الحرية أكثر الكلمات رومانسية وطوباوية في البيت العربي. حين نريد أن نكتب بحرية، نحن نحاول أن نثقب الجدار المصمت بين الأول والآخر بقلم وكلمات فينتفض حماة جدران الجهل للابقاء على روح التخلف والعداء والعنصرية. الجدران منتصبة في بعض الأفواه الرؤوس قبل الواقع.
راقب الحجارة التي في رأسك قبل أن تحاسب الآخرين على أفكارهم. تأمل قليلا في أفق الحرية الذي يتسع للجميع، لأنه جميل وأكرم مني ومنك.
*
أستطيع أن أتعايش معكَ حين تتخفف من وصاياك المقدسة وأبجدية الثواب والعقاب في خاتمة النقاش وأوله. ونستطيع أن نتفاهم حين تتخفف من إملاءات قوميتكَ الباهرة التي قد تصير مفاهيم دينية منغلقة لا تخدمك ولا من تعيش وسطهم.
*
أستطيع أن أتقبل أفكارك حين تتخفف من إملاءات طائفتك وقدسية منهجك الموروث وتقاليد أسرتكَ التي تريدكَ خادماً في عشيرة عصرية. أما الذي يريد نعاجاً ومريدين في القرن 21، سيدور حول نفسه وسينتهي به المطاف لأن يكون نعجة أو ذئباً في حظيرة سلطان ما من هذا الفضاء.
*
سأزهو بحبك حين يصبح فكرك نوراً وقلبك شعلة، وعينك منارة ترى إلى عيني نداً لندٍ، وتسير قربي كتفاً إلى كتف يسند حين العثرات ويمضي في الطريق إلى الغد. ولي رأس تسرح فيه الأفكار تتبلور وأتخفف منها بين محطة وأخرى بكتابتها وإشهارها.
*
النور دين وديدن من قبلَ التنوير الروحي ليكون كائناً أسمى بغض النظر عن طائقة القوميات والعشائر والأديان، وفي ذلك يكون الفرد قد مضى خطوة في طريق السلام مع روحه ومحيطه.
العالم الجديد خليط ولم يعد هناك عرق أنبل من باقي الأعراق. لقد سافرت الشعوب عبر المحيطات والقارات، واختلط الدم بالدم، واللغة باللغات الأخرى. فلا تبصق في صحن من استضافكَ على علاتكَ وفتح لك باباً ومحراباً وبيتاً. فكر لنفسك وستعرف مواطن عبثك المتلونة وضعفك المستور بأقنعة ملوثة.
*
هل تعرف مكونات العبودية التي تعيشها أو تمارسها بنفسك على من هم أصغر منك سلطة؟
وأتصور أن لا أحد ينجو من خرائبه الخاصة والعامة، بصورة أو بأخرى إذا كان لديه الوقت والصدق للتعرف على الى أشكال العبودية التراتبية البطريركية، الهامشية والعظمى التي يمارسها خلف الأقنعة في مجتمع التبعية الشمولية والسيادة الأحادية.
*
توحّش الإنسان في بعض الحارات ولم تفقد الوردة شريعتها التي هي الجمال والعطر. ولم نفقد حاجتنا إلى ما يكفينا من الخبز والورد، نتقاسم الخير معاً في ضوء شعلة هي مرسال النور والرؤية.
ألا تسأل، ما الذي جناه التاريخ من كل الحروب والايديولوجيات؟
لا شيء أكثر من الخسائر. ولكن هي يمكنهم العيش دون قتال؟
قالت: لا أدري، ماذا تقول أنتَ؟!
قال: أنا جائع. ما العشاء، لا أدري لماذا تتدخل المرأة في قراءة التاريخ؟!
قالت: حين تقرأ لغيرك كتاباً أدبياً أو فكرياً حاول أن تبعد قاموسكَ الايديولوجي عن وجه النص.
ابعدْ كتابكَ المقدس عن النص. وابعدْ قاموسك السياسي والأخلاقي الشخصي عن النص الإبداعي وعن الفكرة. العالم يستنجد بك وبهم كي ينجو من المجازر المكررة والحروب اليومية المضمرة، بينك وبينهم.
القاموسي كائن بلا مخيلة. القاموس كتاب بلا أحلام.
مفردات القاموس نصنع منها لغة للتفاهم. نصنع منها أدباً وفكراً يتجاوز إطار الكلمة بحد ذاتها.
*
ولكن، كيف وصل المجتمع إلى هذا الحد من القسمة العدائية العدوانية، الشللية المشلولة التي لا تأخذ بنا في دوامة الحلم الملتوي كأفعى لا تعرف طعم التفاح ولكنها تشم رائحة الأجساد العاشقة عن قرب وعن بعد،
عن زهد. عن أدلجة. عن فقر وترهيب، وعن خداع ووعود بالنهايات الطوباوية السماوية.
عن خوف من ذلك النص الذي كلما سترناه بالورد والأوراق، يشّف، ويعبر الأفق بكيمياء لها خلطة خاصة، رائحة مؤلمة، عطر مسكر، خطيئة لم ترتكب بكل حذافيرها، لا تقبل القسمة على نصفين.
كعين تغمض روحها كي تسقط في بئر الروح الأخرى. كي تنام في رفاهية اللغة التي ليست نصف رغبة. نصف رجل. نصف امرأة ونصف حب.
الأنصاف ليست من الإنصاف.
الاكتمال دائرة الدرويش الذي يسقط من الإعياء وليس في ثوبه سوى التيه والتلاشي.
*
حزن الحكايات يبكينا ويشقينا ما انكسر من دمعها على كتابنا
نفي الحكايات عن حسها يقتل الصدق فيها وفينا.
نفي الإنسان عن حرية القول، قتل للغة والبيان ومنبع المعرفة.
لا تقتل إنساناً يقرأ الأرض والسماء والوجع في عيون الفقراء قبل الحرب وبعد.
*
الحصار الفكري والقيد على حرية المفكر والكاتب في العالم العربي، سيأخذ المنطقة إلى سبات عقيم واستهلاك للمقولات والأفكار المعلبة والبائدة ولسنوات قادمة. بتصوري، لن يصبح العالم العربي نقطة مؤثرة في العالم لأنه لم يسمح بمساحة لائقة من الحريات للباحث والمفكر والأديب. إنه يضع الجميع في قوالب وإطارات تخضع لأحكام السلطة الدينية والمدنية. ولو سمح للمعرفة والفكر العربي أن يستثمر كما هو مسموح استثمار آبار النفط والبترول لصار للثروة الفكرية العربية قيمة عليا وكرامة على أرض كل القارات.
المفكر الغربي ليس لديه جينات أذكى من الكاتب العربي، لكن خلطة الحرية والقول والتجربة مسموحة بدرجات كبيرة، ولن نقول انها حرية مطلقة بل تتراجع في العقد الأخير بنسبة ملحوظة.
المؤسف والخطير، أن هذه السلطات المؤطرة والخانقة للتفكير الحر في الشرق تحاول أن تمتد بأدواتها القمعية إلى خارج الساحة العربية من خلال توابعها ومؤسساتها في الغرب، وتفرض تقنين الحريات بحجة المحافظة على الهوية الدينية والأعراف والتقاليد وتحت غطاء التعددية الثقافية، ذلك السلاح ذو الحدين في شمال أمريكا.
*
لا تقرأ الآخر كي تحاربه وتفسره في إطار نظرياتك التي لا تقبل المراجعة. اقرأ كي تقتل الأعمى الذي يحارب حريتك ويريدك شريكاً لمواصلة العيش في العصور الدامسة رغم التقدم التكنولوجي والهجرات وتلاقح الثقافات واللغات في كل مكان.
جاكلين سلام/كندا
راقب الحجارة التي في رأسك قبل أن تحاسب الآخرين على أفكارهم. تأمل قليلا في أفق الحرية الذي يتسع للجميع، لأنه جميل وأكرم مني ومنك.
*
أستطيع أن أتعايش معكَ حين تتخفف من وصاياك المقدسة وأبجدية الثواب والعقاب في خاتمة النقاش وأوله. ونستطيع أن نتفاهم حين تتخفف من إملاءات قوميتكَ الباهرة التي قد تصير مفاهيم دينية منغلقة لا تخدمك ولا من تعيش وسطهم.
*
أستطيع أن أتقبل أفكارك حين تتخفف من إملاءات طائفتك وقدسية منهجك الموروث وتقاليد أسرتكَ التي تريدكَ خادماً في عشيرة عصرية. أما الذي يريد نعاجاً ومريدين في القرن 21، سيدور حول نفسه وسينتهي به المطاف لأن يكون نعجة أو ذئباً في حظيرة سلطان ما من هذا الفضاء.
*
سأزهو بحبك حين يصبح فكرك نوراً وقلبك شعلة، وعينك منارة ترى إلى عيني نداً لندٍ، وتسير قربي كتفاً إلى كتف يسند حين العثرات ويمضي في الطريق إلى الغد. ولي رأس تسرح فيه الأفكار تتبلور وأتخفف منها بين محطة وأخرى بكتابتها وإشهارها.
*
النور دين وديدن من قبلَ التنوير الروحي ليكون كائناً أسمى بغض النظر عن طائقة القوميات والعشائر والأديان، وفي ذلك يكون الفرد قد مضى خطوة في طريق السلام مع روحه ومحيطه.
العالم الجديد خليط ولم يعد هناك عرق أنبل من باقي الأعراق. لقد سافرت الشعوب عبر المحيطات والقارات، واختلط الدم بالدم، واللغة باللغات الأخرى. فلا تبصق في صحن من استضافكَ على علاتكَ وفتح لك باباً ومحراباً وبيتاً. فكر لنفسك وستعرف مواطن عبثك المتلونة وضعفك المستور بأقنعة ملوثة.
*
هل تعرف مكونات العبودية التي تعيشها أو تمارسها بنفسك على من هم أصغر منك سلطة؟
وأتصور أن لا أحد ينجو من خرائبه الخاصة والعامة، بصورة أو بأخرى إذا كان لديه الوقت والصدق للتعرف على الى أشكال العبودية التراتبية البطريركية، الهامشية والعظمى التي يمارسها خلف الأقنعة في مجتمع التبعية الشمولية والسيادة الأحادية.
*
توحّش الإنسان في بعض الحارات ولم تفقد الوردة شريعتها التي هي الجمال والعطر. ولم نفقد حاجتنا إلى ما يكفينا من الخبز والورد، نتقاسم الخير معاً في ضوء شعلة هي مرسال النور والرؤية.
ألا تسأل، ما الذي جناه التاريخ من كل الحروب والايديولوجيات؟
لا شيء أكثر من الخسائر. ولكن هي يمكنهم العيش دون قتال؟
قالت: لا أدري، ماذا تقول أنتَ؟!
قال: أنا جائع. ما العشاء، لا أدري لماذا تتدخل المرأة في قراءة التاريخ؟!
قالت: حين تقرأ لغيرك كتاباً أدبياً أو فكرياً حاول أن تبعد قاموسكَ الايديولوجي عن وجه النص.
ابعدْ كتابكَ المقدس عن النص. وابعدْ قاموسك السياسي والأخلاقي الشخصي عن النص الإبداعي وعن الفكرة. العالم يستنجد بك وبهم كي ينجو من المجازر المكررة والحروب اليومية المضمرة، بينك وبينهم.
القاموسي كائن بلا مخيلة. القاموس كتاب بلا أحلام.
مفردات القاموس نصنع منها لغة للتفاهم. نصنع منها أدباً وفكراً يتجاوز إطار الكلمة بحد ذاتها.
*
ولكن، كيف وصل المجتمع إلى هذا الحد من القسمة العدائية العدوانية، الشللية المشلولة التي لا تأخذ بنا في دوامة الحلم الملتوي كأفعى لا تعرف طعم التفاح ولكنها تشم رائحة الأجساد العاشقة عن قرب وعن بعد،
عن زهد. عن أدلجة. عن فقر وترهيب، وعن خداع ووعود بالنهايات الطوباوية السماوية.
عن خوف من ذلك النص الذي كلما سترناه بالورد والأوراق، يشّف، ويعبر الأفق بكيمياء لها خلطة خاصة، رائحة مؤلمة، عطر مسكر، خطيئة لم ترتكب بكل حذافيرها، لا تقبل القسمة على نصفين.
كعين تغمض روحها كي تسقط في بئر الروح الأخرى. كي تنام في رفاهية اللغة التي ليست نصف رغبة. نصف رجل. نصف امرأة ونصف حب.
الأنصاف ليست من الإنصاف.
الاكتمال دائرة الدرويش الذي يسقط من الإعياء وليس في ثوبه سوى التيه والتلاشي.
*
حزن الحكايات يبكينا ويشقينا ما انكسر من دمعها على كتابنا
نفي الحكايات عن حسها يقتل الصدق فيها وفينا.
نفي الإنسان عن حرية القول، قتل للغة والبيان ومنبع المعرفة.
لا تقتل إنساناً يقرأ الأرض والسماء والوجع في عيون الفقراء قبل الحرب وبعد.
*
الحصار الفكري والقيد على حرية المفكر والكاتب في العالم العربي، سيأخذ المنطقة إلى سبات عقيم واستهلاك للمقولات والأفكار المعلبة والبائدة ولسنوات قادمة. بتصوري، لن يصبح العالم العربي نقطة مؤثرة في العالم لأنه لم يسمح بمساحة لائقة من الحريات للباحث والمفكر والأديب. إنه يضع الجميع في قوالب وإطارات تخضع لأحكام السلطة الدينية والمدنية. ولو سمح للمعرفة والفكر العربي أن يستثمر كما هو مسموح استثمار آبار النفط والبترول لصار للثروة الفكرية العربية قيمة عليا وكرامة على أرض كل القارات.
المفكر الغربي ليس لديه جينات أذكى من الكاتب العربي، لكن خلطة الحرية والقول والتجربة مسموحة بدرجات كبيرة، ولن نقول انها حرية مطلقة بل تتراجع في العقد الأخير بنسبة ملحوظة.
المؤسف والخطير، أن هذه السلطات المؤطرة والخانقة للتفكير الحر في الشرق تحاول أن تمتد بأدواتها القمعية إلى خارج الساحة العربية من خلال توابعها ومؤسساتها في الغرب، وتفرض تقنين الحريات بحجة المحافظة على الهوية الدينية والأعراف والتقاليد وتحت غطاء التعددية الثقافية، ذلك السلاح ذو الحدين في شمال أمريكا.
*
لا تقرأ الآخر كي تحاربه وتفسره في إطار نظرياتك التي لا تقبل المراجعة. اقرأ كي تقتل الأعمى الذي يحارب حريتك ويريدك شريكاً لمواصلة العيش في العصور الدامسة رغم التقدم التكنولوجي والهجرات وتلاقح الثقافات واللغات في كل مكان.
جاكلين سلام/كندا