حسين عبروس - الكتابة بين النكروفيليا... والنكروفوبيا.

***
بعض الكتّاب في عالمنا المعاصر يحاولون لفت انتباه القرّاء لما يبدعون، فيحاولون دخول حالات مرضية شاذة من بوابة التعرّي المفضوح، وهم يختارون مادة الكتابة التي تروّج للتحرّر من كلّ ضوابط كونية، تلك التي تقيم للإنسان سلوكه السويّ في الحياة الخاصة والعامة، وهناك من يجرّب الإفصاح عن حالته المرضية التي يفرغ فيها كبته في شكل عمل روائي، أو قصصي أو شعريّ يتجاوز فيه مدى الذائقة الفنيّة قبل الذائقة الإجتماعية، وإذا كان الكاتب يعيش بين حالتين مرضيتين لا بدّ له من فضح نفسيته الداخلية المقهورة بالخوف من الموت سواء كان الفناء والعدم الكوني، أو العدم الذي ينتابه عندما يعرض القارئ عن تلك النّصوص التي يكتبها طلبا للشهرة وللتحرّر الجنسي كما هو الحال في مصطلحي "النكروفوبيا، "والنكروفيليا"



إنّ الحقيقة التي لا يبوح بها الكثير من أصحاب تلك الكتابات الوسخة، هي أنّهم لا يعترفون بينهم وبين أنفسهم أنّهم مرضى يجب عليهم أن يطلبوا العلاج الفوري في مصحات نفسية قبل مصحات الكتابة التي تتطلب الكثير من اللّياقة الفنية التي تصنع الدّهشة عند القارئ، وذلك وفق معطيات قد يتطلّبها النص باستخدام ألفاظ وجمل، وفقرات تخدم النص على الرغم ما فيها من معنى إيروتيكي، ولا تكون الإباحية مصدر يتقصّده الكاتب بذاته، ومهما حاول الكاتب أن يطلّ على عوالم العالمية في كلّ اللغات التي يترجم إليها نصه، يبقى وهمه قائما على أنّه تحرّر من مما يسميه "العادات والتقاليد البالية"، فما أكثر تلك الكتابات التي اتخدت من موضوع العادات والتقاليد منطلقا من أجل الوصول إلى تفكيك تلك القنابل الإجتماعية الموقوتة على مرّ الأجيال والأزمنة، ويظلّ فعل الكتابة مستمرّا رغم تطوّر الوسائط التكنولوجيا، ورغم تطوّر الحالات النفسية للكاتب والقارئ معا، ومهما اختلفنا مع النصوص قبل أصحابها يبقى فعل الكتابة الجادة الجيدة والجديدة من ابتكار الكاتب الموهوب، وهو يسعى دائما للوصول الى أعماق القارئ في كلّ القارات الخمس من العالم، يتوق إليه الجميع على اختلاف اجناسهم وأعمارهم، ومستوياتهم الثقافية والمعرفية، وفي الختام أترك للقارئ المتبصّر أحقية الرّجوع إلى الإطلاع على معنى المصطلحين السابقين.. تحيتي لكم..



تعليقات

تحيات طيبات اخي السي حسين عبروس
ما نلاحظه من ردود أفعال، من المرجح ان تكون رواية هوارية احدى تداعياتها مخيب للامال ويسيء للنقد والمشهد الثقافي الجزائري عامة الذي اختلط فيه النقد الأدبي بانتقادات "الدراري"، الذي تجاوز المعقول الى الشتم والسب والتشهير والتعريض بالرواية، وكاتبة الرواية، ولجنة تحكيم الرواية، والجهة المانحة لجائزة الرواية، والذين أنصفوا الرواية، والاستقالات من اتحاد الكتاب ولي ذراعه لانه لم يندد بالرواية. والروائية العالمية التي نظمت باسمها جائزة الرواية على انها لا تمثل الثقافة الجزائرية.. إلى غير ذلك من السفسطة والجعجعة الفارغة.
ما سر هذا التحامل وهذا الصراع الذي يذهب لحد الكراهيه وللحقد والضغبنة، وبدل المباركة للروائية فوزها نشاهد كيف يخمدون بريق الفرح في عيونها ويقمعون البسمة على شفاهها..
أشياء كثيرة أفرزتها هذه الرواية، وكانت الغربال الذي يخفي شمس الحقيقة المرة التي يعكسها الواقع الثقافي الجزائري الذي تحاول الميليشيات الاسلاموية تعكيره بأوساخها، بدعوى حماية الدين والمجتمع خوفا عليه من الدنس بحد اعتقادهم.
كتب محمد شكري روايته الخبز الحافي ولم تثر هذه الزوبعة برغم بعض الضجيج المفتعل، وكتبت مليكة مستظرف روايتها انتقاما من المجتمع الذي ضيعها وهي شابة في مقتبل الكتابة، وكتبت سلوى النعيمي برهان عسلها، وكتبت الروائيات السعوديات رواياتهن باسماء مستعارة وبأسماء صريحة ولم تثر كل هذا الغبار والغوغاء التي مست الأدب الجزائري وقسمت المجتمع الى قسمين متناحرين، وكتب موباسان، ومورافيا وتيوفيل غوتيي، ووفلوبير وكويهلو أعمالهم من دون ضجيج.. الكتابة مرآة المجتمع والكاتب شاهد على ما يجري حوله، ومحاولة إخفاء الواقع هو تزوير، وقد شاهدنا العديد من حالات الهجوم المماثلة على العديد من الروائيين منهم رشيد بوجدرة، ورشيد ميموني، وأمين الزاوي، وكمال داوود، واقامة محاكم تفتيش لهم ومضايقتهم
من حق الكاتب أن يكتب ما يشاء من دون رقابة أو وصاية من أحد ومن حق القارئ أن يقرأ ما يشاء، ويعرض عما يعكر صفوه.. فالأدب الايروتيكي موجود في كل العصور، من الكتب السماوية، إلى الكتابات القديمة في كاماسوترا، والكتابات الاشورية والبابلية في ملحمة غلغاميش، والشاعرة آنيخواندا، والشاعرة صافو الليزبانية، ومتجردة النابغة الذبياني، ومصنفات الجنسانية العربية التي وضعها أئمة وفقهاء مسلمون يضيق المجال عن ادراجها، ولا نرى وجوب موازاتها بالمصطلحين الغليظين والغريبين اللذين استشهدت بهما، واللذين يفيدان ان من يتناولون الأدب الايروسي، ويستخدمون الكلمات البذيئة، ويسمون الأشياء بمسمياتها الصريحة في كتاباتهم، كمن يواقعون جثت الموتى، في حين ان الذين يصدق عليهم هذا المصطلح هم اولئك المعممين الذين يدعون الى اباحة الزواج من طفلة بعمر التاسعة، وان تعاقب الزوجة وتمنع من النفقة ان لم تمتع الزوج، وٌرار قوانين مجحفة وشاذة.
لا ندري لماذا وصفت الكتاب الذين يتناولون موضوع الجنس بالمكبوتين والمرضى نفسيا. وبالشذوذ، ولا ندري على اي نظرية علمية استتندوا أيضا، ثم لا ندري لم يشط بهم الخيال إلى اطلاق هذه الأحكام الجاهزة والمغرضة أيضا وأيضا.. والا وصفنا منتقدي الاديان بالملاحدة. والمناهضين للظلم والطغيان والفساد بالاوباش والمارقين عن القانون.
ونتساءل لماذا تغيرت العقليات بين الماضي والحاضر؟ هل اهل هذا الزمان اكثر حرصا على الأخلاق الحميدة من ناس ذلك الزمان.. وهل هؤلاء أكثر غيرة على المجتمع من لسلف الصالح.
لا أعتقد ولا مجال للمقارنة بين الجيلين
راجيا أن يتسع خاطرك
 
شكرالك صديقي مهدي النقوس.. في ملاحظاتك بعض من جوانب الصواب ولكن الحقيقة التي لا تظهر للآخرين أن الرواية حقا ضعيفةجدا وفيها اساءة بالغة للمنطقة وأهلها،وحاول فريق ممن يتجهون نفس الاتجاه في الكتابة أن يرسّموا فعل الكتابة بحماية أنفسهم .فكيف يعقل رواية تحت الوصاية الرسمية تمنح جائزة من مال الشعب الذي تسبّه الرواية ،و معقول جدا لو أن لجنة التحكيم قدمت تقريراعن سبب فوز الرواية ولم تذكر الروايات المشاركة .القضية يا صديقي فيها لعب كبير الداخل الرواية فهي فائزة ولم ثقرأ أصلا بل صوت الجميع عليها بناء على اسم الكاتبة .وهناك أمور أخرى يطول شرحها.. تحيتي ومحبتي لك..



ملاحظة: ارجو حذف التعليقين السابقين لأن فيهما أخطاء مطبعية تحيتي لك







https://www.facebook.com/stories/12...NwoRAnDPj1Obi0gE8iZTs2zSSi4XDw7&__tn__=<<,P-R
 

تحية صديقي الأعز السي حسين
لم أقرأ الروايةبعد واتمنى ذلك، وإنما اعتمدت على بعض الصفحات التي استند عليها بعض الذين أدلوا برأيهم المليء بالسباب والشتم والتشنيع لكل ما يمت للرواية بصلة.. وقد سألت بعض الاصدقاء عن الامثال والكلمات البذيئة المؤثتة لمعجم الرواية فأكدوا انها متداولة بالمجتمع الوهراني. ولا يمكن بحال من الاحوال تغطية الشمس بالغربال.. خاصة أن لجنة التحكيم مكونة من متخصصين في الأدب الشعبي كالبروفيسور بورايو، والنقد الأدبي مثل الاستاذة الدكتورة أمينة بلعلا، وباقي طاقم اللجنة اللذين نالوا نصيبا من الشتم..
ثم من أدرانا بان الروائية لم تجد لها ندا بين المترشحين، وما أكثر الروايات الهزيلة والغثة التي تتقيؤها دواليب المطابع يوميا..
كما أننا قرأنا بأن الحملة تقودها جهات اسلاموية عدمية، ويا ويلنا من تناقض وفساد تلك الجهات التي لا تقرأ، وتدس خيشومها في كل شيء لا يروقها، في محاولة منها لدغدغة عواطف البسطاء والتسلل الى جيوبهم وأدمغتهم...
ثم لماذا كل هذا الخوف على المجتمع القحب الذي تتفشى فيه أصلا مثل تلك الظواهر الاجتماعية..
وهل اتخذت الرواية مشروعات للقراءات السوسولوجبة والاناسية واللغوية، لكن "الناقد الجيد أندر من العنقاء التي تظهر كل خمسمائة سنة" بحسب شوبنهاور
ثم ما فائدة اهتمام الكاتب بذائقة القراء، لأن هذا النوع من الكتاب يستجدون عاطفة القارئ ..
ثم ان القراء الذي يريد رواية أخلاقية خالية من العيوب قليبحثوا عنها في كتابات المنفلوطي، ويعرضون عن الكتب التي تصدع الرأس وتجلب لهم الغم والهم..
هنا والان تجري في طنجة بالمغرب حيث شب وعاش محمد شكري ندوات لتدارس روايات محمد شكري.. شكري اللااخلاقي الذي عرى المجتمع الطنجي.. وفضحه. وكشف عيوبه المزمنة.. ذلك الفضح الذي اوصله بجدارة وفخر للعالمبة، برغم جعجعة بعض المتنطعين الذين أفادوا رواياته اكثر مما أضروا بها
وانعام بيوض ستنتصر في النهاية. ويصفق لها الوسط الأدبي في العالم.. وستترجم الرواية الى ألسن متعددة، لأنها لم تنقل سوى الحقيقة المرة التي تتخبط فيها المجتمعات الشرقية، وأنا اؤمن بمقولة أثيرة الى نفسي لكافكا "إن كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذن"...
ومهما تكون قيمة أي رواية، فلا يستحب اقصاؤها لمجرد ذوق، أو غرض شخصي... نقصد تلك الجهات التي اغتالت خيرة العقول الجزائرية المتنورة...
وناقل الكفر ليس بكافر
 
التعديل الأخير:
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...