*** جيبون أوكلي
ذكر المستشرق أوكلي في كتابه (تاريخ إمبراطورية الشرق) عند تعرضه لذكر النبي ﷺ ما هذا نصه :
"ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور .. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرناً من الزمان، لقد استطاع المسلمون الصمود يداً واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية .. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام .. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله .. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين".
*** واشنطن ايرفج
أما المستشرق الأمريكي ايرفج فكانت له عدة كتب ومقالات في مدح الرسول الأعظم ﷺ ولذا نلاحظ في كتابه حياة محمد قوله :
"وحتى في أوج مجده حافظ الرسول ﷺ على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به".
ثم ذكر أمراً آخر في موضع آخر في كتابه وصف فيها تواضع النبي وسموّ أخلاقه بما لا نجده في غيره من الملوك والحكام وحتى أهل الديانات :
"كان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له ويبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة هي دولة الإسلام - إلى أن يقول - كان الرسول في كل تصرفاته منكراً لذاته رحيماً بعيداً عن التفكير في الثراء والمصالح المادية فقد ضحى بالماديات في سبيل الروحانيات".
وذكر أيضاً مقطعاً آخر في نفس الكتاب قارن فيه بين الرسول الأعظم وبين أرباب باقي الديانات، وأظنه كان يشير إلى الرهبان والاحبار :
"وكذلك فلا يجيز الرسول أن يسود على حساب المسلمين نسبة المسلمين إليه كما فعل ذلك أصحاب الديانات السابقة الذين نسبوا إلى أسماء أنبيائهم ولم يستعمل محمد وأتباعه أبداً عبارة محمدي أو المحمدية فعلى الرغم من توقيرهم لزعيمهم فقد كان محمد المخلص يعرض عن هذه التسمية دوماً - إلى أن يقول - ومن الخطأ أن نقول رجلاً محمدي أو امرأة محمدية فما قرر محمد في يوم من الأيام ان الدين الذي جاء به من وحي تفكيره وما انتحل لنفسه أي صفة إلهية وما عبده أحد من أتباعه .. إنه كنوح وموسى".
*** بوسورث سيمث
وهنا نذكر كلام المستشرق بوسورث سميث في كتابه (محمد والمحمدية) الذي يذكر فيه كثيراً من أوصاف وشخصية رسول الإسلام محمد ﷺ :
"لقد كان محمد قائداً سياسياً وزعيماً دينياً في آن واحد، لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة, ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت، إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.
*** لامارتين
أما المستشرق الفرنسي لامارتين فكان منبهراً بشخصية النبي محمد ﷺ قائلاً : «لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله : وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ .. كان محمد رحمة حقيقية ... وإنى أصلى عليه بلهفة وشوق».
وفي نظره : إن شخصية النبي محمد ﷺ كانت شخصية مثالية نادرة أو معدومة النظير، وذكر أنها أعلى من المقاييس التي تقاس بها شخصيات العظماء والعباقرة التي شهدها التأريخ :
"اذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيّاً من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات .. فلم يجنوا إلا أمجاداً بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم، لكن هذا الرجل لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة، لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر من الله .. كان طموح النبي موجهاً بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك .. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين : الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث .. الشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث).
ولتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)، هذا هو محمد الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام .. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة .. هذا هو محمد, بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل : هل هناك من هو أعظم من النبي محمد ؟".
*** بارتلي سانت هيلر
وأرجع المستشرق الألماني سانت هيلر قبول الناس لدعوة النبي ﷺ إلى علو أخلاقه وسموّ معرفته ووسع صدره الذي استوعب جميع الناس، البرّ والفاجر، فقال :
"أكثر عرب أهل زمانه ذكاءً واشدهم تديناً وأعظمهم رأفة، وإنه نال سلطانه الكبير بفضل تفوقه، وإن دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده كان جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته".
*** توماس كارليل
وذكر المستشرق الاسكتلندي توماس كارليل في كتابه (الأبطال) أوصافاً للنبي الأعظم ﷺ غاية في الرفعة وكمالاً مطلقاً جمع في شخصيته الباهرة، وزهده في الدنيا وإعراضه عنها جعل منه شخصاً تفرّد في العالم ونال أعلى الرتب المادية والمعنوية :
"لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه ومأكله ومشربه وملبسه وسائر أموره وأحواله، كان طعامه مادة الخبز والماء وربما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار وإنهم ليذكرون ونعم ما يذكرون أنه كان يصلح ويرفو ثوبه بيده فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة".
*** السير موير
أما السير وليم موير فكانت له عدة كتابات في ذكر أوصاف ومميزات الرسول محمد ﷺ التي امتاز بها عن باقي أهل زمانه ومن كان قبله ومن جاء بعده، فذكر في كتابه حياة محمد ما كان يمتاز بها منذ صغره وفي زمان كان الناس تفتقد مثل تلك الأخلاق والصفات :
"إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه، وحسن سلوكه .. ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله .. وخبير به من أنعم النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم".
وذكر في موضع آخر من كتابه نقلاً عن كتاب (محمد رسول الله) :
"في القرنين الخامس والسادس، كان العالم المتمدين على شفا السقوط في هاوية الفوضى، لأن العقائد التي تعين على إقامة الحضارة كانت قد انهارت، ولم يك ثمة ما يعتد به مما يقوم مقامها وكان يبدو وقتئذ أن المدينة الكبرى التي تكلف بناؤها جهود أربعة ألاف سنة مشرفة على التفكك والانحلال، وأن البشرية توشك أن ترجع ثانية إلى ما كانت عليه من الهمجية إذ أن القبائل تتحارب وتتناحر، فلا قانون ولا نظام. أما النظم التي خلفتها المسيحية فكانت تعمل على التفرقة والانهيار، بدلاً من الاتحاد والنظام فكانت المدينة التي تشبه شجرة ضخمة متفرعة، امتد ظلها إلى العالم كله، واقفة تترنح، وقد تسرب إليها العطب حتى اللباب، وبين مظاهر هذا الفساد الشامل ولد الرجل الذي وحَّد العالم المعروف جميعه".
أما في كتابه (الإسلام) فذكر موير : "إن النبي محمداً في شبابه طبع بالهدوء والدعة والطهر والابتعاد عن المعاصي التي كانت قريش تعرف بها".
وذكر أيضاً في نفس كتابه (الإسلام) : "إن محمداً لم يكن في وقت من الأوقات طامعاً في الغنى، إنما سعيه كان لغيره، ولو ترك الأمر لنفسه لآثر أن يعيش في هدوء وسلام قانعاً بحاله .. وقال إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا .. إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".
*** رينهارت دوزي
وكان للمستشرق الهولندي دوزي دوراً في مدح النبي وإنصافه بذكر بعض ما امتاز به النبي ﷺ وكذب القساوسة الذين كذبوا النبي واتهموه بالكذب والتزوير، فقال :
"لو صح ما قاله القساوسة من أن محمداً نبي منافق كذاب فكيف نعلل انتصاره؟ وما بال فتوحات أتباعه تترى وتتلو أحدها الأخرى وما بال انتصارهم على الشعوب لا يقف عند حد وكيف لا يدل ذلك على معجزة الرسول".
وتحدث رينهارت دوزي في كتاب آخر له بعنوان (عرب أسبانيا) وجعل من مولد النبي حدثاً كان العالم في أمس الحاجة إليه حيث انحطاط العالم خلقياً وعلمياً فلابد من مفجر يخرج الناس من الظلمات إلى النور فقال :
"في عهد هذه الأحوال الحالكة، ووسط هذا الجيل الشديد الوطأة، ولد محمد بن عبد الله في شهر أغسطس 29 منه عام 570، من هذا نرى أن العالم الإنساني كان بحاجة الى حادث جلل يزعج الناس عما كانوا فيه، ويضطرهم الى النظر والتفكير في أمر الخروج من المأزق الذي تورطوا به ".
*** ماكس مولر
أما المستشرق الألماني ماكس مولر فنجده في كتابه عظماء الشرق يذكر النبي ﷺ وما فعله في الجزيرة العربية خصوصاً والعالم عموماً، فاعتبر وجود النبي هو الذي بث الروح السامية في نفوس المسلمين، واعتبر مولر هجرة النبي من مكة إلى المدينة هي ثبات الرسول على عزمه وثباته على موقفه، وكان يصف كيفية هجرة النبي وكيفية خلاصه من أيدي قريش، وكيف أن مشركي قريش لم يكتفوا بإخراجه من المدينة بل كانوا يحوكون له المكائد للخلاص منه فقال مولر :
"لقد نفذت روح الإسلام من محمد رسول الله إلى المسلمين، إلى الهداة والصالحين، وإن هذه الروح القوية حدت بالنبي إلى الهجرة من مكة إلى المدينة، بينما كان أعداؤه من المشركين يجدُّون في البحث عنه ليؤذوه بل ليذيقوه ريب المنون، ومن الغريب أن أعداء النبي لم يقنعوا أنفسهم بتركه مكة بل تعقبوه في هجرته، وهناك ضربوا على منزله سياجاً من الحيطة لأجل القبض عليه، ولكن روح الإسلام الدفينة في أعماق الهمة، ألهمته أن يتناول قبضة من تراب فتناولها ورمى بها عليهم فأخذتهم سنة من النوم تمكن خلالها النبي من النجاة منهم إلى الصحراء حيث اختفى في غار هناك، لا تقل إن اختفاءه في الغار يحول دون هلاكه وحتفه، ولكن الإسلام وما في ثناياه من روحانية وقوة، جعل الحمام يبيض على باب الغار، ولما أفاق أعداؤه من غشيانهم تتبعوا أثره إلى الغار، وأخذتهم هواجس الظن، لعلمهم بأن النبي لا يمكن بأي حال أن يكون في الغار، فمن يرد أن يؤمن بوحدانية الله، فعليه أن يشاهد بسهولة يد الله المحركة للكائنات من غير أن تبصرها العين المجردة وخاصة عندما أحيطت حياة النبي من يد العدوان برعاية الطير الذي اندفع إلى حماية محمد بيد الإله الخافية عن الأبصار".
*** غوستاف لوبون
هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية .. لم يسر غوستاف لوبون على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم انكار فضل الإسلام على العالم الغربي وقد ساعدهم على ذلك ما نحن فيه من تأخر.
وهنا نذكر ما ذكره المستشرق الفرنسي لوبون حول أخلاق وصفات النبي الأعظم محمد ﷺ ومن خلال وصفه يظهر لنا أن هذا الشخص لم يكن شخصاً عادياً لأن الصفات التي كان يحملها لم تكن تتناسب مع المجتمع الذي كان يعيشه، فذكر ما هذا نصه :
"كان محمد شديد الضبط لنفسه كثير التفكير صموتاً حازماً سليم الطوية وكان صبوراً قادراً على احتمال المشاق بعيد الهمة لين الطبع وديعاً وكان مقاتلاً ماهراً فكان لا يهرب أمام الأخطار ولا يلقي بيديه إلى التهلكة وكان يعمل ما في الطاقة لإنماء خلق الشجاعة والاقدام في بني قومه".
*** الكونت هنري دي كاستري
أما الكونت دي كاستري فله كتاب بعنوان (أوربا والإسلام) أثبت في مقطع منه نبوة النبي باعتباره مخالفاً لما كان في زمانه من أديان ومن كتب سماوية، حيث يثبت أن معتقدات تلك الكتب تناقض ما جاء في القرآن، حيث قال :
"أما فكرة التوحيد فيستحيل أن يكون هذا الاعتقاد وصل إلى النبي من مطالعته التوراة والانجيل إذ لو قرأ تلك الكتب لردها لاحتوائها على مذهب التثليث وهو مناقض لفطرته مخالف لوجدانه منذ خلقته فظهور هذا الاعتقاد بواسطته دفعة واحدة هو أعظم مظهر حياته وهو بذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته وأمانته في نبوته".
*** كليمان هوار
أما المستشرق كليمان هوار فقد أعزى قبول خديجة -رضى الله عنها- للنبي محمد ﷺ يرجع إلى الثقة العالية التي حصلت لخديجة بالنبي، مما دعتها إلى أن تقبله زوجاً لها، فقال :
(كيف تعرَّف محمد إلى خديجة، وكيف أمكن أن يحصل على ثقتها ويتزوج بها، الجواب على الشق الأول لا زال غير معروف عندنا، وأما على الشق الثاني فقد اتفقت الأخبار على أن محمداً كان في الدرجة العليا من شرف النفس، وكان يلقب بالأمين، أي بالرجل الثقة المعتمد عليه إلى أقصى درجة، إذ كان المثل الأعلى في الاستقامة).
*** اتيين دينيه
وذكر المستشرق الفرنسي دينيه كيفية تربية النبي ﷺ وكيف عاش في البادية مما ألهمته القوة والشجاعة وتحمل الصعاب فذكر في كتابه محمد رسول الله :
هذه الصحة الأخلاقية والجسمية التي يدين بها إلى البادية، ساعدته كثيراً على تحمل ما ابتلي به بعد من محن.
كان محمد يحب إعادة ذكريات تلك الفترة، كثيراً ما كان يقول : " إن من نعم الله علي التي لا تقدر، أني ولدت في قريش أشرف القبائل، وأني نشأت في بادية بني سعد، أصح المواطن بالحجاز، قد بقيت منطبعة في نفسه صور البادية التي كانت أول الأشياء تأثيراً في حسه عندما كان يسرح فيها مع الرعاة فيتسلق شرفاً ليلاحظ القطعان في مراعيهاً ..
على أن استعداده للتأمل والوحدة لم يكن لينسجم مع أخلاق أقرانه الصاخبة، فكان يفضل اعتزالهم في ألعابهم، ويذهب وحيداً حيث الهدوء والسكون.
*** مونتجومري
ذكر المستشرق الانكليزي برنارد مونتجومري في كتابه محمد في مكة ما هذا نصه :
"إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيداً وقائداً لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه .. فافتراض أن محمداً مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها .. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد ".
*** كونستانس جيورجيو
هجم المستشرق والوزير الروماني كونستانس جيورجيو .. صاحب كتاب (نظر ة جديدة في سيرة رسول الله) على القساوسة الذين اضطروا إلى تحريف القرآن، وما كان ذلك الا لحذف اسم النبي ﷺ من كتبهم الدينية التي ذكر فيها اسم النبي للطعن بنبوته وتكذيباً لما جاء به، فذكر في كتابه نظرة جديدة على حياة رسول الله ما هذا نصه :
"ويرى المسلمون أن النصارى حرفوا كلمة السيد المسيح، لأنه قال انه سيأتي بعدي "بريكلي توس" ومعناها باليونانية (أحمد) وهو بمعنى (الممدوح) وهو اسم نبي المسلمين .. و (محمد) معناها الأكثر مدحاً. ويروى أن اليهود ذكروا هذه الكلمة "بريكي تول" ويعلمون أن السيد المسيح سيخلفه (أحمد) لأن اليهود (والعهدة على الرواية) ليلة ولادة رسول الله ﷺ اضطربوا كثيراً، وتخوفوا من وضع آمنة".
*** هانس كونج
يؤكد المستشرق السويسري “كونج” أن الغرب يعاني من فراغ في المعنى والقيم والقواعد الأخلاقية، فالغرب اهتم بالعِلم وأهمل الحكمة التي تمنع تجاوزات البحث العلمي، واهتم بالتكنولوجيا وأهمل الطاقة الروحية التي تسمح بمراقبة الأخطار الناجمة عن التكنولوجيا المتطورة، واهتم بالصناعة وأهمل علم البيئة الذي يتصدى للتوسع الاقتصادي على حساب البيئة، واهتم بالديموقراطية، وأهمل الأخلاق التي تتصدى لمصالح القوى الكثيفة للأفراد والفئات الحاكمة، ومن ثم فمستقبل الانسانية الأفضل مرتبط بالخضوع للأخلاق، حتى لا يتحول الإنسان إلى وسيلة، فالإنسان هو الهدف النهائي، وكان يرى أن مشاريع الأخلاق العالمية يجب أن تكون في شكل منظومة متكاملة تجمع العدالة والحرية والمساواة والتعايش والتعددية والسلام والحرية، وبعد تقاعده من منصبه كأستاذ في عام 1995م، أنشأ مؤسسة الأخلاق العالمية،
كان “كونج” قريبا من الإسلام، لفترات طويلة، وكان يؤكد أن القرآن نص موحي من السماء، وكان يصرح علنا بأن ” نبيّ الإسلام نبيّ حقّ”، وأصدر كتابا مهما عن الإسلام بعنوان ” الإسلام، الماضي والحاضر والمستقبل ” نشر عام 2004 باللغة الألمانية، وترجم للانجليزية ويقع في أكثر من سبعمائة صفحة.
قصة إسلام هانز كونج
بعد الدراسات التي أجراها، والبحوث التي أعدها، والمقارنات التي فرَّق خلالها بين حق جليٍّ وباطل خفيٍّ، توصَّل إلى أن الإسلام هو دين سماوي حقيقي، وأن محمدًا رسول الله قد تلقى وحي الله، وبلغه كما أمره الله.
واستطاع كونج الدفاع عن الإسلام ومواجهة أفكار الكنيسة، وأن الكنيسة لا يمكنها أن تستمر بعد ذلك في إنكار نبوة محمد ﷺ وأنه رسول الله تلقَّى وحي السماء، وهو رسول حقيقي بكل معاني الكلمة .. ويبدو أن القساوسة الكاثوليك قد استجابوا لهذه الدعوة بدراسة القرآن وفَهْم مبادئ الإسلام وعقائده، فلما تبيَّن لهم أنه الحق اعتنق الإسلام اثنان من القساوسة تابعين (لأبرشية باريس) بعد اقتناعهما وتصديقهما بما جاء في القرآن.
ومن أقوال هانز كونج : "محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمدًا هو المرشد القائد على طريق النجاة".
*** إميل دِرْمِنْغَم
إميل دِرْمِنْغَم مستشرق فرنسى، عمل مديراً لمكتبة الجزائر، من آثاره كتاب : (حياة محمد) وهو من أدق ما صنّفه مستشرق عن النبي ﷺ عرض فيه سيرة النبي ﷺ من الميلاد حتى الوفاة، في أسلوب ماتع، وتحليل عميق، ووقفات منصفة.
ويشير درمنغم إلى ما أحدثه النبي ﷺ من إصلاح في الناحية الاجتماعية، فيقول : "كان للدعوة المحمدية في جزيرة العرب أثر عظيم ثابت في تقدم الأسرة والمجتمع والصحة، فقد حَسُنَ بها مصير المرأة، وحُرِّم بها الزنا والمتعة وحياةُ الغرام، ومُنع بها إکراه القِيَان على البِغاء لإثراء سادتهن .. والإسلام، وإنْ أباح الرق، فقد نظَّم أحكامه، فَعدَّ فكَّ الرقاب من الحسنات ومكفِّرًا لبعض السيئات".
ويقول دِرْمِنْغَم : «ولما نشبت الحرب بين الإسلام والمسيحية، اتسعت هوة الخلاف، وازدادت حدة، ويجب أن نعترف بأن الغربيين كانوا السابقين إلى أشد الخلاف فمن البيزنطيين من أوفر الإسلام احتقارا من غير أن يكلفوا أنفسهم مؤنة دراسته، ولم يحاربوا الإسلام إلا بأسخف المثالب فقد زعموا أن محمدا لصا!، وزعموه متهالكا على اللهو!، وزعموه ساحرا!، وزعموه رئيس عصابة من قطاع الطرق!
ثم ينفي درمنغم هذه الأكاذيب، متخذًا من حياة النبي ﷺ دليلاً على صدق رسالته واستقامة شخصيته، فيقول : “حياة محمد شاهدةٌ على صدقَ رسالته التى حمل أمانتها الثقيلة ببطولة .. وإن قوة إبداعه، وعبقريته الواسعة، وذكاءه العظيم، وبصره النافذ الحديد، وقدرته على ضبط نفسه، وعزمه المكين، وحذره، وحسن تدبيره، ونشاطه، وطراز عيشه، خير دليل على ذلك”.
و يقرر درمنغم أن “تاريخ البشرية مجموعة من الوحي والإلهامات .. وأن ظهور محمد كان في دور من أشد أدوار التاريخ ظلامًا، وكانت الحضارات التي قامت في البلدان الممتدة من بلاد المغول إلى بلاد الهند، مضطربة متداعية .. فغيَّر النبي ﷺ هذا المشهد، وأرسل أشعة النور في الأرجاء المظلمة، نهض محمد ليدعو قومه إلى دين الواحد الأحد، ويحرر من رق التقليد جميع الذين يدركون حقيقة رسالته، وليجدد بلاد فارس الناعسة، وليحثَّ نصرانية الشرق التي أفسدتها التأملات الفاترة.
وهذا الأثر الذي أحدثه النبي ﷺ إنما هو امتداد لحياة من سبقه من الأنبياء، الذين جاءوا ليغيروا العالم ويهدوا الناس إلى طريق الله تعالى.
*** فاتمير سيديو
كان فاتمير سيديو عضواً في البرلمان الإسرائيلي .. ويصف سيديو الصفات الحميدة التي كان يتصف بها النبي ﷺ في الجزء الأول من كتابه (تاريخ العرب) فيقول : "ولقد بلغ محمد من العمر خمسًا وعشرين سنة، استحق بحسن سيرته واستقامته مع الناس أن يُلقب بالأمين، ثم استمر على هذه الصفات الحميدة حتى نودى بالرسالة، ودعا قومه إليها فعارضوه أشد معارضة، ولكن سرعان ما لبوا دعوته وناصروه، وما زال في قومه يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، ويفيض عليهم من عمله وأخلاقه".
* من كتاب "أخلاق النَّبِىّ ﷺ وآدَابه" للأصبهانى دراسة وتحقيق سماحة العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلي
رحمه الله تعالى رحمة واسعة يا أبى
اللهم تقبل من أبى
صلاته، وصيامه لك، وسائر طاعاته، وصالح أعماله، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام، واجعله من الفائزين، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك محمد ﷺ .. يا رب العالمين
ذكر المستشرق أوكلي في كتابه (تاريخ إمبراطورية الشرق) عند تعرضه لذكر النبي ﷺ ما هذا نصه :
"ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور .. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرناً من الزمان، لقد استطاع المسلمون الصمود يداً واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية .. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام .. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله .. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين".
*** واشنطن ايرفج
أما المستشرق الأمريكي ايرفج فكانت له عدة كتب ومقالات في مدح الرسول الأعظم ﷺ ولذا نلاحظ في كتابه حياة محمد قوله :
"وحتى في أوج مجده حافظ الرسول ﷺ على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به".
ثم ذكر أمراً آخر في موضع آخر في كتابه وصف فيها تواضع النبي وسموّ أخلاقه بما لا نجده في غيره من الملوك والحكام وحتى أهل الديانات :
"كان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له ويبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة هي دولة الإسلام - إلى أن يقول - كان الرسول في كل تصرفاته منكراً لذاته رحيماً بعيداً عن التفكير في الثراء والمصالح المادية فقد ضحى بالماديات في سبيل الروحانيات".
وذكر أيضاً مقطعاً آخر في نفس الكتاب قارن فيه بين الرسول الأعظم وبين أرباب باقي الديانات، وأظنه كان يشير إلى الرهبان والاحبار :
"وكذلك فلا يجيز الرسول أن يسود على حساب المسلمين نسبة المسلمين إليه كما فعل ذلك أصحاب الديانات السابقة الذين نسبوا إلى أسماء أنبيائهم ولم يستعمل محمد وأتباعه أبداً عبارة محمدي أو المحمدية فعلى الرغم من توقيرهم لزعيمهم فقد كان محمد المخلص يعرض عن هذه التسمية دوماً - إلى أن يقول - ومن الخطأ أن نقول رجلاً محمدي أو امرأة محمدية فما قرر محمد في يوم من الأيام ان الدين الذي جاء به من وحي تفكيره وما انتحل لنفسه أي صفة إلهية وما عبده أحد من أتباعه .. إنه كنوح وموسى".
*** بوسورث سيمث
وهنا نذكر كلام المستشرق بوسورث سميث في كتابه (محمد والمحمدية) الذي يذكر فيه كثيراً من أوصاف وشخصية رسول الإسلام محمد ﷺ :
"لقد كان محمد قائداً سياسياً وزعيماً دينياً في آن واحد، لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة, ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت، إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.
*** لامارتين
أما المستشرق الفرنسي لامارتين فكان منبهراً بشخصية النبي محمد ﷺ قائلاً : «لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله : وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ .. كان محمد رحمة حقيقية ... وإنى أصلى عليه بلهفة وشوق».
وفي نظره : إن شخصية النبي محمد ﷺ كانت شخصية مثالية نادرة أو معدومة النظير، وذكر أنها أعلى من المقاييس التي تقاس بها شخصيات العظماء والعباقرة التي شهدها التأريخ :
"اذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيّاً من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات .. فلم يجنوا إلا أمجاداً بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم، لكن هذا الرجل لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة، لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر من الله .. كان طموح النبي موجهاً بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك .. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين : الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث .. الشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث).
ولتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)، هذا هو محمد الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام .. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة .. هذا هو محمد, بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل : هل هناك من هو أعظم من النبي محمد ؟".
*** بارتلي سانت هيلر
وأرجع المستشرق الألماني سانت هيلر قبول الناس لدعوة النبي ﷺ إلى علو أخلاقه وسموّ معرفته ووسع صدره الذي استوعب جميع الناس، البرّ والفاجر، فقال :
"أكثر عرب أهل زمانه ذكاءً واشدهم تديناً وأعظمهم رأفة، وإنه نال سلطانه الكبير بفضل تفوقه، وإن دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده كان جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته".
*** توماس كارليل
وذكر المستشرق الاسكتلندي توماس كارليل في كتابه (الأبطال) أوصافاً للنبي الأعظم ﷺ غاية في الرفعة وكمالاً مطلقاً جمع في شخصيته الباهرة، وزهده في الدنيا وإعراضه عنها جعل منه شخصاً تفرّد في العالم ونال أعلى الرتب المادية والمعنوية :
"لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه ومأكله ومشربه وملبسه وسائر أموره وأحواله، كان طعامه مادة الخبز والماء وربما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار وإنهم ليذكرون ونعم ما يذكرون أنه كان يصلح ويرفو ثوبه بيده فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة".
*** السير موير
أما السير وليم موير فكانت له عدة كتابات في ذكر أوصاف ومميزات الرسول محمد ﷺ التي امتاز بها عن باقي أهل زمانه ومن كان قبله ومن جاء بعده، فذكر في كتابه حياة محمد ما كان يمتاز بها منذ صغره وفي زمان كان الناس تفتقد مثل تلك الأخلاق والصفات :
"إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه، وحسن سلوكه .. ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله .. وخبير به من أنعم النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم".
وذكر في موضع آخر من كتابه نقلاً عن كتاب (محمد رسول الله) :
"في القرنين الخامس والسادس، كان العالم المتمدين على شفا السقوط في هاوية الفوضى، لأن العقائد التي تعين على إقامة الحضارة كانت قد انهارت، ولم يك ثمة ما يعتد به مما يقوم مقامها وكان يبدو وقتئذ أن المدينة الكبرى التي تكلف بناؤها جهود أربعة ألاف سنة مشرفة على التفكك والانحلال، وأن البشرية توشك أن ترجع ثانية إلى ما كانت عليه من الهمجية إذ أن القبائل تتحارب وتتناحر، فلا قانون ولا نظام. أما النظم التي خلفتها المسيحية فكانت تعمل على التفرقة والانهيار، بدلاً من الاتحاد والنظام فكانت المدينة التي تشبه شجرة ضخمة متفرعة، امتد ظلها إلى العالم كله، واقفة تترنح، وقد تسرب إليها العطب حتى اللباب، وبين مظاهر هذا الفساد الشامل ولد الرجل الذي وحَّد العالم المعروف جميعه".
أما في كتابه (الإسلام) فذكر موير : "إن النبي محمداً في شبابه طبع بالهدوء والدعة والطهر والابتعاد عن المعاصي التي كانت قريش تعرف بها".
وذكر أيضاً في نفس كتابه (الإسلام) : "إن محمداً لم يكن في وقت من الأوقات طامعاً في الغنى، إنما سعيه كان لغيره، ولو ترك الأمر لنفسه لآثر أن يعيش في هدوء وسلام قانعاً بحاله .. وقال إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا .. إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".
*** رينهارت دوزي
وكان للمستشرق الهولندي دوزي دوراً في مدح النبي وإنصافه بذكر بعض ما امتاز به النبي ﷺ وكذب القساوسة الذين كذبوا النبي واتهموه بالكذب والتزوير، فقال :
"لو صح ما قاله القساوسة من أن محمداً نبي منافق كذاب فكيف نعلل انتصاره؟ وما بال فتوحات أتباعه تترى وتتلو أحدها الأخرى وما بال انتصارهم على الشعوب لا يقف عند حد وكيف لا يدل ذلك على معجزة الرسول".
وتحدث رينهارت دوزي في كتاب آخر له بعنوان (عرب أسبانيا) وجعل من مولد النبي حدثاً كان العالم في أمس الحاجة إليه حيث انحطاط العالم خلقياً وعلمياً فلابد من مفجر يخرج الناس من الظلمات إلى النور فقال :
"في عهد هذه الأحوال الحالكة، ووسط هذا الجيل الشديد الوطأة، ولد محمد بن عبد الله في شهر أغسطس 29 منه عام 570، من هذا نرى أن العالم الإنساني كان بحاجة الى حادث جلل يزعج الناس عما كانوا فيه، ويضطرهم الى النظر والتفكير في أمر الخروج من المأزق الذي تورطوا به ".
*** ماكس مولر
أما المستشرق الألماني ماكس مولر فنجده في كتابه عظماء الشرق يذكر النبي ﷺ وما فعله في الجزيرة العربية خصوصاً والعالم عموماً، فاعتبر وجود النبي هو الذي بث الروح السامية في نفوس المسلمين، واعتبر مولر هجرة النبي من مكة إلى المدينة هي ثبات الرسول على عزمه وثباته على موقفه، وكان يصف كيفية هجرة النبي وكيفية خلاصه من أيدي قريش، وكيف أن مشركي قريش لم يكتفوا بإخراجه من المدينة بل كانوا يحوكون له المكائد للخلاص منه فقال مولر :
"لقد نفذت روح الإسلام من محمد رسول الله إلى المسلمين، إلى الهداة والصالحين، وإن هذه الروح القوية حدت بالنبي إلى الهجرة من مكة إلى المدينة، بينما كان أعداؤه من المشركين يجدُّون في البحث عنه ليؤذوه بل ليذيقوه ريب المنون، ومن الغريب أن أعداء النبي لم يقنعوا أنفسهم بتركه مكة بل تعقبوه في هجرته، وهناك ضربوا على منزله سياجاً من الحيطة لأجل القبض عليه، ولكن روح الإسلام الدفينة في أعماق الهمة، ألهمته أن يتناول قبضة من تراب فتناولها ورمى بها عليهم فأخذتهم سنة من النوم تمكن خلالها النبي من النجاة منهم إلى الصحراء حيث اختفى في غار هناك، لا تقل إن اختفاءه في الغار يحول دون هلاكه وحتفه، ولكن الإسلام وما في ثناياه من روحانية وقوة، جعل الحمام يبيض على باب الغار، ولما أفاق أعداؤه من غشيانهم تتبعوا أثره إلى الغار، وأخذتهم هواجس الظن، لعلمهم بأن النبي لا يمكن بأي حال أن يكون في الغار، فمن يرد أن يؤمن بوحدانية الله، فعليه أن يشاهد بسهولة يد الله المحركة للكائنات من غير أن تبصرها العين المجردة وخاصة عندما أحيطت حياة النبي من يد العدوان برعاية الطير الذي اندفع إلى حماية محمد بيد الإله الخافية عن الأبصار".
*** غوستاف لوبون
هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية .. لم يسر غوستاف لوبون على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم انكار فضل الإسلام على العالم الغربي وقد ساعدهم على ذلك ما نحن فيه من تأخر.
وهنا نذكر ما ذكره المستشرق الفرنسي لوبون حول أخلاق وصفات النبي الأعظم محمد ﷺ ومن خلال وصفه يظهر لنا أن هذا الشخص لم يكن شخصاً عادياً لأن الصفات التي كان يحملها لم تكن تتناسب مع المجتمع الذي كان يعيشه، فذكر ما هذا نصه :
"كان محمد شديد الضبط لنفسه كثير التفكير صموتاً حازماً سليم الطوية وكان صبوراً قادراً على احتمال المشاق بعيد الهمة لين الطبع وديعاً وكان مقاتلاً ماهراً فكان لا يهرب أمام الأخطار ولا يلقي بيديه إلى التهلكة وكان يعمل ما في الطاقة لإنماء خلق الشجاعة والاقدام في بني قومه".
*** الكونت هنري دي كاستري
أما الكونت دي كاستري فله كتاب بعنوان (أوربا والإسلام) أثبت في مقطع منه نبوة النبي باعتباره مخالفاً لما كان في زمانه من أديان ومن كتب سماوية، حيث يثبت أن معتقدات تلك الكتب تناقض ما جاء في القرآن، حيث قال :
"أما فكرة التوحيد فيستحيل أن يكون هذا الاعتقاد وصل إلى النبي من مطالعته التوراة والانجيل إذ لو قرأ تلك الكتب لردها لاحتوائها على مذهب التثليث وهو مناقض لفطرته مخالف لوجدانه منذ خلقته فظهور هذا الاعتقاد بواسطته دفعة واحدة هو أعظم مظهر حياته وهو بذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته وأمانته في نبوته".
*** كليمان هوار
أما المستشرق كليمان هوار فقد أعزى قبول خديجة -رضى الله عنها- للنبي محمد ﷺ يرجع إلى الثقة العالية التي حصلت لخديجة بالنبي، مما دعتها إلى أن تقبله زوجاً لها، فقال :
(كيف تعرَّف محمد إلى خديجة، وكيف أمكن أن يحصل على ثقتها ويتزوج بها، الجواب على الشق الأول لا زال غير معروف عندنا، وأما على الشق الثاني فقد اتفقت الأخبار على أن محمداً كان في الدرجة العليا من شرف النفس، وكان يلقب بالأمين، أي بالرجل الثقة المعتمد عليه إلى أقصى درجة، إذ كان المثل الأعلى في الاستقامة).
*** اتيين دينيه
وذكر المستشرق الفرنسي دينيه كيفية تربية النبي ﷺ وكيف عاش في البادية مما ألهمته القوة والشجاعة وتحمل الصعاب فذكر في كتابه محمد رسول الله :
هذه الصحة الأخلاقية والجسمية التي يدين بها إلى البادية، ساعدته كثيراً على تحمل ما ابتلي به بعد من محن.
كان محمد يحب إعادة ذكريات تلك الفترة، كثيراً ما كان يقول : " إن من نعم الله علي التي لا تقدر، أني ولدت في قريش أشرف القبائل، وأني نشأت في بادية بني سعد، أصح المواطن بالحجاز، قد بقيت منطبعة في نفسه صور البادية التي كانت أول الأشياء تأثيراً في حسه عندما كان يسرح فيها مع الرعاة فيتسلق شرفاً ليلاحظ القطعان في مراعيهاً ..
على أن استعداده للتأمل والوحدة لم يكن لينسجم مع أخلاق أقرانه الصاخبة، فكان يفضل اعتزالهم في ألعابهم، ويذهب وحيداً حيث الهدوء والسكون.
*** مونتجومري
ذكر المستشرق الانكليزي برنارد مونتجومري في كتابه محمد في مكة ما هذا نصه :
"إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيداً وقائداً لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه .. فافتراض أن محمداً مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها .. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد ".
*** كونستانس جيورجيو
هجم المستشرق والوزير الروماني كونستانس جيورجيو .. صاحب كتاب (نظر ة جديدة في سيرة رسول الله) على القساوسة الذين اضطروا إلى تحريف القرآن، وما كان ذلك الا لحذف اسم النبي ﷺ من كتبهم الدينية التي ذكر فيها اسم النبي للطعن بنبوته وتكذيباً لما جاء به، فذكر في كتابه نظرة جديدة على حياة رسول الله ما هذا نصه :
"ويرى المسلمون أن النصارى حرفوا كلمة السيد المسيح، لأنه قال انه سيأتي بعدي "بريكلي توس" ومعناها باليونانية (أحمد) وهو بمعنى (الممدوح) وهو اسم نبي المسلمين .. و (محمد) معناها الأكثر مدحاً. ويروى أن اليهود ذكروا هذه الكلمة "بريكي تول" ويعلمون أن السيد المسيح سيخلفه (أحمد) لأن اليهود (والعهدة على الرواية) ليلة ولادة رسول الله ﷺ اضطربوا كثيراً، وتخوفوا من وضع آمنة".
*** هانس كونج
يؤكد المستشرق السويسري “كونج” أن الغرب يعاني من فراغ في المعنى والقيم والقواعد الأخلاقية، فالغرب اهتم بالعِلم وأهمل الحكمة التي تمنع تجاوزات البحث العلمي، واهتم بالتكنولوجيا وأهمل الطاقة الروحية التي تسمح بمراقبة الأخطار الناجمة عن التكنولوجيا المتطورة، واهتم بالصناعة وأهمل علم البيئة الذي يتصدى للتوسع الاقتصادي على حساب البيئة، واهتم بالديموقراطية، وأهمل الأخلاق التي تتصدى لمصالح القوى الكثيفة للأفراد والفئات الحاكمة، ومن ثم فمستقبل الانسانية الأفضل مرتبط بالخضوع للأخلاق، حتى لا يتحول الإنسان إلى وسيلة، فالإنسان هو الهدف النهائي، وكان يرى أن مشاريع الأخلاق العالمية يجب أن تكون في شكل منظومة متكاملة تجمع العدالة والحرية والمساواة والتعايش والتعددية والسلام والحرية، وبعد تقاعده من منصبه كأستاذ في عام 1995م، أنشأ مؤسسة الأخلاق العالمية،
كان “كونج” قريبا من الإسلام، لفترات طويلة، وكان يؤكد أن القرآن نص موحي من السماء، وكان يصرح علنا بأن ” نبيّ الإسلام نبيّ حقّ”، وأصدر كتابا مهما عن الإسلام بعنوان ” الإسلام، الماضي والحاضر والمستقبل ” نشر عام 2004 باللغة الألمانية، وترجم للانجليزية ويقع في أكثر من سبعمائة صفحة.
قصة إسلام هانز كونج
بعد الدراسات التي أجراها، والبحوث التي أعدها، والمقارنات التي فرَّق خلالها بين حق جليٍّ وباطل خفيٍّ، توصَّل إلى أن الإسلام هو دين سماوي حقيقي، وأن محمدًا رسول الله قد تلقى وحي الله، وبلغه كما أمره الله.
واستطاع كونج الدفاع عن الإسلام ومواجهة أفكار الكنيسة، وأن الكنيسة لا يمكنها أن تستمر بعد ذلك في إنكار نبوة محمد ﷺ وأنه رسول الله تلقَّى وحي السماء، وهو رسول حقيقي بكل معاني الكلمة .. ويبدو أن القساوسة الكاثوليك قد استجابوا لهذه الدعوة بدراسة القرآن وفَهْم مبادئ الإسلام وعقائده، فلما تبيَّن لهم أنه الحق اعتنق الإسلام اثنان من القساوسة تابعين (لأبرشية باريس) بعد اقتناعهما وتصديقهما بما جاء في القرآن.
ومن أقوال هانز كونج : "محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمدًا هو المرشد القائد على طريق النجاة".
*** إميل دِرْمِنْغَم
إميل دِرْمِنْغَم مستشرق فرنسى، عمل مديراً لمكتبة الجزائر، من آثاره كتاب : (حياة محمد) وهو من أدق ما صنّفه مستشرق عن النبي ﷺ عرض فيه سيرة النبي ﷺ من الميلاد حتى الوفاة، في أسلوب ماتع، وتحليل عميق، ووقفات منصفة.
ويشير درمنغم إلى ما أحدثه النبي ﷺ من إصلاح في الناحية الاجتماعية، فيقول : "كان للدعوة المحمدية في جزيرة العرب أثر عظيم ثابت في تقدم الأسرة والمجتمع والصحة، فقد حَسُنَ بها مصير المرأة، وحُرِّم بها الزنا والمتعة وحياةُ الغرام، ومُنع بها إکراه القِيَان على البِغاء لإثراء سادتهن .. والإسلام، وإنْ أباح الرق، فقد نظَّم أحكامه، فَعدَّ فكَّ الرقاب من الحسنات ومكفِّرًا لبعض السيئات".
ويقول دِرْمِنْغَم : «ولما نشبت الحرب بين الإسلام والمسيحية، اتسعت هوة الخلاف، وازدادت حدة، ويجب أن نعترف بأن الغربيين كانوا السابقين إلى أشد الخلاف فمن البيزنطيين من أوفر الإسلام احتقارا من غير أن يكلفوا أنفسهم مؤنة دراسته، ولم يحاربوا الإسلام إلا بأسخف المثالب فقد زعموا أن محمدا لصا!، وزعموه متهالكا على اللهو!، وزعموه ساحرا!، وزعموه رئيس عصابة من قطاع الطرق!
ثم ينفي درمنغم هذه الأكاذيب، متخذًا من حياة النبي ﷺ دليلاً على صدق رسالته واستقامة شخصيته، فيقول : “حياة محمد شاهدةٌ على صدقَ رسالته التى حمل أمانتها الثقيلة ببطولة .. وإن قوة إبداعه، وعبقريته الواسعة، وذكاءه العظيم، وبصره النافذ الحديد، وقدرته على ضبط نفسه، وعزمه المكين، وحذره، وحسن تدبيره، ونشاطه، وطراز عيشه، خير دليل على ذلك”.
و يقرر درمنغم أن “تاريخ البشرية مجموعة من الوحي والإلهامات .. وأن ظهور محمد كان في دور من أشد أدوار التاريخ ظلامًا، وكانت الحضارات التي قامت في البلدان الممتدة من بلاد المغول إلى بلاد الهند، مضطربة متداعية .. فغيَّر النبي ﷺ هذا المشهد، وأرسل أشعة النور في الأرجاء المظلمة، نهض محمد ليدعو قومه إلى دين الواحد الأحد، ويحرر من رق التقليد جميع الذين يدركون حقيقة رسالته، وليجدد بلاد فارس الناعسة، وليحثَّ نصرانية الشرق التي أفسدتها التأملات الفاترة.
وهذا الأثر الذي أحدثه النبي ﷺ إنما هو امتداد لحياة من سبقه من الأنبياء، الذين جاءوا ليغيروا العالم ويهدوا الناس إلى طريق الله تعالى.
*** فاتمير سيديو
كان فاتمير سيديو عضواً في البرلمان الإسرائيلي .. ويصف سيديو الصفات الحميدة التي كان يتصف بها النبي ﷺ في الجزء الأول من كتابه (تاريخ العرب) فيقول : "ولقد بلغ محمد من العمر خمسًا وعشرين سنة، استحق بحسن سيرته واستقامته مع الناس أن يُلقب بالأمين، ثم استمر على هذه الصفات الحميدة حتى نودى بالرسالة، ودعا قومه إليها فعارضوه أشد معارضة، ولكن سرعان ما لبوا دعوته وناصروه، وما زال في قومه يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، ويفيض عليهم من عمله وأخلاقه".
* من كتاب "أخلاق النَّبِىّ ﷺ وآدَابه" للأصبهانى دراسة وتحقيق سماحة العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلي
اللهم تقبل من أبى