عزيزي الأستاذ الزيات
بعد التحية. أرجو أن يتسع عدد الرسالة القادم لرد أطلعني عليه اليوم عبد الرحمن أفندي أيوب الطالب بدار العلوم على التعليق الذي نشر في عدد الرسالة الماضي على محاضرتي (أسلوب المبرد في كامله) ولك الشكر
السباعي بيومي
. . . مسألة المرحوم المرصفي لم تبلغ من الأمر ما وصف، وبفرض ذلك فمنذ متى كان المرصفي من المقدسين الذين لا تجوز تخطئتهم ولا نقدهم؟ وإذا كان لتقدمه في الزمن سلفاّ صالحاّ_كما يعبر الكاتب_مبرأ من العيوب، أفليس من باب أولى أن يكون المبرد تبعاّ لهذا القياس أصلح منه وأقوى لغة وأدباّ وعلماّكما هو الواقع، يزين كل هذا تواضع واعتراف بأن هذا أمر لا يعرفه إذا لم تكن له به سابقة علم، بينما يعبر المرصفي بقوله: (كذب المبرد في هذا)، و (المبرد في هذا كاذب) دون تورع عن هذا التعبير الجاف الجافي
إن الأستاذ السباعي لم يقل عن المرصفي إلا أنه كان يملكه الغرور؛ والمرصفي ذاته يسجل على نفسه هذا في كل ما كتب خاصة في مقدمة (رغبة الآمل وأسرار الحماسة)، وكأنه لا يعترف لأحد سواه بعلم من المتقدمين أو المتأخرين
والأستاذ السباعي في حديثه عن المبرد وما يتصل به إنما يصدر في ذلك عن دراسة بعيدة الأمد؛ فهو قد كتب (تهذيب الكامل) من أكثر من عشرين سنة؛ ثم كانت طبعته الأولى سنة 1923. فهل يستطيع الزميل أن يريني مظاهر الأستاذية بعد أن يعلم أن الطبعة الأولى من رغبة الآمل كانت سنة 1930، وأن فهارس الكتاب وعناوينه تتفق إلى حد كبير مع تلك التي كان أستاذنا السباعي أول من نظمها في كتابه الذي سبق كتاب المرصفي بنحو سبع سنين. أم أن الأمر لا يعدو أسبقية الزمن فيحكم الزميل بهذه الأستاذية في سذاجة سطحية
إن الكمال العلمي لا يهتم كثيراّ بالتوافه، وإن السماحة الفكرية في دار العلوم تسمح بكل شيء إلا التهجم والنيل المستور بستار من الغيرة أو الحماسة للعلماء
عبد الرحمن أيوب
بعد التحية. أرجو أن يتسع عدد الرسالة القادم لرد أطلعني عليه اليوم عبد الرحمن أفندي أيوب الطالب بدار العلوم على التعليق الذي نشر في عدد الرسالة الماضي على محاضرتي (أسلوب المبرد في كامله) ولك الشكر
السباعي بيومي
. . . مسألة المرحوم المرصفي لم تبلغ من الأمر ما وصف، وبفرض ذلك فمنذ متى كان المرصفي من المقدسين الذين لا تجوز تخطئتهم ولا نقدهم؟ وإذا كان لتقدمه في الزمن سلفاّ صالحاّ_كما يعبر الكاتب_مبرأ من العيوب، أفليس من باب أولى أن يكون المبرد تبعاّ لهذا القياس أصلح منه وأقوى لغة وأدباّ وعلماّكما هو الواقع، يزين كل هذا تواضع واعتراف بأن هذا أمر لا يعرفه إذا لم تكن له به سابقة علم، بينما يعبر المرصفي بقوله: (كذب المبرد في هذا)، و (المبرد في هذا كاذب) دون تورع عن هذا التعبير الجاف الجافي
إن الأستاذ السباعي لم يقل عن المرصفي إلا أنه كان يملكه الغرور؛ والمرصفي ذاته يسجل على نفسه هذا في كل ما كتب خاصة في مقدمة (رغبة الآمل وأسرار الحماسة)، وكأنه لا يعترف لأحد سواه بعلم من المتقدمين أو المتأخرين
والأستاذ السباعي في حديثه عن المبرد وما يتصل به إنما يصدر في ذلك عن دراسة بعيدة الأمد؛ فهو قد كتب (تهذيب الكامل) من أكثر من عشرين سنة؛ ثم كانت طبعته الأولى سنة 1923. فهل يستطيع الزميل أن يريني مظاهر الأستاذية بعد أن يعلم أن الطبعة الأولى من رغبة الآمل كانت سنة 1930، وأن فهارس الكتاب وعناوينه تتفق إلى حد كبير مع تلك التي كان أستاذنا السباعي أول من نظمها في كتابه الذي سبق كتاب المرصفي بنحو سبع سنين. أم أن الأمر لا يعدو أسبقية الزمن فيحكم الزميل بهذه الأستاذية في سذاجة سطحية
إن الكمال العلمي لا يهتم كثيراّ بالتوافه، وإن السماحة الفكرية في دار العلوم تسمح بكل شيء إلا التهجم والنيل المستور بستار من الغيرة أو الحماسة للعلماء
عبد الرحمن أيوب