أثناء الزيارة التي قام بها الشاعر الصعلوك الشنفرى للدار البيضاء -للمشاركة في تكريم زميله عروة بن الورد- اقترحتُ عليه إجراء حوار صحافي، فلم يمانع في ذلك. وقد تمَّ الحوار في تلك الحديقة الفسيحة التي يسميها البيضاويون(جَرْدة مَرْدُوخ). وإنما اخترت هذا المكان بالذات لأن صديقنا الرباوي لا يستطيع الاهتداء إليه مهما فعل. وأثناء الحوار، كان بعض الناس ينظرون بفضول شديد إلى الشنفرى، لغرابة مظهره. لكن أنى لهم أن يعرفوا أن ذلك الأعرابي الجلف، الذي يجلس بجانبي على كرسي من كراسي الحديقة هو الشاعر الجاهلي الشنفرى! وفيما يلي نص الحوار:
*سؤال: أخي الشنفرى، ارتبط اسمك بالشاعر تأبط شرا وبالسليك بن السُّلَكة... والقدماء يسمونكم أغربة العرب... فما السر في هذه التسمية؟
*جواب الشنفرى: قاتلهم الله! كانوا يسموننا كذلك لأن أمهاتنا كنَّ من الإماء السود، وكنا نَشركهن في سوادهن...
*سؤال: يختلف الناس كثيرا حول اسم الشنفرى... هل هو اسمك الحقيقي، أم لقب أطلقوه عليك بسبب غلظ شفتيك؟ وقد ذهب عبدالقادر البغدادي، في كتابه ( خزانة الأدب )، إلى أن الشنفرى هو اسمك الحقيقي... وثمة من يزعم أن اسمك هو عمرو بن مالك الأزدي.. أو عمرو بن براقة...
*جواب: يا أخي، دعنا من الأسماء والألقاب ومما قاله عبدالقادر البغدادي وما لم يقله... هذه ليست بالأمور التي يحفل بها الشعراء...
*سؤال: حظيت قصيدتك (لامية العرب ) باهتمام الشراح و اللغويين،لما فيها من تصوير رائع لحياة الشعراء الصعاليك. ومن بين العلماء الذين انكبوا على شرحها أبو العباس ثعلب وابن دريد والتبريزي والعكبري والمبرد والزمخشري... و هناك أيضا عالم مغربي، شرح هذه اللامية وهو ابن زاكور الفاسي... بيد أن هناك من يجزم بأن هذه اللامية قد نُحلت عليك، فهي ليست من شعرك و إنما من صنع خلف الأحمر...
*جواب الشنفرى: يا أخي اللامية لاميتي وإن شئتَ أن أقرأها عليك الآن كاملةً فعلت...
* سؤال: فأخبرني عن مطلعها الذي تقول فيه:
(أقيموا بني أمي صدورَ مَطِيِّكمْ = فإني إلى قوم سواكم لأمْيَلُ)...
ما الذي ترمي إليه بالشطر الأول؟
*جواب: المطِيّ هي جمع مطية، وهي الدابة تمطو في سيرها أي تجد وتسرع... والقصد من إقامة صدور المطي هو إعمالها في السير والتوجه بها إلى وجهة واضحة... والقصد هنا من هذا التعبير هو الانتباه من الغفلة... فأنا أطلب من بني أمي أن ينتبهوا من غفلتهم، وأن يدركوا أني سأرحل عنهم إلى قوم آخرين...
*سؤال: فأخبرني عن قولك:
(ثلاثة أصحاب: فؤادٌ مشيَّعٌ = وأبيضُ إِصْليتٌ وصفراءُ عَيْطَلُ)
*جواب: الفؤاد المشيع هو الشجاع المقدام الجريءو الأبيض الإصليت هو السيف الصقيل القاطع و الصفراء العيطل هي القوس الطويلة...
*سؤال: من قصائدك الرائعة كذلك تلك التائية التي أثبتها العلامة عبد العزيز الميمني في كتابه( الطرائف الأدبية)
*جواب: تلك قصيدة قلتُها بعد أن ثأرت لأبي وقتلتُ قاتلَه، وهو نذل يدعى حزام بن جابر... وإني لأتذكر أبياتها كأنني نظمتها بالأمس!... و فيها أقول، في وصف جمال المحبوبة:
( فدَقَّتْ وجَلَّتْ و اسْبَكَرَّتْ و أُكْملَتْ = فلو جُنَّ إنسان منَ الحسن جُنَّتِ)
وهذا والله قول لم يسبقني أحد إليه... وفي هذه الققصيدة كذلك أقول:
(وإني لَحُلْوٌ إن أريدتْ حلاوتي = ومُرٌّ إذا نفس العَزوف استمرَّت)
و" استمرت" هنا من المرارة...
*سؤال أخير: هل تَذكر موتَك أيها الشاعر الشنفرى؟
*جواب: وكيف لا أذكره يا أخا العرب؟... لقد قتلني الأزد بعد أن نكلتُ بهم فترة طويلة من الزمن... ولستُ والله آسفا على حياتي ولا كارها لموتي... وقد سمعتُ خلال حفلكم بالأمس أن تأبط شرا قد رثاني بعد مقتلي بقصيدة طويلة، يقول في مطلعها:
(على الشنفرى ساري الغمام ورائحٌ = غزير الكُلى وصَيِّبُ الماء باكر)
فإن كان ذلك حقا فجزاه الله عني كل خير...
*سؤال: أخي الشنفرى، ارتبط اسمك بالشاعر تأبط شرا وبالسليك بن السُّلَكة... والقدماء يسمونكم أغربة العرب... فما السر في هذه التسمية؟
*جواب الشنفرى: قاتلهم الله! كانوا يسموننا كذلك لأن أمهاتنا كنَّ من الإماء السود، وكنا نَشركهن في سوادهن...
*سؤال: يختلف الناس كثيرا حول اسم الشنفرى... هل هو اسمك الحقيقي، أم لقب أطلقوه عليك بسبب غلظ شفتيك؟ وقد ذهب عبدالقادر البغدادي، في كتابه ( خزانة الأدب )، إلى أن الشنفرى هو اسمك الحقيقي... وثمة من يزعم أن اسمك هو عمرو بن مالك الأزدي.. أو عمرو بن براقة...
*جواب: يا أخي، دعنا من الأسماء والألقاب ومما قاله عبدالقادر البغدادي وما لم يقله... هذه ليست بالأمور التي يحفل بها الشعراء...
*سؤال: حظيت قصيدتك (لامية العرب ) باهتمام الشراح و اللغويين،لما فيها من تصوير رائع لحياة الشعراء الصعاليك. ومن بين العلماء الذين انكبوا على شرحها أبو العباس ثعلب وابن دريد والتبريزي والعكبري والمبرد والزمخشري... و هناك أيضا عالم مغربي، شرح هذه اللامية وهو ابن زاكور الفاسي... بيد أن هناك من يجزم بأن هذه اللامية قد نُحلت عليك، فهي ليست من شعرك و إنما من صنع خلف الأحمر...
*جواب الشنفرى: يا أخي اللامية لاميتي وإن شئتَ أن أقرأها عليك الآن كاملةً فعلت...
* سؤال: فأخبرني عن مطلعها الذي تقول فيه:
(أقيموا بني أمي صدورَ مَطِيِّكمْ = فإني إلى قوم سواكم لأمْيَلُ)...
ما الذي ترمي إليه بالشطر الأول؟
*جواب: المطِيّ هي جمع مطية، وهي الدابة تمطو في سيرها أي تجد وتسرع... والقصد من إقامة صدور المطي هو إعمالها في السير والتوجه بها إلى وجهة واضحة... والقصد هنا من هذا التعبير هو الانتباه من الغفلة... فأنا أطلب من بني أمي أن ينتبهوا من غفلتهم، وأن يدركوا أني سأرحل عنهم إلى قوم آخرين...
*سؤال: فأخبرني عن قولك:
(ثلاثة أصحاب: فؤادٌ مشيَّعٌ = وأبيضُ إِصْليتٌ وصفراءُ عَيْطَلُ)
*جواب: الفؤاد المشيع هو الشجاع المقدام الجريءو الأبيض الإصليت هو السيف الصقيل القاطع و الصفراء العيطل هي القوس الطويلة...
*سؤال: من قصائدك الرائعة كذلك تلك التائية التي أثبتها العلامة عبد العزيز الميمني في كتابه( الطرائف الأدبية)
*جواب: تلك قصيدة قلتُها بعد أن ثأرت لأبي وقتلتُ قاتلَه، وهو نذل يدعى حزام بن جابر... وإني لأتذكر أبياتها كأنني نظمتها بالأمس!... و فيها أقول، في وصف جمال المحبوبة:
( فدَقَّتْ وجَلَّتْ و اسْبَكَرَّتْ و أُكْملَتْ = فلو جُنَّ إنسان منَ الحسن جُنَّتِ)
وهذا والله قول لم يسبقني أحد إليه... وفي هذه الققصيدة كذلك أقول:
(وإني لَحُلْوٌ إن أريدتْ حلاوتي = ومُرٌّ إذا نفس العَزوف استمرَّت)
و" استمرت" هنا من المرارة...
*سؤال أخير: هل تَذكر موتَك أيها الشاعر الشنفرى؟
*جواب: وكيف لا أذكره يا أخا العرب؟... لقد قتلني الأزد بعد أن نكلتُ بهم فترة طويلة من الزمن... ولستُ والله آسفا على حياتي ولا كارها لموتي... وقد سمعتُ خلال حفلكم بالأمس أن تأبط شرا قد رثاني بعد مقتلي بقصيدة طويلة، يقول في مطلعها:
(على الشنفرى ساري الغمام ورائحٌ = غزير الكُلى وصَيِّبُ الماء باكر)
فإن كان ذلك حقا فجزاه الله عني كل خير...