المحامي علي ابوحبله - نتنياهو يغامر بحياة الأسرى ويرفض تكرار صفقة شاليط

كتب المحامي علي ابوحبله


ما أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، عن استهداف يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حتى خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن ببيان جاء فيه أن "هناك الآن فرصة لليوم التالي في غزة بدون حماس في السلطة، ولتسوية سياسية توفر مستقبلاً أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

ورغم موافقة حماس على مقترحات سابقة منه لوقف إطلاق النار في غزة ورفضتها إسرائيل، ادعى بإيدن أن "السنوار كان عقبة لا يمكن التغلب عليها لتحقيق كل هذه الأهداف" وقال: "لم تعد هذه العقبة موجودة، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل".

ولم يكن الرئيس الأمريكي وحده الذي أشار إلى أن اغتيال السنوار سيفسح المجال أمام التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، بل إن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أدلى بتصريحات مماثلة تعكس موقف الإدارة الأمريكية الذي يرى أن السنوار كان العقبة الرئيسية أمام التوصل لصفقة لتبادل الرهائن في غزة ، وقال سوليفان إن السنوار كان عقبة رئيسية أمام التوصل لاتفاق، وأنه كان يسعى لتأجيج الفوضى بدل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف أن "مقتل السنوار يمثل فرصة لإيجاد طريق للتوصل لاتفاق لاستعادة الرهائن" وكلفت إسرائيل أجهزتها الاستخباراتية بمتابعة المفاوضات مع الوسطاء، بمن فيهم الولايات المتحدة وقطر ومصر، إلا أن مهمة هؤلاء الوسطاء لن تكون أسهل من ذي قبل.

ومع ذلك، أشارت تقارير عدة إلى أن المسئولين الإسرائيليين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لطالما أجهضوا فرص التوصل إلى صفقة لوقف الحرب في غزة. وأن نتني اهو كان يتعمد إفشال صفقة وقف الحرب في غزة عدة مرات.

وذكرت تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية أن مسئولي مجلس الأمن القومي الأمريكي كان لديهم إحباط متزايد تجاه نتنياهو، خاصة وأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كان قد حصل خلال زياراته إلى إسرائيل على ضمانات شخصية من نتنياهو لكنه كان يتخلى عنها خلال ساعات قليلة.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية رصدت في تقرير نشرته كيف أحبط نتنياهو مراراً وتكراراً تقدم محادثات وقف إطلاق النار في غزة خلال الأشهر الماضية.

وقد سعى رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بشكل ممنهج إلى إفشال المفاوضات مع حماس، ويرجع ذلك، بحسب التقرير، إلى تقييم نتنياهو بأن الموافقة على صفقة الرهائن ستؤدي على الأرجح إلى حل حكومته، وهو الأمر الذي سعى إلى منعه بأي ثمن، وقال مسئولون أمنيون إن نتني اهو اعتمد على معلومات استخباراتية حساسة وسرية، واستغلها من أجل عرقلة التوصل إلى صفقة.

وأضاف المسئولون الأمنيون أن نتنياهو كان يطلب من وزرائه مهاجمة المقترحات المطروحة للتفاوض، وكان يتعمد في كل مرة تتقدم فيها المفاوضات إصدار بيانات متشددة ضد الصفقة. حتى أنه كان يتجاوز حكومة الحرب بعد أن توافق على التفويض الممنوح لأعضاء فريق التفاوض.

استعرضت صحيفة هآرتس المحاولات التي سعى من خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي للحيلولة دون التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن بدءاً من جولة المفاوضات التي جرت خلال قمة باريس الأولى في 17 يناير وحتى المفاوضات الأخيرة التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة في أغسطس الماضي ، عمد نتني اهو خلالها إلى نشر سلسلة من 5 بيانات صحفية، أكد فيها على وجود خلافات بين طرفي التفاوض.

وبعدما قامت حماس بنشر بيان مكتوب بخصوص اقتراح الصفقة المطروحة، جاء فيه: "لقد تصرفنا بروح إيجابية تجاه اقتراح الصفقة". رد نتنياهو على الفور، وأصدر بياناً باسم مسئول إسرائيلي قال فيه إن: "رد حماس يعني رفض الصفقة. ولا نية لدينا لوقف الحرب". ووفقاً لما نشرته القناة 13 الإسرائيلية آنذاك، فقد أمر نتنياهو وزراء الليكود بمهاجمة الصفقة الناشئة وذلك نتيجة الخلافات الداخلية في اسرائيل

ولم تقتصر العراقيل التي تبناها نتنياهو على مواقفه مع أطراف التفاوض فحسب، بل شمل ذلك أيضاً مواقفه الخلافية بشأن التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب في غزة مع قادة الجيش الإسرائيلي.

من جهة أخرى، يرى الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، جان ألترمان، أن جهود المفاوضات السابقة كانت تعتمد على فكرة أن السنوار لديه اتصال بمعظم الذين يحتجزون الرهائن، وأنه قادر على التأثير في أفعالهم. لكن مع غيابه، "أصبحت الصورة أكثر ضبابية"، داعيا إلى "توقع حلول مختلفة".

ورغم الضغوط المتزايدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإطلاق سراح الرهائن، فإن حكومته لا تبدو مستعدة للقيام بذلك.

ومن غير المرجح أن يكرر نتنياهو سيناريو عام 2011، عندما أطلقت إسرائيل سراح ألف معتقل فلسطيني، بمن فيهم يحيى السنوار، مقابل الجندي جلعاد شاليط، الذي احتجزته حماس لمدة 5 سنوات ، وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر مطلعه أن إسرائيل "تريد تجنب تكرار سابقة شاليط التي كانت خطأ باهظًا" حتى لو أدى ذلك بالمقامرة والمغامرة بحياة الأسرى المحتجزين لدى حماس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...