اليونسكو يطالب بالتصدي لتحديات يواجهها المعلمون

اليونسكو يطالب بالتصدي لتحديات يواجهها المعلمون

المحامي علي ابوحبله

للمعلم مكانة رفيعة منذ القدم ،لكونه المسئول عن تربية الأبناء وتعليمهم ،ولأنه المعزز لدور الأبوين والشريك لهما في إعداد الأبناء وتهيئتهم لمواجهة الحياة ،عبر تهذيب أخلاقياتهم ،وتوجيه سلوكياتهم ،وتعليمهم علما ينتفعون به ،ولو ألقينا نظرة سريعة على مواقف في تراثنا القديم لنتعرف من خلالها كيف كان المعلم يحظى بتقدير الخلفاء وأمراء المسلمين ،فلعل أقربها هذا الموقف ،الذي ذكر أن الخليفة العباسي هارون الرشيد قد كلف ألكسائي إمام النحاة في عصره أن يعلم ابنيه الأمين والمأمون ويربيهما ، ويوما جلس ألكسائي في مجلس الرشيد فسأله من أفضل الناس ياكسائي ؟، فقال : أو غيرك يستحق الفضل يا أمير المؤمنين ؟ فقال الخليفة : نعم إن أفضل الناس من يتسابق الأميران إلى إلباسه خفيه ، وكان الأمين والمأمون تقديرا للكسائي ، يتسابقان على إلباسه خفيه عندما يهم بالخروج من عندهما بعد انتهاء الدرس ،هذا الموقف يشير إلى ما كان يتمتع به المعلم من مكانة ،وليس المقال محل نقاش يتناول اهتزاز مكانة المعلم اليوم ،حتى رأينا ما يواجهه المعلم من اعتداءات طالت شخصه او تتعرض لمكانته ، وما يوجه إليه من انتقاد ،فالمساحة هنا قد تضيق بشرح مجموعة العوامل والتي منها مسئولية المعلم عن فقدانه لشيء من مكانته ،لكن نود الاشاره إلى أن عظم رسالة المعلم ودوره في إثراء عقول طلابه

في اليوم العالمي الذي يصادف الخامس من أيلول يحتفل العالم بيوم المعلمين العالمي وهو يوم دولي ، تأسس عام 1994 للاحتفال بتوقيع عام 1966 على توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن وضع المعلمين.

وتقول منظمة اليونسكو،: ينظم اليوم العالمي للمعلمين سنوياً بتاريخ 5 أكتوبر منذ عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين، وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولي وتدريبهم اللاحق، وحشدهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم. أما توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي فقد اُعتمدت في عام 1997 لتكمِّل توصية عام 1966 فيما يخص أوضاع هيئات التدريس والبحوث في التعليم العالي.

وتؤكد منظمة اليونسكو، على أن اليوم العالمي للمعلمين فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقيّة، وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس، كما تشير منظمة اليونسكو أن مهنة التعليم تقدم فرصة فريدة من نوعها لترك أثر مستدام وقادر على إحداث تحول في حياة الآخرين، والمساهمة في رسم ملامح مستقبل مستدام وتحقيق الذات، ولكن العالم يواجه نقصاً غير مسبوق في أعداد المعلمين على الصعيد العالمي، وتفاقم هذا النقص بسبب تراجع ظروف عمل المعلمين وأوضاعهم.

وتابعت: يؤدي المعلمون دوراً محورياً في تحديد معالم المستقبل من خلال تنشئة الطلاب والدفع بعجلة التقدم في مجال التعليم، لكن لا بُدَّ من إسماع أصوات المعلمين وتقديرها في عمليات اتخاذ القرار المتعلقة بمهنتهم كي يتسنى لهم إطلاق العنان لإمكانياتهم كاملة، ويركز اليوم العالمي للمعلمين هذا العام على ضرورة التصدي للتحديات العامة التي يواجهها المعلمون، وتعزيز حوار أكثر شمولية بشأن دورهم في التعليم. ستتمحور احتفالات عام 2024 حول موضوع "تقدير أصوات المعلمين: نحو إبرام عقد اجتماعي جديد للتعليم"، مما يبرز أهمية الإصغاء إلى المعلمين ومعالجة التحديات التي تواجههم، والأهم من ذلك، هو تقدير المعارف والخبرات التي يقدمونها والاستفادة منها في مجال التعليم.

وتزويدهم بالمعرفة ،وتوجيههم نحو الالتزام بالقيم الإيمانية ،القيم التي إذا ماس كنت قلوب الأبناء الطلاب ،يكونون قد نجحوا في تحقيق الاستقامة المنشودة ،المتمثلة في سلوكياتهم ومعاملاتهم مع أنفسهم ،ومع مجتمعهم المحيط بهم،واكتسبوا مهارات فهم الحياة ،وصناعة مستقبلهم ،وهو دور يضطلع به المعلم الذي لديه إحساس قوي بالانتماء للمهنة والعمل التربوي ،ولديه شعور بأنه يقوم برسالة هي رسالة الأنبياء والمرسلين ،وهي رسالة تكسب حاملها الشرف الكبير ،وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول " إنما بعثت معلما "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...