د. خالد محمد عبدالغني - تأملات فترة النقاهة...

طول عمرى في عزلة مختارة من اجل ان انجز شيئا ، واكتشف بعد ازمتي الصحية الاخيرة ان الصداقة في حياتي كانت تعبيرا عن تكوين عكسي قام به الاصدقاء فبدلا من اظهار الكراهية اظهروا الصداقة ولما مرضت ما زاروني الا مع عطلة شم النسيم ولما قرر الاطباء عدم الكلام ورؤية أحد غضبوا لذلك ولم يسألوا مرةثانية وثالثة ووو كما يجب أن يفعل الاصدقاء مع أن المعنى الديني من زيارة المريض هوزيارة الله الذي يوجد عند المريض توجب عدم الغضب بل وتوجب تكرار الزيارة لأنك تزور الله مع كل مرة وهل هنالك افضل من ذلك ،؟؟؟!!!وكذلك ينص القرءان "وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم " هنا يجب السؤال لم يكون الغضب من عدم رؤية المريض مع أن النصوص الدينية واضخة تماما ؟؟ الإجابة في ظني - وليس كل الظن إثم - أن بقايا عدوانية تجاه المريض لم تشبع في حالة عدم رؤيته وهو يتألم أو يتوجع أو تظهر عليه أمارات / علامات المرض والتعب والهزال والمعاناة الخ ، وهنا تتحول تلك العدوانية غير المشبعة او التي يتم كبتها إلى حالة من الغضب تدفع صاحبها لعدم تكرار الزيارة وعدم السؤال مرات أخرى.. وبالتالي فتكرار الزيارة مع إمكانية عدم اشباع العدوانية تفجر الغضب وما يصاحبه من انفعالات سلبية تجعل صاحبها يقرر عدم الزيارة بحجة أنه لم يرى المريض والحق أنه يخشى من تفجر الغضب وما يصاحبه ،، ولي واقعة معروفة للجميع عندما مرض أحد اصحابي وقد عرفت فجأة فقلبت الدنيا بحثا عنه وزرت بيته عشرات المرات ولم اقابله في اي واحدة منها ولكني كنت حريضا اشد الحرص على أن يعرف هو واهل بيته اني موجود للسؤال عنه حتى وان لم يراني لأني أحب له العافية واسعى لدعمه نفسيا واجتماعيا ولم اغضب او اكف عن زيارته بل اخذت ابنائي لزيارته لاحقا محبة واخلاصا صادقا ..



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...