المحامي علي ابوحبله - أشبه “بغوانتانامو جديد” جنوب قطاع غزة

في خرق جديد لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية بشأن الحرب على غزه .. الكشف عن إقامة إسرائيل “غوانتانامو جديد” جنوب قطاع غزة ، شبيه ب” غونتانامو” أمريكا حيث مارست القوات الأميركية الاعتقال التعسفي بحق من أسمتهم “بالإرهابيين”، وقام الجيش الأميركي في أفغانستان باعتقال من ينتمي إلى حركة طالبان وتنظيم القاعدة، ومن لا ينتمي إليهما، وكانت الوحدات الأميركية تدخل إلى المنازل وتعتقل الرجال والنساء العزل وتسوقهم إلى غوانتانامو، دون أن تتم محاكمتهم أو إدانتهم، وتمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والإذلال وهذا ما تحرّمه قواعد الأديان والقانون الإنساني الدولي، وشرعة حقوق الإنسان.

المشهد نفسه اليوم يتكرر في غزه ، قوات الاحتلال التي تغزوا غزه تسوق وتعتقل مئات الفلسطينيين وتحتجزهم في داخل الكيان الصهيوني منذ أسابيع في منشأة قرب بئر السبع. ويعرف بسجن "سدي تيمان " المعتقلون وبحسب ادعاء قوات الاحتلال مشتبه بهم القيام بأعمال عدائيه ضد ” السرائيل “

تضاعفت شهادات السجناء السابقين مثل ضياء الكحلوت في الأشهر الأخيرة، مما نبه المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية إلى جرائم الحرب المحتملة التي تحدث سرًا في مركز الاعتقال الغامض هذا، الذي تم إنشاؤه بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بناء على أوامر من القيادة العسكرية. إلى جانب سدي تيمان، قام الجيش بتحويل قاعدتين عسكريتين أحرتين إلى مراكز احتجاز وهما قاعدة عنا توت وقاعدة عوقر في الضفة الغربية المحتلة.

يوضّح المدير التنفيذي للجنة العامة لمناهضة التعذيب في “إسرائيل”، تال شتاين: “يُقال إن ما يقارب 2000 شخص مسجونون هناك تحت وضع “مقاتل غير شرعي” وليس كأسرى حرب، مما يحرمهم من المحاكمة والمحامين لمدة 45 يوما بدلا من 36 ساعة، وذلك منذ تعديل قانون تم التصويت عليه في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023″. وأضاف: “لقد تم بالفعل إطلاق سراح حوالي 1500 آخرين”، مشيرا إلى الأرقام الرسمية الأولى التي قدمتها المدعية العام لإسرائيل في بداية شهر أيار/ مايو، بطلب من العديد من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية.

يضم مجمّع سدي تيمان العسكري أيضا مستشفى ميدانيا، إلى جانب خيام كبيرة من البلاستيك الأبيض حيث يُعالَج السجناء الجرحى. ووصف أحد أعضاء الطاقم الطبي تجربته لصحيفة “لاكروا”، شريطة عدم الكشف عن هويته، قائلا: “كان المرضى، حوالي عشرين، مقيدين إلى أسرتهم من أيديهم وأقدامهم. وكانوا جميعا معصوبي الأعين ويرتدون الحفاضات. كانوا عراة ولا يُغطّون إلا ببطانية بسيطة رغم برد الشتاء”.

يصف هذا الشخص المطلع على المجمّع كيف يعمل بقية طاقم التمريض في الخفاء، مرتدين سترات مضادة للرصاص وبقليل من المعدات: “سدي تيمان هو الحل الأبسط لعلاج جرحى غزة، لأنه لن يقبلهم أي مستشفى مدني. وعندما يصلون إلى المستشفيات الإسرائيلية، فإن ما يأمله الجيش أنهم سيكونون قادرين على تقديم معلومات استخباراتية لهم. إنهم يتلقون الرعاية أو العمليات التي تبقيهم على قيد الحياة ويتم إرسالهم مباشرة إلى مكان آخر. وهذا يتعارض مع أخلاقيات الطب”.

كما تحدث أيضا عن ممارسات “التعذيب النفسي” في المستشفى الميداني في سدي تيمان قائلا: “المرضى ضعفاء، ولا يفهمون شيئا عن ما يحدث لهم في هذه المرحلة، هذا تجريد من الإنسانية. هذا لا يحدث في أفغانستان، بل في بلادنا”.

قالت أونيغ بن درور، منسقة مشروع السجون ومراكز الاعتقال في منظمة أطباء لحقوق الإنسان في “إسرائيل”: “لقد أخبرنا مبلّغون آخرون عن حالات بتر دون تخدير، وكسور في العظام…نحن أمام سياسة انتقامية، كانت موجودة قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في السجون الإسرائيلية، لكنها وصلت إلى حدها الأقصى منذ ذلك الحين. والقصص التي تخرج من هذه المراكز لا تختلف كثيرا عن تلك التي تُروَى عن سجون أبو غريب في العراق أو غوانتانامو في كوبا”. إنها بمثابة صناديق سوداء، التي لا يستطيع الصليب الأحمر ولا المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان الوصول إليها.

وتشير الأونروا بهذا الخصوص إلى أنها جمعت مئات الشهادات العفوية عن سوء المعاملة، بما في ذلك “الضرب، والتكبيل لفترات طويلة، ورفض أو تقييد الوصول إلى الغذاء والمياه والمراحيض، والحرمان من النوم، والإذلال، والعنف، وحالات التحرش الجنسي والتهديدات ضد أفراد الأسرة …”.

ونظرا للمخاوف المتعلقة بجرائم الحرب المحتملة في سدي تيمان، قدمت خمس منظمات غير حكومية إسرائيلية، بما في ذلك منظمة أطباء لحقوق الإنسان في “إسرائيل” ولجنة مناهضة التعذيب، التماسا أمام المحكمة العليا في 26 أيار/ مايو وأكدوا في بيان صحفي أن “الانتهاكات الخطيرة لحقوق المعتقلين تجعل احتجازهم في الموقع غير مبرر"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...