والجمع بالمنظر المراد رسمه كلوحة الفصول الأربعة أو لوحة الصحراء المغربية التي عبرت وبشكل صريح على قمة المواطنة.
كما استخدمت أشكالا عديدة حسب غايتها وطبيعة الموضوع المرسوم، لتكرس وقتها مؤخرا لاستنساخ القرآن الكريم على الألواح الخشبية العتيقة مبرزة جمالية الخط المغربي في جمالية القرآن الكريم وعمقه، لتبرز ان الخط المغربي يلعب دوراً كبيراً في التعبير عن الهوية المغربية في تركيب مع زخاريف مغربية عريقة وفي انسجام جمالي مع محتوى اللوحة القرآنية، لتصبح هذه اللوحة ذو قيمة علمية جمالية ودينية في اطار ترسيخ القيم الراقية، ولابراز ذلك تعمل على رسم الشكل الزخرفي على الحواف في توافق مع النص القرآني على كتل لونية رمادية لمادة الصلصال كخلفية كرمزية للتراب ولأصل آدم ؛ فأوضحت وبشكل صريح ان للخط مفردات تعبيرية عندما يكون قاسياً أو مرناً أو خفيفا ، هادئاً أو فاعلا أو خشناً أو ناعماً، وهنا نرى حبكة الفنانة في جعل الخط يحقق أدواراً في التناغم والتطابق والتوازن ليحدث أو ينشئ الحركة عندما يسخر للتعبير عن حدود وموضوع اللوحة خارجة من نطاق الكليغرافية المعروفة إلى نطاق الجمالية الفنية و الغاية النفعية الدينية. وهذه كلها رمزيات متوافقة مع معاني الجانب الروحي والديني لها، خصوصا أنها نشيطة بالمجال التوعوي والارشاد الديني ؛ مما يوحي بالراحة والاسترخاء وتقبل تقلبات الحياة وحتمية الموت وكل ذلك لرسوخ ايمانها وقوة
عقيدتها وثباتها.
في بعض اللوحات نلاحظ أنها زادت من حجم وسمك الخطوط الأفقية بأعمالها لزيادة الاحساس بالعرض والاتساع الأفقي لتستغلها في تصميم الأثاث و زخارف الجدران في سميائية لونية عميقة، فاصبحت حركة العين من اليمين الى اليسار لا تتوقف لتعطيك احساساًبالإتساع؛ وهذا في حد ذاته نوع من الأمل وتقبل الاختلافات مهما تعددت وتشعبت باعتبار انها إسلامية العقيدة لترسخ التسامح والتماسك والتآزر والتضامن وهذا ما تشبعت به من خلال عملها الجمعوي التطوعي في اطار العناية بالايتام والأرامل...
كل أشكالها الفنية مهما تنوعت واختلفت في مكوناتها ظاهريا ازدادت انسجاما وتماسكا جماليا في العمق . اما استعمالها للخطوط الرأسية فهي اتخذت سيميائية رمزية في اعمالها الفنية لترمز إلى القوة وهذا مبعثه الإحساس بالنمووالتطور والاتزان.. عكس اللوحات التي خصصتها للطبيعة التي زاوجت فيها بين الزخرفة والمناظر الطبيعة حتى تستطيع تمييز لوحاتها عن الأخرين، فانبثقت منها تدفقات لونيية تولدت عنها اشكالا بشرية أو جزءا منها مع انحناءات وانعراجات خطوطها لتعبر بشكل ضمني عن الجسد او الكائن البشري دون اللجوء الى التجسيد الصريح المحرم. ،فتطوعت أشكالها الفنية بشكل سلس ومرن لإرادتها حتى تنقل أفكارها للمتلقي البسيط وتقحم المتخصص او المحترف في المساءلة الفنية الهادفة من خلال تلك العلاقات المتشابكة في أعمالها الفنية لتوقد لديهما الفضول الفني.
عموما الفنانة تنطلق من أساسيات الرسم البسيطة باعتمادها تقنيات ووسائل وأسندة متنوعة لتنطلق من الشكل البسيط الى الشكل المركب بواسطة النقط والخطوط وتوزيع الكتل اللونية والتي في الغالب يطغى عليها مناظر الطبيعة لتصل لمرحلة تركيبية بأبعاد فنية عميقة، وهي بذلك تنحت لأعالها في اطار منحى فني خاص بها متطلعة إلى التحرر من المدرسة الكلاسكية والكليغرافية المجثرة للخروج بأعمال فنية خاصة بها بعناصر بنائية متعددة المداخل السميائية.
خيرة جليل