تبدو الكتابة مرهقة؛ تحكمها قوانين وتفرض على متعاطيها آليات وقيود قد تكون مرهقة.
فالكاتب مستهدف إذا سطر ومتهم إن خرج عن المزاج العام، وهناك دلائل عدة تفصح وتشي، أما الحكي فهو امتداد في المكان واستدعاء لمخزون متراكم من التراث الشعبي في أمثلته وتجاذبات خيوطه، يمتلك الحكاء مساحة من الحرية في القول، في أي مكان بله في سعة الزمان، وتلك مفاضلة لحساب الحكي في ظاهر من الأمر، غير أن السرد لايعبأ بغير تلك الكتابية التي تلتزم ما فرضته قواعد اللغة.
في حالات كثيرة نتخلص من تعقيدات الحياة بالغناء والشدو وهل الشعر إلا حكي؟
إنه غنائي بقدر ما يعبر عن الذات المبدعة، في الحكي راحة وتخلص من رهق؛ لايبدو السرد مناسبا إلا لفئة تحسن قياس المنطق، ترى هل يبقى في الذاكرة غير تلك الحكايات الجميلة التى تسربت إلينا من أفواه الأجداد؟
أزعم أن الجاحظ وأبا حيان بل شوقيا وقبله المتنبي كانوا حكائين بارعين، استطاعوا معابثة المزاج العام.
لكل زمن حكاياته التي تؤرخ للأحداث قد لايلتفت إليها من يحكمون لعبة الأبجدية ويراقصون بها الحروف.
ترى من يحكي؟
كلنا يحب ذلك الحديث المخلوط بالسحر والممتليء بالسر، فهو مسامرة بالليل وتباريح بالنهار، القلة هي من تجسد ذلك وتجعله ممتدا حيث يحلو السماع ويطرب الشدو.
ينفر العامة من السرد وتلك آفة الذين أرهقوهم بالكنى والألغاز وفنون البلاغة التي تناقش في أروقة الجامعة، هؤلاء بسطاء للغاية يطربهم الحنين إلى ذكريات الحب الأول.
حين استمعت لجدتي تحكي، كنت مندهشا؛ أتساءل من أي بئر تمتاح؟
لم تكن تكذب بل تخايل فأشعر أنها تختزن كل هذا في قرارة جب عميق لاتسمح لأحد غيرها أن يفك شفرته، نتف مما تجود به ليالي الشتاء الطويل، تتعارك إبل السماء فنختبيء في ثيابها مخافة أن يعدو أحدهم فأبقى أبتر الذراع كما جدي الطيب، يمسك بخطامه فلا يدع باب بيت إلا تناول منه حبات الفول، يقولون إنه مبارك حيث برك حيث يزمجر قطار الدلتا مقتربا من محطة كفر مجر!
فالكاتب مستهدف إذا سطر ومتهم إن خرج عن المزاج العام، وهناك دلائل عدة تفصح وتشي، أما الحكي فهو امتداد في المكان واستدعاء لمخزون متراكم من التراث الشعبي في أمثلته وتجاذبات خيوطه، يمتلك الحكاء مساحة من الحرية في القول، في أي مكان بله في سعة الزمان، وتلك مفاضلة لحساب الحكي في ظاهر من الأمر، غير أن السرد لايعبأ بغير تلك الكتابية التي تلتزم ما فرضته قواعد اللغة.
في حالات كثيرة نتخلص من تعقيدات الحياة بالغناء والشدو وهل الشعر إلا حكي؟
إنه غنائي بقدر ما يعبر عن الذات المبدعة، في الحكي راحة وتخلص من رهق؛ لايبدو السرد مناسبا إلا لفئة تحسن قياس المنطق، ترى هل يبقى في الذاكرة غير تلك الحكايات الجميلة التى تسربت إلينا من أفواه الأجداد؟
أزعم أن الجاحظ وأبا حيان بل شوقيا وقبله المتنبي كانوا حكائين بارعين، استطاعوا معابثة المزاج العام.
لكل زمن حكاياته التي تؤرخ للأحداث قد لايلتفت إليها من يحكمون لعبة الأبجدية ويراقصون بها الحروف.
ترى من يحكي؟
كلنا يحب ذلك الحديث المخلوط بالسحر والممتليء بالسر، فهو مسامرة بالليل وتباريح بالنهار، القلة هي من تجسد ذلك وتجعله ممتدا حيث يحلو السماع ويطرب الشدو.
ينفر العامة من السرد وتلك آفة الذين أرهقوهم بالكنى والألغاز وفنون البلاغة التي تناقش في أروقة الجامعة، هؤلاء بسطاء للغاية يطربهم الحنين إلى ذكريات الحب الأول.
حين استمعت لجدتي تحكي، كنت مندهشا؛ أتساءل من أي بئر تمتاح؟
لم تكن تكذب بل تخايل فأشعر أنها تختزن كل هذا في قرارة جب عميق لاتسمح لأحد غيرها أن يفك شفرته، نتف مما تجود به ليالي الشتاء الطويل، تتعارك إبل السماء فنختبيء في ثيابها مخافة أن يعدو أحدهم فأبقى أبتر الذراع كما جدي الطيب، يمسك بخطامه فلا يدع باب بيت إلا تناول منه حبات الفول، يقولون إنه مبارك حيث برك حيث يزمجر قطار الدلتا مقتربا من محطة كفر مجر!