منذ بداية الستينيات إلى يومنا هذا، دلوني على سياسيٍ واحد متموقعٍ في البرلمان أو في الحكومة كان سبباً في إسعاد الشعب المغربي. منذ بداية الستينيات إلى يومنا هذا، دلوني على جزبٍ سياسيٍ واحد ينتسب إلى الأغلبية البرلمانية أو يُمارس تدبيرَ الشأن العام بالحكومة، كان سببا في إسعاد الشعب المغربي. ثم، منذ بداية الستينيات إلى يومنا هذا، دلوني على حزبٍ سياسي واحد، من ضمن الستة وثلاثين حزبا، كان سببا في إسعاد الشعب المغربي.
ليس هناك سياسي واحد أو حزبٌ سياسي واحد أدخل الفرحةَ والسعادةَ إلى قلوب المواطنات والمواطنين. بل الفرحة والسعادة تأتيان دائما من أعلى سلطةٍ في البلاد، أي جلالة الملك محمد السادس، أو من الرياضة، بصفة عامة، وكرة القدم، بصفة خاصة. أتدرون لماذا؟
لأنه هناك فرق شاسعٌ بين المواطنة الحقَّة citoyenneté authentique، النابعة من الوِجدأن، والمواطنة-المطِية citoyenneté-tremplin، النابعة من النفاق السياسي.
المواطنة الحقَّة، النابعة من الوِجدان، هي المواطنة التي لا تصَنُّعَ فيها. إنها تختلط بالضمير الحي الذي لا همَّ له سوى خدمة الوطن. وخدمة الوطن تتحقَّق باتخاذ القرارات التي تصبُّ في مصلحة الشعب المغربي، أو بإعلاء شأن البلاد في سماء الرِّفعة والرُّقي.
القرارات التي تصبُّ في مصلحة الشعب المغربي تأتي دائما من ملك البلاد وليس، على الإطلاق، من السياسيين أو من أحزابهم. ولعلَّ أهمَّ هذه القرارات تعميم التَّغطية الاجتماعية والصحية والعديد من البنيات التَّحتية التي تساهم مساهمةً فعالة في النهوض باقتصاد البلاد وفي خلق الثروة. من بين هذه البنيات، أكتفي بذكر ميناء المتوسط الذي يشتغل حاليا ويُحقِّق، سنةً بعد سنةٍ، إنجازات هائلة. كما لا تفوتني الفرصةُ لذكر مينائي الناضور والداخلة، اللذين هما في طور الإنجاز. ميناء الناضور سيُعزِّز قدرة البلاد المينائية. أما ميناء الداخلة، فستتحقَّق من خلاله المبادرة الملكية المتمثِّلة في وصول بلدان الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي، إضافةً إلى تقوية التَّبادل التجاري بين المغرب والبلدان الإفريقية.
أما إعلاءُ شأن البلاد في سماء الرِّفعة والرُّقي والازدهار وإدخال السعادة، ولو بصفة مؤقَّتة، على قلوب المواطنات والمواطنين، لقد أصبح من اختصاص الرياضة، بصفة عامة، وكرة القدم، بصفة خاصة. وقد أتتنا هذه السعادة من أقدام سعيد عويطة ونزهة بيدوان ونوال المتوكِّل وخالد السكاح وهشام الكروج وابراهيم بوطيب وسفيان البقالي وغيرهم. كما أتتنا، مؤخَّرا وبالضبط يوم الجمعة 2 غشت 2024، من أقدام وذكاء وفن لاعبي المُنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم، وذلك بفوزه على المنتخب الأمريكي بأربعة أهداف نظيفة. وستأتينا، إن شاء الله، من باقي الأبطال المغاربة المشاركين في الألعاب الأولمبية لباريس 2024. كما ستأتينا، بحول الله، من أقدام لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بمناسبة نهائيات كأس أمم إفريقيا، المنظمة بالمغرب سنة 2025. دون أن ننسى ما قدَّمه من سعادةٍ وفرجةٍ الفريق الوطني لكرة القدم داخلَ القاعة، وما سيُقدِّمه، إن شاء الله، بمناسبة كأس العالم المقبلة.
أما المواطنة-المطية، فإنها مُزيَّفة لأنها نابعةٌ من النفاق السياسي الذي استقرَّ في وِجدان السياسيين. فلماذا سمَّيتُها المواطنة-المطية؟
لأنها مواطنةٌ يستعملها السياسيون، فقط وحصريا وموسمياً، في الحملات الانتخابية، من أجل الوصول إلى السلطة. وبمُجرَّد ما يتحقَّق هذا الوصول إلى السلطة، تُنسى هذه المواطنةُ ويحلُّ محلَّها الفساد والإفساد.
ولهذا، فالسياسةُ، كما هي مُمارسةٌ من طرف السياسيين وأحزابِهم ليست، على الإطلاق، منبعا لسعادة وأفراح الشعب المغربي. لماذا؟
لأنها، أي السياسة، عوض أن تُساهم في بناء الانتقال الديمقراطي، فإنها تُعرقله. والانتقال الديمقراطي لا تُمطره السماء. إنه يُبنى بناءً متأنِّياً ومُتبصِّراً ويكون هدفُه الأول والأخير، هو خدمةُ مصلحة الوطن. المواطنة الحقة هي البَنَّاءَةُ الفعلية للديمقراطية. والديمقراطية لا يمكن أن تتساكنَ مع الفساد والإفساد.
المواطنةُ ليست شعارا سياسياً تستغلُّه الأحزاب السياسية للوصول إلى السلطة وتدجينِ هذه الأخيرة لخدمة المصالح الشخصية. المواطنة أخلاقٌ ومبادئ وقيم فردية وجَماعِية. ودور الأحزاب السياسية، هو من بين أدوارٍ أخرى، بناءُ المواطنة الحقة، كما كان الشأن في الأربعينيات والخمسينيات، حيث نجد هذه المواطنة في كل مكان.وأحسن الأمكِنَة لبتاءِ المواطنة الحقة، هو بناءُها في الوِجدان.
فمتى ستلتحق السياسةُ بالرياضة، بصفة عامة، وبكرة القدم، بصفة خاصة، لإسعاد الشعب المغربي؟
ليس هناك سياسي واحد أو حزبٌ سياسي واحد أدخل الفرحةَ والسعادةَ إلى قلوب المواطنات والمواطنين. بل الفرحة والسعادة تأتيان دائما من أعلى سلطةٍ في البلاد، أي جلالة الملك محمد السادس، أو من الرياضة، بصفة عامة، وكرة القدم، بصفة خاصة. أتدرون لماذا؟
لأنه هناك فرق شاسعٌ بين المواطنة الحقَّة citoyenneté authentique، النابعة من الوِجدأن، والمواطنة-المطِية citoyenneté-tremplin، النابعة من النفاق السياسي.
المواطنة الحقَّة، النابعة من الوِجدان، هي المواطنة التي لا تصَنُّعَ فيها. إنها تختلط بالضمير الحي الذي لا همَّ له سوى خدمة الوطن. وخدمة الوطن تتحقَّق باتخاذ القرارات التي تصبُّ في مصلحة الشعب المغربي، أو بإعلاء شأن البلاد في سماء الرِّفعة والرُّقي.
القرارات التي تصبُّ في مصلحة الشعب المغربي تأتي دائما من ملك البلاد وليس، على الإطلاق، من السياسيين أو من أحزابهم. ولعلَّ أهمَّ هذه القرارات تعميم التَّغطية الاجتماعية والصحية والعديد من البنيات التَّحتية التي تساهم مساهمةً فعالة في النهوض باقتصاد البلاد وفي خلق الثروة. من بين هذه البنيات، أكتفي بذكر ميناء المتوسط الذي يشتغل حاليا ويُحقِّق، سنةً بعد سنةٍ، إنجازات هائلة. كما لا تفوتني الفرصةُ لذكر مينائي الناضور والداخلة، اللذين هما في طور الإنجاز. ميناء الناضور سيُعزِّز قدرة البلاد المينائية. أما ميناء الداخلة، فستتحقَّق من خلاله المبادرة الملكية المتمثِّلة في وصول بلدان الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي، إضافةً إلى تقوية التَّبادل التجاري بين المغرب والبلدان الإفريقية.
أما إعلاءُ شأن البلاد في سماء الرِّفعة والرُّقي والازدهار وإدخال السعادة، ولو بصفة مؤقَّتة، على قلوب المواطنات والمواطنين، لقد أصبح من اختصاص الرياضة، بصفة عامة، وكرة القدم، بصفة خاصة. وقد أتتنا هذه السعادة من أقدام سعيد عويطة ونزهة بيدوان ونوال المتوكِّل وخالد السكاح وهشام الكروج وابراهيم بوطيب وسفيان البقالي وغيرهم. كما أتتنا، مؤخَّرا وبالضبط يوم الجمعة 2 غشت 2024، من أقدام وذكاء وفن لاعبي المُنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم، وذلك بفوزه على المنتخب الأمريكي بأربعة أهداف نظيفة. وستأتينا، إن شاء الله، من باقي الأبطال المغاربة المشاركين في الألعاب الأولمبية لباريس 2024. كما ستأتينا، بحول الله، من أقدام لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بمناسبة نهائيات كأس أمم إفريقيا، المنظمة بالمغرب سنة 2025. دون أن ننسى ما قدَّمه من سعادةٍ وفرجةٍ الفريق الوطني لكرة القدم داخلَ القاعة، وما سيُقدِّمه، إن شاء الله، بمناسبة كأس العالم المقبلة.
أما المواطنة-المطية، فإنها مُزيَّفة لأنها نابعةٌ من النفاق السياسي الذي استقرَّ في وِجدان السياسيين. فلماذا سمَّيتُها المواطنة-المطية؟
لأنها مواطنةٌ يستعملها السياسيون، فقط وحصريا وموسمياً، في الحملات الانتخابية، من أجل الوصول إلى السلطة. وبمُجرَّد ما يتحقَّق هذا الوصول إلى السلطة، تُنسى هذه المواطنةُ ويحلُّ محلَّها الفساد والإفساد.
ولهذا، فالسياسةُ، كما هي مُمارسةٌ من طرف السياسيين وأحزابِهم ليست، على الإطلاق، منبعا لسعادة وأفراح الشعب المغربي. لماذا؟
لأنها، أي السياسة، عوض أن تُساهم في بناء الانتقال الديمقراطي، فإنها تُعرقله. والانتقال الديمقراطي لا تُمطره السماء. إنه يُبنى بناءً متأنِّياً ومُتبصِّراً ويكون هدفُه الأول والأخير، هو خدمةُ مصلحة الوطن. المواطنة الحقة هي البَنَّاءَةُ الفعلية للديمقراطية. والديمقراطية لا يمكن أن تتساكنَ مع الفساد والإفساد.
المواطنةُ ليست شعارا سياسياً تستغلُّه الأحزاب السياسية للوصول إلى السلطة وتدجينِ هذه الأخيرة لخدمة المصالح الشخصية. المواطنة أخلاقٌ ومبادئ وقيم فردية وجَماعِية. ودور الأحزاب السياسية، هو من بين أدوارٍ أخرى، بناءُ المواطنة الحقة، كما كان الشأن في الأربعينيات والخمسينيات، حيث نجد هذه المواطنة في كل مكان.وأحسن الأمكِنَة لبتاءِ المواطنة الحقة، هو بناءُها في الوِجدان.
فمتى ستلتحق السياسةُ بالرياضة، بصفة عامة، وبكرة القدم، بصفة خاصة، لإسعاد الشعب المغربي؟