نحن على مقربةٍ من حلول واحدةٍ من المناسبات الدينية التي يحتفل بها العالمُ الإسلامي بذبح أضحيةٍ من الأنعام تقرُّبا من الله، سبحانه وتعالى. لكن، هل فكَّرنا بعمق وبعقلانية في المعنى والمغزى اللذين تحملهما هذه المناسبة الدينية؟
إنها مناسبة دينية، لكنها آخذةٌ شيئا فشيئا نحو فقدانِ قيمتَها الروحية التي تعبِّر، في الحقيقة عن تضحيتين. الأولى قام بها إبراهيم عليه السلام، والثانية قام بها إسماعيل عليه السلام.
لكن، اسمحوا لي في البداية، وهذا رأيٌ شخصي، يُلزمني أنا فقط. ما نُسمِّيه في بلاد الإسلام عيد الأضحى أو عيد الأُضحية أو العيد الكبير، من الأجذر أن نُسمِّيه "عيدَ التضحية". لماذا؟
كلنا نعرف قصَّة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل. لا داعي للدخول في تفاصيلها. المهمُّ هو أن سيدَنا إبراهيم صدَّق الرؤيا وضحى بأغلى شيء عنده، ابنه إسماعيل.
ومن هنا يظهر أن المعنى والمغزى العميقين لهذه المناسبة الدينية التي لها ويجب أن تكونَ لها قيمة روحية قبل أن تكون لها، فقط، قيمة مادِّية. والقيمة الروحية، إن لم تترتَّب عنها أعمالٌ دُنْيَوِية على أرض الواقع تُفيد الناسَ جميعا، فهي مجرد ثقافة تفرضُها العادة والتقاليد.
وهنا، لا بدَّ أن نطرحَ على أنفسنا السؤالَ التالي : "ماذا بقي أو تبقَّى من هذه القيمة الروحية؟". الجواب/الأجوبة عن هذا السؤال واضح/واضحة وضوح الشمس. ما وجبَ ويجب أن نُسمِّيه عيدَ التضحية يقترب شيئا فشيئا من ما قد يصبح عادة عُرفية/ثقافية تأخذ، في غالب أطوارها، شكلَ احتفال مَأْذُباتي بَعيدٍ كل البُعد عن ما يحملُه في طياته من قيمة روحية.
وحينما عوَّض الله سبحانه وتعالي ذبحَ سيدنا إبراهيم لابنه إسماعيل بذبح كبش، فهذا تكريم للإنسان. تخيلوا معي كيف سيكون حالُ العالم الإسلامي لو أصبح ذبحُ الأبناء شعيرة دينية! وحينما أصبح هذا ذبحُ (الواقعة) الكبشِ سُنةً من سُنن الإسلام، فإنها تذكير للمكانة التي يُعطيها هذا الإسلام للتضحية.
وحين ذبح سيدنا إبراهيم الكبشَ، فإنه أسعدَ ابنَه إسماعيل وفي نفس الوقت، أسعدَ نفسَه بإبقاء أغلى ما عنده على قيد الحياة.
وخلاصة القول، إنها تضحيةٌ من أجل الآخر. سيدنا إبراهيم ضحى في سبيل الله وإسماعيل ضحى من أجل أبيه تصديقا للرؤيا.
ما أحوجنا اليوم، وبالضبط في زمانٍ كثّرت فيه المِحنُ والمآسي، أن نأخذَ العبرةَ من هذه المناسبة الدينية لتُصبح التَّضحية (ليس ذبح الكبش ولكن القيمة الروحية) من أجل الآخر شيئا ملموسا نعمل به في حياتِنا اليومية. حينها، سيصبح من السهل أن نُضحي بأنانيتنا وبأهوائنا... من أجل أن يحيا الآخر! وهنا، تحضرني كثيرٌ من الأسئلة التي، على الأقل، تستحق الطرحَ، وإن كانت أجوبتُها صعبةَ المنال، في الوقت الراهن. من بينها، أذكرُ، على سبيل المثال :
1."بماذا ضحى كثيرٌ من حُكَّام العالم الإسلامي لإسعاد شعوبهم"؟ ما هو مؤكد أنهم ضحوا، إلا مَن رحم ربي، بشعوبهم لإسعاد أنفسهم!!! والأمثلة كثيرة في هذا الصدد.
ما جرى ويجري في سوريا مثالٌ حيٌّ يُبيِّن أن الطُّغمة الحاكِمة في هذا البلد غير مستعدة، على الإطلاق، أن تُضحِّي بأي شيء، لتفادي إِراقة دم الشعب السوري! ما هو مهمٌّ عند هذه الطُّغمة الحاكمة، هو بقاءُها في السلطة ولْيذهب السوريون والسوريات إلى الجحيم!
ما جرى ويجري في ليبيا مثالٌ حيٌّ آخر يُبيِّن بوضوح أن مَن بيدهم الأمرُ في هذا البلد، غير مستعدِّين، على الإطلاق، أن يُضحُّوا، أولا، بأناتيتهم، وثانيا، بمصالحهم الشخصية. وهذا دليلٌ قاطعٌ على أن أنانيةَ مَن بيدهم الأمر وتشبُّثَهم بمصالحهم الشخصية أقوى بكثير من مصلحة الشعب الليبي.
وما يجري، حاليا، في العراق، في الجزائر، في السودان، في الصومال، في أفغانستان، في اليمن… صُورٌ دامغة لعدم استعداد حكام هذه البلدان للتَّضحية من أجل إسعاد شعوبهم.
2."بماذا ضحَّت الأحزاب السياسية في البلدان الإسلامية لتجعلَ من قضايا شعوبها، وعلى رأسها، العيش بكرامة، أولويةَ الأولويات"؟
لم ولن تُضحي بأي شيء. والدليل على ذلك القطيعة la rupture التي أصبحت تفصل بين هذه الأحزاب والشعوب. الشعوب عرفت وتعرف الأحزابَ السياسية على حقيقتها، والأحزاب السياسية وجدت في هذه القطيعة ضالَّتَها لتصولَ وتجولَ في المشهد السياسي، وسواءً داخلَ أو خارج دواليب السلطة.
والدليل الآخر على ذلك، هو أنه لا أحدَ يثق اليوم في الأحزاب السياسية وفي السياسيين، ولا أحد ينتظر منهم التَّغييرَ. والتَّغييرُ الذي يحدث يخدم فقط مصالحَ الحكام وأذنابَهم المحبين للفساد والريع والمحسوبية والزبونية… وكل ما من شأنه أن يُسرِّعَ الاغتناء.
والغريب في الأمر أن هذه التَّجاوزات، التي يقوم بها الحكَّام أو الأحزاب السياسية، تتِم على مرآى ومسمع مَن يُسمُّون أنفسَهم "رجالَ الدين". رجال الدين، الذين، من المفروض واقتداءً بما أوصى به الإسلام، أن يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر. لا! لا ينهون عن المنكر ولا يأمرون بالمعروف. بل إنهم لا يأخذون العِبرةَ من التضحية التي أبانا عنها إبراهيم وابنُه إسماعيل، عليهما السلام. بل التزموا الصَّمت وليس أي صمتٍ!
صمتٌ رهيبٌ في تحدٍّ لما قاله اللهُ، سبحانه وتعالى، في قرآنه الكريم : "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران، 110).
كل ما يجري، في العالم الإسلامي، من تصرُّفات، سواءً من طرَف الحكام أو من الأحزاب السياسية أو حتى من طرَف شريحة عريضة من عامة الناس، يتعارض مع ما جاء في هذه الآية الكريمة. لا أحدَ يأمر بالمعروف، ولا أحدَ ينهى عن المنكر بينما هذا الأخيرُ منتشِرٌ في كل مكان.
لم يعد هناك قُدوات يُقتَدى بها لا في المجال الديني ولا في المجال الاجتماعي ولا في المجال السياسي. الكل يجري وراء المادة. وكل جماعة، إلا مَن رحم ربي، لها طريقةٌ خاصة بها للوصول إلى هذه المادة. فهذه الجماعة تستغل الدينَ، وأخرى تستغلُّ السياسةَ، وأخرى تلجأ للنصب والاحتيال والخِداع، وأخرى تلجأ للشعوذة والتدليس والكذب والنفاق…
ما أختم به هذه المقالة هو أن الرسول (ص) اشتكى لربِّه في موضوع هجران الناس، في عهده، للقرآن الكريم، مصداقا لقوله، سبحانه وتعالى : "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (الفرقان، 30).
فإذا اشتكى الرسول (ص) من هجران القرآن من طرَف قومه، منذ ما يزيد عن 14 قرنا، فما هو الشأن بالنسبة لزماننا الحاضر حيث مَن يُسمون أنفسَهم مسلمين لم يدخل، بعدُ، الإيمانُ إلى قلوبهم، مصداقا لقوله، سبحانه وتعالى : "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ،" (الحجرات، 14).
إنها مناسبة دينية، لكنها آخذةٌ شيئا فشيئا نحو فقدانِ قيمتَها الروحية التي تعبِّر، في الحقيقة عن تضحيتين. الأولى قام بها إبراهيم عليه السلام، والثانية قام بها إسماعيل عليه السلام.
لكن، اسمحوا لي في البداية، وهذا رأيٌ شخصي، يُلزمني أنا فقط. ما نُسمِّيه في بلاد الإسلام عيد الأضحى أو عيد الأُضحية أو العيد الكبير، من الأجذر أن نُسمِّيه "عيدَ التضحية". لماذا؟
كلنا نعرف قصَّة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل. لا داعي للدخول في تفاصيلها. المهمُّ هو أن سيدَنا إبراهيم صدَّق الرؤيا وضحى بأغلى شيء عنده، ابنه إسماعيل.
ومن هنا يظهر أن المعنى والمغزى العميقين لهذه المناسبة الدينية التي لها ويجب أن تكونَ لها قيمة روحية قبل أن تكون لها، فقط، قيمة مادِّية. والقيمة الروحية، إن لم تترتَّب عنها أعمالٌ دُنْيَوِية على أرض الواقع تُفيد الناسَ جميعا، فهي مجرد ثقافة تفرضُها العادة والتقاليد.
وهنا، لا بدَّ أن نطرحَ على أنفسنا السؤالَ التالي : "ماذا بقي أو تبقَّى من هذه القيمة الروحية؟". الجواب/الأجوبة عن هذا السؤال واضح/واضحة وضوح الشمس. ما وجبَ ويجب أن نُسمِّيه عيدَ التضحية يقترب شيئا فشيئا من ما قد يصبح عادة عُرفية/ثقافية تأخذ، في غالب أطوارها، شكلَ احتفال مَأْذُباتي بَعيدٍ كل البُعد عن ما يحملُه في طياته من قيمة روحية.
وحينما عوَّض الله سبحانه وتعالي ذبحَ سيدنا إبراهيم لابنه إسماعيل بذبح كبش، فهذا تكريم للإنسان. تخيلوا معي كيف سيكون حالُ العالم الإسلامي لو أصبح ذبحُ الأبناء شعيرة دينية! وحينما أصبح هذا ذبحُ (الواقعة) الكبشِ سُنةً من سُنن الإسلام، فإنها تذكير للمكانة التي يُعطيها هذا الإسلام للتضحية.
وحين ذبح سيدنا إبراهيم الكبشَ، فإنه أسعدَ ابنَه إسماعيل وفي نفس الوقت، أسعدَ نفسَه بإبقاء أغلى ما عنده على قيد الحياة.
وخلاصة القول، إنها تضحيةٌ من أجل الآخر. سيدنا إبراهيم ضحى في سبيل الله وإسماعيل ضحى من أجل أبيه تصديقا للرؤيا.
ما أحوجنا اليوم، وبالضبط في زمانٍ كثّرت فيه المِحنُ والمآسي، أن نأخذَ العبرةَ من هذه المناسبة الدينية لتُصبح التَّضحية (ليس ذبح الكبش ولكن القيمة الروحية) من أجل الآخر شيئا ملموسا نعمل به في حياتِنا اليومية. حينها، سيصبح من السهل أن نُضحي بأنانيتنا وبأهوائنا... من أجل أن يحيا الآخر! وهنا، تحضرني كثيرٌ من الأسئلة التي، على الأقل، تستحق الطرحَ، وإن كانت أجوبتُها صعبةَ المنال، في الوقت الراهن. من بينها، أذكرُ، على سبيل المثال :
1."بماذا ضحى كثيرٌ من حُكَّام العالم الإسلامي لإسعاد شعوبهم"؟ ما هو مؤكد أنهم ضحوا، إلا مَن رحم ربي، بشعوبهم لإسعاد أنفسهم!!! والأمثلة كثيرة في هذا الصدد.
ما جرى ويجري في سوريا مثالٌ حيٌّ يُبيِّن أن الطُّغمة الحاكِمة في هذا البلد غير مستعدة، على الإطلاق، أن تُضحِّي بأي شيء، لتفادي إِراقة دم الشعب السوري! ما هو مهمٌّ عند هذه الطُّغمة الحاكمة، هو بقاءُها في السلطة ولْيذهب السوريون والسوريات إلى الجحيم!
ما جرى ويجري في ليبيا مثالٌ حيٌّ آخر يُبيِّن بوضوح أن مَن بيدهم الأمرُ في هذا البلد، غير مستعدِّين، على الإطلاق، أن يُضحُّوا، أولا، بأناتيتهم، وثانيا، بمصالحهم الشخصية. وهذا دليلٌ قاطعٌ على أن أنانيةَ مَن بيدهم الأمر وتشبُّثَهم بمصالحهم الشخصية أقوى بكثير من مصلحة الشعب الليبي.
وما يجري، حاليا، في العراق، في الجزائر، في السودان، في الصومال، في أفغانستان، في اليمن… صُورٌ دامغة لعدم استعداد حكام هذه البلدان للتَّضحية من أجل إسعاد شعوبهم.
2."بماذا ضحَّت الأحزاب السياسية في البلدان الإسلامية لتجعلَ من قضايا شعوبها، وعلى رأسها، العيش بكرامة، أولويةَ الأولويات"؟
لم ولن تُضحي بأي شيء. والدليل على ذلك القطيعة la rupture التي أصبحت تفصل بين هذه الأحزاب والشعوب. الشعوب عرفت وتعرف الأحزابَ السياسية على حقيقتها، والأحزاب السياسية وجدت في هذه القطيعة ضالَّتَها لتصولَ وتجولَ في المشهد السياسي، وسواءً داخلَ أو خارج دواليب السلطة.
والدليل الآخر على ذلك، هو أنه لا أحدَ يثق اليوم في الأحزاب السياسية وفي السياسيين، ولا أحد ينتظر منهم التَّغييرَ. والتَّغييرُ الذي يحدث يخدم فقط مصالحَ الحكام وأذنابَهم المحبين للفساد والريع والمحسوبية والزبونية… وكل ما من شأنه أن يُسرِّعَ الاغتناء.
والغريب في الأمر أن هذه التَّجاوزات، التي يقوم بها الحكَّام أو الأحزاب السياسية، تتِم على مرآى ومسمع مَن يُسمُّون أنفسَهم "رجالَ الدين". رجال الدين، الذين، من المفروض واقتداءً بما أوصى به الإسلام، أن يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر. لا! لا ينهون عن المنكر ولا يأمرون بالمعروف. بل إنهم لا يأخذون العِبرةَ من التضحية التي أبانا عنها إبراهيم وابنُه إسماعيل، عليهما السلام. بل التزموا الصَّمت وليس أي صمتٍ!
صمتٌ رهيبٌ في تحدٍّ لما قاله اللهُ، سبحانه وتعالى، في قرآنه الكريم : "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران، 110).
كل ما يجري، في العالم الإسلامي، من تصرُّفات، سواءً من طرَف الحكام أو من الأحزاب السياسية أو حتى من طرَف شريحة عريضة من عامة الناس، يتعارض مع ما جاء في هذه الآية الكريمة. لا أحدَ يأمر بالمعروف، ولا أحدَ ينهى عن المنكر بينما هذا الأخيرُ منتشِرٌ في كل مكان.
لم يعد هناك قُدوات يُقتَدى بها لا في المجال الديني ولا في المجال الاجتماعي ولا في المجال السياسي. الكل يجري وراء المادة. وكل جماعة، إلا مَن رحم ربي، لها طريقةٌ خاصة بها للوصول إلى هذه المادة. فهذه الجماعة تستغل الدينَ، وأخرى تستغلُّ السياسةَ، وأخرى تلجأ للنصب والاحتيال والخِداع، وأخرى تلجأ للشعوذة والتدليس والكذب والنفاق…
ما أختم به هذه المقالة هو أن الرسول (ص) اشتكى لربِّه في موضوع هجران الناس، في عهده، للقرآن الكريم، مصداقا لقوله، سبحانه وتعالى : "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (الفرقان، 30).
فإذا اشتكى الرسول (ص) من هجران القرآن من طرَف قومه، منذ ما يزيد عن 14 قرنا، فما هو الشأن بالنسبة لزماننا الحاضر حيث مَن يُسمون أنفسَهم مسلمين لم يدخل، بعدُ، الإيمانُ إلى قلوبهم، مصداقا لقوله، سبحانه وتعالى : "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ،" (الحجرات، 14).