يبدو العنوان كما لوكان عنوانا لمقال تعبير مدرسي، فما هي هذه الروح الشعبية؟ وهل حقا هناك علاقة بينها وبين الادب والفن والسياسة؟ سؤال لابد لحسن الإجابة عنة هو الوصول الى فهم هذه الروح الشعبية، إن هناك ما يسمى بالروح الشعبية.
وفى الحقيقة هناك روح شعبية غير مكتوبة، روح متغلغلة شعبيا راكمتها الاف السنين من الخبرة التاريخية الحياتية ومن تعاقب المراحل التاريخية ، روح ساهم في تشكلها الإنتاج الشعبي للأدب والفنون وعبر عنها ، روح ساهم في تكونها الادب والشعر المكتوبين بقدر قدرتهم على الوصول الى الجماهير الغفيرة متجاوزة اختيارات النخبة ، فليس صدفة أن أوبريت الليلة الكبيرة أكثر انتشارا من الموسيقى الكلاسيكية ، وليس صدفة أن موسيقى سيد درويش تلقى استحسانا أكثر كثيرا من الكثير من الموسيقى المعاصرة لأنها كانت الأكثر تعبيرا عن هذه الروح الشعبية ، ولعل الترحاب والقبول الواسع بالإنتاج الأدبي لبعض من كبار الكتاب يفسره مدى اقترابهم من هذه الروح حتى ولو كانت تتضمن مفاهيم رؤى سياسية لا تهدف بشكل قاطع للتقدم ، وفى الفن الغنائي نلاحظ استمرار التلقي الحسن لأغنيات كانت قد تعرضت لضغوط شديدة في زمن سابق حين سادت النظرات الرومانتيكية المعبرة عن عصر تاريخي ملى بالأحلام السياسية ، فنجد أغنيات قنديل وطلب وكارم تعود بقوة ، وقبلهم يستمر سيد درويش في الانتشار ، لأنها جميعا كانت الأكثر اقترابا وتعبيرا عن هذه الروح الشعبية ، وستختفى أغنيات حمو بيكا وعمر دياب باختفاء الظروف الاجتماعية التي أنتجتها ، كما أختفى عدوية والسح أدح أمبو ، ولعل مصير السريالية التي انتشرت في مصر في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي ثم انقراضها وبقاء فن محمود سعيد وأنجى أفلاطون ومختار وغيرهم الذين كانوا أكثر تعبيرا عن هذه الروح الشعبية لتقدم لنا مثالا أخرا واضح الدلالة.
وإذا كان هذا على صعيد الآداب والفنون فإنه ينطبق أيضا على السياسة ، فلا يمكن لأى تيار سيأسى النجاح دون أن يصبح قادرا على استيعاب وهضم هذه الروح الشعبية والتعبير عنها في برامجه وسياساته ، تعبيرا لا ينحنى أمامها ولكن يفهمها ويساهم في تطويرها والاندماج معها عبر القيام بدراسة حقيقة معمقة لتاريخ بلاده السياسي والاجتماعي واحوالها الراهنة ، كي يقدم رؤيا حقيقية للمستقبل تستطيع الحصول على التأييد الشعبي ، بديلا عن الديماغوجيا اللفظية التي تعيد تكرار المحفوظات المثيرة الى الحد الذى تستطيع فيه استنتاج ما سيقولونه قبل أن يفعلوا ذلك ، ولعل ذلك يفسر أحد أسباب عزلتها ولكن لا يختصر كل الأسباب.
لذلك فعلى كل من يريد المساهمة في العمل العام ان يتقن فن الاتصال بالجمهور، أي ان يفهم روحه .
وفى الحقيقة هناك روح شعبية غير مكتوبة، روح متغلغلة شعبيا راكمتها الاف السنين من الخبرة التاريخية الحياتية ومن تعاقب المراحل التاريخية ، روح ساهم في تشكلها الإنتاج الشعبي للأدب والفنون وعبر عنها ، روح ساهم في تكونها الادب والشعر المكتوبين بقدر قدرتهم على الوصول الى الجماهير الغفيرة متجاوزة اختيارات النخبة ، فليس صدفة أن أوبريت الليلة الكبيرة أكثر انتشارا من الموسيقى الكلاسيكية ، وليس صدفة أن موسيقى سيد درويش تلقى استحسانا أكثر كثيرا من الكثير من الموسيقى المعاصرة لأنها كانت الأكثر تعبيرا عن هذه الروح الشعبية ، ولعل الترحاب والقبول الواسع بالإنتاج الأدبي لبعض من كبار الكتاب يفسره مدى اقترابهم من هذه الروح حتى ولو كانت تتضمن مفاهيم رؤى سياسية لا تهدف بشكل قاطع للتقدم ، وفى الفن الغنائي نلاحظ استمرار التلقي الحسن لأغنيات كانت قد تعرضت لضغوط شديدة في زمن سابق حين سادت النظرات الرومانتيكية المعبرة عن عصر تاريخي ملى بالأحلام السياسية ، فنجد أغنيات قنديل وطلب وكارم تعود بقوة ، وقبلهم يستمر سيد درويش في الانتشار ، لأنها جميعا كانت الأكثر اقترابا وتعبيرا عن هذه الروح الشعبية ، وستختفى أغنيات حمو بيكا وعمر دياب باختفاء الظروف الاجتماعية التي أنتجتها ، كما أختفى عدوية والسح أدح أمبو ، ولعل مصير السريالية التي انتشرت في مصر في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي ثم انقراضها وبقاء فن محمود سعيد وأنجى أفلاطون ومختار وغيرهم الذين كانوا أكثر تعبيرا عن هذه الروح الشعبية لتقدم لنا مثالا أخرا واضح الدلالة.
وإذا كان هذا على صعيد الآداب والفنون فإنه ينطبق أيضا على السياسة ، فلا يمكن لأى تيار سيأسى النجاح دون أن يصبح قادرا على استيعاب وهضم هذه الروح الشعبية والتعبير عنها في برامجه وسياساته ، تعبيرا لا ينحنى أمامها ولكن يفهمها ويساهم في تطويرها والاندماج معها عبر القيام بدراسة حقيقة معمقة لتاريخ بلاده السياسي والاجتماعي واحوالها الراهنة ، كي يقدم رؤيا حقيقية للمستقبل تستطيع الحصول على التأييد الشعبي ، بديلا عن الديماغوجيا اللفظية التي تعيد تكرار المحفوظات المثيرة الى الحد الذى تستطيع فيه استنتاج ما سيقولونه قبل أن يفعلوا ذلك ، ولعل ذلك يفسر أحد أسباب عزلتها ولكن لا يختصر كل الأسباب.
لذلك فعلى كل من يريد المساهمة في العمل العام ان يتقن فن الاتصال بالجمهور، أي ان يفهم روحه .