لا شيء سوى مناظر الدمار والغبار الرمادي الأسود والقتلى والجرحى ؛ أطفالا وشيوخا ونساء ، ولا شيء سوى منظر المشافي تعج بالجثث والجرحى والأطباء والممرضين والنازحين إليها طلبا لمكان آمن .
وفي وسائل التواصل الاجتماعي لا شيء سوى رصد آخر أخبار الجبهة في غزة والموتى في الضفة الغربية وأرقام الصرعى والجرحى ونسبهم ؛ نسبة الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، وسوى صورة يوسف وشعره الكيرلي الأصفر ووجهه الأبيض وبكاء أهله ، وسوى الموتى بالأكفان يصفون صفا صفا ويدفنون في قبر واحد،
ومن صور لغزة وخان يونس يلتقطها الصحفيون تبدو المدينة ركاما فوق ركام إلى جانب ركام . إنه الموت الجماعي
خمسة آلاف شهيد وأكثر و ١٣ ألف جريح وأكثر ولم يرتو دراكولا الإسرائيلي الذي يبدو مثل سمك القرش كلما شم رائحة الدم بحث عن فرائس أخرى .
صباح أمس تذكرت مقطعا من قصيدة محمود درويش " مديح الظل العالي " ترد فيه مفردة ( هيروشيما ) فاقتبسته لخربشتي ، ومساء أمس قرأت عن تهديد وزير الحرب الإسرائيلي لحزب الله بأنه إن تمادى فإنه سيدفع ثمنا باهظا إذا ما قورن بحرب ٢٠٠٦ ، حيث سويت الضاحية الجنوبية لبيروت بالأرض ، بدت حرب ٢٠٠٦ نزهة .
- هل سيجن قادة الكيان ويستخدمون السلاح الذري في حربهم ؟
لم تخل بعض كتابات نشطاء الفيس بوك من تلميحات وإشارات ، وربما لم يغب عن ذاكرة الكبار منهم أن بعض قادة الدولة العبرية في حرب أكتوبر ١٩٧٣ فكروا في هذا الخيار . صدمتهم يومها مفاجأة ٦ تشرين الأول فارتبكوا.
مرة قرأت أن رئيس وزراء إسرائيلي قال إنه لو كان في الحرب العالمية الثانية يملك سلاحا ذريا لما تردد في استخدامه لإنقاذ اليهود من المحرقة ، ولهزيمة الوحش النازي .
الطريف أنني أمس عصرا قرأت رأيا ، لإسرائيلية في مجلس الوزراء ، هي السيدة شيري فاين غروسمان ، تعلن فيه أنها كانت ستدعم هذا التوجه لو اقترح في مجلس الوزراء !!
إنها الحرب ، وفي أثنائها قد يفقد الخاسر عقله ورشده وقد يقول كلاما كثيرا .
إسرائيل في هذه الحرب تثرثر وحماس تصمت ونادرا ما تحكي وتعلن . الحال في حرب حزيران ١٩٦٧ كان معكوسا : الإعلام العربي يثرثر ودار الإذاعة الإسرائيلية تبث الموسيقى .
في الحرب نفقد عقلنا ونتوتر وقد .. قد .. .
" على الحائط كتابة بالطباشير :
هم يريدون الحرب
والذي كتبها خر صريعا "( برتولد بربخت )
ونحن ؟
نحن كما قال الشاعر ابن الرومي في القرن الثالث الهجري في خراب البصرة على يد الزنج :
" ذاد عن مقلتي لذيذ المنام
شغلها عنه بالدموع السجام " .
نحن نحزن ونكتب ولا ننام . نتابع أخبار الجبهتين وما يجري في العواصم ، وهناك من يرفع شعار : " أوقفوا الحرب !" .
و .. و ..
وصباح الخير يا غزة !!
خربشات عادل الاسطة
٢٤ / ١٠ / ٢٠٢٣
اليوم الثامن عشر للحرب .
وفي وسائل التواصل الاجتماعي لا شيء سوى رصد آخر أخبار الجبهة في غزة والموتى في الضفة الغربية وأرقام الصرعى والجرحى ونسبهم ؛ نسبة الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، وسوى صورة يوسف وشعره الكيرلي الأصفر ووجهه الأبيض وبكاء أهله ، وسوى الموتى بالأكفان يصفون صفا صفا ويدفنون في قبر واحد،
ومن صور لغزة وخان يونس يلتقطها الصحفيون تبدو المدينة ركاما فوق ركام إلى جانب ركام . إنه الموت الجماعي
خمسة آلاف شهيد وأكثر و ١٣ ألف جريح وأكثر ولم يرتو دراكولا الإسرائيلي الذي يبدو مثل سمك القرش كلما شم رائحة الدم بحث عن فرائس أخرى .
صباح أمس تذكرت مقطعا من قصيدة محمود درويش " مديح الظل العالي " ترد فيه مفردة ( هيروشيما ) فاقتبسته لخربشتي ، ومساء أمس قرأت عن تهديد وزير الحرب الإسرائيلي لحزب الله بأنه إن تمادى فإنه سيدفع ثمنا باهظا إذا ما قورن بحرب ٢٠٠٦ ، حيث سويت الضاحية الجنوبية لبيروت بالأرض ، بدت حرب ٢٠٠٦ نزهة .
- هل سيجن قادة الكيان ويستخدمون السلاح الذري في حربهم ؟
لم تخل بعض كتابات نشطاء الفيس بوك من تلميحات وإشارات ، وربما لم يغب عن ذاكرة الكبار منهم أن بعض قادة الدولة العبرية في حرب أكتوبر ١٩٧٣ فكروا في هذا الخيار . صدمتهم يومها مفاجأة ٦ تشرين الأول فارتبكوا.
مرة قرأت أن رئيس وزراء إسرائيلي قال إنه لو كان في الحرب العالمية الثانية يملك سلاحا ذريا لما تردد في استخدامه لإنقاذ اليهود من المحرقة ، ولهزيمة الوحش النازي .
الطريف أنني أمس عصرا قرأت رأيا ، لإسرائيلية في مجلس الوزراء ، هي السيدة شيري فاين غروسمان ، تعلن فيه أنها كانت ستدعم هذا التوجه لو اقترح في مجلس الوزراء !!
إنها الحرب ، وفي أثنائها قد يفقد الخاسر عقله ورشده وقد يقول كلاما كثيرا .
إسرائيل في هذه الحرب تثرثر وحماس تصمت ونادرا ما تحكي وتعلن . الحال في حرب حزيران ١٩٦٧ كان معكوسا : الإعلام العربي يثرثر ودار الإذاعة الإسرائيلية تبث الموسيقى .
في الحرب نفقد عقلنا ونتوتر وقد .. قد .. .
" على الحائط كتابة بالطباشير :
هم يريدون الحرب
والذي كتبها خر صريعا "( برتولد بربخت )
ونحن ؟
نحن كما قال الشاعر ابن الرومي في القرن الثالث الهجري في خراب البصرة على يد الزنج :
" ذاد عن مقلتي لذيذ المنام
شغلها عنه بالدموع السجام " .
نحن نحزن ونكتب ولا ننام . نتابع أخبار الجبهتين وما يجري في العواصم ، وهناك من يرفع شعار : " أوقفوا الحرب !" .
و .. و ..
وصباح الخير يا غزة !!
خربشات عادل الاسطة
٢٤ / ١٠ / ٢٠٢٣
اليوم الثامن عشر للحرب .