ليس هناك أقسى من فقدان الذاكرة. لا أعني ذاكرة الإنسان عندما يصاب بالخرف أو الزهايمر أو غيرهما من أدواء الذاكرة، بل ذاكرة المجال الذي يتفاعل فيه الإنسان مع محيطه.
منذ أزيد من عشر سنوات، نشرت مقالة حول أسبوع الجمل بكلميم في مجلة تراث بالإمارات. وآلمني ألا أجد رصيداً محفوظا في أرشيفات السلطة التي كانت قد أبتدعت فكرة تنظيم الملتقى أواسط الثمانينات، حين كان دور الجمعيات ضئيلا للغاية مقارنة مع الطفرة التي شهدها المجتمع المدني خلال الألفية الثانية في عموم المغرب.
استندت إلى الرواية الشفوية في غيبة الوثائق، بما فيها الصور والإعلانات وما إلى ذلك، فأخبرني بعض الشعراء ممن حضروا النسخة الأولى عام 1986 بالشاطئ الأبيض، وليس في كلميم كما قد يتوهم، أن مراد السلطة على عهد العامل عمر أكوداد هو لفت الانتباه إلى المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة التي تجمع بين جمال الكثبان وهيبة البحر... لكن، لم تجر الرياح بما تشتهيه السفن، وتم الإتفاق على تنظيم النسخ الموالية في مدينة كلميم، باب الصحراء المشتهرة بسوق الإبل وملتقى القوافل العابرة للصحراء.
رفع حال ووضع حال بسبب وعورة الطريق المؤدية إلى الشاطئ الأبيض الذي لا يزال "على حاله" عاريا من كل مظاهر الاستثمار ....
اليوم، وقد اقتربت النسخة الحادية عشر من عمر أسبوع الجمل في صيغته الجديدة إثر انبعاثه من رماد النسيان، ماذا تبقى من أرشيف النسخ الماضية؟، وما الذي أسهم به المهرجان من حيث صون وتثمين الإبل؟. لا أعني رفع أثمان لحومها وألبانها، فالغلاء نار سمع الجميع زفيرها...
لم أر متحفا للإبل ومتعلقاتها، ولم تقع عيني على كتابِ يستعيد ذاكرة المهرجان، أو يعرف بثقافة الإبل في وادي نون. لكن، في المقابل، هناك حضور وازن لسباقات الخيل في أغلب نسخ المهرجان مع أن النصيب الأحظى ينبغي أن يكون للز الابل، فالأسبوع يسمى باسمها. ام أن الخيل غلبت الإبل؟
تابعت منذ سنوات الطفرة التي يحققها مهرجان "صحراء دوز " في تونس، وهي بالمناسبة، توأم لمدينة كلميم في المخيال الاجتماعي، إذ أن دوز هي باب الصحراء في تونس، وكليميم باب صحراء المغرب، واستخلصت أنه بالإمكان أن يضطلع أسبوع الجمل في كلميم بأفضل مما كان.
يمكن إذا صحت الإرادة، أن يتم الانفتاح على جمعيات ومنظمات دولية تعنى بالإبل، ويتحول أسبوع الجمل إلى ملتقى حقيقي يحج إليه المهتمون بالإبل، ومنهم بيطريون ورياضيون يعشقون ركوب الإبل، من بقاع مختلفة. عرفت من خلال الشبكة أن هناك ملتقى سنويا بالولايات المتحدة الأمريكية ينظم خصيصيا للإبل، كما أن قطر التي مولت حسب قصاصات أخبار جانبا من اشغال سد فاصك تعنى بالإبل، وهي عضو نشيط في هيئة دولية لسباقات الهجن، كما أن الإمارات العربية المتحدة بذلت جهداً لإحياء وتطوير سباقات الهجن في أمكَار الطنطان. لكن، ربما يحتاج اسبوع الجمل إلى رؤية أوسع ....
الله يدير التاويل
منذ أزيد من عشر سنوات، نشرت مقالة حول أسبوع الجمل بكلميم في مجلة تراث بالإمارات. وآلمني ألا أجد رصيداً محفوظا في أرشيفات السلطة التي كانت قد أبتدعت فكرة تنظيم الملتقى أواسط الثمانينات، حين كان دور الجمعيات ضئيلا للغاية مقارنة مع الطفرة التي شهدها المجتمع المدني خلال الألفية الثانية في عموم المغرب.
استندت إلى الرواية الشفوية في غيبة الوثائق، بما فيها الصور والإعلانات وما إلى ذلك، فأخبرني بعض الشعراء ممن حضروا النسخة الأولى عام 1986 بالشاطئ الأبيض، وليس في كلميم كما قد يتوهم، أن مراد السلطة على عهد العامل عمر أكوداد هو لفت الانتباه إلى المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة التي تجمع بين جمال الكثبان وهيبة البحر... لكن، لم تجر الرياح بما تشتهيه السفن، وتم الإتفاق على تنظيم النسخ الموالية في مدينة كلميم، باب الصحراء المشتهرة بسوق الإبل وملتقى القوافل العابرة للصحراء.
رفع حال ووضع حال بسبب وعورة الطريق المؤدية إلى الشاطئ الأبيض الذي لا يزال "على حاله" عاريا من كل مظاهر الاستثمار ....
اليوم، وقد اقتربت النسخة الحادية عشر من عمر أسبوع الجمل في صيغته الجديدة إثر انبعاثه من رماد النسيان، ماذا تبقى من أرشيف النسخ الماضية؟، وما الذي أسهم به المهرجان من حيث صون وتثمين الإبل؟. لا أعني رفع أثمان لحومها وألبانها، فالغلاء نار سمع الجميع زفيرها...
لم أر متحفا للإبل ومتعلقاتها، ولم تقع عيني على كتابِ يستعيد ذاكرة المهرجان، أو يعرف بثقافة الإبل في وادي نون. لكن، في المقابل، هناك حضور وازن لسباقات الخيل في أغلب نسخ المهرجان مع أن النصيب الأحظى ينبغي أن يكون للز الابل، فالأسبوع يسمى باسمها. ام أن الخيل غلبت الإبل؟
تابعت منذ سنوات الطفرة التي يحققها مهرجان "صحراء دوز " في تونس، وهي بالمناسبة، توأم لمدينة كلميم في المخيال الاجتماعي، إذ أن دوز هي باب الصحراء في تونس، وكليميم باب صحراء المغرب، واستخلصت أنه بالإمكان أن يضطلع أسبوع الجمل في كلميم بأفضل مما كان.
يمكن إذا صحت الإرادة، أن يتم الانفتاح على جمعيات ومنظمات دولية تعنى بالإبل، ويتحول أسبوع الجمل إلى ملتقى حقيقي يحج إليه المهتمون بالإبل، ومنهم بيطريون ورياضيون يعشقون ركوب الإبل، من بقاع مختلفة. عرفت من خلال الشبكة أن هناك ملتقى سنويا بالولايات المتحدة الأمريكية ينظم خصيصيا للإبل، كما أن قطر التي مولت حسب قصاصات أخبار جانبا من اشغال سد فاصك تعنى بالإبل، وهي عضو نشيط في هيئة دولية لسباقات الهجن، كما أن الإمارات العربية المتحدة بذلت جهداً لإحياء وتطوير سباقات الهجن في أمكَار الطنطان. لكن، ربما يحتاج اسبوع الجمل إلى رؤية أوسع ....
الله يدير التاويل