د. محمد عباس محمد عرابي - التعليم القائم الحوار والمناقشة في ضوء السنة المطهرة

في ظل التعلم النشط الهدف من تقديم المادة العلمية للمتعلم هو: بناء شخصية المتعلم بحيث يفكر ويتوصل للمعلومة بنفسه من خلال الحوار والمناقشة والمواقف الحياتية من واقع الحياة حتى نضمن بقاء أثر التعلم، وتوظيف المعلومة في مواقف جديدة يستفيد منها المتعلم في تعديل سلوكه وحل مشكلاته.
فالتعليم لا بد أن يكون نشطا يتفاعل فيه المتعلم فهو محور العملية التعليمة والمعلم ميسر المعرفة والطالب مكتشف مستنبط
-لا تقدم المعلومة جاهزة للمتعلم، وإنما يجب أن يكتشف الطالب المعلومة بنفسه من خلال الحوار والمناقشة، ومن خلال قدح الأذهان، وتوظيف استراتيجية العصف الذهني
- اكسر حاجز الملل والرتابة لدى المتعلم، وجعل التعليم قائم على المرح والترفيه.
-لا تطرح سؤالًا في الحصة، وتجيب عليه بل انطلق مع الطالب من حيث يعرف إلى أن يتوصل للحل بنفسه (لا تقل للطالب أخطأت بل قل له الإجابة الصحيحة غير ذلك) ووجهه للتوصل للمعرفة بنفسه، وهذا نهج نبوي شريف في التعلم، ولا بد أن يكون التعليم قائم على الحوار والمناقشة وهذا نهج السنة الشريفة
عن معاذ (رضي الله عنه): كُنْتُ رِدْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ، يُقالُ له: عُفَيْرٌ، قالَ: فقالَ: يا مُعاذُ، تَدْرِي ما حَقُّ اللهِ علَى العِبادِ؟ وما حَقُّ العِبادِ علَى اللهِ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ، ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ، قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا. (رواه مسلم)
وفي الصحيح عن عمر (رضي الله عنه) قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ﷺ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله ﷺ: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، فعجبنا له: يسأله ويُصدقه.
-عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال، ما تعدُّونَ فيكمُ الصُّرعةَ؟ قُلنا: الَّذي لا تصرَعُهُ الرِّجالُ، قالَ: قالَ لا ولَكِنِ الَّذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ (رواه مسلم)
أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ.
-عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟» فوقع الناس في شجر البادية، ووقع في نفسي أنها النخلة، قال عبد الله: فاستحييت، فقالوا: يا رسول الله، أخبرنا بها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي النخلة» قال عبد الله: فحدثت أبي بما وقع في نفسي، فقال: «لأن تكون قلتها أحب إلى من أن يكون لي كذا وكذا». [صحيح] - [متفق عليه]
وهذا يتطلب التخطيط للدرس من خلال إعداد الدروس وتحضيرها وتخطيطها بشكل مناسب، وتنظيم إدارة وقت الحصة؛ فالتخطيط يؤدي إلى التوازن بحيث لا يطغى جانب من جوانب الحصة على الجانب الآخر.
مع ضرورة النظر إلى:
*جعل المتعلم محور العملية التعليمية في الحصة.
*مراعاة كبقية التعامل مع المتعلم في ضوء التطور التقني وما صاحبه من تطورات
*الحصة الجيدة تبدأ بالطالب، وتنتهي بالطالب.
*المعلم يدير الحصة، وينظم المواقف التعليمية، والطلاب يتفاعلون في التوصل للمعلومة.
(لا تعطني سمكة ولكن علمني الصيد)
*استغلال متطلبات المتعلم ومساعدته على تحقيق ذاته.
*تزويد الطلاب بنتائج أعمالهم فور الانتهاء منها.
*مشاركة المعلم طلابه في تنفيذ الأنشطة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...