علجية عيش - معالم دينية تتحول إلى "خردة"في عاصمة النوميديين بالجزائر



تعتبر الزوايا zaouïas من المعالم الدينية في الجزائر و كانت مصدر اهتمام شيوخ الطرقية ( الصوفية)، لاسيما و هي تعتبر ضمن التراث المادي و امتداداته الإفريقية و العربية، و توجد بعاصمة النوميديين (سيرتا) عدة زوايا و مساجد لها تاريخ عريق ، حيث عاشت مراحل جدُّ صعبة إبان الإحتلال الفرنسي، منها ما يعود إلى عهد صالح باي المتواجد ضريحه بمسجد الكتانية بقلب مدينة سيرتا النوميدية ( قسنطينة)، لكنها في السنوات الأخيرة عاشت الإهمال، إذ تحولت إلى " خردة" ، كانت هذه وقفة على أهم الزوايا المتواجدة بعاصمة النوميديين وقف عليها مسؤول الولاية عبد الخالق صيودة باعتبار أن لها تاريخ و إرث كبير فيما يخص هذه المعالم الدينية

كلما يعين مسؤول على رأس هذه المدينة إلا و يتجدد الحديث عن الزوايا و المساجد، ثم فجأة يخيم الصمت على مشاريع ترميم و إعادة الاعتبار لهذه الأوقاف التي صنفت كمعالم دينية و ظلت هذه المعالم مغلقة لأسباب عديدة جعلت عمليات ترميمها و تأهيلها مجمدة إلى حين قررت مديرية الثقافة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية ترميمها، خصصت لها ميزانية تفوق 12 مليار سنتيم مع تعيين مقاول محترف و مؤهل في ترميم المواقع الأثرية من عاصمة الحماديين (بجاية) باعتبارها ذات قيمة تاريخية و لها طابع استراتيجي ، من شأنها أن تكون واجهة سياحية و ثقافية و ليست معالم دينية فقط ، من خلالها تستقطب المدينة السوّاح الأجانب خاصة بالنسبة لمسجد الكتاني المتواجد به ضريح صالح باي و عائلته، و يعود تأخير ترميم هذا المسجد إلي عمليات الحفر للمائضة حين تم العثور على عظام بشرية تعود إلى أيام الدولة العثمانية، فتقرر غلقه إلى حين يتم تشكيل لجنة من الخبراء في علم الآثار و المهندسين المعماريين لإجراء خبرة على هذا الموقع ، نفس الشيئ بالنسبة للزاوية التيجانية السفلي و زاوية السيدة حفصة الواقعتان بالقطاع المحفوظ بالمدينة القديمة و مسجد سيدي عفان و هي الان في حالة يرثي لها بعد تعرضها للتدهور و انهيار جدرانها .

كنّا وقفنا على وضع هذه المعالم الدينية رفقة المسؤول التنفيذي الأوّل عبد الخالق صيودة ، أين لاحظنا بالزاوية التيجانية السفلي وجود قبور تعرضت للتخريب، قيل لنا أنها تعود لأولياء صالحين، و أعطيت بخصوص هذه المشاريع تعليمات بضرورة الحفاظ على الطابع الأصلي لهذا الصرح الديني و بنوعية جيدة مع احترام آجال انجازها باعتبارها قيمه روحية و ثقافية و تاريخية ، و تأتي هذه اليقظة على المعالم الدينية و بخاصة الزوايا و الجزائر تعيش أجواءً سياسية تتعلق بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها الشهر الداخل ، للإشارة أن مسجد السيدة حفصة يعد من أقدم المساجد في الولاية بعد أن كان زاوية ، و تقول الروايات أن نسب السيدة حفصة يعود إلي الخليفة عمر بن الخطاب و كان منزلا لها ومن شدة تعلقها بالإسلام، حوّلته إلى زاوية لتعليم القرآن الكريم ، هذه المشاريع برمجت في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 ، لكنها لم تجسد و ظلت مجمدة، إلي حين رُفِعَ عنها التجميد سنة 2022، و ذلك عبر مراحل، حيث كانت المرحلة الأولي بترميم الجامع الكبير و مسجد سيدي لخضر، الذي شهد أحداثا كبيرة مع الجماعات اليهودية ، بناه الباي حسن بن حسين الملقب بأبي حنك، الذي حكم مدينة قسنطينة من عام 1736 إلى 1754، حيث كان و لا يزال موضع اهتمام من قبل الدارسين و الباحثين في التاريخ .

ما نشير إليه هو أن هناك معالم دينية أخرى متواجدة بالمدينة القديمة لم يتم الوقوف عليها، منها زاوية "سيدي قموش" التي تحولت إلى مسجد صغير و هو الواقع في إحدى الممرات الضيقة بالمدينة القديمة ، و الملاحظ أن القليل من يعرف هذا المسجد ، و هو يحتضن ضريح الشيخ بركات بن باديس جد العلامة عبد الحميد ابن باديس، و قصة هذا المسجد الذي كان زاوية تعود إلى أيام الاحتلال الفرنسي، أسسه ورثه الشيخ المكي بن باديس عن والده محمد كحول بن مناد في القرن التاسع الهجري الموافق للخامس عشر الميلادي، بعدها قامت السلطات الفرنسية بهدمه و تشييد مكانه ثكنة عسكرية لجيوشها و كان فيه ضريح الشيخ بركات بن باديس، فلجأ الشيخ المكي بن باديس لإعادة شراء المسجد من السلطات الاستعمارية و نقل رفاة الضريح ، و كتب على اللوح المعرفة به مايلي: " هنا ضريح العالم المقدس الفضيل المشهور بالعلم و الأخلاق بركات بن باديس، كان لهذا المسجد دور كبير خلال النهضة الإصلاحية التي قام بها عبد الحميد بن باديس ، كانت لهذه الزارة فرصة لتحسيس المواطنين باهمية الانتخابات من أجل الذهاب يوم 07 سبتمبر 2024 لاداء الواجب الوطني و التصويت على المترشح الحر عبد المجيد تبون لعهدة ثانية و وصفها ملاحظون بأنها حملة انتخابية و مغازلة سياسية.​

علجية عيش الجزائر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...