*****
صدفة أجدني ألتقي في عنواني هذا "خيانة المثقفين" مع كلّ من الكاتبين " جوليان بندا"و"إدوارد سعيد"وهما يتحدثان عن خيانة المثقف. هذه الخيانة التي نتفق حولها،بأنّها من أخطرالخيانات الأبدية التي تسجّل في تاريخ حياة الشعوب، فلا أحد يجهل خيانة أولئك البسطاء الذين باعوا دينهم ودنيانهم،وأوطانهم من الرّجال والنّساء مقابل المال والذهب والمناصب والمغريات والرفاهيات،وإلتحاقهم بركب الأعداء ولكن خيانة المثقفين والمبدعين الكبار لها أثرها الخطير على الأوطان والأجيال،وذلك مهما كانت توجهاتهم،فاليسارواليمين في سلّة الخيانة واحدة،والأوطان على حق دائما تنبذ الخونة،وتظلّ تلاحقهم لعنة التاريخ،ولعنة الأجيال.وهذا الشاعر الأمريكي الكبير"عزرابا وند Ezra Pound"الذي ارتبط اسمه بالفاشية،ومساندته لموسوليني .هذا الإرتباط الذي أكسبه سمعة سيئة في رحلته السياسية،وفي رحلته الأدبية.إنّ صفتا الرّجعية والتّقدميّة لا تنطبقان على الشعربكونه فن إبداعيّ صرف،ولكن يمكن للشاعر أن يكون رجعياوشعره أمر آخر، "فعزراباوند لم ينب قلمه عن شخصه،ولم يتوار خلف ريشته الفنّية التي جعلته فنانا كبيرا،ولم يختبأ في نصنه عن العيون. مسكين هو حين نستعـــيد في تاريخـــه الخـــــيانة التي يرفضـــها كل مواطــن شـــريف وكلّ حيــــوان أليف. - لقد خان وطنه،فأصبح من برزضحايا أوربا الغربية في نهاية العقد الأول من القرن العشرين
لقد وصف بأنّه الكاتب الغريب الأطوار ،وبالكائن غير الإجتماعي الذي ظلذت تلاحقه اللّعنة الأبديّة،وكان من المفترض أن يعتذرعن انحيازه للفاشية قبل أن يرحل عن هذا العالم،لقد ظلّ مدى العمر متنقّلا بين البندقية ولندن وباريس،ليموت في البندقية عام 1972،وهو يشعربألم خيانة وطنه وخيانة مجده الأدبي الشعري والنّقدي والفني،وهذا مقطع شعري من نص له"تأمل" يحاول أن يكشف فيه عن وجعه الرّوحي والنّفسي،وهو يركن للحيرة والضّياع حين يقول:
- أجدني مضطرا أن استنتج
- أنّ الإنسان حيوان متفوّق
- وعندما أتفكّر - في العادات الغريبة للإسان
- أعترف يا صديقي
- بأنّ الحيرة تتملّكني . "ترجمة نزارسرطاوي"
صدفة أجدني ألتقي في عنواني هذا "خيانة المثقفين" مع كلّ من الكاتبين " جوليان بندا"و"إدوارد سعيد"وهما يتحدثان عن خيانة المثقف. هذه الخيانة التي نتفق حولها،بأنّها من أخطرالخيانات الأبدية التي تسجّل في تاريخ حياة الشعوب، فلا أحد يجهل خيانة أولئك البسطاء الذين باعوا دينهم ودنيانهم،وأوطانهم من الرّجال والنّساء مقابل المال والذهب والمناصب والمغريات والرفاهيات،وإلتحاقهم بركب الأعداء ولكن خيانة المثقفين والمبدعين الكبار لها أثرها الخطير على الأوطان والأجيال،وذلك مهما كانت توجهاتهم،فاليسارواليمين في سلّة الخيانة واحدة،والأوطان على حق دائما تنبذ الخونة،وتظلّ تلاحقهم لعنة التاريخ،ولعنة الأجيال.وهذا الشاعر الأمريكي الكبير"عزرابا وند Ezra Pound"الذي ارتبط اسمه بالفاشية،ومساندته لموسوليني .هذا الإرتباط الذي أكسبه سمعة سيئة في رحلته السياسية،وفي رحلته الأدبية.إنّ صفتا الرّجعية والتّقدميّة لا تنطبقان على الشعربكونه فن إبداعيّ صرف،ولكن يمكن للشاعر أن يكون رجعياوشعره أمر آخر، "فعزراباوند لم ينب قلمه عن شخصه،ولم يتوار خلف ريشته الفنّية التي جعلته فنانا كبيرا،ولم يختبأ في نصنه عن العيون. مسكين هو حين نستعـــيد في تاريخـــه الخـــــيانة التي يرفضـــها كل مواطــن شـــريف وكلّ حيــــوان أليف. - لقد خان وطنه،فأصبح من برزضحايا أوربا الغربية في نهاية العقد الأول من القرن العشرين
لقد وصف بأنّه الكاتب الغريب الأطوار ،وبالكائن غير الإجتماعي الذي ظلذت تلاحقه اللّعنة الأبديّة،وكان من المفترض أن يعتذرعن انحيازه للفاشية قبل أن يرحل عن هذا العالم،لقد ظلّ مدى العمر متنقّلا بين البندقية ولندن وباريس،ليموت في البندقية عام 1972،وهو يشعربألم خيانة وطنه وخيانة مجده الأدبي الشعري والنّقدي والفني،وهذا مقطع شعري من نص له"تأمل" يحاول أن يكشف فيه عن وجعه الرّوحي والنّفسي،وهو يركن للحيرة والضّياع حين يقول:
- أجدني مضطرا أن استنتج
- أنّ الإنسان حيوان متفوّق
- وعندما أتفكّر - في العادات الغريبة للإسان
- أعترف يا صديقي
- بأنّ الحيرة تتملّكني . "ترجمة نزارسرطاوي"