المحامي علي ابوحبله - الشرق الأوسط على بعد خطوات من الحرب الكبرى ونتائجها ستحدد الوضع الجيوسياسي للمنطقة

بدأ العد التنازلي للمنازلة الكبرى على ضوء تعدد القوى وتشابك المصالح الدولية والإقليمية ، وباتت تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة لحرب شرق أوسطيه اثر تداعيات قيام " إسرائيل " باغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه ، مع توعّد إيران وحلفائها في المنطقة بالرد على إسرائيل على أعمال الاغتيال وتترافق التهديدات الايرانيه ومحور المقاومة مع تعزيز الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وجودها العسكري في المنطقة.

وكثّفت دول غربية دعواتها لرعاياها الى مغادرة لبنان وإيران، مع إعلان بعض شركات الطيران تعليق رحلاتها ، واتهمت الجمهورية الإسلامية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن اغتيال شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.

ووري جثمان الشهيد إسماعيل هنية الثرى الجمعة في مقبرة في مدينة لوسيل شمال الدوحة، بعدما شارك الآلاف في الصلاة عليه في العاصمة القطرية حيث كان يقيم في المنفى.

وتعهد القادة الإيرانيون وكذلك حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية بالانتقام لاغتيال هنية وشكر. وتوعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بإنزال “عقاب قاسِ” بإسرائيل، متهّماً إياها باغتيال “ضيفنا العزيز في بيتنا”.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على “مستوى عالٍ جدا” من الاستعداد لأي سيناريو “دفاعي وهجومي” وعلى ضوء نبرة الخطاب ألتصعيدي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة أنه على ضوء “احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها”، أمر وزير الدفاع لويد أوستن “بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على أي هجمات تستهدف الوجود الأمريكي في المنطقة أو تعرض أمن إسرائيل للخطر .

وفي ذروة الاستعدادات التي تشهدها دول المنطقة قال البنتاغون إن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي “تحمل صواريخ بالستية دفاعية” و”سربا إضافيا من الطائرات الحربية” لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة ، فيما طلبت سفارة الولايات المتحدة السبت رعاياها على مغادرة لبنان عبر “حجز أي بطاقة سفر متاحة”.

بدوره قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان “التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال”.

وقد أوردت صحيفة “كيهان” المحافظة المتشددة السبت أن “مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الاستراتيجية وخاصة مقار إقامة بعض المسئولين المتورطين في الجرائم الأخيرة هي من بين الأهداف”

التوتر والتصعيد الذي تشهده المنطقة حاليا يعيد إلى الأذهان تلك المخاوف من حلة التصعيد في مطلع نيسان/أبريل الماضي ، حين اتهمت إيران إسرائيل باستهداف مبنى قنصليتها في دمشق بقصفها من الطائرات الإسرائيلية ، ما أدى إلى اغتيال ضباط في الحرس الثوري ، وكان الرد الإيراني باستخدام مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ. وتصدت إسرائيل وحلفاؤها للمسيرات والصواريخ الايرانيه.

حدة المواجهات تتواصل على الحدود اللبنانية فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته في غزة بعد مرور قرابة عشرة أشهر على بدء الحرب وسقوط ما يزيد على 130000 بين شهيد وجريح ومفقود ، ووفق الدفاع المدني، أدت غارة إسرائيلية على مجمع مدرسي يؤوي نازحين إلى استشهاد عشرة أشخاص في مدينة غزة شمال القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر والمهدد بالمجاعة بحسب تأكيدات الأمم المتحدة.

أما الجيش فقال إنه شنّ غارات جوية استهدفت عناصر “في مجمّع قيادة وسيطرة لحماس كان يستخدم في الماضي كمدرسة حمامة في مدينة غزة” ، وتسبّب القصف الإسرائيلي المدمّر والهجوم على قطاع غزة باستشهاد 39550 شخصا، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة

في الضفة الغربية المحتلة، أعمال القتل والاغتيال مستمرة وآخرها استشهاد تسعة فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين منفصلتين السبت، بحسب ما وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، في حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه استهدف “خلايا” مقاتلين ، هذا التصعيد الذي تشهده المنطقة هي ضمن مؤشرات تنبئ بقرب المنازلة الكبرى وقد باتت المنطقة على بعد ساعات أو أيام منها تحدد نتائجها وتداعياتها الوضع الجيوسياسي لدول المنطقه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...