علجية عيش - باحث جزائري يكشف عن وجود ملفات عن مالك بن نبي في الأرشيف المصري

وثائق أخري موجودة في الأرشيف الوطني الفرنسي

(قال عنه الدكتور ابو القاسم سعد الله : مالك بن نبي كان دولة)

يعمل الدكتور علاوة عمارة
على إنجاز كتاب خاص عن سيرة مالك بن نبي الذاتية من مرحلة طفولته إلي غاية وفاته من خلال الوثائق الفرنسية و مذكراته لعفن الذي هو الجزء الثاني من مذكراته شاهد على القرن، هذه الوثائق كما يقول موجودة في فرنسا و في بلدان عربية منها مصر ، كون مالك بن نبي لما انتقل إلى مصر انقطعت أخباره و حتي في الأرشيف الجزائري أيام الحكومة الجزائرية المؤقتة و حان الوقت لدراسة الأرشيف و تحليله ، حيث دعا الباحثين إلى البحث في الأرشيف المصري، لأن هذه المادة الأرشيفية تحتاج إلى من يدرسها، جاءت هذه الورقة على هامش فعاليات الصالون الوطني للكتاب احتضنته عاصمة الشرق الجزائري

مشروع دراسة تحدث عنه الدكتور علاوة عمارة في محاضرة له للكشف عن ملابسات التهمة التي ألصقت بمالك بن نبي رائد الفكر الحضاري في الجزائر، بأنه كان يعمل لصالح ألمانيا النازية، و هذا من خلال وثائق لا تزال محتفظ بها في الأرشيف الوطني الفرنسي، و هو عمل ثنائي بالتعاون مع الدكتور رياض شروانة، و تأتي هذه المحاضرة التي القاها الدكتور علاوة عمارة و هو أستاذ التعليم العالي بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية على هامش الصالون الوطني للكتاب ، احتضنته دار الثقافة مالك حداد في يومه الرابع، و نشطها الستاد عبد السلام يخلف ، حيث سلط الضوء على الفترة التي كان فيها مالك بن نبي ملاحقا من قبل جهاز الاستخبارات في الفترة ما بين 1936 إلى 1957، و هي كما قال مواد أرشيفية سميت بأرشيف ما وراء البحر، الوثائق حسبه موزعة في أربعة مواقع أرشيفية، منها الوثيقة التي تحمل رقم 93/4249SLNA وهو أرشيف يحتوي على 58 وثيقة و ملفات قضائية تعود إلى منتصف الأربعينيات، توثق للاعتقالات الإدارية التي تعرض لها مالك بن نبي، حيث تم اعتقاله و زوجته لمدة ثمانية اشهر في الفترة بين 1945 و 1946، كان أول تحقيق يخضع له المفكر مالك بن نبي في سنة 1936.

يشير علاوة عمارة أن في الوثائق معلومات كتبت بخط مالك بن نبي وهو كان داخل السجن عندما توبع في قضية العمل لصالح ألمانيا النازية، و وثائق أخرى تتهمه بأنه كان يشتغل في القوات الألمانية، كما توبع بتهمة مناهضته لحزب الشعب الجزائري و مصالي الحاج، و يتحدث علاوة عمارة في كتابه عن عملية اختطاف مالك بن نبي من تبسة إلى عنابة و محاولة ابتزازه و إغرائه بالتوظيف و منحه عمل مقابل تأدية خدمة ، لكن مالك بن كان موقف ثابت بأنه ليست له قابلية للترويض ، فمن خلال هذه الوثائق أراد علاوة عمارة و أن يبرز من جديد الصورة التاريخية لمالك بن نبي ، و بخاصة الوثائق الأمنية التي تحتاج إلى تحقيق دقيق لأن التقارير (التي هي عبارة عن وثيقة ) تتعرض فيها المعلومات إلى التحريف و التحوير إلي حد التمييع، هذا هو مالك بن نبي الذي أهمله أبناء وطنه و لم يلق اهتماما منهم حتى في الجامعة الجزائرية يكتب طلبة الدكتوراه مذكراتهم عن طه حسين و ينسون مفكرهم الجزائري مالك بن نبي و لولا المشارقة الذين ترجموا أعماله و أمريكا التي تدرس أفكاره لطلبتها في جامعاتها لظل مالك بن نبي نسيا منسيا بين ابناء قومه.

في مذكراته الجزء الثاني بعنوان "العفن" أراد الفيلسوف و المفكر الجزائري مالك بن نبي أن يكون شهادة يتركها لهذا الجيل و الذي يأتي بعدهُ خاصة للذين لهم قابلية للاستعمار و بخاصة الإنسان الأهليindigène الذي هو إنتاجٌ استعماريٌّ ، خاصة و أنه تحدث عن مسائل كثيرة و كشف حقائق كثيرة كانت مخفية و لم تتعرض للنقاش و التحليل ، حيث يؤكد أنه تمكن رفقة صديقه حمودة بن ساعي من إحباط المؤامرات التي كانت تخطط لها الإدارة الفرنسية لتنصير أبناء شمال افريقيا و الترويج لمذهب " الغودينية "le godinisme ، نسبة إلى غودان goden في الوقت الذي كان فيه بومنجل ينشر اشتراكية بلوم و النزعة القبائلية، و قد قالعنه أبو القاسم سعد الله بأن مالك بن نبي كان مدرسة فكرية مستقلة بين المدارس الفكرية التي عرفتها الجزائر منذ الحرب العالمية الأولى و كان دولة بكل معاني الكلمة.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...