فنون بصرية معرضُ الفنَّان التَّشْكيلي الْمَغربي الشَّاب زَيْد التّْهامي العَلَمي.. تغطية : عبد الجبار العلمي

تغطية : عبدالجبار العلمي




أقام الفنان التشكيلي الموهوب زيد التهامي العلمي معرضاً للوحاته في مقهى ثقافي بعاصمة الثقافة العربية الرباط ـ قرب ساحة " بلاس بيتري "، وذلك يوم الثلاثاء 25 يونيو 2024 ، على الساعة الخامسة مساءً. وقد ضم فضاء المقهى الأنيق مجموعة من اللوحات الجميلة المعبرة عن تجربة الفنان الحياتية المفعمة بالدلالات الإنسانية ، والاعتراف بدور الأبوين في حياة أبنائهم والعمل بتفان وإخلاص على تكوينهم التكوين الصحيح علمياً ووجدانياً ، وإبراز مواهبهم الكامنة ، والتشجيع على ممارسة هواياتهم المتنوعة. لقد قدم الفنان المبدع زيد التهامي العلمي هذا الاعتراف من خلال العديد من لوحاته بالريشة والألوان ، ومن خلال رموز دالة على ذلك مبثوثة في العديد من اللوحات اختار لها ألواناً زاهية هادئة تنبض بمشاعر المحبة والرقة والحنان.
وقد عرف المعرض حضوراً نوعياً مؤلفاً من العديد من أفراد عائلة الفنان وأصدقائه وغيرهم من الجمهور المهتم بهذا الفن الرفيع.



وقد تنوعت اللوحات بين عدة مذاهب فنية منها : الرمزي الذي تمثله لوحتان:
أ ـ اللوحة الدائرية التي مزج فيها بين عالم الإنسان الذي يمثله العقل والقلب، الفكر والوجدان، وبين عالم الطيور القوية التي لا تحيى إلا في الأعالي الشامخة كالنسور الأبية. والملاحظ أن في جانبي اللوحة رأسين لطائرين كبيرين، بينما يحتل الفكر المرموز له بصورة المخ أعلاها، وقد عمد الفنان إلى تلوينه باللون الرمادي ربما للدلالةِ على خلوه من العواطف، فهو لون قريب من لون الحجر. ومن الجدير بالملاحظة أن القلب الذي يرمز إلى العاطفة الإنسانية المتقدة بالمحبة، عني الفنان برسمه بلون أحمر قانٍ وجاء في اللوحة مقابلاً للعقل بشكل عمودي.



ب ـ لوحة (الحصان ) الراكض نحو آفاق المجد البعيدة التي لا يُدركها إلا بجهده وكده وقوة ركضه ووضع حوافره في مواضعها الصحيحة. أما المذهب الواقعي ، فتمثله لوحة المسجد ولوحتا مناظر تمثل معمار مدينة شفشاون بمعمارها الأندلسي المعروف بقراميد بيوتها وبأقواس أبوابها وأزقتها الظليلة، وبلونها البني المعروفة به قديماً عند بُناتها الأوائل النازحين من الأندلس ومؤسسها أبي الحسن علي بن راشد العلمي الشريف الإدريسي عام 1471م. وهو من نسل العالم الصوفي عبد السلام بن مشيش، ووالد السيدة الحُرَّة حاكمة تطوان. وقد أسس مدينة شفشاون كقاعدة ليشن منها هجماتٍ على البرتغاليين الذين غزوا مدينة سبتة واحتلوها في 1415. ويبدو أن الشاب الفنان التشكيلي "زيد"بهذا الصنيع، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الاتجاه التعبيري الرمزي وبين الاتجاه الواقعي.



وقد ورد في (الأفيش) الخاص بالإعلان عن معرضه الأول الذي نتمنى أن تتلوه معارض أخرى فتح شهيتنا إليها في مستقبل قريب نص الكلمة التي تقدم الفنان وتجربته الفنية، أنقلها هنا مع بعض التصرف " في سنّ الرابعة والنصف من عمر الفنان الموهوب العصامي زيد التهامي العلمي ، وبعد عملية جراحية في عينه ، تغيرتْ نظرته للعالم. اكتشفَ بعداً جديداً للألوان والأشكال. هذه التجربة المبكرة ، أيقظتْ فيه شغفاً عميقاً بالفن ( وبالتحديد فن الرسم )، وحولتْ كُلَّ عاطفةٍ أو ذكرى إلى رحلة نابضة بالحياة. اليوم وهو قد بلغ السادسة والعشرين من ربيع شبابه، يكشفُ لنا هذا الفنان الرقيق، المرهف الإحساس عن أسرار فنه ، وعن حكايات إبداعه، حيث تحكي كلُّ لوحةٍ قصةً من قصص المشاعر الإنسانية النبيلة النابعة من قلب صافٍ ، مفعمٍ بحب الجمال وقيم الخير . زيدٌ ليس مجرد فنَّانٍ يرسمُ لوحاتٍ خالية من الدلالات والمعاني العميقة، بل إنه راوي قصص بصري، يقدمُ لكلِّ متأملٍ للوحاته رحلة عاطفية فريدة نحو آفاقٍ مفعمة بالجمال والمحبة. "

بعض النماذج من لوحات الفنان التي تم عرضها بالمعرض .





تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...