علي سيف الرعيني - المنظمات الإنسانية وتزييف التاريخ!!

كثيرا ما سمعنا عن حالات الاغتصاب والتحرّش المتستّر عليها من قبل منظّمات العمل الإنسانيّ التي تضع التمويل أولويّة كبرى لها، ضاربة بعرض الحائط كلّ القيم التي تدّعيها إذا تعرّض التمويل للتهديد. وفي هذا العالم الرأسماليّ القذر فإنّ المنظّمات الإنسانيّة هي ذراع للشركات الكبرى وطريقة لها للتهرّب من الضرائب. وهذا له أمثلة مشهورة كالمؤسسة التي أطلقها مارك زكربيرغ أو بيل غيتس.
أمّا فيما يخصّ السياسة، فإنّ هذه المنظّمات “الإنسانيّة” تدافعت بافتراءات كثيرة ضدّ الدول العربيّة، والإسلاميّة، والأمم الأخرى المناهضة للولايات المتّحدة، وأصرّت على روايتها بعد تفنيدها من قبل الأجهزة المعنيّة في تلك الدول. وكانت هذه الافتراءات تخرج على صورة تقارير، ومؤتمرات صحفيّة تحتلّ الشاشات وساعات البثّ لتشوّه صورة كلّ دولة معادية للسياسات الأمريكيّة.
اليوم نحن أمام عدوان غاشم يبثّ على الهواء مباشرة، فتغطّي الأجهزة الإعلاميّة مثل سي إن إن العدوان من منظور الطيّار الصهيونيّ وهو يقصف المناطق السكنيّة، وتغطّي القنوات الناطقة العربيّة التي تتعمّد كيّ الوعي العربيّ العدوان من بين الأنقاض وتعرض معاناة الإنسان العربيّ الفلسطينيّ في غزّة.
ورغم وضوح استهداف المدنيّين، فإنّ المنظّمات تمتنع عن إصدار موقف واضح، يجعل تزييف التاريخ فيما بعد أصعب على مزيّفيه، أي إنّها تتواطأ على تزييف التاريخ، ومن صدّر منها موقفا كان موقفه خجولا، أو يحشر رأيه السياسيّ داخل بيانه بضرورة تطبيق حلّ الدولتين المستحيل أصلا، والمعلن أنّه مرفوض من الطرف الصهيوني من الأساس.
بل إنّ كثيرا من هذه المنظّمات سارعت لاستنكار عمليّة طـ.ـوفان الأقصى المبرّرة جدًّا حتّى بالمنطق الدوليّ، ثمّ صمتت صمت القبور أمام العدوان الغاشم على غزّة!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...